من الذاكرة .

محمد أصطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4545 - 2014 / 8 / 16 - 21:14
المحور: سيرة ذاتية
    

تعود من العمل منهك تخرج مفتاحك الذي تربطه بعنقك كي لايضيع ، فأنت مازلت صغير
على المسئولية .
تنظر للباب وتريد أن تدخل المفتاح داخل القفل فتجد لصاقه على الباب ، ولكن الكتابة
عليها غير واضحة ، الكهرباء مقطوعة كالعادة ، تخرج علبة السجائر من جواربك وتخرج
القداحة منها ، تشغل القداحة وتبدأ بقراءة اللصاقة ،

يجب أخلاء المنزل قبل نهاية الشهر الحالي ،

جميل جداً ، بل رائع ..

تدخل للمنزل تجد أفراد الأسرة تجتمع في حديقة المنزل جميعهم جالسين صامتين وجه
أبيك لايُفسر ،

تجلس وتقول : هل ماهو مكتوب صحيح هل يجب أخلاء المنطقة كلها هل سيهدمون
المنازل جميعها .

لا أحد يرد الجميع صامت .

بابا ! ماذا يحصل قل شيء ما ، إذن هذا صحيح لا أحد يريد الأجابة .

جميل .. إين سنذهب ! .

لايهم . .

تذهب لغرفتك وتجلس حتى الثانية صباحاً ومن ثم تغفو من تعبك وتستيقظ
باكراً وتذهب الى عملك وكأن شي لم يحدث . .

ويأتي نهاية الشهر تستيقظ صباحاً على أصوات الجرافات والشاحنات تخرج مسرعاً
وتجدهم يقومون بقطع المياه عن أهل الحي لأجبارهم على الرحيل .

والجميع مجتمع في المكان هناك من يبكي ومن يضحك وهناك من يقاتل للدفاع
عن منزله .

ويصرخ رجل كبير بالعمر قائل .

هذه بيتي لن أغادر أعطوني غيره . إين أذهب بعائلتي لدي أولاد لدي نساء
هل أنصب خيمة على الطريق وانام بها كي يكون سعيد حضرة محافظكم .
يقومون رجال الشرطة بأعتقال هذا الرجل .

لم يعد أحد يجرؤ على فتح فمه من جديد الجميع صمت .
يأتي شخص رفيع المستوى ويبدأ بتهديد الناس بهدم المنازل فوق الرؤوس
عليكم جميعًا إخلاء المنطقة . لديكم 24 ساعة وإلا ....

ياه ، كنت أحسبها سوريا ولكن أخطأت هذه فلسطين .
نقلنا منزلنا كلها قبل بزوغ الفجر ، وذهب الجميع وبقيت أشاهد من بعيد
كيف يقومون بتحطيم كل شيء ،

حتى بدأوا بمنزلنا ،

حينها أدركت أنه لايوجد إنتماء ولو كان ذلك موجود لديك يأخذونه منك .

14 سنة ومازلت التفاصيل في ذاكرتي ، ومازال مكان منزلنا عراء
لم يقم عليه إي مشروع . .

#محمد_أصطيف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات