أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عبد اللطيف * - من تجليات حضارة وادي الرافدين مساواة المرأة بالرجل وتأسيس المدارس والمكتبات















المزيد.....

من تجليات حضارة وادي الرافدين مساواة المرأة بالرجل وتأسيس المدارس والمكتبات


سعدي عبد اللطيف *

الحوار المتمدن-العدد: 4444 - 2014 / 5 / 5 - 00:37
المحور: الادب والفن
    



ضيف المنتدى العراقي في المملكة المتحدة قبل فترة وجيزة البروفسور فاروق الراوي المختص في الكتابة المسمارية وأستاذ اللغات القديمة والآثار في جامعة لندن لألقاء محاضرة عن تاريخ العراق القديم. وخبير اللغات القديمة

واستهل الراوي الندوة اولا بذكر معلومة تفيد بأن بقايا لآثار بشرية يعو د تاريخها إلى 500 الف سنة قبل الوقت الحاضر عثر عليها في منطقة الفحيمي بين عنه وحديثة في العراق ما يدل على قدم الاستيطان في بلاد ما بين النهرين ثم تحدث عن ما يعرف بإنسان النياندرتال الذي عثر على بقايا آثاره في كهف شانيدر حيث عثر على هياكل عظمية كاملة بما في ذلك طفل معوق وجدت فوق قبره ورود أهديت إليه بعد وفاته وترقى تلك الآثار إلى حوالي 60000 سنة قبل الوقت الحاضر.

وأضاف أن حضارة العراق تمتد الى اكثر من 7000 سنة حيث بنيت اول قرية استيطانية في منطقة الجزيرة بين الحضر والموصل وغيرها في أعالي الفرات. وتمازجت عبر آلاف السنين ثقافات وحضارات متنوعة، ماقبل السومرية، بمراحلها المختلفة, ملفعات وحسونة وسامراء وحلف والعبيد والوركاء وجمدت نصر, وخلفها أدوار سياسية معروفة بالأكدية والبابلية و الآشورية والأخمينية والإغريقية والهلنستية و الرومانية، شكلت جميعها بما عرف بحضارة وادي الرافدين.

واوضح ان وجود نهري دجلة والفرات لعبا دورا مهما في انبثاق هذه الحضارة، لكن العامل الاكثر أهمية يكمن في تنوع المجتمع العراقي اثنيا، وثقافيا، ودينيا وهذا يلقي على عاتقنا مسوؤلية كبيرة تتمثل بالحفاظ على هذا الارث المديد.

واستعرض الراوي مسلسل الغزوات البربرية التي تعرض لها العراق، لكن ابناء الرافدين سرعان ما ينهضون لأعادة الحضارة من جديد ليفاجأوا، من جديد ، بغزو آخر من الغرباء المتخلفين يدمرون كل مابني على امتداد سنين طويلة.

فقد دمر الكوتيون الحضارة الأكدية ليبدأ نواح العراقيين الذي استمر دهورا وليبني العراقيون بعد ذلك الامبراطورية الثانية للسومريين بحدود 2124 ق.م والتي اتسعت آفاقها الحضارية لتمتد من مصر غربا الى ارمينيا وبلاد فارس وافغانستان شرقا والى سوريا وبلاد الاناضول شمالا والى سواحل بحر العرب جنوباً ويعتبر العراقيون اول من بنوا متحفا لحفظ تراث الانسانية، وتم ذلك على يد الملك البابلي نابونئيد.

واوجز البروفسور الراوي ابرز انجازات الاجداد:

اضافة الى شق الانهر والترع وتنظيم الري فقد استطاعوا رفع انتاجية السنبلة الواحدة من ستة صفوف من الحبوب إلى 99 حبة.
ابتكر الرافدانيون الكتابة على الواح الطين.
اسس العراقيون اولى المدارس والمكتبات واعتنوا بالأدب والشعر.
اكتشفوا علم العروض حيث توصلوا الى معرفة 14 بحراً من أصل 16 بحراً حققه الخليل بن احمد الفراهيدي.

يذكر ان البروفسور فاروق الراوي قد اعلن مدينة السليمانية مؤخرا العثور على مخطوطة مهمة جدا هي احدى الالواح المفقودة من ملحمة گلگامش الاثني عشر وهو اللوح الخامس منها معتبرا ان هذا الاكتشاف قد يغير الكثير من الاراء والمفاهيم التي تبلورت حول هذه الملحمة، وهو ما الذي اعاد التأكيد أن البابليين سبقوا فيثاغورس بنحو 1750 سنة، وعرفوا الصفر ورسموه بعلامة مميزة قبل غيرهم من الشعوب والأمم، مثلما قادت للعثور على رقيم يتيح إكمال النقص في ملحمة كلكامش، واكتشافات تاريخية أخرى مثيرة.

