أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نهاد عبد الأمير الناصر - هويتنا المركبة .. (2)














المزيد.....

هويتنا المركبة .. (2)


نهاد عبد الأمير الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 16:42
المحور: المجتمع المدني
    


حاجتنا لفهم الهوية :


يقول الروائي والفيلسوف الروسي ليو تولستوي (الشخص الذي لديه فكرة خاطئة عن الحياة ،، بالتأكيد سوف تكون لديه فكرة خاطئة عن الموت) .. !!

أن قضية الهوية ومعرفتها وفهمها ليست (ترفاً فكرياً) بقدر ما هي "فرصة للحياة " وسط هذا القتل المتعمد للأنسان .. داخل الأنسان ،، وللأنسان نفسه وسط مجتمعه وبيئته ومحيطه والذي هو تعبير واقعي لذلك التطرف القاسي في الأنتماء " والولاء " لبُعد واحد من أبعادنا المتنوعة والمختلفة ، لذلك هناك حاجة مُلحة فعلاً وضرورية لمعرفة أنفسنا أكثر وفتح باب السؤال على الذاتي قبل الغيري .. وعلى الخاص قبل العام .. وعلى القريب قبل البعيد ، خاصة وان معرفتنا المكتسبة بدأت تزداد وبكافة مجالات الحياة وبسرعة وعمق وتراكب تحتاج منا ليس الى مجارات تلك المعرفة فقط ،، بل الى ضبطها وأدارتها وبما يخدم مصلحتنا ومصلحة مجتمعاتنا وأوطاننا في النتيجة.

نحتاج اليوم وبهدوء ومن دون تشنج الى معرفة وفهم " بل أكتشاف " جديد لأنفسنا ، نريد ان نفهم ذلك التناقض الذي يتخلل أعتقاداتنا أوالرؤية التي نحمل سواءاً على مستوى الفهم والادراك أو على مستوى الممارسة ،، وتلك المسافة بينهما أو ذاك التناقض او التقاطع المتكرر بين النص وروحه وبين الفعل ونتائجه ، والذي ساهم بشكل كبير في إذكاء النزاعات والخلافات الفرعية والتي جلبت لنا الخراب في الأنسان والأوطان على حد سواء .... !!

لهذا ولغيره نحن نحتاج لفهم هويتنا بطريقة مختلفة كي لا نقع في " فخ الأزدواجية " وهو ما وقع فيه بالفعل أهل البعد الواحد في المجتمع (ديني او قومي او سياسي او حتى ثقافي) ،، رغم أنهم أنفسهم لا يقبلون بفكرة التعدد في الابعاد والهويات داخل الأنسان أو التعبير عنها بحرية ،، وبحجة الخوف من الوقوع في تلك الأزدواجية المزعومة ،،، وفي مفارقة عجيبة وغريبة .. !!

وبالعودة لمقولة ليو تولستوي ،، يكون المعنى :
اذا كانت لدينا فكرة أو فهم أو معرفة خاطئة عن هويتنا ،، فأننا بكل تأكيد سوف تكون لدينا فكرة خاطئة أيضاً عن الحياة ......... !!



أدارة الهوية :


ان فكرة فهمنا للهوية المتعددة والمركبة هو أمر سابق لقضية أدارتها بكل تأكيد ، وعلى هذا لا فائدة من الكلام هنا عن أدراة الهوية - والتي تعني بالضرورة أدارة أنفسنا وحياتنا - أذا لم يفهم الانسان " أو يتفهم على الاقل " أنه لا ينتمي لبُعد واحد في هويته التكوينية وأن هناك أبعاداً عديدة تساهم وتتشارك في تكوينه وتشكيله كمقدمة طبيعية للمشاركة والمساهمة في التعبير عنه أيضاً ومن دون أن يحجز نفسه ويسجنها في بُعد واحد ضيق وقاتل !! بالرغم من انه يمتلك أسباباً للخلاص والحرية والحياة عن طريق تلك الأبعاد الكامنة والداخلة في تكوينه الاساسي .... ؟؟

