أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الشرقاوى - عمرو بن العاص ورئاسة مصر















المزيد.....

عمرو بن العاص ورئاسة مصر


محمد الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4 - 07:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كنت أنعم بنوم هادئ مستقر .. أسبح فيه كالعادة وحدى فى أحلام لا أعرف بعدها أن كانت أحلام يقظة أم فعلا أحلاما حقيقية.
ولكني أتمنى أن أجدها يوماً تطرق باب الحقيقة وتصبح واقعا لى ..
رأيتنى وقد صحوت فجاة وبدون مقدمات على طرقات على باب غرفتى ورائحة تتسلل ألى أنفى لم أستطيع معرفة هل كانت رائحة ذكية ام كريهة ولكن ما أتذكره هو كم كانت رائحة نفاذة وكأنها عبق التاريخ..
كنت ممدداً على سريرى ما زلت .. عندما فتحت عيناى عن اخرهما ..
وسألت من بالباب ؟ معتقدا أنها أختى الصغيرة أو والدتى .. ولكني سمعت صوتا كأنه يأتى من قرار بعيد :
يا بنى أنا عمرو فهل تأذن لى بالدخول ؟؟
لوهلة اعتقدت أنه أحد اصدقائى جاء ليوقظنى من اجل شئٍ ما ..
وقلت له .. تفضل يا عمرو ..
فتح الباب هذا الـــ عمرو .. ووجدتنى امام شخص طويل القامة .. ملامح وجهة تحمل من القوة بقدر ما تحمله من المكر والحنو والدهاء .. يلبس عمامة وعباية وكأنه كان يؤدى دورا سينمائيا فى فيلم الشيماء ..
وبادرنى قائلاً .. أحييك يا محمد بتحية الاسلام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لثواني قليلة توجست الشر وتملكني الخوف . فالرجل الذى كان أمامى وقتها جعلنى أعتقد أننى في عصر قريش وحروب الردة ..
ولكنى رددت عليه السلام .. سلاماً مقتضباً فى كلمتين .. وعليكم السلام ..
هل لى بأن أتعرف عليك .. من تكون ؟ وهل بيننا سابق معرفة يجعلك تأتى لى فى هذا الوقت ..
نطق الرجل باسمه كاملا .. ووجدتنى و قد اتسعت عيناى على اخرهما حتى توقعت ان تتركانى وتسقط .. و فتحت فمى كالابله .. وسألته : من انت ؟؟
قال لى مرة أخرى .. " عمرو بن العاص يا محمد " افى هذا عجب ودهشة .؟؟؟
قلت له ولم أكن وقتها مستعداً لسؤاله عن كيفية رجوعه الى الحياة مرة أخرى فأنا اعلم انه سيجيبنى بشئ واحد و أية قرانية " أنما أمرة أذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون " فأحجمت عن هذا السؤال وبادرته قائلاً : هل من الممكن ان اعلم سبب زيارتك وتشريفك لى فى هذا الوقت ؟؟
قال لى .. يا محمد تعلم اننى من حررت مصر من الرومان وقمت بفتحها فى عهد عمر بن الخطاب .. واليوم اعود يا محمد .. لكى أحررها مرة أخرى من حاكمها الذى يدمر مصر التى اوصانا بها رسولنا وشعبها خيراً .. حاكمها الذى يتعاون مع احفاد القردة والخنازير وعبدة الصليب ضد مصالح الاسلام والمسلمين ..
وجدتنى امتلك من الجرأة ما جعلنى أرد عليه قائلاً : عن اى فتح تتكلم .. تقصد غزوك مصر وقيامك بأحتلالها وجعل العربية بديلا للغة القبطية.. لغة المصريين .. كما أخبرتنا كتب التاريخ المحايدة .. وأى احفاد قردة وخنازير وعبدة صليب .. مشكلاتنا الرئيسية ليست مع اليهودية كدين أو معتنقيها.. مشكلاتنا تتمحور حول المشروع الصهيونى ..عداؤنا هو مع الصهيونية فقط .. وكذلك على من تطلق لفظ عبدة الصليب هل هو كناية عن المسيحيين .. لهم دينهم ولنا ديننا .. ولى هنا أسئلة ... ولكنه قاطعنى قائلاً : يا محمد أنا جئت اليوم لا لفتح ملفات أغلقت بفعل الزمن .. ولكن لاننى اطلب منك الدعم والمساندة ..
كدت وقتها أن أقع صريع المفاجأة فعمرو بن العاص يطلب منى انا الدعم والمساعدة ومع هذا لم يمنعنى شعورى بالدهشة الى أن أقوم بسؤالة : ماهى طبيعة المساعدة .. ولماذا تطلبها منى انا المواطن البسيط؟؟
رد على وهو ينظر في عينى مباشرة ..
يا محمد انت احد اعضاء شباب من اجل التغيير ولكم صلاتكم بكل القوى الوطنية الطامحة للتغيير ... كما أننى شخص لا يختلف أثنان على فى التاريخ الاسلامى ولذا قررت ان أعلن ترشيحى فى سباق الرئاسة القادمة لكى احرر مصر من هذا الطاغية الذي لم يكفيه ربع قرن من الحكم ..
قلت له .. وكيف ذلك وأنت لست عضوا في اي حزب من الاحزاب الشرعية الحالية رغم أيماني أنها مثل النظام تماما تفتقد أساساً للشرعية ..
قال لى وعلى وجهة أبتسامة تحمل من الدهاء والمكر الكثير .. ما اتى بى الى هنا هو لسؤالك كيف استطيع ان أكون مرشحا وحيدا ضد مبارك .. ولا تقلق فالشعب معى ..

