أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي فاخر الموسوي - الطائرات المدنية في خطوط الاشتباك .. ماهي خطوة داعش المقبلة؟















المزيد.....


الطائرات المدنية في خطوط الاشتباك .. ماهي خطوة داعش المقبلة؟


قصي فاخر الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 22:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لندن – قصي الموسوي
يبدو انَّنا على وشك الانتقال الى مرحلة جديدة من الصراع على المواقع السيادية في العالم بدخولنا مرحلة (حرب اسقاط الطائرات المدنية) والتي يراد لها ان تكون منتمية الى نشاطات الحرب الباردة لا أكثر.
إن إصرار الادارة الامريكية على تبني سياسة (الفوضى الخلّاقة) والدفع بها الى اقصى ما يمكن ان تولده من نتائج كارثية وفي مختلف بقاع العالم بما فيها مناطق النفوذ التقليدي لروسيا عبر التخطيط لجعل اوكرانيا وحلا تغوص فيه روسيا .. كل ذلك من جهة وخبرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السياسية والمخابراتية ورفضه ان يتم التعامل معه كأسير – كما صرح ذات مرة – يدفع بمستقبل العالم أجمع الى مرحلةٍ محفوفة بالمخاطر .
إنَّ التصريح الذي خرج به بوتين بعد ساعات من سقوط طائرة الرحلة (MH17) التابعة للخطوط الماليزية، والذي أكد فيه بأنَّ الحكومة الاوكرانية هي المسؤولة عن سقوط الطائرة "نتيجة عدم ايقافها عملياتها العسكرية في تلك المناطق" في طريقة للاعلان عن قبول المسؤولية عن إسقاط الطائرة والتلويح بالاستعداد لتحمل نتائج ذلك القصد وتلك النيّة المبيتة ..
كل ذلك من جهة وإعلان شركة طيران الخليج مؤخرا أنَّها "ستتفادى التحليق في الأجواء العراقية تحسبا لقيام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) باستهداف رحلاتها المدنية بالصواريخ! على غرار حادثة استهداف طائرة الخطوط الجوية الماليزية في أوكرانيا" من جهة ثانية يعزز المخاوف التي نشير إليها سيما وان الربط السريع والغريب بين حادثة الطائرة الماليزية والاجواء العراقية وقبل ان يحدث أي شيئ ودون ان تكون الإمارات العربية المتحدة او غيرها من دول الخليج قد تعرضت ذات يوم الى نيران "داعش" يثير التساؤل المرِّيب عن مصدر القلق الذي انتاب الامارات فجأة!.
فقد "قال رئيس الشركة الاماراتية (تيم كلارك) في حوار نشرته صحيفة تايمز البريطانية الصادرة الاثنين (28/7/2014) "علينا اتخاذ إجراء ومواجهة الأمور"، مشيرا إلى أنَّ اجراءا كهذا سيثبت للرأي العام إن شركات الطيران العالمية تأخذ أمر سلامة الركاب على محمل الجد".
من جهةٍ ثانية جاء في ذيل الخبر الذي اوردته (وكالة نون) الاخبارية نقلا عن صحيفة التايمز "إن الولايات المتحدة تقوم بالتحقيق لمعرفة ما إذا كان هؤلاء المقاتلون قد استولوا في سورية، على صواريخ قادرة على إسقاط طائرة مدنية خلال تحليقها".
والخبر برمته يحتوي على عناصر مثيرة للانتباه توحي بوجود ما يريب خلفه. فهناك حادثة الطائرة الماليزية وهناك طيران الامارات وهناك داعش وهناك التحقيق الامريكي بامكانيات داعش وقدرتها المفترضة على اسقاط طائرات مدنية؟ وهي عناصر لا تبدو مرتبطة مع بعضها البعض للوهلة الاولى.
كل ذلك يدفعنا الى القول بان مرحلة جديدة في الصراع الدائر على شكلِ حمامٍ من الدم في العراق تحاول الاوركسترا السياسية الابتعاد والتشاغل عنه بقضية الصراع على المواقع الهامة في البلاد، على وشك أن تبدأ، ويبدو ان هناك من دول الخليج – وهم الشركاء الرسميون لواشنطن – من يعلم عنها شيئا.
