أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - المهدي واو - الثورة كالكمان تمسك باليسار و تعزف باليمين















المزيد.....

الثورة كالكمان تمسك باليسار و تعزف باليمين


المهدي واو

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 00:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


محاولة للفهم . الثورة كالكمان تمسك باليسار و تعزف باليمين.’

إن الحديث عن الإحتواء ليس وليد اليوم، و إنما يمكن أن نقول بأن تاريخ البشرية هو تاريخ إحتواء عن طريق مجموعة من العلاقات المعقدة التي تشمل تداخل القوى السياسية، و الإجتماعية، و الإقتصادية، و ربما قد تكون وفق منطق قوي/ ضعيف، منظم/غير منظم، فرد/ جماعة، أو وفق آليات إيديولوجيا إلا أن هناك حالات يعرفها المجتمع تستطيع أن تقلب هذه المعادلة، وموازن القوى على إعتبارها رفض للسلطة المطلقة، و زفرة للإعتراف، و نقصد هنا الثورات أو الحراك الإجتماعي. إلا أنها تبقى هي الأخرى رغما فجأيتها قابلة للإحتواء عبر مجموعة من الأليات بدأ من الدخلية وصولا إلى الخارجية، و يمكن أن تحتوي الثورة نفسها بإعادة إنتاجها للسلطة التي إنتفضت عليها كصورة أولية إن هذه الأليات متعددة منها المعروفة كالعنف، و الشرعية الدينية بالمعنى الإيديولوجي الذي يتشكل في تنظيم الأحزاب و أيضا الإستعمال الوسيلاتي للديمقراطية، و خصوصا الإنتخابات كل هذه الآليات تقاس فعاليتها في علاقتها مع عامل الزمن الذي غالبا ما يلتهم الحراك مادام يعتبر حالة تجيش قصوى على الأقل على مستوى السلوك. بمعنى أنه كلما إمتد الزمن ظهرت وسائل جديدة للإحتواء. فماهي حدود هذا الإحتواء و متى يمكن الحديث عن الإحتواء ؟ و هل فعلا تم إحتواء ما سمي بالربيع الديمقراطي أو الربيع العربي ؟ كيف يمكن أن يفرغ الإحتواء الحراك من فاعليته و يمتصه ؟ ثم من إحتوى هذا الحراك؟
لقد تتالت بعد الثورات مجموعة من الخطابات التي حاولت رصد مسار الثورات العربية أو الديمقراطية خصوصا ذات البعد التقيمي سواء الصحفية بكثرتها أو العلمية على قلتها فمن الملاحظ أنواع التعابير التي صيغت بعد مرور مدة من الزمن على هذه الثورات او الزفرات : سرقت الثورة، الثورة أكلت ابنائها، الثورة، و الثورة المضادة، ثورة بلا ثوار. قد تصدق هذه الأقاويل إلى حد ما إذا ما نظرنا إلى الثورة كحدث ،فهل من شأن النظرة السيروراتية أن تذيب هذه الأقاويل و الطروحات التي تعتبر هي الأخرى نوعا من الإحتواء الخطابي الذي لا يترك فسحة للإكتمال الأحدات ذات الطابع المتسارع كونها ضرب من المؤقت أم أن المسألة تمت و إنتهىى الأمر كتغيير حقيقي .
لقد جعل الإنتقال السريع للأحدات من بلد للأخر في ما يسمى بالربيع العربي أو الديمقراطي هذه الحراكات الإحتجاجية أكثر تعقيدا خصوصا في عملية رصد تحولاتها وصولا إلى الإحتواء الذي تعرضت له هذا الحركات( منطق المد و العطالة) هذا الإحتواء الذي سنحاول أن نعالجه بمنطق السيرورة مع رصد حالي .
فإذا إنطلقنا من المغرب سنجد أنه كان هناك مجموعة من الأليات المختلفة بدأ بالهاجس الأمني الذي طبع كل الإحتجاجات سواء بشمال إفريقيا أو بالمشرق. فالمخزنية المغربية حاولت أن تقرأ الممكن من خلال رصد لتوسع حركة عشرين فبراير التي تعتبر نتاج هذا الحراك عبر أرجاء البلاد سواء على مستو ى المطلب او على مستوى الإنتشار و الإتصال لم يكن السياق لي يؤجل توسع الحركة الشيئ الذي جعل النظام يتحرك عبر مجموعة من الإستراتجيات بدأ بالعنف كما أشرنا وصلا إلى نوع من الشلل السلمي كما يسميه عبد الله حمودي الذي يهدف إلى تضيق الخناق و سد الطريق، و عبر الإعلام، و صنع أشخاص من داخل الحركة ، و محاولة إختزال الحركة فيهم و إدخال بعض الشباب في الأحزاب السياسية كما حاول النظام أن يستدرك الموقف بدستور جديد، و خطابات، و علاقات جديدة وحكومة سيتم إقامة نوع من الإنتخابات التي ستفرز، و بطلب منه الحزب الإسلاموي العدالة، و التنمية كمحاولة لتهدين الشارع هذا الحزب الذي سيفرز بدوره ظاهرة الشعبوية التي ستشكل محاولة لتقريب السياسي و إبعاده في نفس الأن من الجماهير العادية كآلية لتحريف مسار الحراك، و إمتصاصه، وإدخاله في النمطية .