وعلى المستوى الشخصي ،، يكون الأنسان مطالب أكثر بأدراة نفسه وحياته وفي جميع المستويات عن طريق تفعيل أبعاده الأخرى لكي تساهم فعلاً وتساعد في بناء شخصية " صحية " وصحيحة لا تتناقض أو تتقاطع في ما بينها بل " تتكامل " لتكون قاعدة وأساساً يتحرك بها الأنسان في مجتمعه الذي هو بالأساس متعدد الأبعاد والهويات ،،، فلو كانت أدراتنا لأنفسنا صحيحة وجيدة ،، لكانت علاقتنا جيدة ،، وسياستنا جيدة ،، وأقتصادياتنا جيدة ،، وهو ما سوف ينعكس على المجتمع وسلامته من أي تصدع أو تمزق في نسيجه التكويني المتعدد والمتنوع بالأساس وفي النتيجة ..


ومثالا على هذا أكون " أنا " صاحب الهوية العراقية أحياناً هو " أنا " نفسي كذلك صاحب الهوية الأنسانية ولا ضير ولا تقاطع ولا تضاد هنا وهذا ينعكس أيضاً على هوياتي الأخرى ،، شيعية كانت أم سنية ،، عربية أو كردية ،، ثقافية أو رياضية ،، أدبية أو سياسية ،، قبلية أو مذهبية ،، ودينية او لادينية أيضاً ،،، جميعها لا تتقاطع عندي أذا عرفت أنها موجودة في تكويني الأصلي ، ومن الجهل " والظلم " أن لا أجعلها تعبرعني في وقتها المناسب والذي هو وقت ولحظة " التحدي " والتي أستدعي فيها ذلك البعد وأبرزه من خلالها لكي أحافظ على باقي الهويات والأبعاد التي أتكون منها ،، أي لصالحها وليس على حسابها بالمحصلة ،، هناك فقط أستطيع أن أحافظ على نفسي وعلى ذلك الأعتدال النفسي والعقلي والروحي الذي توفره جميع هوياتي التكوينية وطريقة تعاملي معها من دون أقصاء لهوية على حساب الأخرى كما هو حاصل في اغلب الأحيان مع الأسف الشديد ..... !!


لو حاولنا جميعاً أن نقوم بأعادة تشكيل وعينا وفهمنا لأنفسنا " ومن دون قطيعة مع الفهم القديم بالكامل " فأننا سوف نكون قد فتحنا الباب على المستقبل ومصيرنا ومصير أوطاننا فيه وعلى حياتنا القادمة التي لا تخشى من التغيير بل هي " تعتـنقه " ولا تخاف من الجديد بل " تنظـمه " وتديره لصالحها ،، وهذا هو بالضبط الذي تقوم به تلك المجتمعات الناجحة اليوم ، والتي أمست فيها حرية الاعتقاد مكفولة وحرية الفكر وحرية الرأي ،،، وقبل هذا كله وبعده " حرية الهوية " التي خرجوا من بُعدها الواحد والضيق والذي كان يختزلهم ويسجنهم لعصور وعصور ...... !!



في النهاية ،،

إذا ،، لم نتزحزح من ذلك المقعد القديم الذي كان يناسب دورنا في الماضي وليس اليوم.
إذا ،، لم نخرج من ذلك الخندق الذي كان يحمينا سابقاً وليس الآن.
إذا ،، لم نؤمن أننا لا نملك " وحدنا " الحقيقة المطلقة لا بالامس ولا اليوم.
إذا ،، لم نتواضع قليلاً وكثيراً للعلم وللمعرفة التي كانت تحمينا بالأمس القريب.
إذا ،، لم نترك عبادة أنفسنا وضيق فهمنا لعبادة لله (الواسع) كما كنا من قبل.

إذا ،، لم نتحرك باتجاه " تاهيل " أنفسنا من جديد ونعيش جميعا من دون قطيعة أو أستفراد بالحق والحقيقة لطرف وعلى حساب طرف آخر ،،، فأننا سوف نفنى جميعا كالحمقى بالفعل ......... !!



#نهاد_عبد_الأمير_الناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هويتنا المركبة .. (1)


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نهاد عبد الأمير الناصر - هويتنا المركبة .. (2)