إنَّ مبادرة الرئيس الامريكي للاعلان عن وجود (مؤشرات!) تؤكد مسؤولية الروس عن الحادثة وذلك بعد يومين فقط من سقوط الطائرة الماليزية، ومحاولة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التأكيد على "أنَّ الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن فرض المزيد من العقوبات على روسيا كون القضية لا تزال في مرحلة التحقيق في الحادث" يعني ان تقاطع المصالح بدأ يبلغ اوجه بين الشركاء السياسيين في المنطقة الغربية من العالم.
كما إنَّ تسارع وتيرة العقوبات الامريكية والاوربية وعدم التورع احيانا عن اطلاق احكام سابقة لما يمكن ان تنتج عنه تحقيقات يفترض انها لا تزال في بدايتها، مضافا الى ذلك التصريحات الامارتية الغريبة، واعلان فرنسان استعدادها لاستقبال المسيحيين العراقيين المهجرين من الموصل، تجعلنا نعتقد بان هناك دفعا باتجاه الاسراع بالانتقال الى مرحلة أعلى من المواجهة.. ولكن دون ان نتمكن بهذه السرعة من الوقوف على الاهداف التي تقف وراء ذلك.
هكذا تبدو الصورة معقدة بما يكفي للقول بأنَّ وراء الأكمة ما وراءها. ولو أنَّنا اردنا متابعة ما يجري عبر متابعة القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى التي اصبحت مملوكة بالجملة لمجموعة صغيرة من اصحاب رؤوس الاموال والمتحكمين في صورة العالم وطريقة رسمها، لما تمكنا من العثور على آثار الدم المسفوح على خناجر القتلة ..

الآن دعونا نتخيل وجود سيناريو يمكنه تفسير ما يحدث كأجزاء او كصورة عامة؟ ماذا لو كانت هناك شكوكا تنتاب روسيا منذ مدة - حول فقدان طائرة الرحلة (MH370) التابعة للخطوط الماليزية مطلع مارس من هذا العام 2014 والتي كثُرت التكهنات حول مصيرها وسبب فقدانها فكان من بين ما قيل أنَّها أسقطت لأنَّها كانت تقل عددا من الخبراء الصينيين ؟..
ببساطة فإنَّ الشكوك التي نتحدث عنها من وجهة النظر الروسية هي ان تكون الولايات المتحدة الامريكية وراء إختفاء تلك الطائرة عبر إسقاطها في المحيط .. سيما وان واشنطن كانت قد اعلنت انّها بصدد ادخال جهاز ليزي جديد الى الخدمة يمكنها من اسقاط اية طائرة بسهولة مفرطة..
ماذا لو كانت روسيا لا تمتلك سوى بعض الادلة الاستخباراتية حول هذا السيناريو المفترض؟ وماذا لو أنَّها كانت تدرك بأنَّ الامريكان سيكونون ضعفاء للغاية في الدفاع عن موقفهم - اذا كانوا متورطين حقا - إذا ما تمكنت هي من التلويح - سرا - ببعض تلك الادلة الاستخبارية؟.
طبقا للتحليل الروسي المفترض - فإنَّ محاولة الروس إنهاء الأزمة في أكرانيا بما لا يتفق والسيناريو الامريكي قد يكون ممكنا بضربات إستباقية شريطة أن تعكس قدرا كبيرا من الاحتراف والقسوة لإيصال رسالة الى الامريكان مفادها ان الكيل قد طفح وانَّ روسيا لا يمكنها البقاء على الحياد للاسباب التالي:
1. أنَّ الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) رئيس طموح ألِف حياة المخابرات والاساليب المخابراتية فهو يرى اعماق الامور دوما ولا يسعه ان يقف مكتوف الأيدي وهو يرى ان النار تقترب من بيته.
2. أنَّ روسيا تشعر بقلق كبير من الدرع الصاروخية التي تحاصرها من كل جانب.
3. أنَّ الاقتصاد الامريكي الاوربي المتعب يريد الاستحواذ على الفناء الروسي الخلفي – اوكرانيا – التي يربض فيها قلب روسيا النابض بالحياة الا وهو المصانع الاوكرانية التي تزود روسيا بالمحركات العملاقة لسفنها .