أم على مستوى المجتمع التونسي التي شكلت البداية الأولى للفعل الثوري الذي عرف إسقاط النظام ومن تم بدأت الأحذات التي يمكن أن تحدد مصير الثورة، و هاجس النجاح الذي يطرحه الكل و تحقيق الشعارات المختلفة ذات الطابع الديمقراطي، و التقدمي فالثورة في كينونتها ملامسة للمستقبل عبر التغيير كوعي بالممكن وما يجب أن يكون عليه الأمر إلا أن سرعان ما ظهر الإسلامويون في حزب النهضة، و يمكن أن نعتبرها نوع من الإحتواء المنظم بمعنى عبر التنظيم الحزبي فليس المهم أم تكون قد خرجت أو ساهمت في الثورة، و لكن يكفي أن تطور من طريقة لعبك و إستراتجيتك من أجل أن تصل إلى السلطة عبر ألية أخرى، و هي الإيديولوجيا الدينية ذات البعد التملكي للسلطة عبر ترجيح النزعة الدينية العقدية وعبر سلسلة من التجمعات و المجالس التي تحاول أن تهاذن الثورة و من جهة أخرى عبر الإغتيالات التي يمكن أن تحد من إفراز الثورة للتعدد و الذهاب بها إلى الواحد لا يختلف الأمر كثيرا في المجتمع المصري كمأل مؤقت للثورة الذي نوع فيه النظام من أساليب الإحتواء بدأ بإحتواء الشعب للشعب نفسهو أقصد هنا الإصطدامات التي تقع بين الأفراد . وصولا إلى التنكر للثوار على لإعتبارهم فتن و مشاغبين خارجين على القانون ثم التطورات البعدية التي ستجعل لإخون المسلمين ينخرطون في الثورة ليتم إقامة الإنتخابات التي ستدخل إلى السلطة و التي في ما بعد سينتفض عليها من جديد عبر حركة تمرد التي ستطيح بحكم مرسي و من تم سنصبح أمام إحتواء ثاني يتمثل في حكم العسكر و من تم إنقسامات و بروز حركات متعددة ثم نوع من الخمود في الشارع المصري وسيادة نوع من الخطاب الذي يحتوي أن الثورة كانت خطأ و سيتم إستدماج التأسف على حقبة حسني مبارك
إن الثورة أحيطت بمجموعة من المتاهات التي قلصت الوعي بالممكن أو الطابع الكينوني للثورة كملامسة للمستقبل عبر إحتواءها من طرف السياسي الذي تفوقه الثورة حمولة لأنه لا يضفي عليها هذا سوى مزيد من التضمن، و الإمتصاص فلم يحضر في العمليات التمثلية من قام بالثورة حسب الملاحظ، و إنما من إستطاع أن ينتظم أكثر، و أن يوزع الأدوار بشكل محكم، و من الملاحظ أن من وصل إلى السلطة سواء في مصر أو تونس أو المغرب هم الإسلاموين رغم أنهم لم يشاركو في هذه الإنتفاضة أو قد يكونو متموقفين منها سلبا عند الوهلة الأولى لبروزها وهنا الحديث عن الإحتواء الإيديولوجي للثورة فالدين كما هو مستخدم عند الإسلاموين هو أكثر الفضاءات الفكرية السياسية ضمانا للإيقاف الثورة لكثرة تقاليديه و أصولويته ويمكن أن نقول هنا أن وصولهم إلى الحكم هو صول عقائدي بنبني على الشعارات الدينية التي حاولت أن تجر العموم عبر إنتخابات في وهم من الكل أنها من إفرازات الثورة لتسقط في إحتواء أخر هو الديمقراطية لا بمعناها المؤسساتي، و إنما الوسيلاتي الأداتي، الذي أتى بمرجعيات ماضوية تتنفى، و مبدأ الثورة أن الإنتاخابات أو صناديق الإقتراع شكلت أكبر إحتواء للثورة بإسم الديمقراطية التي في هذا السياق يغيب فيه المشترك التعاقد السياسي، و الإجتماعي الذي قد يباغت الثورة خصوصا في ظل غياب من قامو بالثورة بل أكثر من ذلك أن الإنتخاب أسقطنا في مفارقة الثورة سواء قبل و بعد و المتمثلة في إستقطاب بين ماضويات مختلفة و إعادة ترجيح مجموعة من المرجعيات القديمة، و حاملو المستقبل أوما نطلق عليه كينونة الثورة لزالو ليس هم محركو الثورة الأكثر فكرية و تقدمية و الذين إنطلقت الثورة من خلالهم أكثر قصووية نسبة إلى الأقصى في المطلب كما توضح في المحور الخاص بالتشخيص كإسقاط النظام الديمقرطية الحرية المساواة . إن للديمقراطية تاريخ و الديمقراطية تستدعي المواطن فمن يسبق الثورة أم المواطن ؟
