أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - د. محمد البندر - المثقفون العراقيون وتجاهل تراث المسيحية …















المزيد.....



المثقفون العراقيون وتجاهل تراث المسيحية …


د. محمد البندر

الحوار المتمدن-العدد: 329 - 2002 / 12 / 6 - 04:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


 

 

 

- الدنمرك

 

مقدمة:

سجل المثقفون العراقيون على امتداد عقود من الزمن الكثير من المواقف المحمودة تجاه قضايا الوطن الملتهبة كالديمقراطية واحترام حقوق الانسان العراقي والوقوف ضد استباحة كرامة العراقيين وتطلعاتهم نحو العيش الكريم، وواجهوا عنف الدولة وبطشها ودفعوا الثمن غالياً من سجن وتقتيل وتشريد بدون ان تلين لهم قناة. ودون ان يحيدوا عن مواقفهم المبدئية وان يتحولوا الى مداحين للسلطان وشعراء لبلاط العشيرة.

ورغم الجهود المكثفة التي بذلها النظام من أجل احتواء المثقفين العراقيين وافساد ضمائرهم بالمال والنفوذ، فقد فشل في ان يبني له موطأ قدم في اوساطهم، ولم يكسب الا حفنة غير مؤثرة من مرتزقة، جاء معظمها من خارج العراق، وارتضت ان تبيع نفسها بابخس الاثمان. وبقي المثقفون العراقيون من كتاب وادباء وفنانين ومفكرين احراراً في توجهاتهم، وتعبيرهم ومستقلين عن مراكز الاستحواذ السياسي والايديولوجي للدولة العراقية. لقد وقفوا ضد الحرب، وضد التدمير المنظم للبيئة، ودافعوا عن حق الشعب العراقي بجميع طوائفه وقومياته في الكرامة والعيش الكريم. الا ان الكثير من القضايا ما زالت امام المثقفين العراقيين ليسجلوا مواقفهم فيها. ومن هذه هو الموقف من المسيحية والمسيحيين في العراق.

ومن ذيول هذه التربية التي ينبغي على الواعين العراقيين الانتباه اليها ومكافحتها هي سياسة اهمال المسيحيين كشعب، والمسيحية كدين وحضارة، والتشكيك بولائهم وانتمائهم للوطن عن طريق تزييف الحقائق التاريخية، وترديد الاراجيف المضللة التي نجح هؤلاء المشبوهون في غرسها في اذهان عامة الناس والمثقفين منهم بصورة خاصة.

واريد بهذه الوريقات ان اتدخل لكسر الطوق البغيض الذي فرضته تربية دولة التمييز الطائفي الخاطئة على تجاهل المسيحيين وتراثهم والتي تركت آثارها على مثقفينا العراقيين الذين ينبغي عليهم ان يتحسسوا ويعوا المشكلة الكبيرة التي تقف حجر عثرة امام اكتمال النفس الوطني لهم واستقلاليتهم في كثير من القضايا المصيرية وهي عدم تحررهم الكامل من بقايا التربية المزدوجة الطائفية والقومية  التي غرستها الايديولوجية التاريخية للدولة العراقية التي صاغ أسسها ساطع الُحصري. ولا يكفي في هذا المجال اصدار موقف الادانة لهذه الايديولوجية الضارة، واعلان البراءة اللفظية منها ومن ممارسات الدولة العراقية ومنطلقاتها الايديولوجية التي تميز بين المواطنين على أساس العرق والدين والطائفة للبرهنة على استقلالية المثقفين العراقيين، بل تتطلب منهم قدراً اكبر من الجهد الفكري والايديولوجي المضاد، واتخاذ مواقف عملية ملموسة تعيد النظر في التاريخ العراقي المعاصر برمته. ان الفكر البعثي ومنطلقاته ما هو في الواقع الا الابن البار للفلسفة الُحصرية والتجسيد الحي لمفاهيمها العنصرية والشوفينية، ولذلك فان التصدي لمنطلقات هذا الفكر لايمكن ان يكون ناجحاً اذا لم يتم في الوقت ذاته فضح المنبع الحصري الاصلي له ورفضه وتسليط النار عليه.