4. (الدولار الأمريكي العاري) عن اي رصيد من الذهب يُغرِقُ العالم باسره، ما يجعل العالم بأسره اسيرا لاقتصاد الولايات المتحدة الامريكية المتهالك والمثقل بالديون .

قد يكون هذا ما وقع بالفعل فكانت الطائرة الماليزية المنكوبة واحدة من تلك الضربات الروسية الاستباقية سيما وانَّ الطائرة تقلُّ على متنها مائة خبير دولي في مرض الأيدز، ما سيجعل منها ضربة أشدُّ إيلاما لواشنطن.
ناهيك عن أنَّها ستكون خطوة مثلجة لقلوب الصينيين الذين سيشعرون بأنَّ هذه العملية بمثابة الرد المجاني على فقدانهم عددا ممن وصفوا بأنَّهم خبراء معلوماتية قيل إنَّهم لقوا حتفهم في حادثة الطائرة الماليزية الاولى التي فقدت فوق المحيط ولم يعثر لها على أثر حتى اليوم .
كذلك فمما لا شكَّ فيه أنَّ حادثة الطائرة الماليزية ستعيد للمستشارة الالمانية بعضا من كرامتها المهدورة على ايدي الأمريكان الذين أشعروها بأنهم ينتهكون خصوصيتها بشكل صارخ عبر تنصتهم على كل شاردة او واردة في حياتها. لذا رأيناها في الأيام الاولى تسارع الى التأكيد على "ضرورة التوجه باتجاه الحل السلمي فيما يتعلق بالصراع على مناطق النفوذ في اوكرانيا بين روسيا وامريكا" كما أنَّها دعت الى عدم التعجل في فرض العقوبات على روسيا قبل معرفة المسبب الحقيقي للكارثة .
بعض التحليلات ترجح أن تكون روسيا هي الطرف الذي ساعد على كشف التجسس الامريكي على الالمان باعطائهم رأس الخيط الذي حصلوا عليه هم بدورهم نتيجة إستضافتهم لمنجم المعلومات المتحرك (أدوارد سنودن) خبير المعلوماتية الامريكي المنشق، وذلك عبر محاولة برمجة تسريباته وتوقيتها أو على الأقل متابعتها بشغف ومقارنتها مع المعلومات الاستخبارية التي يمتلكونها والسير على هدي ما يثبت لهم صحته منها وتوظيفه بسرعه..
إنَّ وقوف الروس على النوايا الامريكية المبيّتة للآخرين من خلال الكثير من التسريبات الامريكية حول الربيع العربي وشعورهم بالهلع نتيجة رؤيتهم للسيناريو العربي منتقلا الى اوكرانيا يدفعهم الى عدم التساهل في التعاطي مع التحركات الامريكية والاوربية ازاء الازمة الاوكرانية .
على هذا الاساس يمكن القول بأنَّ روسيا ومن خلال التحرك على محاور ثلاث تنجح – وإن جزئيا – في محاولتها قلب الطاولة على رؤوس الامريكان وإنهاء صلاحية الوصفة الأمريكية في توحيد القطبية في العالم. من خلال سياسة الخدّ والعين – كما يقول العراقيون – فهي تقبل بالغاء صفقة الصواريخ (C300) مع ايران في وقتٍ ما لتثبت التزامها بالمقررات الدولية، ولكنها تتعاقد مع العراق في محنته الحالية الناجمة عن اجتياح داعشي لبعض اراضيه والسعي للارتباط معه بصفقة بمليارات الدولارات للاستحواذ على مساحة اكبر من التسليح العراقي والاقليمي في المنطقة باسرها، رغم ان القوانين الدولية لا تبيح تزويد مناطق النزاعات بالاسلحة.
عليه يمكن القول بأنَّ الروس يتحركون بمحاور عدة منها التالية:
• محاولة إرساء الاسس الجديدة لنظام عالمي متعدد الاقطاب من خلال تنشيط التجمعات الاقليمية والمناطقية والاقتصادية.
• ضخ قدر كبير من الحيوية في نظام مالي جديد من خلال مجموعة (البريكس) (البرازيل/روسيا/الهند/الصين/جنوب افريقيا) ودعم محور شنغهاي والاتحاد الروسي وتقويتها وتدعيم اسس الاقتصاد المستقل الحر المبني على اساس القيمة الحقيقية وليس مبدأ الاستدانه.