ساعتها وجدتني أغرق فى الضحك بدون توقف .. مما أغضبة وظهر هذا جلياً على وجهة .. مما دفع به الى التقدم نحوي للمرة الأولي منذ دخولة لى غرفتى قائلاً : ماذا وجدت فى كلامى ما يصلح ليكون مادة للضحك والفكاهة ؟؟
قلت له .. يا شيخ عمرو .. أنت تقول ان الشعب معك ..؟ من قال لك هذا ..
وان كان كذلك فحسنى مبارك يستطيع أعادة كتابة التاريخ وعنده من الرجال من هم قادرون على تغييرة وتشويه تاريخك وأنت خير من تعلم .. أنك لم تكن شفافا فى حكمك أثناء ولايتك على مصر كحاكم ..اما كأنسان وصحابى فهذا ما لا أستطيع أن اتدخل فيه !!! ...
سهل جداً على من بدل تاريخ شعب بل وأسقط حق هذا الشعب من حساباته تماماً أن يبدل تاريخ أي حاكم من الحكام فى منطقة و فترة شهدت الكثير والكثير .. وحكم لم يرقى الى مرتبة العدل..

وجدت ساعتها ان كلامى قد جعل عمرو بن العاص يضيق به .. فقلت له ..

ساعطيك مثالاً او أكثر ..
أنت تصر أنك كنت فاتحاً لمصر ومحررها من الحكم الرومانى الظالم .. وسهل جداً أن يصدر مبارك تعليماته بطبع كتب وكتابة مقالات يكتبها منافقى التكيات الصحفية تتناول أنك لم تكن فاتحاً وانك كنت مجرد طامع فى اغتنام فرصة القفز على حكم بلدا عريقا وغنيا كمصر في ذلك الوقت .. وهو ما اعتقد بشخصيا أنه ليس بعيدا عن الحقيقة .. فانت جئت غازياً لبلد يدين شعبها بديانات مختلفة وان كان هناك اضطهاد علي يد الرومان فلم يختلف الحال كثيرا تحت حكمك لمصر !!!
تقول أنت ويقول مناصروك بأن الشعب المصرى قد تحول عن المسيحية الى الاسلام وترك لغته الاصلية "المصرية القديمة" الى العربية بأرادتة لتصبح لغته الرسمية والاولى ولم يجبره احدا علي ذلك ..
سهل جداً على مبارك الاب والابن والحزب القدس أن يتولوا تغيير وتبديل هذا وأن يقولوا بأن الحروب أستمرت فى مصر ولمدة 300 سنه .. بين المسيحيين الرافضين للتحول الى الاسلام ودفع جزية لك ولجندك وتغيير لغتهم الى العربية كما اردت انت .. وكما اعلم انا ..
انت تقول انك لم تحرق مكتبة الاسكندرية بكل ما كانت تحوية من تراث هام نافع للبشرية كلها .. وأنك لم تقل لجندك " ان وجدتم فى الكتب ما يخالف كلام الله ورسولة فاحرقوه .. وان وجدتم ما يوافقه فلا حاجة لنا به فعندنا كتاب الله "
ومبارك ساعتها يستطيع ان يأمر " مؤرخيه الملاكي" ان يكتبوا انك من أعطيت اوامرك بحرق المكتبة بل ومن الممكن ان يعثر الاثرى اللامع " زاهى حواس " على مخطوطة نادرة بخط يدك لقائد قواتك صاحب الشعلة النارية الاولى .. وسترى وقتها ماذا سيحدث .. اناس سيحشرون بأتوبيسات هتك العرض العام تقول لنحاكم عمرو ابن العاص ونعم لمبارك قائد الوحلة الطينية..
وسترى المتسابقين فى مباريات النفاق الكبرى والكل سيأتى بالبلطجية وسيقومون بهتك عرض انصارك من السيدات وضرب انصارك من الرجال ..
صدقنى .. الامثلة كثيرة .. وللعلم فانت لا تختلف كثيراً عنه ولن تكون المخلص لهذا الشعب ..