 

نقد الذات

علينا بادئ ذي بدء ان ننقد ذاتنا، وان نعترف بالحقيقة المؤلمة باننا اهملنا الكنيسة واعتبرناها شأناً مسيحياً خالصاً انطلاقاً من عقلية تتجاهل تراق "الاقليات" التي كُتبت عليها ان تُسبح بحمد تراث الاغلبية فقط. ولم يكن على مثقفي الاغلبية ان يعنوا بالكنائس كما عنيوا بالمساجد، وكتبوا الكثير عن تاريخها العريق ووظائفها الروحية. ولم يكرس مؤرخونا الرسميون وغير الرسميين جزءاً من جهدهم للكنائس المسيحية واللغة السريانية الذي خرج خطنا العربي الجميل من اضلاعها، ولم تحرك جوانحهم اصوات نواقيسها، وتراتيل صلواتها، ومواقف ابنائها، ولم يتطرق احد الى عمارتها ومخطوطاتها وطقوسها. ولا نجد بالكاد مثقفاً أو باحثاً عراقياً واحداً تناول تاريخ كنائس المشرق، او شرع بحثاً عن طقوسها واعيادها وإلى ما ذلك، وكأن ليس هناك من ثقافة أو دين آخر يستحقان الاهتمام والبحث غير الثقافات الكبرى كالعربية او الكردية او الاسلام دين الاكثرية وحسب. في حين ينعقد اللسان عاجزاً عن تعديد اولئك المسيحيين من مفكرين علمانيين وبحاثة اكاديميين وكهنة محبين للعلم والبحث والذين تطرقوا الى مختلف جوانب الثقافة العربية والديانة الاسلامية، وحققوا كتب التراث العربي الاسلامي ومنهم على سبيل المثال الاخوين كوركيس وبشير عواد. ومنهم من أسس المجلات التي تعني بفقه اللغة العربية وقواعدها واشتقاقاتها من امثال الاب انستاس الكرملي، ومن الموسيقيين جميل ومنير بشير، ومن المؤرخين يوسف الصائغ الذي كتب بحثه القيم عن تاريخ الموصل بجزأين في عشرينات هذا القرن وعشرات غيرهم.

 

تجاهل عفوي ام مقصود

ورغم ان المسيحيين هم اخواننا في هذا الوطن المعذب ويعيشون بين ظهرانينا منذ اقدم الازمان لكننا نكاد لا نعرف شيئاً عنهم وعن فلكلورهم وتراثهم ولغتهم وتاريخهم وكنائسهم، حيث فُرض عليهم ان ينغلقوا على انفسهم في نواديهم الخاصة، ويعيشوا في احياء خاصة بهم، ويتقوقعوا في كنائسهم بعيداً عن العين، وفرض عليهم ان يتكلموا العربية فقط والا يتداولوا لغتهم الام إلا همساً ووشوشة.

ولا شك في حب المثقفين العراقيين الواعين منهم لوطنهم ولنخيله ورافديه وجباله، وتمجيدهم لحضارات السومريين والاكديين والآشوريين، وتحدثهم بقلب صافي عن عالمية الاسلام ودور العرب الحضاري في الاندلس، لكن للاسف لا يرف لهم جفن على مصير كنائس المشرق العراقية، وتراثها ولغتها، غير مدركين الخطر الكامن وراء محاولات النظام لوأد المسيحية في عقر دارها. ولا شك بان للدولة العراقية اليد الطولى في الغبن التاريخي للمسيحيين، ولكن لماذا لا يحرك المثقفون العراقيون ساكناً ازاء ذلك ؟ اننا حين نقبل بغبن المسيحية وتراثها في العراق فاننا نرتكب بذلك جريرتين اولهما هي جناية التغاضي والتجاهل المتعمد على الطائفة القليلة العدد الكبيرة الاهمية، وثانيها اننا نرتكب جريرة اكبر بحق وطننا وتاريخنا وتراثه الذي لا تنفصل الكنيسة بتراثها ذي العمر الالفيني عنه. وحين اوجه نقدي الى الساكتين على هذا الغبن التاريخي المشين اطلب منهم ان يمعنوا النظر قليلاً في تاريخ العراق ويدرسوه بدون تحيز، فسوف يجدون بان المسيحية دين اغلبية سكان العالم حالياً لم يخرج ولم ينبع الا من أرضنا، وان مدارس نصيبين وطيسفون والرها الرافدينية هي التي اعطت اول الدروس في الفلسفة والحكمة والعلوم للعالم قبل اليونان، وان لغة هذه المدارس كانت لغة العلم والثقافة والتدوين والسياسة حتى في عهد الاخمينيين والساسانيين وبقيت كذلك بعد دخول العرب المسلمين الى العراق ولم تعرب الدواوين الا بعد سنوات طويلة من عمر الاسلام.