• إطلاق أول تجربة جدِّية في إختبار امكانية الافلات من أسر (الدولار العاري).
• ملاحقة المشروع الأمريكي (الجيو اقتصادي - سياسي) أينما ظهر، ومحاولة إفشاله وتحيّن الفرص لتحقيق أكبر قدر من الفائدة عبر تلك المواجهة كما تجلّى في عرقلة ايَّة قرارات جدية ضد النظام السوري في مجلس الامن أو الامم المتحدة وزلزلة الارض تحت أقدام الخبراء الستراتيجين في اوكرانيا والانقضاض على (القرم) في سيناريو شبيه بسيناريو اجتياح القوات التركية للشق التركي من جزيرة قبرص في تموز من العام 1974 والذي عجزت كل الجهود الدولية عن تغييره كواقع حال مفروض واعادة توحيد شطري الجزيرة تحت قيادة الحكومة القبرصية اليونانية الهوى.
وهنا لا بدَّ لنا من الإشارة الى ان روسيا تشعر بأنَّها كانت الخاسر الأكبر في أزمة الديون القبرصية حينما جرى الالتفاف عليها العام الماضي 2013 ومصادرة نصف الموجودات المالية للتجار الروس ممن كانوا يورن في قبرص ملاذا ماليا آمنا وممن كانت الحكومة الروسية تستفيد من ازاحة الهمّ عن قلوبهم للابقاء على ولائهم للبلد. واعتبارهم خلايا نائمة يمكن الإستفادة منهم في يوم من الأيام.
فقد قامت الحكومة القبرصية وبعد ان ادركت بان الاموال الروسية في مصارفها المحليّة تمثل الجزء الأكبر، قامت بسنِّ قانون حكومي يقضي بمصادرة 50% من كل الاموال المودعة في بنوكها لتحصل على ما يساعدها على سداد ديونها وانقاذها من اللجوء لوصفة الاستعباد والاكتفاء بوصفة المعونة المشروطة من البنك وصندوق النقد الدوليين.
• جرُّ الولايات المتحدة الامريكية الى اجواء الحرب الباردة ولكن بشروط الروس والقوى الدولية الصاعدة كالصين والهند والبرازيل والارجنتين وفنزويلا – وربما ايران والباكستان- واللعب معها بهدوء تام.

عبر المحاور اعلاه تمَّت عملية تدمير الكيمياوي السوري وابتلاع القرم لتعويض الخسائر التي تكبدها الروس في قبرص عبر عملية شراء للاسهم محسوبة بدقة ومخطط لها باتقان عندما انخفضت اسهم الشركات العالمية التي كان الروس مساهمون فيها بعد فرض امريكا لحزمة العقوبات الاولى على روسيا وقيام الاخيرة عبر وكلاء مستعدين للإنقضاض، بشراء الشركات التي انهارت اسهمها لتحقق بذلك اكبر عملية استحواذ على أسهم شركات كبرى متعددة الجنسيات باثمان بخسة ولتصبح هي المالك الاول والرئيسي لعدد من تلك الشركات.
إنَّ المساعي الروسية الحثيثة لاستكمال (خط السيل الجنوبي) لتصدير الغاز الى اوربا عبر ممرات اكثر أمنا من الممر الاوكراني والابقاء على تدفق الغاز الاوربي اليها رغم العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الشركاء الاوربيين ساهم في تخفيف الحماس الاوربي بالوقوف مع الولايات المتحدة الامريكية التي لا تقدم لشركائها في العادة غير حزمة من المشاكل المعقدة، لا يرغمهم على القبول بها سوى شعورهم بالأسر للدولار العاري.
وأخيرا فإنَّ إسقاط الطائرة الماليزية مؤخرا وترك الجميع يضربون اخماسا باسداس بعد ان تمَّ وبسرعة مذهلة اخفاء الادلة وتدميرها في مكان الحادث يأتي ليكشف جانبا هاما من الحرب الباردة التي نشير اليها.، ويراكم الاحداث فوق عملية مصادرة القرم ما ينقل المواجهة الى مربع جديد.
لا شك إذن بأنَّنا على ابواب حرب طائراتٍ مفتوحة خلال الفترة المقبلة إذا لم تتمكن القيادة السياسية الهشّة في العراق لإحداث خرق حقيقي والانتقال بالبلاد الى مرحلة أخرى قد تجنبها التشرذم والتفكك. سيما مع التلميحات الامارتية التي اشرنا اليها في مطلع المقالة.

