أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - اشتقتُ إلى نادين البدير














المزيد.....

اشتقتُ إلى نادين البدير


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 14:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اشتقتُ إلى العذاب معك, اشتقتُ إلى التعب إلى الإرهاق وأنا أفكر فيك,فمتى أنال الوصل وأرتاح من كل هذا التعب؟وهل الوصل مرة ومرتين وألف مرة يشفيني مما أنا فيه؟,اشتقت يا ناس إلى الهجر والصد والتطنيش واللامبالاة بحبي لها, اشتقتُ إلى حديثي عنك مع كل الأصدقاء اشتقت لأثرثر عنك ساعات وأيام طويلة دونما انقطاع, اشتقت إلى عينيك السود, اشتقتُ إلى الغوص فيهما لأملئ منهما عينيا بالدموع, اشتقت إلى البكاء ليلا , اشتقتُ إلى الدخول ليلا في خلوةٍ طويلة لأذكرك أنت وأسمك كثيرا وأسبحك كثيرا وأُقدسك كثيرا وأمجدك كثيرا, فالمرأة أول المعبودات البشرية وأنت أول وآخر معبود أعبده, اشتقتُ إليك إلى امرأة لم أقابلها طوال حياتي إلا مرة واحدة ولمدة خمسة دقائق, اشتقت إلى النوم في أحضان الطبيعة وللحلم بأنني أنام على كتفيك, اشتقت إلى كل شيء جميل في الطبيعة, فأنا أراك في كل شيءٍ جميل, أرى صورتك غيمة ماطرة كل حين,أرى صورتك شمسا واقفة فوق رأسي وأهداب عيوني , وخنجرا مزروعا في قلبي, أراك في فنجان قهوتي وفي ملعقة العسل التي أغطها في فمي كلما اشتقتُ إلى تذوق الجمال, اشتقتُ إلى أوراق الشجر وإلى سيقان الأشجار العارية في(الشونة الشمالية) التي حفرت أسمك على كل واحدة منها, اشتقتُ إلى بريق عينيك, اشتقتُ إلى الضوء الذي يصدر منك وهو يخترق عيني , اشتقتُ لوقوفي بين يديك وكأنك تمثالٌ برونزي,اشتقت للعذاب معك, اشتقت للوعة الفراق , اشتقتُ إلى جداولك الكثيرة وأنهارك العديدة وبحارك التي تغرقيني فيها كل مساء, اشتقت للنوم على عذاباتك وللصحو على عذاباتك, اشتقت إليك في كل ساعة وفي كل دقيقة.. اشتقتُ إلى محاكاة الطبيعة باسمك, اشتقتُ إلى الأحلام الوهمية معك, اشتقتُ إلى جنوني في الحب والعشق هذا الجنون الذي لم أمارسه إلا معك, اشتقتُ إلى أحلامي المستحيلة معك فقد بنيت ُمعك أحلاما كثيرة جريئة وجميلة وطويلة ولكنها مستحيلة, حلمتُ بأني أنا وأنت في بيتٍ صغير فيه منضده وسرير وعلبة ألوان ولوحة جداريه من القرون الوسطى, حلمتُ بك امرأة تشبه كل شيء جميل ..تمشين في الهواء وتقفين على الماء.. حلمتُ بأني أضع النجوم بين يديك , وحلمت بمنظر الشمس وهي تغرب خلف نهديك, حلمتُ بأني أبني لك حدائق معلقة وبرجا أطول من برج (الشيخ خليفة), اشتقتُ للحلم الذي راودني طوال حياتي وأنا أخال نفسي أخطفك على حصانٍ أبيض, اشتقتُ لأعود رمادا بعد أن أحترق لوعة وحنينا وعذابا أمام ناظريك.

وعلى ذمة الشوق الذي في داخلي يقول لي الشوق ويقسم بعينيك أنني اشتقتُ إليك كثيرا,منذ تركت الكتابة عنك صارت حياتي جافة وكتاباتي جافة ولا تغري القارئ بقراءتها.. اشتقتُ إلى البكاء والنواح الداخلي عليك, اشتقتُ إلى الموت عليك, اشتقت إلى عطشي وخوفي وقلقي عليك , اشتقتُ إلى اللعب بأعصابي اشتقتُ إلى نادين الصورة التي توحي بالفكرة وللفكرة التي توحي بالصورة,اشتقتُ يا نادين البدير للكتابة إليك اشتقت لحبر عينيك, اشتقت إلى صمتك الطويل على دمائي وهي تشتعل, اشتقتُ للنظر إلى تنورتك الرمادية وأنا أتصور نفسي مرميا على ركبتيك كطفلٍ يقتله العطش وعيونه شاخصة إلى وجهك البرونزي اللون وهو يلمع لمعان الذهب, اشتقتُ إلى الحرارة واللهيب وللغيرة عليك, اشتقتُ إلى جبالك وهضابك يا جسما يشبه تفاصيل الأرض التي عشت عليها وأحببت وديانها وأشجارها وورودها وينابيعها , اشتقت للنظر في كل الصور الجميلة التي تظهرين فيها وإلى لمسها بأصابع يدي وكأنني العب بالنار فتحترق أصابع يدي,ها أنت تحرقينني ولا تطفئين النار التي في أحشائي مشتعلة , اشتقت للبحث عنك في كل فنجان قهوة صباحية ومسائية , اشتقت للبحث عن طيفك في شمس الأصيل وإلى انعكاس صورتك على وجه الماء, اشتقت إلى الناس وهم يلوموني على حبي لك, اشتقتُ للوقوف على أطلالك وأنا أودعها , اشتقت للسهر وللتفكير الطويل , اشتقتُ للذهاب إلى العرافين وأنا أسألهم عن توقعاتهم متى أراك على أرض الواقع.