 

التمييز الطائفي والتهميش القومي والديني … ثوابت في الايديولوجية الحصرية

ومن مظاهر الايديولوجية الُحصرية هو تبرير الممارسات الطائفية، والتمسك بعقلية الامة الكبرى في تمجيد العروبة والاسلام دون غيرها من القوميات والاديان التي خصتها هذه الايديولوجيا المقيتة بالمنزلة الادنى في المجتمع العراقي.

لقد تأثرت الدولة العراقية منذ نشوئها ومروراً بمجئ البعث وحتى اليوم على التمييز بين عرب العراق على اساس الطائفة. فالشيعة العرب العراقيين مميزون في المعاملة وهذا معروف ولا يحتاج الى الكثير من الجهد لاثباته. ورغم انتماء الاكراد وغالبية التركمان الى دين الدولة السني فلم يحصل هؤلاء اسوة بالشيعة العرب او المسيحيين سوى على الفتات، لأن هذه الايديولوجية قد اخترعت قائمة للاعداء التاريخيين للامة العربية والاسلام شملت ثلاثة ارباع الشعب العراقي، وضمت "الشعوبيين" الاكراد والمسيحيين "والروافض" وهو مصطلح يقصد به الشيعة، الفرس، الاكراد والتركمان. ومن الغريب ان يتم استثناء الاتراك من هذه القائمة وهم الذين استعمروا العراق على امتداد اربعة قرون.

 ومبدأ العزل والتهميش هو الوجه الآخر الذي بلورته هذه الايديولوجية المقيتة ونفذه الفكر البعثي بحماس على امتداد عقود طويلة. ويحتوي هذا المبدأ على شقين: الاول هو عزل غير المسلمين سواء من المسيحيين او اليهود او الصابئة او اليزيدية وغيرهم عن مواقع التأثير في الدولة والثاني هو تهميش غير العرب (السنة) كالاكراد والتركمان عن أي دور مهم في الحياة السياسية، وانكار حقوقهم القومية والثقافية المشروعة. وبالنسبة للمسيحيين فان الاضطهاد الذي يطالهم ذو طابع مزدوج قومي وديني معاً. فقد يتمتع المسيحيون بنوع من الحرية الدينية، غير ان هذه الحرية فاقعة وغير منظورة وتجري داخل الكنائس فقط، ولا تعدو كونها حرية اجراء الطقوس ليس الا. اما الحرية السياسية لهم كطائفة فهي مرفوضة رفضاً في المنطق الحُصري البعثي، وهنا يجد المسيحي نفسه متقاطعاً مع الشيعي العربي او الكردي الفيلي او التركماني الشيعي ومتماثلاً معهم في حجم الاضطهاد والحرمان. فاسماء مثل عباس وعبد الزهراء او عبد الحسين او داديشو أو زيا وغيرها تكون في الواقع العملي نادرة جداً في سلك الدولة الدبلوماسي او على صعيد الوزراء او وكلاء الوزارات او المناصب العسكرية والمدنية المهمة رغم ان هؤلاء حملوا قسط المجتمع العراقي الاكبر من الدم والضرائب. إذن فالمسيحيين لا يكونون وحدهم حين تنهال عليهم مطارق الدولة، او انهم المعنيين وحدهم بمسألة الكفاح ضد هذا الفكر وعقابيله فهناك ايضاً الشيعة العراقيين سواء العرب او الاكراد الفيلة الذين طالتهم آثار السياسة التدميرية للبعثيين وفكرهم الحُصري الذي يلغي عراقيتهم من الجذور ويعلنهم ايرانيين من ناحية الولاء.