لا يمكن أن نتحدث عن الثورة في معزل عن الرقابة الخارجية أو التوجيه الخارجي للثورة من طرف القوة اللبيرالية، و لو بالعنف بالتمويل بالإيقاف فهي تساعد فمجموعة من الدول غير قادرة على حساب ميكانيزمات الحراك قصد الحفاظ على السوق المفتوحة أو المصلحة الإقتصادية، و بالتالي كان لابد للمصلحة للتدخل في شخص القوى الخارجية سواء الدول الغربية أو أمريكا أو التدخل الخليجي هنا الجيو- السياسي الأجنبي الأمريكي بالخصوص لهذا نجد تنوع في كيفية بزوغ الثورة و تطورها من تونس إلى مصر ثم ليبيا حسب التفاوض و المصلحة بل هناك من يتحدث عن سايكس بيكو جديدة، و إعادة توزيع أوراق للمصلحة الأمريكية و الغربية كونها هذه الأخيرة تبقى مهددة المصالح خصوصا إن أفرزت الثورة سياسيا نظاما رافضا لها لكن لا يمكن أن قول بأنها تتحكم في الثورة في حيثياتها في ميكانيزمات بزوغها يعتبرهذا هو الأخر طرح يدعو إلى التأمل و الذي يعتبر هو الأخر المرحلة الحاسمة للإحتواء من عدمه خصوصا وأن الدول الثائرة تقف موقف التابع إقتصاديا و المستهلك للنموذج الخارجي لدرجة طرح سؤال عن مدى ثورية الثورة، و جدارتها ؟عن مدى أحقية الحديث عن الثورة ؟هل هي (حكاية حالمة) صدقها الكل ؟
و هنا نعود إلى الصيغ التي رافقت هذا المعطى الإحتوائي سرقت الثورة أكلت الثورة أبنائها الثورة و الثورة المضادة كل هذ الصيغ ذات البعد الصحفي في الأغلب تنفي ثورية الثورة فأي موطأ هو للسوسيولوجيا في ظل هذا التوريط الخطابي في القول بالثورة من عدمها ؟
إن هذا الطرح يجعلنا نسقط حدثية الثورة بمعنى كحدث أو كواقعة عرضية وهذا نفي لتاريخ و إمتداده في الأ فراد و الواقع لا يمكن النظر إلى الثورة إلى كسيرورة تفاعلية إلا كمسار تاريخي و مخاض عقلي وجداني لم يولد الأن و بالتالي فالثورة هي مد قد يتعطل و يتم إحتوائه ليواصل حركية فيما بعد هذا من جهة ثانية لقد كان حكم على الثورة بالنموذج الفرنسي أو الغربي بتغير النظم لا النظام رغم أن الثورة الفرنسية إمتد مخاضها لقرن من الزمن فلا يمكن أن نقيم فعلا لم يتم، بفعل تم ، و بالتالي فترك الفسحة للثورة واجب إبستيمي بلإضافة إلا أنه لا يمكن نفي الفعل عن الفاعل فمن قامو بالثورة أطلقو عليهم ثورا (ثورة الياسمين ثوار أحرار حنكمل المشوار... إلخ) إنها الفاعلية الفردية في الحراك الإجتماعي بغض النظر عن المسار أو المأل في ظل الجمود الذي كان شكلت الثورات نوعا من الحراك الفكري و السياسي بالرغم من الصعوبات إلا أنه كان هناك بدأ و بالتالي هناك بزوغ الفاعل الإجتماعي الذي كان متواريا إلى حدود اليوم تحت وطأة ثقل الماضي و مخلافاته على الأفراد الذي شكلو الرقابة على بعضهم البعض تحت طلب الصمت و التأجيل إنه إفراز الثورة إذن و سِؤال الوجود الفاعل .








#المهدي_واو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة كالكمان تمسك باليسار و تعزف باليمين


المزيد.....




- طائرة شحن من طراز بوينغ تهبط بدون عجلات أمامية في اسطنبول.. ...
- يساهم في الأمن الغذائي.. لماذا أنشأت السعودية وحدة مختصة للا ...
- الإمارات تعلن وفاة الشيخ هزاع بن سلطان آل نهيان
- داخلية العراق توضح سبب قتل أب لعائلته بالكامل 12 فردا ثم انت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية في حي الزيتون وسط غزة (فيديو ...
- روبرت كينيدي: دودة طفيلية أكلت جزءا من دماغي
- وفاة شيخ إماراتي من آل نهيان
- انطلاق العرض العسكري.. روسيا تحيي الذكرى الـ79 للنصر على الن ...
- إسرائيل تستهدف أحد الأبنية في ريف دمشق الليلة الماضية
- السلطات السعودية تعلن عقوبة من يضبط دون تصريح للحج


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - المهدي واو - الثورة كالكمان تمسك باليسار و تعزف باليمين