أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهيئات الثورية المستقلة تونس - تونس الهيئات الثورية المستقلة 20 مارس لم يكن استقلالا... و مازالت الأغلبية مطالبة بتحقيق استقلالها الفعلي















المزيد.....

تونس الهيئات الثورية المستقلة 20 مارس لم يكن استقلالا... و مازالت الأغلبية مطالبة بتحقيق استقلالها الفعلي


الهيئات الثورية المستقلة تونس

الحوار المتمدن-العدد: 4399 - 2014 / 3 / 20 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


20 مارس لم يكن استقلالا... و مازالت الأغلبية مطالبة بتحقيق استقلالها الفعلي
يتعين هذا التاريخ رسميا كموعد مع استقلال تونس عن فرنسا، و تأسيس الدولة التونسية المستقلة. في الحقيقة يبدو هذا التاريخ مبشرا بما يناقض ما جاء به.
لذلك لدينا جملة من الاعتراضات على موقف مماثل، نوضحها فيم يلي:
1- الدولة الحسينية متواصلة رغم بروتوكول الاستقلال ذاك بمعنى لا وجود لدولة تونسية قومية كما رُوِّج لها لعقود طويلة من الزمان، إلا بعد عزل الباي أو الانقلاب عليه.
2- ظلت "السيادة" مجتزأة بشدة، حتى بعد ما سمي بمعركة بنزرت و الجلاء العسكري
3- الأراضي الفلاحية الكبرى ظلت للمستوطنين
4- موارد و ثروات تونس المعلنة مُنحت لفرنسا ضمن بنود ذلك البروتوكول.
5- فعل الاستقلال يقتضي توضيح علاقات متداخلة. من استقل عمّن؟
هل استقل ليؤسس دولته الخاصة؟ هل استقل الجهاز في تونس ، ام استقل الانسان؟ هل تحكم التونسيون اي سكان الدولة الناشئة بثرواتهم؟
عبر السيرورة التاريخية: من استفاد من المسمى استقلالا؟
و من تواصلت عبوديته القسرية ؟
لماذا ركزت كل مخططات "التنمية" على سواحل بعينها دون أخرى؟(بنزرت و طبرقة مثالا)
لا شك أن بورقيبة كمتعلم امتلك تصورا لتونسيين أفضل من زاوية المعرفة و الصحة و التقانة و معاصرة التاريخ. و قد حاول بالفعل شق ذلك الطريق الصعب محققا تطويرا ما . حاول بورقيبة أيضا إقامة جهاز ضبط و توجيه و إدارة كلياني توتاليتاري هيمني ضخم. و لو أسعفه التاريخ لتمكن من اقامة جهازه أي "الدولة".بمعنى ان بورقيبة لم يخفق كثيرا قياسا الى مشروعه كمرتبط و عميل.
بل لعله نجح في صناعة تطوير ملحوظ ، و بلورة ما سمي لاحقا" الشخصية التونسية" او ما يعادل المثقف الهووي الليبرالي القابل باستعباده.مشروع بورقيبة سار على قدمين، و افرز نتائج بعينها.
انه مشروع استند على تقسيم الارض الى ثلاثة أقسام رئيسية:
- الساحل الفقير الا من علاقات تجارية مع الشرق
- الداخل الغني بثروات الارض من مناجم و فلاحة
- الحاضرة تونس و التي سيتمركز بها كل شيء.
أفرز هذا التقسيم مثلا، استثمارات واسعة في المناجم التي عمل بها اهل الداخل و أدار شؤونها أهل الحاضرة و الساحل بالتناوب.
تم ايضا نقل مياه وادي مجردة الى الوطن القبلي ، لتطوير بنية الفلاحة هناك. مقابل إهمال فاضح لوسائل تطوير الانتاج الفلاحي عبر ربطه بشبكة ري و مكننة وسائل الاستغلال و تكوين الفلاح و مرافقته لتجويد الانتاج و رفع معدله.
و ظهرت نتائج ذلك مليا في :
