أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جميل حنا - الحرب الوطنية السورية في الذكرى الثالثة لشرارة الثورة















المزيد.....

الحرب الوطنية السورية في الذكرى الثالثة لشرارة الثورة


جميل حنا

الحوار المتمدن-العدد: 4394 - 2014 / 3 / 15 - 19:55
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


التاريخ يعيد نفسه بأبشع صوره القاتمة حيث عاشتها سوريا على مدى تاريخها العريق.والحرب الدائرة رحاها على أمتداد جغرافية سوريا من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب تضحد كل المقولات بأن التاريخ لا يمكن أن يعيد نفسه.وأن إعادة التاريخ لذاته ليس بالضرورة صورة طبق الأصل كما يحدث على آلة الأستنساخ.بل المقصود هنا هو الجوهربما يحدث اليوم مقارنة باالماضي.التاريخ السوري عرف غزوات خارجية كثيرة عبرالأزمنة القديمة والحديثة.وكل الغزات الخارجيين أندحروا أمام أرادة وصلابة الروح الوطنية والتضحيات الجسيمة التي منحوها من أجل حرية وطنهم,وكان النصر دائما للشعب السوري.وما أشبه اليوم بالبارحة سوريا الشعب والوطن تم الإستيلاء عليه من قبل فئة من أبناء الوطن بقوة السلاح والإنقلابات العسكرية, وفرضت أحكام ديكتاتورية وقوانين جائرة بحق الشعب السوري,وخاصة ضد مكون أصيل يمثل أساس الكيان الوطني السوري ألا وهم السريان الآشوريين وبقية مكونات المجتمع السوري.منذ إندلاع الثورة السورية تحولت سوريا تدريجيا إلى دولة محتلة من قبل أيران وجلبت كل أتباعها الطائفيين من العالم إلى سوريا لقتل أبناء الشعب السوري.كما أستخدمت أيران حكومة المالكي العراقية ودولة حزب الله اللبنانية الخاضعة لولاية الفقيه كقوى محاربة مؤثرة في الحرب السورية.وأصبح معلوما للجميع بأن أيران هي من تدير كافة المعارك ضد الجيش السوري الحر وضد الشعب السوري.وبهذا يكون الوضع الذي كان سائدا على مدى عقود طويلة في سوريا حيث كان محكوم عليها بقوة الأجهزة القمعية والسلطة السياسية والعسكرية إلى دولة محتلة.وتحولت السلطة السياسية الديكتاتورية إلى سلطة عميلة لقوى خارجية هدفها الحفاظ على سلطتها الطائفية العنصرية والإرهابية.
وكما عهدنا عبر التاريخ الطويل بأن الشعب السوري لن يرضخ لغزاته الداخليين والخارجيين,هكذا في هذه المرة أيضا كان وفيا لتقاليده الوطنية.أطفال سوريا ونسائه ورجاله الأحراروالقابعين في الزنازين وأصحاب الرأي الحر والمنفيين والمهجرين قسرا والمظلومين وأبناء القوميات المضطهدة والمثقفين والكتاب والصحافيين الشرفاء وفئات الشعب الكادحين الفقراء والمعدومين هؤلاء جميعا معا أشعلوا شرارة الثورة السورية في الخامس عشر من آذار عام 2011. والجيش السوري الحروليد الثورة أنحاز لجانب مطالب الشعب من أجل الإصلاح والتغيير الجذري ومن ثم إسقاط النظام.هذا الجيش يلتزم بالكفاح المسلح لحماية الشعب ضمن الأمكانات العسكرية المتاحة لمواجهة العمليات الحربية التي يستخدم فيها النظام المنقاد من الخارج والقوى الغازية كل أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا كسلاح الكيمياوي.إرادة الصمود والتحدي والمقاومة الحقيقية للشعب السوري ستحقق النصر على أعدائها مهما كانت جبروت قوتهم وغطرستهم العسكرية.سوف لن يتم إنهاء وإبادة الشعب السوري عن بكرة أبيه مهما كانت الجرائم والعنف والدمار والتهجير مؤلما والمجازرفظيعة وكارثية على شعبنا.ومن سيتبقى من الشعب السوري سيصنع النصرعلى كل هؤلاء الطغاة السفاحين قتلة الشعب السوري.والتاريخ شاهدا حي على هكذا جرائم ومجازرإبادة عرقية كما حصل للشعب السرياني الآشوري في بلاد ما بين النهرين على أرض آشوروفي بلاد الشام حيث تعرض لمجازرإبادة عرقية جماعية كثيرة في تاريخه الطويل.إلا أنه بالرغم من كل المآسي الفظيعة ومئات الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من المهجرين قسرا ما زال الشعب الآشوري حي يساهم في الإنجازات الوطنية في بلدان الشرق الأوسط,بالرغم من كل أنواع الأضطهاد القومي والديني,ويشارك في مسيرة التطورالحضاري للبشرية جمعاء.
ثلاثة أعوام من عمر الثورة السورية فرصة تاريخية ومفصلية هامة لنقف قليلا ونعيد التفكير وندرس بعمق وموضوعية أحداث الأعوام الثلاث.نطرح على أنفسنا بعض التسائلات والأفكار وأسئلة كثيرة لا بد من الإجابة عليها بصدق حتى ولو كانت مؤلمة بالنسبة لكل الوطنيين الأحرارالصادقين الطامحين إلى بناء دولة سوريا الحرة والديمقراطية دولة الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة والمساواة.دولة تأمن بالتعددية الإثنية والدينية وحقوق الإنسان والتعددية السياسية والتدوال السلمي للسلطة, دولة مدنية تلتزم المواثيق والمعاهدات الدولية,دولة المؤسسات والقوانين الإنسانية.لا دولة دينية ظلامية عنصرية ولا دولة علمانية ديكتاتورية عنفية قومية شوفينية.أن الوقوف على مكامن القوة والضعف في أداء قوى الحراك الثوري عسكريا وسياسيا مهمة عاجلة وضرورية لكافة القوى المعارضة السورية.إعادة التقييم من مختلف الجوانب سواء على الصعيد العالمي والإقليمي أو الداخلي يمنحنا إمكانية معالجة الأخطاء الذاتية وتصحيح المسار والخلل في بعض الجوانب الأخرى. وتقوية الصالح منه ليكون أكثر صلابة وتماسكا من أجل إنجاح الثورة ووضع حد لمعاناة الشعب السوري.