و اوضح البروفيسور فاروق الراوي، ، وهو من بين من استعان بهم متحف السليمانية (تبعد مدينة السليمانية 364 كم شمال شرق العاصمة بغداد)، إن المبادرة تهدف من بين أمور أخرى، إلى "وضع سجل متكامل (فهرسة) عن مقتنيات متحف السليمانية من النصوص الرافدينية القديمة"، مشيراً إلى أنه تم "التحري عن أكثر من خمسة آلاف نص بلغات مختلفة هي بحسب القدم السومرية، الأكدية، البابلية، الآشورية، العيلامية، الآرامية، العبرية، والسريانية والعربية".

وأضاف الراوي، أن البحث قاده للعثور على "نصوص فريدة من أهمها واحد سومري خاص بملحمة كلكامش أو ملحمة ملكين هما كلكامش ملك الوركاء وأجا ملك كيش (تل الأحيمر قرب بابل) فيه إشارات واضحة لما يمكن أن يعد أول إشارة في التاريخ عن الديمقراطية"، مبيناً ان النص "يؤكد وجود مجلسين أولهما للشيوخ والثاني للأبطال (المحاربين الشباب) كانا يعدان من أركان الدولة حينها".

وأوضح الخبير الآثاري، أن البحث في كنوز متحف السليمانية أدى إلى "العثور على ملحمة أسطورية تتعلق بأنزو (حارس الجبل) ولوكال بندة (والد كلكامش) تعرف بنحو أساس بالملك لوكال بندة وأنزو فضلاً عن العثور على مجموعة نصوص سومرية كتبت في العصر البابلي القديم (بدايات الألف الثاني قبل الميلاد) فيها العديد من القطع الأدبية الشهيرة كصعود عشتار (اله الحب والحرب) من العالم السفلي (عالم الأموات) إلى العالم العلوي (عالم الأحياء) والأغنية الخاصة بالمجرفة (المر) كاملة التي تؤكد أن الإله انليل خلق الإنسان ومعه المجرفة كرمز للعمل المثمر ومجموعة أناشد سومرية تعنى بتمجيد ملوك العراق وقطعة تخص إينانا (عشتار) وأبخ (جبل حمرين) تدور حول الإله عشتار وقطعة عن رحلة الإله أنكي من مدينة أريدو إلى نفر (تل عفج)".


وذكر الراوي، أن تفحص تلك القطع الأثرية قاده أيضاً إلى "العثور على أحجار كتبت بالآرامية ولفائف تخص سفر اللاوين التوراتي ونصوص كتبت بالخط الاسترنكولي (السرياني القديم) فضلاً عن نصوص بايكولي المطولة المكتوبة بالخط الآرامي وباللغة الفرثية"، لافتاً إلى أنه اكتشف "نصوصاً آشورية ملكية متعددة ذات أهمية بالغة ومنها ما يخص الملك آشور نيراري من العصر الآشوري الوسيط (منتصف الألف الثاني قبل الميلاد)".

وقال الخبير الآثاري فاروق الراوي، إن من بين الاكتشافات المهمة التي توصل إليها خلال تفحص وقراءة القطع الأثرية في متحف السليمانية "العثور على جزء بالغ الأهمية من درة الأدب الرافديني ملحمة كلكامش"، مضيفاً أنه وجد بين مقتنيات متحف السليمانية "اللوح الخامس من تلك الملحمة الرائعة كاملاً (نصوص الملحمة مكتوبة على 12 لوحاً)".

وأوضح الراوي، أن اللوح الخامس الذي عثر عليه "واضح المعالم تماماً إذ تظهر فيه بداية النص ونهايته"، مستطرداً أن الألواح المماثلة المكتشفة سابقاً "لم تكن كاملة لفقدان أجزاء منها مما جعل من الصعوبة الربط بين بداية ما موجود في اللوح وما موجود في نهايته".


ومن الاكتشافات المهمة العثور على "نصوص تعالج مواضيع علمية كالفلك ومنها نص عليه رسم لخسوف القمر"، مستدركاً "لكن الأهم من بينها ذلك المتضمن مواضيع خاصة بعلم الرياضيات تعنى بجداول الضرب ومعكوس الأعداد بأساليب متنوعة فضلاً عن نصوص هندسية تتعلق ببناء معبد أو قصر ومخططات أخرى تتعلق ببستان".

وأوضح الراوي، أن من الأمور المهمة الأخرى المكتشفة "نصوصاً تتضمن جداولاً وشرحاً تنظيرياً تؤكد مجدداً أن البابليين سبقوا فيثاغورس في اكتشافاته بما يزيد 1750 عام".