ها أنا يا نادين البدير أعود إلى العذاب القديم, إلى أيام السهر, من الذي ذكرني بك؟ لا أدري,كيف جاءت صورتك على بالي لا أدري!!, ها أنا عدتُ مجنونا بعد أن مارست العقلانية لسنتين أو أكثر, وليس هنالك شيء ألذُ من لوعة العشق معك, لحبك لونٌ ليس كمثله لون ورائحة تعبق وتفوح من كلماتي الحزينة,ذكرياتٌ يذكرني فيها الحنينُ إليك, أنت زهرة عباد الشمس وأنا تربة خصبة لتنمو تلك الزهرة على صدري ,أنت قطعة من جسدي ونفحٌ من روحي, , أنت تحفرين في وجداني, أنت تشلين حركتي , فلا أستطيع في هذا الوقت أن أحرك نفسي, أنا عاشق متيم ولست أدري من الذي سينقذني منك!! أنا منهار كليا, كيف خطرت على بالي! كيف استوطنت في قلبي؟ ما الشيء الذي ذكرني بك وأعاد إليّ عذاب السنين!, لماذا كل هذا الحب لامرأة لم أرها في حياتي إلا خمسة دقائق, ما زلت أحتفظ بالذكريات المرة, وبالرسائل التي أرسلتُها إليك, كل حرفٍ فيها كان ينزفُ من دمي, كل كلمة كنت أشعر وكأنها قطعة لحم من جسدي, روحي تعلقت بك أكثر, ما زلت أحلم باللقاء معك لخمسة دقائق أخرى.

للنار طقوس, وللرماد طقوسٌ أخرى, لليل طقوس وللنهار طقوسٌ أخرى, ولحبك طقوسٌ أتقنها جميعا, صومٌ وصلاة وعطش وجوع وحرمان ولوعة واشتياق, حروب من أجل نشر كلمة الحب, ليكون الحب هو الأعلى وليكون الحبُ هو الأسمى, ولحبك كتابٌ مقدس كتبته ملائكة الرحمة, ملائكة الحب, نزل عليّ وحدي في شهر الحب وفي عيد الحب وفي سنة الحب, أحبك ولست أدري ما أفعل بهذا الحب الذي يقتلني ولا أستطيع دفاعه عن نفسي , هذا الحب تمدد في أوعيتي الدموية , هذا الحب انفجر في قلبي, هذا الحب بنا حولي مستوطنات كثيرة, هذا الحب يقضي عليّ ولا أستطيع أن أقضي عليه , هذا الحب يأكلني ولا آكله, يمتص زيت شبابي ولا أمتصه, حبٌ يجعلني أشعرُ بإنسانيتي وكم أنا إنسانٌ يستحق الحياة, حبٌ يدمر الكراهية, اشتقتُ إليك بل اشتقت إلى العذاب معك.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أرسل الله يسوع الفادي؟
- القتل في العراق على الملابس والأزياء الطائفية
- من الصعب على الأغنياء أن يدخلوا ملكوت الله
- المسيحيون يطعمون بالمسلمين والمسلمون يقتلون بالمسيحيين(في ال ...
- حياتنا مرمطة
- جيهان السادات
- خاطرة بلون الدم
- أسلوب أمي في ضربنا ونحن أطفال
- الخمارات يفتحها المسيحيون ويشربها المسلمون
- هذا هو الاسلام
- قهوة العيد
- العالم الإسلامي
- الأضحية بين الإسلام والمسيحية
- ثقافة الشيطان انتصرت على طبيعة الإنسان
- أنا حزين
- التوحيد في الديانة المسيحية
- الرد الأصيل على بطلان تزوير الإنجيل
- تعال يا يسوع
- رئاسة الاسرة
- الدكتور خالد الكلالدة رجل كبير في بلد صغير


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - اشتقتُ إلى نادين البدير