 

الفكر البعثي تجسيد للايديولوجية الحُصرية

 

فالتمجيد بالعروبة مثلاً وهو احد دعائم هذه الايديولوجية التي تربط بشكل مجحف بين العروبة والاسلام يستند في حقيقته الى اساس عرقي وليس لغوي او ثقافي، مما يعتبر خروجاً على ارادة مؤسس الاسلام النبي محمد الذي حدد هوية العرب والمسلمين على اساس اللغة والثقافة وحجم الايمان وليس القومية فقط قال: "العربي من تكلم لغتنا" والعروبة هنا حسب المفهوم المحمدي لا تستند الى مفاهيم عنصرية او شوفينية مغلقة، ولم يكن محمداً ليريد بذلك ان يحول كل الناس الى عرب حيث لم يقل "العربي هو من تكلم العربية وتنكر للغته" بل قال بما معناه "بان العربي من تكلم العربية وإن تكلم لغات أخرى" وأراد بذلك ان يلغي كل اساس للتمييز ضد الناطقين بلغات اخرى غير العربية. وكأنه كان يحدس بتحديده هذا نيات الشوفينيين العرب المبيتة اثناء حياته وبعدها ضد من هم ليسوا عرباً، ولذلك فهو يقطع الطريق من البداية على محاولاتهم لتضييق مفهوم العروبة واسناده الى موقف عرقي فقط. واذا استعرنا مفاهيم الانثروبولوجيا المعاصرة لقلنا ان محمد يعترف بلا مواربة بالثنائية الثقافية اللغوية لمفهوم متطور جداً حتى في ايامنا هذه. لكننا نرى الآن – للاسف – ان محمداً يقف غريباً ووحيداً في بيئة الاسلام لا ناصر له ولا معين كوقفة الحسين في كربلاء، وقد تناكر له الشوفينيون العرب وغير العرب، وشوهوا افكاره المتسامحة، وحملوه كل وساخاتهم وسلوكهم المعادي لمبادئه، وهو الذي كان يحيط نفسه دائماً برجال ليسوا عرباً اصلاً، فيهم الرومي كصهيب، والفارسي كسلمان، والحبشي الاسود بلال.

 

الظلال المُرة لايديولوجية البعث الحُصرية

لقد نجحت الدولة العراقية وماكنة دعايتها في حجب والغاء الهوية القومية للآشوريين الكلدان على حد سواء، وانطلى للاسف هذا التشويه حتى على بعض المثقفين العراقيين الذي مافتأ يردد كالببغاء ما تلوكه وتلفظ به هذه الماكنة من اكاذيب وترهات حولهم. فالدولة العراقية التي تستند الى ايديولوجية شوفينية التهمت تراث الماضي العريق لبلاد الرافدين، وجيرت تاريخ الحضارة العربية الاسلامية كله لصالحها تستكثر على الآشوريين حب انتمائهم الى الحضارة الآشورية القديمة فتنكر عليهم هذا الانتماء وهذه التسمية، وتختزلهم الى "آثوريين" لغرض مشبوه ولئيم وهو وضع وطنيتهم العراقية موضع الشك. اما بالنسبة للكلدان فتمنحهم الدولة العراقية بركتها وتنعم عليهم بلقب العرب المسيحيين مجردة اياهم من ماضيهم ومن ثقافتهم القومية.