يذكر أن نظرية فيثاغورس، تنص على أنه في أي مثلث قائم الزاوية يكون مجموع مربعي طولي الضلعين المحاذيين للزاوية القائمة يساوي مربع طول الوتر.

وتابع الخبير الآثاري، أن البابليين بحسب الكنز الموجود في متحف السليمانية "استعملوا الصفر بعلامته المميزة التي تشبه الصفر العربي"، معتبراً أن ذلك "يؤكد استعمالهم للصفر قبل غيرهم من الشعوب والأمم كالهنود والعرب".

واستطرد الراوي، أن هذا الاكتشاف جاء "مؤكداً لاكتشاف مماثل سابق قمت به شخصياً من خلال فك طلاسم نص موجود في المتحف البريطاني".

ومضى الخبير الآثاري فاروق الراوي قائلاً، إن كنوز متحف السليمانية التي أطلع عليها من خلال قراءة النصوص المسمارية، تتضمن "الكثير جداً من المعلومات المثيرة التي ستوضع بخدمة الباحثين والمعنيين ومنها على سبيل المثال لا الحصر التوصل إلى مكان وجود عاصمة ملكية لم تعرف من قبل اسمها ديار سنحاريب يرجع تاريخها إلى العصر الآشوري الحديث (نهاية القرن الثامن وبداية القرن السابع قبل الميلاد)"، منوهاً إلى أن من "أبدع ما قام به هذا الملك هو مشاريع ري تعد من الروائع الهندسية في تلك الحقبة".
وذكر الراوي، أن البحث قاده أيضاً إلى "تشخيص أرشيفين متميزين من العصر السومري الحديث (2100 قبل الميلاد) خاصين بسلالة أور الثالثة يتضمنان طريقة جديدة للأرشفة لم تعرف من قبل"، لافتاً إلى أن أولهما "يعنى بالقرابين وتسمين الأغنام والعجول والآخر بالمعادن وصناعتها على شكل آلات وأدوات متنوعة".

وأعرب الخبير الآثاري فاروق الراوي عن طموحه لـ"إقامة معهد علمي عالمي للغات القديمة والآثار تتوافر فيه الشروط اللازمة على وفق آخر ما استحدث في مجال العلوم والتقنيات الأثرية"، لافتاً إلى أن ذلك "يسهم في إعداد ملاك مؤهل ومتخصص في كردستان والعراق وربما المنطقة لإحياء التراث الرافديني".

البروفيسور فاروق ناصر الراوي، من مواليد سنة 1944 في مدينة راوة (285 كم غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، التي تبعد بدورها 110 كم غرب العاصمة بغداد)، حاصل على شهادة البكالوريوس آثار من كلية الآداب جامعة بغداد، وماجستير آثار قديمة من كلية الإنسانيات جامعة الموصل، وماجستير أخرى باللغات السامية القديمة من كلية الجامعة في كاردف بالمملكة المتحدة، والدكتوراه من كلية الجامعة أيضاً سنة 1976-1977، درس في جامعتي الموصل وبغداد، نال الأستاذية عام 1988،
واختير رئيساً لقسم الآثار في كلية الآداب جامعة بغداد، غادر العراق عام 1992 إلى انكلترا، حيث عمل تدريسياً في جامعة لندن، مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية، وباحثاً في المتحف البريطاني لأكثر من 20 عاماً، كما درس في العديد من الجامعات البريطانية والصينية والسويدية، وعمل في الكثير من المواقع الآثارية في العراق وسوريا، وله عشرات البحوث المنشورة والكتب باللغتين العربية والانكليزية، ومن مؤلفاته كتاب عن نصوص مدينة (سبر) قرب اليوسفية، وآخر عن موت كلكامش، وثالث عن كلكامش والثور السماوي، وأربعة كتب أخرى نشرت في إيطاليا عن نتائج بحوثه وقراءته للنصوص السومرية في المتحف البريطاني، لاسيما تلك التي تعنى بالإدارة والاقتصاد في الحقبة السومرية الحديثة، نال العديد من التكريمات منها درع جامعة جان جون الصينية كأحسن تدريسي عام 2000، على سبيل المثال لا الحصر.

انتهى

* سعدي عبد اللطيف: كاتب وناقد واعلامي عراقي مقيم في المملكة المتحدة واستاذ سابق للادب الانكليزي في العراق والجزائر. ترجم ونشر عشرات النصوص الفلسفية والشعرية والوثائق السياسية الى جانب ما له من دراسات ومحاولات في النقد الادبي المعاصر والفن.



#سعدي_عبد_اللطيف_* (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتيبة الجنابي، شاعر الصورة على طريقته الخاصة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عبد اللطيف * - من تجليات حضارة وادي الرافدين مساواة المرأة بالرجل وتأسيس المدارس والمكتبات