أحدى الأهداف الرئيسية للثورة السورية إسقاط نظام الإستبداد وإقامة البديل الوطني الديمقراطي التعددي,ولكن هل نجحت قوى المعارضة السياسية والعسكرية وقوى الحراك الشعبي من إسقاط هذا النظام سواء كان سياسيا أو عسكريا؟قد يبدوا هذا التسائل ساذجا بعض الشيء! لأن النظام من وجهة النظر القانون الدولي هو ما زال السلطة الرسمية المعترف به عالميا. وهو ما زال ممثلا في المؤسسات الدولية والغالبية الكبرى من دول العالم ما زالت تحتفظ بعلاقاتها الدبلوماسية وسفاراتها وقنصلياتها ما زالت تعمل في دمشق,سلطة الأمر الواقع قائمة رسميا.ولكن إلقاء نظرة من جهة أخرى هذا النظام ساقط بالأصل لأن إستيلائه على السلطة لم يكن بالطرق الشرعية, حتى وأن فرض سلطته بالقوة والعنف وبواسطة أجهزته القمعية المخابراتية فهو نظام ساقط من وجهة النظر الشعبي, وهذا النظام ساقط منذ أن سقط أول مواطن في المظاهرات السلمية. وهذا النظام ساقط لأنه لم يستطع حماية مواطنيه ضد الإرهاب والمجموعات الإرهابية بل هو من يمارس الإرهاب وهو من صنع بعض المجموعات الإرهابية ومن جلب الميليشيات الإرهابية الطائفية من أجل حماية النظام,النظام ساقط من وجهة نظر المؤسسات الإنسانية العالمية والحقوقية ومنظمة العفو الدولية,هذا النظام ساقط من وجهة نظر العديد من دول العالم وهو فاقد للشرعية.ولكن مع كل هذا وذاك هل أنتهت معاناة الشعب السوري.هل أستطاعت قوى المعارضة السورية إستثمار ما ذكر من سلبيات وإيجابيات في صالح تحقيق أهداف الثورة.لا بد التوقف وإعادة تقييم الواقع وتحليل الماضي بإجبياته وسلبياته في أطار أوسع وأشمل لقوى المعارضة من خلال لجان تخصصية يمكن الإستفادة من أرائها ومقترحاتها ووضع خطط واقعية للمستقبل.
هناك سؤال يطرح ذاته بكل قوة بين أوساط المعارضة السورية وبين قوى عالمية وأقليمية أهمية إعادة هيكلة الائتلاف الوطني السوري, ما هو الهدف من إعادة الهيكلة ما هو الإجابي والسلبي في هذا الخصوص,هل الهيكلة في صالح تحقيق أهداف الثورة أم حرفها عن مسارها. وهل هيكلة الجيش السوري الحرأصبحت قضية أكثر إلحاحا وخاصة بعد التغييرات الأخيرة.من الضروري أنشاء نواة جيش وطني سوري مستقل يمثل كافة أبناءه, مهمته الدفاع عن الوطن وأمنه من الأعداء الخارجيين,لا جيش عقائدي مهمته حماية السلطة السياسية القائمة في البلد.
أن ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية تقف أمام تحديات كبيرة وخاصة بعد فشل مباحثات جنيف 2 الذي أنعقد بهدف تنفيذ وثيقة جنيف واحد وحسب قرار مجلس الأمن 2118 كأساس لحل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري.حيث أصبح الحل السياسي مستبعدا نظرا للتناقض بين وجهة نظر النظام الذي يتمسك بالحل العسكري للقضاء على الثورة مدعوما بالقوة العسكرية الايرانية والمالية وبين الجيش السوري الحر والائتلاف الذي يرى في الحل السياسي إنهاء معاناة الشعب السوري والعمل العسكري كأحدى الوسائل الدفاعية عن الشعب .أذا كانت كافة قوى المعارضة السورية متفقة جميعها على مبدأ إسقاط النظام إلا أنها لا تعكس رؤية سياسية موحدة لمستقبل سوريا. وهذا ما ينعكس سلبا على دعم الثورة.لأن العالم والدول المؤثرة في القرارات الدولية ومنها الغربية وخاصة أمريكا تتخوف من مستقبل سوريا أو بالأحرى من القوى المتطرفة التي تزداد نفوذا في أوساط المقاتلين.هل ستنجح قوى المعارضة من تبديد مخاوف دول العالم من تأثير المنظمات الإرهابية والتطرف في سوريا المستقبل.أم سيبقى النجاح لسياسة النظام ووسائل أعلامه والاعلام الداعم له بأنه يحارب الإرهاب والإرهابيين في سوريا والحقيقة هو من يمارس الإرهاب ويتعاون مع الإرهابيين ويستخدمهم في قتل النشطاء السياسيين والأغاثيين وأفراد الجيش السوري الحرويخطف رجال الدين والمدنيين للإساءة للثورة.أمام قوى الحراك الثوري وكافة القوى الوطنية المعارضة تحديات جسيمة لمنع حرف الثورة عن مسارها الصحيح ومنع خطفها من قبل أعداء الشعب السوري.
إعادة تقييم الذات على الصعيد الشخصي والعسكري والسياسي والإغاثي والتعامل مع وسائل الإعلام العالمي والعمل الدبلوماسي والخطاب السياسي ضرورة لابد منها لكسب تعاطف الرأي العام العالمي.أن تأييد وتبني أفعال بعض الفصائل المتطرفة ترك أثرا سلبيا وكارثيا من ناحية الرأي العام العالمي ودعم الثورة السورية.أن التوقف عن التصاريح المتناقضة والمتذبذبة وغير الدقيقة والمغايرة لأهداف الثورة سينعكس سلبا على الدعم والتضامن العالمي مع الثورة السورية, وسيستمر العالم في صمته المغزي تجاه مأساة شعب يعاني من أقسى أنواع الحروب التي تستهدف كيانه ووحدة ترابه الوطني.
في الذكرى الثالثة لإنطلاقة شرارة ثورة الشعب السوري نقف أجلالا وأحترما أمام أرواح شهداء الثورة.ونحيي بطولات الجيش السوري الحر في محاربة قوات الإستبداد الأسدي وقوات الإحتلال الأيرانية وميليشيات(حالش) وقوات المالكي وميليشياته وداعش.نحيي صمود أهلنا وتضحياتهم من أجل الحرية والكرامة.
2014-03-15



