أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حكيم المصراتي - قذائف هاون














المزيد.....

قذائف هاون


حكيم المصراتي

الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 16:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قذائـف هـاون

1)

في ليبيا مشهدان، متوازيان، ومتعارضان ..

- بنغازي تبكي كل يومٍ فوق صناديق الجثث، وهناك من يتباكى فوق صناديق الاقتراع.
- وليبيا بأسرها مصابة بسرطان اسمه [الإرهاب]، وهناك من يولول على انفلونزا [الشرعية].
فهل يتوقع البعض، أن يترك الليبيون السرطان، كي ينهش ما تبقى من جسد بلادهم، من أجل بعض الزكام والمخاط في (ريكسوس)؟

اعطسوا بعيدًا عنّا ..
*****
2)

لكن ..

الحرب على الإرهاب لن تكون نزهة قصيرة كما يعتقد بعض نشطاء الفيس بوك. كما أنها لن تنتصر بكبسة (لايك) ولن تنتهي بضغطة خفيفة على (تسجيـل الخروج). ولهذا السبب، من المفترض أن تكون عملية (الكرامة) محددة وحاسمة، وأن تكون خطتها قد وضعت بشكل جيد، مع تنسيق مسبق ودقيق مع القبائل الليبية. وليست مجرد مغامرة غير محسوبة النتائج.
*****
3)

ولم القلق؟

لأننا ببساطة نتحدث عن عشرات الوحدات العسكرية من الجيش الليبي، في مقابل عشرات الكتائب والميليشيات المسلحة التي تضم بينها تكفيريين يعتقدون أن الجنة تحت ظلال الرؤوس المقطوعة. أما المشكلة الحقيقية، فهي أن المعركة ستندلع فوق أكبر حاضنة للسلاح العشوائي في أفريقيا، وليبيا تملك حدودا هائلة ومفتوحة الذراعين لجميع متطرفي الأرض ومجرميها.
*****
4)

على أيّ حال .. لا أرى وسط هذه الغيوم السوداء سوى (بنغازي) الحزينة التي احترفت ارتداء أثواب الحداد، وأمست سُرادق العزاء فيها تنافس - في أعدادها - صالات الأعراس.

نسأل الله أن يبقيها بعيدة عن مرمى النيران. وبألا تؤول إلى مصير (كابول) الأفغانية عقب حرب التحرير، فقد استوت بالأرض، ونزح عنها ساكنوها فور اندلاع حرب شوارع ضارية بين عشرات الفصائل المتقاتلة، وذلك بعد تعنت رئيسها الانتقالي آنذاك ورفضه التنازل عن الحكم.
وهو المشهد الذي يكرره (المؤتمر الليبي) بحذافيره اليوم. فضلاً عن دعمه المفضوح للإرهابيين.
*****
5)

وفي النهاية، ليس الطقس وحده المقلوب رأسًا على عقب في ليبيا. بل كل شيء آخر يبدو مقلوبًا وعبثيًا. يمشي على رأسه ويتحدث من رجليه.

فمثلاً :

- الميليشيات التي كانت أول من شرعن أسلوب (البلطجة) في ليبيا، وحاصرت المؤتمر لتفرض قانون العزل السياسي بالصفعات الساخنة على أشداق النواب، تتحول اليوم الى حملٍ وديع يتحدث - بصوت ناعم - عن العسكريين الأشرار الذين هددوا الشرعية. رغم أن الشرعية نفسها ما تزال منفوخة الشدقين.

ومثلاً :

- رئيس الحكومة السابق (علي زيدان) الذي صرٌح سابقًا - وهو مغمض العينين - بأن اللواء حفتر شخص انقلابي مارق ينبغي جلبه للعدالة. يعود اليوم بعد ركله من منصبه، ليصرّح - وهو مغمض العينين أيضا - بأن حفتر ليس سوى مقاتل حر وشريف وصاحب أهداف نبيلة.

ومثلاً :

- قناة (الجزيرة) القطرية التي تلعن أفطاس الانقلابيين آناء الليل وأطراف النهار، لم تذكر في غمرة حماسها - ولو لمرة واحدة - كيف جاء أمير قطر السابق إلى سُدة الحكم. وإذا لم يكن الذي فعله الأمير مع والده يسمى (انقلابا)، فلابد أنه استخدم صناديق اقتراع غير مرئية، وأن نتائجها كانت على طراز نتائج التصويت في برنامج الاتجاه المعاكس.

ومثلاً :

- قناة (العربية) السعودية التي تلعن أفطاس الإرهابيين آناء الليل وأطراف النهار، لم تذكر هي أيضًا - ولو لمرة واحدة - أن جميع إرهابيي الكرة الأرضية يتم تعليبهم في السعودية نفسها، بعد أن يُختموا بختم الجودة الوهّابية، ويتم تصديرهم إلى شتى أصقاع الأرض كـ "وباء الكورونا"، وبدون ضريبة جمركية أيضًا.

- وفي وسط حالة عبثية ومتناقضة إلى هذا الحد، تصاب بالدوار والصداع، وتقرر النوم إلى الأبد. لكن حتى نعمة النوم مسلوبة منك يا صديقي. فأنت مجرد مواطن دائخ، في بلدٍ أسفله نفط ..

وأعلاه قذائف هـاون !
-------------------------
د. حكيم المصراتي
مايو 2014



#حكيم_المصراتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزم بيتك .. ولك أجران


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حكيم المصراتي - قذائف هاون