أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد بوركان - حوار بين العقل والعاطفة في مجتمع سكيزفريني














المزيد.....

حوار بين العقل والعاطفة في مجتمع سكيزفريني


احمد بوركان

الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 11:26
المحور: كتابات ساخرة
    


صورتها لا تفارقني،تلك الحسناء،الجميلة، كلما تأملت وجهها إلا وتألقت روحي في تعظيم وتقدير الصانع. إن الذي يستطيع تشييد جمال كذاك، يستحق فعلا أن تقدم له القرابين وتتلى له الصلوات. جمال ريفي في قمة الروعة والحسن. الساعة الآن تشير الى الثالثة صباحا. بينم أحتسي قهوتي السمراء على غير عجل، وعلى انغام قصيدة " إمرأة تمشي في داخلي " لنزار قباني. استرجع آخر ما تبقى في ذهني من ملامح وجهها الفاتنة. كل شيئ فيها من ملامح جذابة وتصرفات طفولية، لا يعكس سوى طيبوبة كامنة في الأعماق بعيدا عن كل تصنع ونفاق. أراها فقط من بعيد، احزن بمجرد ان ارى ملامحها توحي بالحزن. تنعش روحي عندما اراها دائما من بعيد تبتسم. يا إلاهي كيف اصف سعادتي بمجرد ان تهديني من تلك العينين الواسعتين والعميقتين نظرة خاطفة وخجولة. يا سادة كيف اصف شعوري حيال هذا الأمر؟ هل اسعد به ام احزن ولاسيما اني منشطر الذات؟ هل احرض نفسي على الحياة ام ان روحي لا تهوى غير الفكر؟؟ لأنه من المستبعد بل احيانا من المستحيل ان يعيد زمن الفايسبوك، او ان يصنع لنا سيمون دو بوفوار اخرى او مي زيادة الثانية. ولكن هل يمكن ان يعيد سارتر او جبران او... مرة اخرى؟ لا ادري فعلا ذاتي مجزأة... اني ارى ان اختار الحياة كما يحرضنا ادونيس على ذلك. صاحب القلب الذي يتجدد فيه الحب كل ثانية... كل ثانية من اجل خالدة سعيد. مثال آخر عن العشق في اسمى تجلياته. اذن سأختار الحياة المزدوجة عملا بنصيحة مهيار الدمشقي، فمعروف عنه بكلية علوم التربية ببيروت عاصمة الفكر والثقافة عندنا في وقت مضى انه كان يحرض طلبته على الحياة. فإليه تنسب هذه العبارة التي يرددها الكثير من ابنائه الروحيين، الذين تربوا في كنف محاضرات مبدع ينبش دائما في الثابت او اللا مفكر فيه طلبا للتحول والتغيير واللاثبات. فقوله للشاب "اذا رأيت نجمة بباب الجامعة خذ بيدها" وللشابة "اذا رأيت بباب الجامعة قمرا عانقيه"، ليس الا رغبة منه على معانقة الحياة ردا منه على من يحيون للموت. فنحن لم نحي قط لنموت. لم تحدث آلاف الصدف بل الملايين لكي نخرج الى هذا الكيان، ثم بعد ذلك نطلب الموت والعدم واللاوجود. لا والف لا عند مهيار. اذن فلنحيا. هذا القمر يتجلى في ادونيس اما النجمة فهي خالدة سعيد، لكن يتبين ان بزوغ هذا القمر انتهى مع جيل الستينات او السبعينات، كما ان في نفس تلك الفترة انطفأ ضوء تلك النجمة او تلك النجوم. هل هناك امل في ان التاريخ سيعيد مرة اخرى تلك التجارب في واقع تعلو فيه لغة التقنية والفايسبوك على لغة الفكر الأدب؟؟ اتمنى ذلك. لكن ارى نفسي افلاطونيا يسبح في عالم المثل، بعيدا عن واقع آخر مرير، بعيدا عن طلبة يجهلون حتى تلك الأسماء التي ذكرت سلفا.... ياإلاهي لو قرأت هذه السطور، لا بد وان تتهمني بالرجعية والتخلف والكلاسيكية. سأكون غريبا، غير مفهوم وغير مرغوب فيه، ومجنونا أيضا. اذ اليس من يعتزل الناس في مثل هذا العصر ويسهر حتى الصباح بعيدا عن لغة الفايسبوك واليوتوب، ليعاقر كتب اركون، وطه حسين، وفولتير، وبالزاك.... اليس هذا مجنونا؟ بلى انه عين الجنون، وسط دهماء منقادة لا شعوريا نحو مستقبل مجهول، مستقبل يموت فيه الإنسان مرة ثانية... مستقبل اللامعنى في مجتمعات سكيزفرينية ممزقة بين تقبل لظاهر الحداثة ونبذ لمضمونها ولجذورها وللعقل الذي كونها. ومن طرف من ينتقد ذالك المضمون!؟؟ من طرف قادة روحانيين فاشلين يستخدمون ظاهر الحداثة لينقدوا به مضونها!، ويكرسون بذلك "ثقافة" الجهل والتقاعس، ويظنون انفسهم يخدمون الأمة ويحمونها، بينما في الواقع يسيرون في جنازتها وقريبا وبسيرنا على هذه الطريق سننقرض كما تنبأ ادونيس بذلك. فأي انشطار وأي تمزق بعد كل هذا!؟؟. بخلاصة هذه شذرات من ذاتي الممزقة بين الحب والفكر، بين الخيال والواقع. افكار متناثرة غير مرتبة... سيدتي إنها عصارة رؤية منبوذة بل ومتجاوزة في نظر من يشكلون نخبة المستقبل. تذكري اني والى الأبد سأقدس جمالك ولا اعارض جبران في قوله" أنت عبد لمن تحب لأنك تحبه ". وسأنتظر منك كل يوم بباب الجامعة نظرة خاطفة خجولة، لتتناثر افكاري بعد ان استعيد جمالك الريفي الباهت بعد منتصف الليل، برفقة صديقتي السمراء... صديقتي التي تبدد وحشتي، وتغطيني عندما افتقر الى الدفئ، عندما لا اجد من يغيث وحدتي، عندما لا اجد من يشاركني جمال او قبح مشاعري. لقد صدق محمود درويش الذي قال عنها :" القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة، القهوة تأمل وتغلغل في النفس وفي الذكريات".



#احمد_بوركان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد بوركان - حوار بين العقل والعاطفة في مجتمع سكيزفريني