أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - لقاء في حديقة الثقافة..














المزيد.....

لقاء في حديقة الثقافة..


السيد إبراهيم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4476 - 2014 / 6 / 8 - 05:43
المحور: الادب والفن
    


قرأتُها قبل أن أعرفها أو ألتقيها، فشدني بروز بنائية لغتها، ورصانة فكرها، في خلفية مشهدها النقدي السهل الممتع الممتنع الذي ينزل إلى فهوم وألباب المتخصص والهاوي، دون التعالي على القاريء المحب المتابع لحركة النقد الأدبي العربي بعامة والمصري بخاصة، فيأتي مقالها خلوًا من التقعير والاستشهاد بغوامض المصطلح، وأقوال المفكرين من نقاد مدارس النقد الغربي التي تجيد الانتقال بينها بخفة وخبرة.

إنها الدكتورة أماني فؤاد أستاذ النقد الأدبي التي رصدتُ أفكارها المتنوعة التي أتفق مع أغلبها، وأختلف مع بعضها، فكتبتُ عنها دراسة وافية من منظور نقدي لحركتها الثورية السائدة داخل نقدها، وإبداعها، ومقالاتها، والتي تأتي متناغمة ــ لا فجة ولا مصطنعة ولا نشاز ــ مع تكوينتها الفكرية الثائرة.

وكان أن هاتفتها لتكتب لي مقدمة لمجموعتي القصصية التي أوشكت على الصدور، فاعتذرت بأنها لاتحسن القراءة من الكمبيوتر، وخيرتني بين أن أرسلها بريدًا أو ألتقيها فاخترت أن أربح اللقاء، ومثلها يسعى إليه.

اختارت اللقاء في حديقة المجلس الأعلى للثقافة بعد أن تكبدتْ ــ مشكورة ــ عبء الانتقال من مقر عملها البعيد عن مكان اللقاء، وأتيتُها قاطعًا الفيافي والقفار من محافظة غير قريبة أيضًا، لأتفاجيء بسيدة هادئة الملامح، مريحة النبرات، مهذبة العبارات، مصرية القسمات، تمتزج في ثناياها بصمة الريف وتوقيع المدينة، غضبها يكمن في عقلها، وثورتها تسكن قلبها، فعندها المباديء تفاعلاً لا افتعالاً، فجاء اللقاء غير ثوري على غير ما توقعت، يحمل حديث الوفاء عن أساتذتها، وماذا أفادت منهم، وماذا توقعوا لها، وهو حديث إن غابت عنه الثورة فلم يزايله أمارات الثقة، والاعتداد بذاتها، والانتشاء بما أنجزت وستنجز.

كان وجودها متناغمًا مع المكان؛ إذ هيَّ عضو في لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، وهي أيضًا شجرة باسقة في حديقته، تفيأتُ ظلالها وقتًا غير طويل، تجاذبنا أطراف الحديث حول النقد وأخبرتها باهتمامي به وأن لي عدة دراسات غير طويلة فيه، وهو الذي قادني لكتاباتها التي يشتم فيها الخبير عبق الأصالة والجدة، بل إنها وهي أستاذ للنقد كانت موضع دراسة لي عنها، فأمهلتني بعدم النشر حتى تمدني ببعض ما كتِبَ عنها، فوافقت، كما استسمحتني بأدبها الجم أنها ستكون مشغولة في سفر خارج البلاد لحضور مؤتمر، ولذا فلن تتمكن لضيق الوقت من أن تكتب المقدمة إن أعجبتها المجموعة، أو ستكتب دراسة عنها إن لم تعجبها، وافقت رغم أن قصص المجموعة أغلبها كان منشورًا في مجلات عربية، وفازت إحدى قصصها التي اختارها الناقد البحريني الكبير فهد حسين، وأذاعتها عبر برنامجها "قصص على الهواء" هيئة الإذاعة البريطانية وذلك بالتعاون مع مجلة العربي الكويتية التي نشرتها أيضًا.

مرت الأيام ولم ترسل الدكتورة الأوراق، وكنت قد أرسلت لها ورقة بأسئلة في صورة حوار تجيب عنه لأنشره، فانتظرت حتى عادت من السفر وعاودت الاتصال مهنئًا بسلامة الوصول، ولأخبرها بأن المجموعة أصدرتها دار ناشري للنشر الالكتروني بالكويت والتي ترأس تحريرها القاصة والروائية الكويتية الكبيرة حياة الياقوت، فلا داعي للعجلة في كتابة النقد وإن كتبته فسأجعله في مقدمة المجموعة عند إصدارها ورقية، تأثرتْ لذلك، وطلبتْ معاودة إرسال الحوار مرة أخرى، وطالبتها بإرسال الأوراق لاستكمال الدراسة، ولكن أبحرت الأيام ثانية بقارب الدكتورة نحو النسيان والانشغال، فلم أشأ أن أثقل عليها.

ولأن من حق المبدع على المبدع أن يكتب عنه وعما أبدع، فسأنشر الدراسة، ولأن من حق القاريء أيضًا على المبدع أن يأخذ بيديه إلى عوالم مشاهير الأدب والنقد، فسأهديه تلك الدراسة المحايدة والموضوعية. وأرجو أن تكون بقدر من كتبت عنها والتي أكن لها كل مودةٍ وتقدير، كما أرجو أن تسهم في إثراء الحركة الأدبية والنقدية.



#السيد_إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالة نقدية حول رواية هيروبوليس


المزيد.....




- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...
- بطوط الكيوت! أجمل مغامرات الكارتون الكوميدي الشهير لما تنزل ...
- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - لقاء في حديقة الثقافة..