أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوليان سالانغ - الأسس السياسية للصهيونية















المزيد.....

الأسس السياسية للصهيونية


جوليان سالانغ

الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



دولة إسرائيل نتيجة لمشروع، تم تطويره في مواجهة تفشي معاداة السامية في أوروبا، والذي يجب علينا أن نعرف التاريخ لفهم الصراع القائم اليوم.
في شهر غشت من عام 1897، اعتمد المؤتمر الصهيوني الأول إعلانا حدد هدف "ضمان مقام للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام". ولدت الفكرة الصهيونية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتبلورت في حركة سياسية. استنتج القادة والمنظرين الصهاينة من ارتفاع معاداة السامية في أوروبا استحالة التعايش بين اليهود والدول الأوروبية. والحل الذي يوصون به هو إنشاء دولة يهودية، هربا من الاضطهاد. الصهيونية هي بشكل متناقض تعبير عن الانهزامية في مواجهة معاداة السامية، باستبدال النضال المنظم بالرحيل.

إذا كان المنظر الرئيسي للصهيونية، تيودور هرتزل، يهوديا غربيا، فإن الحركة نمت في الشرق، وذلك لأسباب اقتصادية واجتماعية. كان اليهود هناك هم ضحايا اختراق وحشي للرأسمالية الصناعية في الاقتصاديات الإقطاعية. تم تقويض أسس أنشطتهم التقليدية (التجارة الصغيرة والحرف اليدوية)، وقوض تطوير المكننة استيعابهم الاقتصادي الممكن عبر البلترة. تم طرد مئات الآلاف من اليهود من نظام الإنتاج وهاجروا، إذ أصبحوا هدفا لمعاداة السامية التي تغذيها الطبقات الحاكمة، التي تستخدم إستراتيجية كبش فداء.

لقيت الصهيونية الصدى الرئيسي وسط هؤلاء اليهود المفقرين والمذررين. يمكننا أن نفهم نشأة الأيديولوجية الصهيونية بوضعها في سياقها السياسي. كان النصف الثاني من القرن التاسع عشر فترة تمجيد الشوفينية القومية وتمجيد الحملات الاستعمارية. كانت الصهيونية قومية تفترض وجود شعب يهودي على أسس عنصرية واستحالة مقارنته بغيره من الأوروبيين. بل هو مشروع استعماري يدعو إلى إقامة سكان أوروبيين على أرض عربية. يقع هرتزل في الإطار الاستعماري وكتب أن الدولة اليهودية ستكون "طليعة الحضارة ضد البربرية" [1].

ولادة إسرائيل

دعا المؤتمر بال إلى "التشجيع المنهجي لاستعمار فلسطين" و إلى "خطوات [...] من أجل الحصول على موافقة الحكومات اللازمة لتحقيق هدف الصهيونية". وهذه التوصيتن هما المبشرتين بتناقضين لا يزالان يهيكلان الصراع بين إسرائيل والشعب الفلسطيني. الأول هو التناقض بين الرغبة في إنشاء دولة يهودية في فلسطين وجود سكان أصليين على هذه الأرض (هناك 5٪ فقط من اليهود في فلسطين سنة 1900). والثاني هو التناقض بين الخطاب التحرري للصهيونية ومصالحها المشتركة مع القوى الإمبريالية.

حصل اختراق أول في نوفمبر سنة 1917، عندما أعلنت بريطانيا، التي سوف تصبح قوة الانتداب في فلسطين بعد بداية انهيار الإمبراطورية العثمانية، عن طريق وزير خارجيتها، اللورد بلفور أن "حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين". إنه تشجيع للمشروع الصهيوني، وتسارع الاستعمار خلال سنوات 1930 وظهور النازية. تم التعبير عن معارضة الاستعمار من طرف العرب الفلسطينيين في مناسبات عديدة، بخاصة عام 1936 مع إضراب عام لمدة ستة أشهر. وفي عام 1939، مثل اليهود حوالي 30٪ من سكان فلسطين.