لقد أدى التمادي الامريكي في توظيف سياسة (الفوضى الخلّاقة) وتعاظم الشعور لدى الساسة الامريكان بانَّهم يمسكون – أو أنَّهم على وشك ذلك - بكل خيوط اللعبة في مختلف بقاع العالم إلى إطلاق يد إسرائيل بطريقة مرعبة في المنطقة وإخراجها – عمليا – من دائرة التأثير الدولي وإصرار العالم ممثلا بهيئاته الكبرى وبصلفٍ غريب على تجريم حماس واعتبار اطلاق الصواريخ من غزة باتجاه المدن الاسرائيلية جرائم حرب وإبادة حتى لو لم تؤدِ الى قتل اي شخص، في حين انها لا تعتبر مقتل مئات المدنيين العزل نساءا واطفالا وجرج الالاف وتهديم الالاف من النازل والمرافق الحيوية في غزة المحاصرة اصلا مصداقا يمكن وصفه بانه جريمةحتى.
لقد ساهم ذلك - والى حدٍّ كبير - في افراغ القوانين الدولية والمنظمات الدولية من محتواها القيمي وساهم في تكريس فكرة فشل المؤسسات الدولية في حلِّ أية مشكلة في ايِّ مكان من العالم، وذلك نتيجة المعايير المزدوجة التي تصر عليها الولايات المتحدة الامريكية وتدفع المنظمات الدولية اليها دفعا.
والذي يبدو جليا اليوم هو ان الامريكان الذين يعانون من تأثير حتمي لكارثة (الدولار العاري) مستعدون لدفعِ ثمن باهض - يتوقعون أنَّه سيحقق مردودا كبيرا على مدى العقود المقبلة - من خلال توظيف اموال كبيرة – مجرد ورق جميل مصنوع من القطن ومطبوع طباعة جميلة - ومساعي حثيثة لتدمير البنى التحتية والنسيج الاجتماعي والسياسي في بلدان الشرق الاوسط لخلق حالة من الفوضى الخلاقة ولإعادة كيد المسلمين الى نحورهم حتى تبقى اسرائيل في أمان دائم بعد ان تمَّ تقسيم البلدان الاسلامية في المنطقة الى فسطاطين إما مؤيد متورط مع الاسرائيلين راغب في الحصول على المكاسب الموهومة المزعومة من قبيل تركيا ومصر ودول الخليج وكردستان العراق أو عبر التدمير والتخريب المباشر كما يحصل في سوريا والعراق وليبيا ونيجيريا- وقريبا في تونس ومصر والجزائر وحتى المغرب - من تدريب لكوادر المستوى القيادي الاول في الحركات الارهابية والتسليح الممنهج لخلق حالة من الاحباط الكامل لدى شعوب المنطقة عبر اطلاق يد الحركات الإرهابية في بلدان الشرق الاوسط لمصادرة الحلم العربي والاسلامي ببناء دول قادرة على النهوض والاستقلال.
وعلى هذا الاساس ولهذا الفهم جرى استدراج الجميع نحو الخراب والدمار والحرب على اساس ميليشيوي وطائفي وحزبي وسياسي ومناطقي وعرقي ومصلحي ايغالا في تفتيت المفتت.
إنَّ رؤية الارهاب يتحول الى (دولة خلافة إسلامية) والمبادرة الى إقتطاع اجزاء من بلدان لها سيادة بمرأى ومسمع من اللاعبين الكبار في العالم يبدو امرا غير منطقي وغير مقبول سيّما بعد اكثر من عقد من الزمان من إعلان الولايات المتحدة الامريكية حربها على الارهاب وتجنيدها الغالي والرخيص لمكافحته!!.
