أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي أبو خطاب - المرأة بين مطرقة تأويل الدين و سندان المجتمع














المزيد.....

المرأة بين مطرقة تأويل الدين و سندان المجتمع


علي أبو خطاب

الحوار المتمدن-العدد: 1272 - 2005 / 7 / 31 - 13:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أحاول في هذه المقالة عرض مكانة المرأة في التأويلات الذكورية للدين و المجتمع بشكل جزئي ، و ذلك عبر ملاحظات و استعراض لبعض المقالات و الكتب التي تحدثت عن الظلم الواقع على المرأة من هذه الناحية ، و أنا أتحدث هنا عن الدين الإسلامي بالذات و عن المجتمع العربي بعاداته و رذائله وقد ميزت بين الاثنين لأنه أحياناً قد يعطي الدين حقوقاً للمرأة فيهضمها المجتمع و يسلبها إياها باسم العيب ، و ثمة أمر أخطر حين يعطي الدين حقوقاً للمرأة فيسلبها إياها الفقهاء بتفسيراتهم الذكورية للنصوص.
تلاحظ عرين هواري – في مقالها بجريدة فصل المقال عدد (178) "أن معركة الحركة النسوية في العالم العربي الإسلامي علمانية كانت أم غير علمانية لم تستطع خوض نضالها النسوي على الأقل فيما يتعلق بموضوع الأحوال الشخصية إلا ضمن النطاق الديني، من هنا نلاحظ أن التسويغات لأي تعديل وإن كانت تتفق أو تحاول أن تتلاءم مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان لم تستطع أن تناقش أو تعارض المفهوم الديني وتحديداً القرآن والسنة النبوية" ثم تقول "إن محاولة الإصلاح والتعديل من خلال السياق الديني وقبوله يعني عدم جواز المناقشة من خارج هذا الإطار أي الامتناع عن معارضته أو التشكيك فيه، في هذه الحالة يطرح السؤال "هل يوجد ضمن هذا الخطاب وهذه الشريعة فضاء واسع للاجتهاد والتغيير بما يتناسب والظروف الحالية؟ وهل هذا الفضاء كان لمعالجة ودفع قضية تحرير المرأة وفق المفاهيم النسوية؟ وفي إجابتها نتبين أن هناك إجابتين على هذا السؤال، تقول بصدد الأولى "كتبت أحد الزميلات من الضليعات في الحركة النسوية في الداخل أن الدين والنسوية خطان متوازيان لا يلتقيان وقالت بأن الحركة النسوية لا يمكن أن تكون إلا في مواجهة الدين لأن الدين في جوهره قامع للمرأة" وبصدد الإجابة الثانية تقول "تقول الفقيهة المغربية فريدة بناني في مقالة لها بعنوان (الصوت النسوي في الخطاب الديني) أن علينا القيام بقراءة جديدة للنصوص بتأويل تقدمي بما تسمح به طبيعة النص القرآن، ونرى باجتهاداتنا لتفسير النصوص والسنة إن هناك مجالاً كبيراً للالتقاء بين مبادئ الشريعة والمعايير الدولية لحقوق الإنسان".
و أريد هنا أن أطبق هذا التأويل التقدمي على ثلاث قضايا هي: الحكم والميراث والدية، واخترتها بالذات لأن لها قصة عندي فقد درسنا أستاذنا الملتحي لمادة الثقافة الإسلامية –في الجامعة- إن هذه قضايا يثيرها المستشرقون ضد الدين،ولكن للإسلام ردوده عليها وطبعاً حفظت الردود وكتبتها في ورقة الإجابة وحصدت العلامات، لكني لم اقتنع بإجابتي أو إجابة تاويله الذكوري للدين، ووجدت أن ردودهم مردودة عليهم فهم إن قلت لهم لماذا لا تحكم المرأة؟ أجابوك أنها عاطفية زيادة عن اللزوم إضافة لأسباب فسيولوجية –كالحيض والولادة- وهذا ليس مبرراً كافياً لمنعهن من الحكم فكثيراً من الزعماء والقادة مروا بظروف مرضية أشد من الحمل والحيض ومع ذلك لم يطلب أحد تنحيهم عن الحكم وقد أثبت التاريخ كفاءة كثير من النساء مثل كليوبترا وحتشبسوت وزنوبيا وشجرة الدر وغيرهن كثيرات، وأنا متأكد أنه لو كان في وسع المرأة دوماً أن تحكم لكان لدينا نساء عظيمات في مجال الفتوحات السياسية كنابليون والإسكندر وجنكيز خان، أما مسألتي الميراث والدية حيث تأخذ المرأة نصف ما يأخذه الرجل –كأنها نصف إنسان- فهما منافيتين للمنطق والمجتمع العصري، قديماً قد يكون من الممكن قبول ذلك لأن الرجل كان هو رب الأسرة الذي يعمل ويكدح في حين كان مكان المرأة غالباً هو بيتها وبالتالي تأخذ المرأة نصف الميراث لأن زوجها يصرف عليها ويدفع لأهالها نصف الدية لأنها ليست مصدر دخل، أما الآن فتطورت المجتمعات الإسلامية منذ دولة محمد علي ودعوة رفاعة الطهطاوي لتعليم البنات وتنافى هذا التطور بفضل الإرساليات التبشيرية ومدارسها وازدهار الترجمة حتى وصلنا للمجتمع الحالي الذي تعمل فيه المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل، بل لم يعد بالإمكان لأغلب البيوت أن تفي بالتزاماتها دون عمل الرجل والمرأة معاً لذا لم يعد مبرر لأن تأخذ المرأة نصف حقها فقط، قد يقول جاهل لا لزوم لعمل المرأة أصلاً –وهذا ما سنتحدث عنه لاحقاً- متناسياً بذلك الضرر الاقتصادي على الأسرة وحق المرأة الطبيعي في العمل مثلها مثل الرجل.
وإذا ما تحدثنا عن مظالم المجتمع للمرأة طال الحديث لكني سأختصر وقد تفوق ذكورية المجتمع ذكورية رجال الدين أحياناً، وسأبدأ بقضية مهمة هي الاختلاط الذي سمح به الدين في العلم والدين لكن كثيرون يرون عيباً في الاختلاط ويحاربونه حتى لو كان سببه العلم، المرأة في مجتمعنا ينظر لها على أنها مجرد جسد لا عقل –وأستثني هنا بعض المثقفين- فهي المستهدفة بالنظرات وكأن النساء لا ينظرن للرجال، أما إذا لبست قصيراً أو شفافاً فهي لابد عاهر في نظر المجتمع، والزوج يرى زوجته فقط عاهرة تلبي رغباته الجنسية وخادمة تخدم بيته وحاضنة لأطفاله ويفرض عليها دكتاتورية منزلية حيث رأي الحزب الواحد أي حزبه هو طبعاً، ولا ننسى ختان البنات الذي اختلف فيه علماء الذين لكن اتفق عليه العرف الاجتماعي، حيث تمارس هذه الجريمة في مناطق إسلامية كثيرة، بل أن شيخ الأزهر "جاد الحق على جاد الحق" اعتبرها واجب ديني، وإن كان كثير من النساء بدافع تعصبهن للدين يقبلن بأوضاعهن السيئة وبما يفرضه المشرعون الذكور من اضطهادات دون تفكير فإنهن يقبلن باضطهادات المجتمع رضوخاً وخوفاً من العقاب أو الطلاق أو الفضيحة وغيره.
ختاماً ما أريد قوله أنه لكي تحصل المرأة على حقوقها كاملة وفي كافة المجالات يجب أن تأخذ نفس حقوق الرجل ويكون لها نفس الحرية التي تعطى له، وأقصد بكافة المجالات: الفكرية والسياسية والجنسية والاقتصادية والاجتماعية وغيره.



#علي_أبو_خطاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا عمال / عاملات العالم التحموا


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي أبو خطاب - المرأة بين مطرقة تأويل الدين و سندان المجتمع