أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نهاري عبد القادر - غزة وأمل السلام المتبخر














المزيد.....

غزة وأمل السلام المتبخر


نهاري عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 02:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عدت يا عيد وبأي حال عدت يا عيد، عبارة رددها الكثير وإن لم تنطق بها ألسنتهم نطقت بها قلوبهم ورددتها مشاعرهم وهي تصف أحزانهم، أحزان جرح في جسد أمة لم يكتب له الالتئام، جرح حيّرنا أهو محتم علينا أم مقدر علينا؟ جرح رسمته فلسطين بدمائها وشهدائها وكفاحها على مدار ستة وستين عاما من الاحتلال الصهيوني، وها هو يواصل نزيفه في غزة الشهداء والأوفياء، فهذا عيد يمر علينا حرمنا من لذة الفرحة به، عيد فقد طعمه وفقد ملامحه كيف لا؟ وأهل غزة يتجرعونه سمّا وعلقما ويتذّوقونه دما وألما، ولعلنا مهما تكلمنا و أسردنا فإن سكان غزة فقط يدركون لوحدهم خصوصية هذا العيد المختلف تماما عن كل الأعياد.
خمس وعشرون يوما تمر اليوم من العدوان الصهيوني على قطاع غزة أو بالأحرى خمس و عشرون يوما من نزيف لجرح اسمه غزة، مخلفا دمارا شاملا وأوضاعا مأساوية مهما وصفناها لن نستطيع وصفها، حصيلة تفوق 1400 شهيد وأزيد من 8000 جريح فضلا عن حصيلة دمار للبيوت والمنازل و البنى التحتية، ولم يكتف العدوان الاسرائيلي بحرب الإبادة الجماعية التي يشنها على المدنيين العزل حتى جاء الدور على المدارس و المساجد و الكنائس و دور العبادة و حتى الاسواق و مراكز اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ولعل كل هذا الذي يحدث يجعلنا نقف موقف المتأمل في واقع هذه الأحداث، فهذا العدوان كشف الغطاء عن حقيقة هؤلاء الطغاة من بني صهيون وكشف اللثام عن الوجه الحقيقي الذي يخفون، وأثبت أن كل مشاريع السلام ماهي إلا أوهام، فقد بات من الصعب تصديق هذه الروايات وأنها لا تعدوا إلا أن تكون مخدرا يتجرعه أصحاب الانفس الإنهزامية و المستسلمون من أبناء جلدتنا الذين لا يراعون حجم العدوان ولا يعرفون معنى الشهداء و الجرحى ولا يستوعبون فقدان الأعزاء والأحبة، فمن الواضح اليوم أن الهمجية الصهيونية ليس لها حدود وأن المجتمع الدولي عاجز تماما عن كبح آلته المدمرة ولا الامم المتحدة و لا مجلس الأمن ولا المنظمات الحقوقية قادرون أيضا، فقد اصبح ظاهرا جليا أن الحل الوحيد هو الرد بالمثل و أن المقاومة هي السلاح الأمثل وأن الجهاد ضد هذا الكيان هو الخيار الأفضل فإن كانت كل الأبحاث في العالم فشلت في اثبات صحة نظرية ما اخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة فإن المقاومة في غزة قد أثبتت صحتها وبكل المعايير، وإن كان هذا العالم قد عجز عن استيعاب فكرة ضرب الحديد لا يكون إلا بالحديد فإن المقاومة في غزة أثبتت وبدون أي شك وريب أن الحديد لا يواجه إلا بالحديد وأن القصف لا يواجه إلا بالقصف وأن الصاروخ لا يواجه إلا بالصاروخ وأن الرصاص لا يواجه إلا بالرصاص. إننا اليوم مجبرون لا مخيّرون على الوقوف وقفة تقدير واجلال واحترام لهذه المقاومة الشعبية الباسلة التي بينت للعالم صمود هذا الشعب العظيم في قطاع غزة وسيشهد الزمان انجازات هذا الصمود وسينقشها بحروف من ذهب على عجلات التاريخ، انجازات غزة التي و بالرغم من الحصار صنعت الرجال فضلا عن صناعة السلاح و العتاد وفاقت كل المعجزات وحطمت كل التوقعات و النظريات.
ولعل كذلك هذا الذي يحدث يجعلنا اضا نقف موقف المتأمل والمتدبر في حالنا، ويجبرنا على ان نراجع انفسنا فهذا الطغيان الصهيوني ليس وليد الفراغ فإن صح التعبير نحن من سهل عملية ميلاده ووفرنا له سبل الوصول الى ما وصل إليه اليوم، كيف لا؟ وشهادة ميلاد هذا الكيان وقعها بلفور عندما كان بعضنا في أرض الأنبياء منشغلين بالتحالف مع البريطانيين لمحاربة العثمانيين تحت غطاء الدين ومحاربة اصحاب البدع من المسلمين !! كيف لا؟ وأثناء ميلاده كنا منشغلين بالصراع بين الملكيين و العسكريين و الاسلاميين و المحافظين و المجددين و الاصلاحيين !! وها نحن اليوم نواصل سرد حلقات مسلسل الخلافات و الصراعات بين السنيين و الشيعيين و الرافضيين و الصوفيين و السلفيين و الاخوانيين و الوطنيين و العلمانيين !! كيف لا؟ ونحن اليوم نتساءل من تكون أنت؟ عربي ام كردي ام امازيغي ام شرقي ام غربي ام أعجمي؟ للأسف فلا الدين وحدنا ولا العرق وحدنا ولا الوطن وحدنا ولا حتى الإنسانية وحدتنا !! حتى نادت غزة من بعيد تصرخ دما وألما وتنادي: ويحـــــــكم ! يا ويحكم !! ألا تعتبرون؟ ألا تتفكرون؟ ألا تتدبرون؟ فكل هذا العدوان يحدث وسيحدث ما دمنا لا ندرك أن سقف البيت إذا انهار سينهار على كل من فيه، وان السقف الذي يجمعنا اذا انهار سينهار علينا جميعنا فلا المذهب و لا العرق سينجينا، فالصاروخ الذي قتل المسلم والمسيحي و قتل الانسان ودمر المسجد والكنيسة و دور العبادة أثبت أنه لا يفرق بين أحد مهما كان !!.
آن الاوان اليوم لأن ندرك ان ما يجمعنا أكثر من ما يفرقنا وأن لا حل لنصرة اخواننا في غزة ونحن تحت ظل الصراعات التي تميز علاقاتنا ببعضنا. وإننا لنحيي صمود وصبر أهل غزة الذي أحيا الضمير فينا وإيمانا منا بأن ما من ميلاد إلا بعد مخاض فإننا لنرجوا أن يكون الألم والجرح في غزة الصمود هو المخاض الذي سيلد لنا مرحلة جديدة تحمل لنا آمال جديدة وأن غزة هي الرحم الذي سيولد لنا منه عصر جديد تميزه العزة و الكرامة و يؤسس لسلام مرجو منشود فوق أرض السلام.َ



#نهاري_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استبداد باسم الإله


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نهاري عبد القادر - غزة وأمل السلام المتبخر