- تراجع كبير في إنتاج القمح الصلب . و تحولت تونس من مصدر للحبوب الى مورد تابع . و اذا اضفنا الى ذلك ارتفاع أسعار القمح في الاسواق العالمية نتيجة استعماله كبديل طاقي و خاصة نتيجة استعماله كوسيلة ضغط على البورجوازيات الحاكمة الفاسدة في المنطقة العربية باسرها، نتحصل على مخططات كارثية أورثت الشعب التونسي مشاكل بالجملة.
بل زادت الازمة استفحالا بإنشاء صناعة غذائية على ارض الحاضرة تعتمد قمح الداخل ،فتيسرت حياة هناك و ضاعت حيوات هنا.
مثال ثان يدل على فداحة التصور التنموي البورقيبي، يتمثل في شركة فسفاط قفصة. لقد شحت المياه بالكامل من الحوض المنجمي ، و تحول الى منطقة معدمة مائيا. و نهشت الامراض الصدرية و السرطانية أجسام الانسان هناك.
مقابل عودة كل الضرائب الى الحاضرة، نتيجة مركزة الشركة بها . وضع مماثل، جعل شركة فسفاط قفصة تشغل لاعبي كرة قدم لم يطؤوا يوما أرضها...
- ارتفاع إنتاج البرتقال و العنب بالوطن القبلي. و تحويل جزء من الانتاج الى التصدير بعد اتفاقات مبرمة مع الاتحاد الاوروبي. و بالتالي ، مركزة جزء من الثروة لدى الساحل ايضا.
ثم استعمال المياه في الانشطة السياحية ،حيث يتم توطين الاستثمارات والأرباح بأيدي حفنة من البورجوازية و لكن إفادة الساحل منها بشريا و استراتيجيا.
و تركز النسيج بالحاضرة ثم بالساحل ، فكانت النتائج التالية :
- بورجوازية و بورجوازية صغرى بالحاضرة و السواحل ، و أرباح عالية و استثمارات متتابعة ناجمة عن عصرنة وسائل الانتاج و تنوع النسيج الاقتصادي و موارده.
- بورجوازية مرتبطة بالفلاحة أساسا نشأت في علاقة بالسلطة و افادت من فساد كبير . مقابل أغلبية ساحقة من صغار الفلاحين و من المهمشين المنسيين في الداخل.
إغراءات الحاضرة و التطور الكبير في نمط العيش، مضافا اليه واقع التمدرس بالداخل و سنوات الجفاف المتلاحقة و الاخبار الواردة من الساحل و الحاضرة عن "الرفاه الاجتماعي"، أنتجت حركة نزوح واسعة جدا. أفضت الى تعرية ديمغرافية حدية مقابل ارتفاع عدد السكان بالساحل و الحاضرة .و من ثمة هجرة قيم الداخل الى "الحداثة القسرية" للحاضرة ،التي نمكنت من استقطاب الوعي المسلوب لمفقري الداخل الذين بدا صمودهم القيمي شديد الضعف أمام إغراء الخبز و حفنة الدنانير أي الارتباط بحياة"الرفاه" و ما ينتج عنها من تغيير سلوكي حدي أحيانا.
سرقت التنمية البورقيبية القمح و المياه و الفسفاط، فكان أن التحق أصحاب تلك الثروات بها. دون أن ينعموا حقا بموارد أرضهم.
واصلت الحاضرة و السواحل الإفادة من الموارد الفلاحية و المنجمية، مقابل تجدد تيارات النزوح و نفور سكاني واسع بالدواخل. حتى وصل الوضع الى مستوى انفجاري لا يمكن مراقبته او السيطرة عليه. فدفع محمد مزالي ثم الديكتاتور بن علي فاتورة فساد بورقيبة و مخططاته و مشروعه.
و ثار جزء من الشعب التونسي . طلبا لتغيير شروط التنمية و شكل المواطنة و مسالة الحرية . لكنه كان أيضا جزءا صغيرا من التونسيين. تمكنت البورجوازية المتنفذة من غلبته في معركة 17 ديسمبر، غلبة أولى، في انتظار استعادة الثوار لزمام المبادرة.