فكيف تسنى لهذا الارهاب المنتسب الى الاسلام ان يتطور ويعلو نجمه ويسطع حتى يصبح بعد هذه الفترة من الملاحقة من اكثر الحركات الارهابية اموالا ونفيرا؟
كيف يمكن ان يستفحل الأمر كذلك ويصبح هذا التنظيم قادرا على تجنيد الالاف وتوجيههم بخطط محكمة وقيادة فاعلة للسيطرة على حقول النفط ومحاولة السيطرة على مصافي التكرير، ثم عقد الاتفاقيات مع اطراف معينة لتصدير النفط والحصول على عائدات؟
أليس غريبا ان تتمكن الدول التي يعاديها الارهابيون من اطلاق سراح المخطوفين من اتباعها من ايدي الارهابيين ودون ان يثير الامر حفيظة الحركات الارهابية ذاتها ما يعني انها كانت في كل مرة تقبض الثمن الذي كان الغربيون يقدمونه عن طيب خاطر وهم يعتقدون ان الامر سيظل تحت السيطرة وان تجنيد هؤلاء سينفع في تحقيق اهداف كثيرة مرجوة؟.
أليس غريبا ان تجري عمليات محسوبة لاطلاق سراح مدانين بالارهاب في فترات متقاربة في كل من افغانستان وباكستان والعراق وسوريا واليمن وحتى من قبضة الامريكان احيانا؟

إن دخول الدب الروسي على خط اللعبة ودفعه الامور بنفس الاتجاه الذي يريده الامريكيون خصوصا والغربيون عموما ولكن مع قدرٍ من المبالغة، لعلمه بان أمرها سيستفحل وسيجعل الادارة الامريكية تغرق في مستنقع جديد، يبدو سياقا موفقا.
ويأتي فيه قيام النظام السوري مثلا الى إطلاق سراح مئات الارهابيين المدانيين والمعتقلين في بداية الامر وتحاشي التورط معهم في مواجهة مباشرة ودفعهم باتجاه تدمير الحركات المعارضة الاخرى نيابة عنه او محاولة دفعهم باتجاه العراق.
بذا اتفقت الاهداف الامريكية والاسرائيلية والروسية رغم إستناد كل واحد منها الى تحليل خاص بكل طرف مستند إلى إعتقاده بانَّه هو الذي سيفوز ويتحقق له ما يريد لاحقا.
إخيرا نَّ الانهيار المتوقع للاقتصاد الامريكي نتيجة ضخامة الدين العام وعلو نسبته من الناتج القومي – بل وتخطيه بمراحل - وتجرد الدولار من كل رصيد محتمل لحمايته يجعل الولايات المتحدة مستعدة لزيادة الثمن المدفوع في حركة هروب إلى الامام، فاضطرار الكونغرس لاعادة تشريع إطلاق يد الحكومة في زيادة الدين العام سنويا وبوتيرة متزايدة حوّل الاقتصاد العالمي الى رهينة مسلوبة الارادة تماما بيد الولايات المتحدة الامريكية وبنكها المركزي الخاص والمملوك اساسا لعائلة يهودية واحدة تريد ان تجعل العالم باسره اقطاعية ترعى فيها اغنامها وتقلِّبُ فيه غنائمها.
لقد تمَّ اغراق الاسواق العالمية بدولارات تفتقد لأيّة قيمة لحاملها ولا تعطيه الحق حتى في إمتلاك ما هو ملكه في الاساس أو امتلاك ثمن ما يبيعه.
فسندات الخزانة الامريكية التي اشترتها الصين حتى الآن تبلغ 4 تريليون دولار ولو افترضنا ان الدولار الامريكي تعرض لهزة خفيفة فستكون خسارة الصين موجعة فإنخفاض القيمة الحقيقية للدولار بمقدار واحد بالمائة ستؤدي الى ضياع ما يزيد على المائة مليار دولار من ملكية الصين في تلك السندات.
المملكة المتحدة هي الأخرى تستثمر ما يقرب من التريليون دولار في سندات الخزانة الامريكية أيضا ما يجعلها عرضة للضرر الفادح إذا ما وقع أيُّ خللٍ في النسيج العام لمنظومة الدولار العاري في العالم.
ان السياسة الامريكية المستندة الى فكرة (ترحيل المهمات الاساسية الى خارج الحدود) عبر تكوين جيش من المرتزقة المتجولة – جيش من المتطوعين الراغبين بالحصول على كارت الهجرة الى امريكا والشركات الأمنية التي لا تفكر إلا بالربحية المعتمدة اساسا على بقاء الاوضاع الأمنية في أيِّ مكان تذهب إليه متدهورة – لا يمتلكُ الا مهمة واحدة وهي حماية (عائلة روتشيلد) ومصالحها المتمثلة بنصف ثروات الكرة الارضية.
