أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سعاد نصر- مخول - صفد- لن اقرع الابواب ولن استأذن بالدخول














المزيد.....

صفد- لن اقرع الابواب ولن استأذن بالدخول


سعاد نصر- مخول

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 4 - 16:10
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في صفد.. لن اقرع الأبواب .. ولن استأذن بالدخول..


نتوجه إلى المدينة ..الوقت .. منتصف النهار... والطقس ربيعي معتدل.. بحوزتي مخططات المدينة من فترة الانتداب البريطاني .. أريد ان أرى الأحياء والمواقع كما كانت عليها..والمقارنة مع ما آلت أليه . بحوزتي ايضا مخطط المدينة السياحي الحالي .
انه نهار سبت..ومعظم السكان في صفد من اليهود المتدينين، قد تكون بعض الطرقات مغلقة أمام دخول المركبات، لكن لا بأس ، يمكن السير على الأقدام.. نحن نقصد الاحياء العربية التاريخية ، ولا أظنها مغلقة امام مركبات السير، جزء منها اصبح يسمى اليوم ب "حي الفنانين"، إنها منطقة سياحية.
لم تكن هنالك مركبات مارة في الطرقات..الجميع يحافظ على قدسية يوم السبت والهدوء الكبير يخيم على المدينة .. بعض المتدينين يسيرون على الأقدام ..وبعض النساء المتدينات تمشين في الطرقات لتمرير الوقت..
المهام كثيرة وكثيرة جدا ..والسؤال كما في كل مرة - من اين نبدأ؟؟ المدينة التاريخية تمتد شرقي وغربي وجنوبي القلعة الصليبية ، اما الحي اليهودي التاريخي فهو في الشمال الغربي..بمعظمة من اليهود المتشددين ..ونحن لا نقصد الدخول اليه..
عمارة "السرايا" العثمانية هي المعلم التاريخي الابرز ونقطة التقاء الاحياء العربية التاريخية..الى الشمال الغربي منها تصل الى مركز المدينة التاريخي..السوق المركزي، جامع السوق، الحي المسيحي وكنيسة السيدة العذراء، عين الماء التاريخية - عين الزاوية- التي كانت مصدر المياه لسكان المدينة وكذلك الحمام التركي العام..
المعذرة ..لم اقصد أن أضللكم .. هذه التسميات التي ذكرتها غير موجودة اليوم وسوف تضلون الطريق حتما لو بحثتم عنها ..هذه الاسماء لن تجدوها على المخطط السياحي للمدينة ... فجامع السوق اصبح يسمى "المعرض العام"، انتزع الهلال عن مئذنته واصبح يستعمل كمعرض فنون وبيت للفنانين ...وكنيسة السيدة العذراء غير موجودة بتاتا على المخطط السياحي ولكنها تظهر في الواقع منزوعة الصليب وكأنها ورشة بناء ، وعين الماء تسمى اليوم "ساحة العين النائمة"، والحمام العام ومحيطه اصبح " بستان التماثيل"..
الجزء الجنوبي الغربي من المدينة كان يسمى ب "حارة الوطى"، وهي المنطقة المنخفضة من المدينة التاريخية وتقع على ارتفاع يتراوح بين 650-750 م عن سطح البحر، على طرفها الجنوبي يقع المسجد الاحمر او الخان الاحمر وقبة بنات حميد من العصر المملوكي . اما المنطقة الشرقية من المدينة التاريخية فتسمى ب "حارة الصواوين"..وهي تصل الى ارتفاع اكثر من 800م فوق سطح البحر ومن ابرز معالمها على طرفها الغربي جامع بنات يعقوب او الجامع الشريف. ومن الشمال من حارة الصواوين هنالك "حارة الاكراد"...هذه الاسماء كلها تبدلت تماما باسماء دينية يهودية ولم يعد لها اي اثر او ذكر..
نواصل السير .. ونقطع الطرقات والازقة والادراج التي تربط بين المناطق السكنية المحاطة بأسوار .. ومن خلف الاسوار تطل اشجار التين و العنب والرمان..عرائش العنب على اسطح البيوت تذكر بقرية البقيعة الجليلية.. عدد قليل من الاطفال يركضون ويلهون في الازقة ويتكلمون اللغة الفرنسية..
على امتداد الطرقات،الأسوار و بوابات الدخول الى الاحواش ..كم اريد دخول هذه الاحواش لارى الحياة في المدينة خلف الجدار .. وماذا جرى للديار ..
ادفع الابواب..بعضها مقفل..والبعض الاخر غير مقفل..
ندخل دون استأذان الى حوش احد البيوت..نعم انها نفس الاحواش التي نعرفها في مدن فلسطينية اخرى ..حول الحوش عقود وغرف. في زاوية الحوش درج جانبي مغطى باوراق الشجر..اشجار التين والرمان ما زالت هناك..لا توجد اطفال تلعب .. الحوش متعب ومهمل وكـأنه مل 66 عاما من الانتظار..نبدأ بالتقاط الصور .. تخرج احدى السيدات من احدى الغرف تنظر الينا، لكنها تعود وتدخل..نواصل التقاط الصور..تخرج امرأة اخرى من بوابة اخرى لاحد العقود .. تخاطبنا بلهجة فرنسية وتطلب بأدب تام ان نترك المكان .. وتقول انه ملك خاص .. نحاول كسب الوقت واخاطبها قائلة وكأنني اجهل مبنى المدن العربية .. لقد ظننا ان المكان هو مكان عام لان الحوش كبير والبناء متميز ومختلف !! لم تفهم تماما ماذا اقصد ..كلام غريب عليها وهي قادمة من فرنسا الى المدينة للتوحد والتأمل ..ولكنها واصلت طلبها وبكل ادب..بان نترك المكان..
نواصل السير وندخل الى حوش اخر لاحد البيوت..لم نقرع الابواب ولم نستأذن الدخول .. اردنا فقط تفقد المكان.... (يتبع)
حيفا 23.5.2014
سعاد نصر-مخول
مخططة مدن ورسامة تشكيلية فلسطينية



#سعاد_نصر-_مخول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفد... من يكتب قصتك؟؟..من يروي حكايتك؟؟


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سعاد نصر- مخول - صفد- لن اقرع الابواب ولن استأذن بالدخول