إن نفس مقدمات الثورة مازالت قائمة و فاعلة و حيوية. بكل تأكيد لن تنتج الحركة نفس منوال الثورة. و لعل الصيرورة تفصح عن تصادم عنيف بين طبقتين .
و ان استطاعت الدولة تحييد المد القبلي الحيوي ، فانها فشلت فشلا ذريعا في تحييد المعطى الجهوي العنصري. لذلك هي تزرع أسباب نهايتها و نهاية العصر البورجوازي التقليدي معها.
ان حدوث ذلك أمر لا مفرّ منه. بل لعله قادم على عجل. و جملة الجرعات المسكنة التي ابتكرها رأس المال "البورقيبي" بشقيه الخوانجي و الدستوري، انتهى الى استنفاد مصادر التزييف و زراعة الوهم التي اعتمدها طويلا.
لذلك سيعود الداخل و ورثاؤه في الحاضرة تحديدا، إنتاج بدائلهم الثورية حتى لو كانت السلفية الجهادية إحدى مظاهرها.
و سيكون على الفاعلين اللاطبقيين توسيع دوائر الفعل للإقناع بضرورة التنظم الذاتي الحر ضمن تشكيلات مواطنية قاعدية لا مركزية، هدفها ضرب الطبقية و جهازها و وسائلها ، أي ضرب نظام الاستغلال و الحقرة و التمييز الجهوي .
ستتواصل المعركة بتواصل شروط إنتاجها و سيواصل التاريخ تجذير الحركة الثورية حتى تتمكن يوما من التسلح ليس فقط بالنظرية الثورية و الكلمة الثورية.
إن الأراضي الفلاحية و ما يمكن ان يرتبط بها من صناعة غذائية و ما تحتاجه تلك الصناعة من بنية تحتية للتحكم بالآلة و ربما تطويرها و صناعتها، سيبدأ عبر إعادة توزيع تلك الأراضي . سيفهم الفلاحون مثلما فعلوا في اوكرانيا و إسبانيا بل في تجارب معاصرة تلقائية، أن توحيد جهد الإنتاج و توزيع الثروة بينهم دون واسطة و سماسرة و دون جهاز ضريبي يفرض إرادته على ما لا حق له فيه، هو الخيار الوحيد المستقبلي لتجاوز العبودية القسرية .
منذ أشكال الانتظام الاولى، مال الانسان الى تخير أساليب إقصائية ، أفضت الى المشكل الطبقي التقليدي. و قد أدى ذلك الاقصاء الى حروب عنيفة و دمار كبير و تنافس مخيف على استغلال الموارد بإفراط وعنجهية. ما يهدد إمكانية تواصل الحياة أصلا على الارض. البشرية ستكون مطالبة بمسالة عنيفة ومحاكمة صارمة لقيم التعالي و التفاضلية و لأسلوب الحرب و القتل.
الفكر التشاركي نابع عن حاجة واقعية. و اذا استغللنا ما يفي بحاجتنا تلك، فإننا لن نكون مستعدين لقتل الجميع حتى نواصل حصر الاستفادة فينا. عندما يتحول االعمل من وسيلة اغتراب و تشيئة للذات ، الى حالة إبداعية فنية ، و عندما يكون التضامن هدف الفعل البشري، و يكون البحث العلمي موجها نحو السيطرة على الأمراض و مداواة الناس، سيتمكن الكون من الاستمرار دون حاجة الى قوة فوقية متعالية تنظمه.
تونس ستكون جزءا من تجربة إنسانية أشمل. دون ذلك لا إمكانية لتخلص المفقرين و المستعبدين من مافيا رأس المال و عصابات النهب المنظم بقوانين الاستغلال .
ـــــــــــــــــ
الهيئات الثورية المستقلة
تونس 20 ـ 03 ـ 2014



#الهيئات_الثورية_المستقلة__تونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهيئات الثورية المستقلة تونس - تونس الهيئات الثورية المستقلة 20 مارس لم يكن استقلالا... و مازالت الأغلبية مطالبة بتحقيق استقلالها الفعلي