ولم تُقرر في المدارس العراقية مادة لتنوير النشأ الجديد شيئاً عن ابناء العراق غير العرب وغير الاسلام، او ان تقوم وسائل الاعلام الرسمية بتخصيص قسم من وقتها للتراث الآشوري الكلداني. هذه في الحقيقة جزء من تلك الحقائق المؤلمة التي يجب ان يتذكرها العراقيون الواعون للآلام شعبهم ووطنهم، بيد ان اكثر الحقائق ايلاماً  هو ترديد جمهور المثقفين العراقيين للاراجيف المضللة للدولة العراقية المدانة من قبل الشعب العراقي ضد المسيحيين وهويتهم الوطنية عن طريق الدس والتشويه والابتسار مثل انخراط الآشوريين في "افواج الليفي"، وتمجيد "بطولة" بكر صدقي في مجزرة سميلي البشعة ضد الآشوريين التي ما يزال البعض يعتبرها من اعمال الشرف الوطني، وقضية الطيار العراقي المسيحي "منير روفا" الذي هرب بطائرة الميغ 21 الى اسرائيل عام 1966 حيث لا تزال ذاكرة الدولة العراقية تُبقي هذه القضية بعيدة عن النسيان، لكنها تتناسى عن قصد خيانة قائد الدولة وتنازله المشين في خيمة صفوان عام 1991. ويُشار أيضاً من طرف خفي وغير خفي الى هجرة المسيحيين من العراق وضعف روحهم الوطنية وهروبهم من الواقع والتبعية الثقافية للغرب.

 

 الدولة العراقية مدانة

انتقادي هنا للمثقفين العراقيين وتغاضيهم المقصود عن الكنيسة المشرقية سوف لن يكون عادلاً ان لم يطل الدولة العراقية ايضاً وسياستها المنهجية في انكار الكنيسة ودورها وثقافتها. ودلالة على نَفَسها الضيق وحسها التمييزي صاغت الدولة العراقية مشروعها العروبي القوماني ذي الدماء التركية الذي يستبعد المسيحية وكنائسها وتراثها السرياني عن تراث العراق وعن جذوره التاريخية الرافدينية ويتجاهل بشكل مطلق كنيسة المشرق ودورها التاريخي قبل وصول العرب والاسلام الى العراق بقرون طويلة.

وبدلاً من استحداث وزارة خاصة للشؤون الدينية في العراق وجعل الكنيسة المسيحية وغيرها من المؤسسات الدينية التابعة للطوائف الدينية الاخرى كاليهود والصابئة المندائية وغيرها ترتبط بها بشكل مستقل. رُبطت الكنيسة من الناحية الادارية البحتة بوزارة الاوقاف والشؤون الدينية الاسلامية انتقاصاً من استقلاليتها التي اعترف بها خلفاء بني امية وبني العباس والعثمانيين. ولم نسمع يوماً من هذه الدولة التي ينص دستورها على معاملة العراقيين بالمساواة من حيث الدين والمذهب ان قامت بتجديد بناء كنيسة تاريخية متداعية، او رممت صومعاً من الصوامع المسيحية العريقة في مناطق العراق، او حرمت المساس بمقابرهم ومقدساتهم، بل جرى العمل بالعكس تماماً حين ابتلع قصر الدولة الجمهوري كنيسة "مارزيا" في منطقة الكرادة احدى اعرق الكنائس العراقية في بغداد. اما مهمة صيانة دور العبادة هذه فتدع لهبات المحسنيين من خارج العراق لتقوم به نيابة عن الدولة العراقية الثرية التي لا يتوانى رئيسها في احلك ايام الحصار عن تبذير اموالها لبناء اكبر القصور وابذخها على حساب آلام الشعب العراقي. ونظرة واحدة الى التقويم السنوي للدولة العراقية المزدحم بالاعياد الرسمية لا نجد انه خصص يوماً واحداً من ايام السنة عطلة رسمية للمسيحيين العراقيين الذين يصومون خمسينهم كما نصوم نحن ثلاثيننا، او ان يخصص اسبوعاً للثقافة الكلدانية او الآشورية.

 

 وأخيراً وليس آخراً لم تقم الدولة العراقية بتنكيس اعلامها يومين كل سنة حزناً على الكارثة الوطنية بهجرة مليوني عراقي مسيحي خسرهم العراق خسارة لا تعوض.

انتهى

 

 



#د._محمد_ البندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...
- لماذا يعارض -الإخوان- جهود وقف الحرب السودانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - د. محمد البندر - المثقفون العراقيون وتجاهل تراث المسيحية …