لذا نرى ظاهرة القمع السائدة في العالم لكل من تسول له نفسه مجرد التفكير بالتخلي عن الدولار .. كما حصل مع صدام حسين والقذافي وما تسعى واشنطن لتكراره مع ايران التي تخلت عن فكرة التخلي الفوري عن الدولار في تعاملاتها والتي خدمها محيطها الخاص والظروف الاقليمية والمهزومين الذين يعيشون حولها ... ليتيح لها ما لم يُتح لغيرها من اوراق رابحة جنبتها خلال العقود الماضية تلقي ضربة مباشرة والاكتفاء معها بالحصار والعقوبات الاقتصادية التي تمثل الذراع الاقتصادية للقوة الامريكية الضاربة في الدفاع عن مال ثلة من الرأسمالين الجشعين.
إنَّ وجود دول مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل - والى حدٍ ما ايران وباكستان وتركيا ومصر- بما تمتلكه من عمق بشري ضارب ومسؤوليات جسيمة في بناء اقتصاديات ينبغي ان تكون قادرة على امتصاص الاثر السلبي لذلك العمق البشري وتوقف الدورة المالية في العالم أجمع يجعل من المستحيل لامريكا مواصلة الضحك على الذقون الى الأبد ..
هل نحن على أبواب حرب باردة – دموية - من نوع جديد .. حرب الطائرات المدنية والتي تبرع فيها الولايات المتحدة التي يشار اليها بالبنان كلما جرى الحديث عن الطائرة المدنية الإيرانية في عام 1988 لإرغام ايران على انهاء الحرب مع العراق أو الطائرة المصرية المدنية - التي قيل أنَّها سقطت في المحيط - وعلى متنها نخبة من الضباط المصريين العائدين من بعثة دراسية بالاضافة الى عدد من خبراء الذرة وذلك في عام 1999 والتي تخلف عن ركوبها الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي لاسباب خاصة؟.
لا ندري ولكن ما لا شك فيه هو أنَّ الأجواء العراقية ستكون هي الفيصل في تحديد بداية المرحلة المقبلة . والله اعلم.






الاثنين 28 تموز 2014 - 04:15
داعش تجعل الامارات العربية تمنع طائراتها الجوية بالتحليق في الاجواء العراقية
أعلنت شركة طيران الإمارات أنها ستتفادى التحليق في الأجواء العراقية العراق تحسبا لقيام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) باستهداف رحلاتها المدنية بالصواريخ، على غرار حادثة استهداف طائرة الخطوط الجوية الماليزية في أوكرانيا.
وقال رئيس الشركة تيم كلارك في حوار نشرته صحيفة تايمز البريطانية الصادرة الاثنين، "علينا اتخاذ إجراء ومواجهة الأمور"، مشيرا إلى اجراء كهذا سيثبت للرأي العام إن شركات الطيران العالمية تأخذ أمر سلامة الركاب على محمل الجد.
وستبدأ رحلات الشركة في غضون أسبوع، الالتفاف حول المجال الجوي العراقي الذي تحلق فيه رحلات طيران الإمارات المتوجهة من دبي إلى أوروبا، حسب الصحيفة البريطانية.
ويأتي القرار بعد تحطم طائرة بوينغ 777 تابعة للخطوط الجوية الماليزية وعلى متنها 298 شخصا كانت تقوم بالرحلة ام اتش 17، بين امستردام وكوالالمبور في 17 تموز/يوليو في منطقة خاضعة لسيطرة الانفصاليين بشرق أوكرانيا.
ويواجه العراق هجوما يشنه مقاتلون متطرفون بقيادة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر منذ حزيران/يونيو على مناطق واسعة شمال وغرب البلاد.
وقالت صحيفة تايمز إن الولايات المتحدة تقوم بالتحقيق لمعرفة ما إذا كان هؤلاء المقاتلون قد استولوا في سورية، على صواريخ قادرة على إسقاط طائرة مدنية خلال تحليقها.

المصدر: وكالات
http://www.non14.net/52826/



#قصي_فاخر_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي فاخر الموسوي - الطائرات المدنية في خطوط الاشتباك .. ماهي خطوة داعش المقبلة؟