أعطت الإبادة الجماعية شرعية جديدة للصهيونية ونظرت القوى الكبرى بعين الرضا لتأسيس دولة متحالفة في قلب منطقة برهانات جيوستراتيجية كبرى، حيت تنمو الحركات المناهضة للاستعمار. هكذا، في نوفمبر عام 1947، قررت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين بين دولة يهودية (54٪ من الأراضي) ودولة عربية (46٪). قبل القادة الصهاينة التقسيم لكنهم سيبذلون كل جهدهم لأقصى توسيع لمساحة الدولة اليهودية، وطرد غير اليهود. عندما أعلنت إسرائيل استقلالها في مايو 1948، مما أثار أول حرب بين العرب وإسرائيل، تم طرد 400000 فلسطيني. وخلال الهدنة في عام 1949، احتلت إسرائيل 78٪ من فلسطين وتم إجلاء 800000 فلسطيني.

الحرب على الفلسطينيين

ولدت الضفة الغربية وقطاع غزة (خطوط الهدنة)، على التوالي، في ظل السلطات الأردنية والمصرية. وأقيمت مخيمات لاجئين من قبل الأمم المتحدة، والتي لا تزال موجودة في غزة والضفة الغربية، ولكن أيضا في الأردن وسوريا ولبنان. في يونيو 1967، خلال حرب الأيام الستة، احتلت إسرائيل، من بين أمور أخرى 100٪ من فلسطين. خلق هذا الغزو وضعا جديدا، لأن إسرائيل لم تتمكن من تنفيذ مخطط الطرد، كما هو الحال في عام 1947. تدير الدولة "اليهودية والديمقراطية" جميع المناطق الفلسطينية، وسوف تضطر، عاجلا أو آجلا، للاختيار بين الطبيعة الصهيونية للدولة وذرائعها الديمقراطية.

أدى عنف الاحتلال والاستعمار وتطور الحركة الوطنية الفلسطينية الظهور في عام 1987 إلى انتفاضة في الأراضي المحتلة، الانتفاضة الأولى، والتي أدت إلى تكييف للدولة الصهيونية: تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على 90٪ من فلسطين وتترك إدارة المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان إلى جهاز دولة زائف تم إنشاؤها بالمناسبة، السلطة الفلسطينية (PA). لم تلتزم إسرائيل بأي شيء بخصوص المستوطنات في القدس أو بخصوص اللاجئين، واكتفت بمجرد "نقل مهارات"، بخاصة الأمنية، إلى السلطة الفلسطينية التي تألفت من الجزء الأكثر بيروقراطية وانهزامية من الحركة الوطنية، قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت حتى ذلك الحين بالمنفى في تونس. كانت تلك هي اتفاقات أوسلو (1993-1994).

قاد استمرار الاستعمار والقمع ومأزق المفاوضات، بالإضافة إلى الممارسات السلطوية والمحسوبية أو حتى المافيوزية للسلطة الفلسطينية إلى انتفاضة فلسطينية جديدة في سبتمبر 2000، وكان هذا بداية انهيار مشروع إنشاء قيادة فلسطينية خاضعة لإسرائيل والقوى الإمبريالية، والذي استمر في عام 2006 مع انتخاب حماس. بالتصويت لصالح منظمة تعلن إرادة مواصلة المقاومة، قال الشعب كلمته: إنه يرفض الدولة الزائفة التي تتكون من كانتونات تديرها حكومة تعاون مع المحتل وليس مستعدا للتخلي عن حقوقه، بما في ذلك حق العودة لجميع اللاجئين.

وقد تم القيام بكل شيء منذ ذلك الحين لعزل حماس، وللضغط عليها، وتحميل الشعب أعباء اختياره الديمقراطي وفي نهاية المطاف فرض "تسوية" على أساس الشروط الإسرائيلية. تجسيدا لهذه السياسة، ليس الهجوم على غزة سوى تعبير عن ضرورة الهروب إلى الأمام من قبل إسرائيل، التي سقطت في مأزق تناقضاتها. لا يمكن للدولة الصهيونية أن تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، لكنها لا تستطيع مع ذلك التخلص من هذا الشعب. من خلال سياستها القمعية الإجرامية، لا تفعل سوى رهن مستقبلها بالعديد من القنابل الموقوتة التي سوف تنفجر عاجلا أو آجلا. هذا الهجوم هو أيضا تعبير عن تفاقم الصراع بين الدول الإمبريالية وحلفائها، وشعوب العالم بأسره.

هامش:

[1] تيودور هرتزل، الدولة اليهودية (1896).

تعريب، المناضل-ة



#جوليان_سالانغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة: الهجوم الإسرائيلي في منظور تاريخي


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوليان سالانغ - الأسس السياسية للصهيونية