فالفكرة الاستبدادية التى ستحكم بها مصر مرة اخرى باعتبار أنك مندوب العناية الالهية وأن تصاريح دخول الجنة معك انت وحدك ومن اتبعك ومنهجك ودخل فى زمرتك .. ستجعل الشعب ينفر منك ..
ولناخذ مثلا نوضح فيه درجة تشابهك مع مبارك بخلاف استبدادك ..
عندما كان ولدك يتسابق مع ابن رجل مسيحى وسبقة ذلك المسيحى فجاء ابنك وضربة قائلا .. أتهزمنى وانا أبن الاكرمين .. مما دفع عمر بن الخطاب الذى لن يجود تاريخ الاسلام بمثلة أن يقول قولته الخالدة " متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً "
كما أضيف الي ذلك دورك فى نشوء النزاع بين على ومعاوية ولعبة التحكيم وما جرى فيها ..
كما أضيف الي عزل سيدنا عثمان بن عفان لك لشكه فى امانتك على حكم مصر ... كل هذا يجعلنى أضحك على ما تقوله بل و ارى ان مبارك افضل منك كحاكم فهو مع كل استبداده وديكتاتوريته وبلطجيتة لا يصرح بأنه مندوب الله فى الارض ..
ورغم أنك عمرو بن العاص فلن تستطيع هزيمة مبارك في اي انتخابات .. فكشوف التزوير قد أدمجت علي قرص مدمج CD وتم أدخالها على برامج الكتروتزويرية .. وسيقوم التزويريون بأعلان النتائج كما هي مسجلة علي القرص المدمج .. ولا امل صدقنى من نجاحك ..
وحتى لو نجحت .. فلن تختلف عنه كثيراً الا فى اعداد ساحات الشنق .. للأشتراكيين والناصريين والليبراليين واللادينيين .. وستكرم الاخوان المسلمون ومن سار على نهج جماعات التكفير والهجرة والجهاد ... وستجعلهم وزرائك ومساعدوك .. لا امل يا شيخ عمرو فى ما تود ان تفعلة ...
لا امل الا فى حالة قيام هذا الشعب من غفوتة ..
فهل نراها قريباً ..
أتمنى .....
و عندما فتحت عيناى لم اجد احد حولى لا عمرا ولا غيره ولكنى سمعت امى تقول بصوت عالى " يا محمد .. ألحق الكلاب اعتقلوا محمد شفيق وأحمد سعد اصحابك فى شباب من اجل التغيير .. ربنا معاكم يا ابنى انا هنزل اجيب ستات الحى وهروح على امن الدولة ونعمل اعتصام هناك ... عندها أفقت من نومى على صوت الرئيس يقول باننا لن نتهاون امام دعاوى التخريب والهدم ومطالبة القلة المندسة بانتخابات حرة .. وكيف يحدث هذا فى حكمى .. من يريد انتخابات حرة وصندوق انتخابى زجاجي حر وشفاف فليرحل الى كندا .. سويسرا .. اى بلد آخر ولو الي لبنان .. اما مصر فلن تدنس بمثل هذا الشرف ..نحن أسسنا حكم عسكرى سيطبق على عنق شعب مصر الى ابد الابدين .. يا مصريين .



#محمد_الشرقاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاكمنا المرسل من السماء
- رأيت بأننى : بعد خروجى من أمن الدولة
- 7 اسئله للسيد رئيس الجمهوركيه حسنى كبارى ومعتقلات
- مبايعة من القلب لك يا مبارك
- يا أى شئ .. أفعل اى شئ .. فقد طحننا اللاشئ


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الشرقاوى - عمرو بن العاص ورئاسة مصر