#جميل_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة السورية في أتون الحرب الظالمة !
- جنيف 2فخ أم إنقاذ
- سوريا الشعب وحروب الطغاة
- الائتلاف الوطني السوري وثقافة إزدواجية المعايير!
- مجازر إبادة المسيحيين في بلاد ما بين النهرين – الدم المسفوك ...
- اليوم العالمي للأمم المتحدة في ميزان مأساة سوريا
- الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أمام تحديات ال ...
- الثورة السورية والمنعطف التاريخي
- سوريا ومصر ثورات حاضرة وتاريخ قديم
- مجازر إبادة المسيحيين في بلاد ما بين النهرين- الدم المسفوك- ...
- سوريا والغزات الجدد
- إرهاب الأنظمة المستبدة أم إرهاب المنظمات الإرهابية !
- الدولة العثمانية التركية ومفهوم العدالة وإبادة الشعوب
- الولادة العسيرة لربيع الثورة السورية
- المرأة السورية من زنوبيا إلى يارا
- المرأة ضحية الأنظمة السياسية الإستبدادية
- منظومة الأخلاق العالمية في حيثيات الوضع السوري
- يسوع الطفل الحزين
- سوريا بين الحقيقة والخيال
- مذابح الشعب السوري,بشار وقسم أبيقراط


المزيد.....




- استطلاع يورونيوز: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخ ...
- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...
- أصالة وأهمية الندوة العالمية الأولى لمناهضة الفاشية المرتقب  ...
- الفصائل الفلسطينية تدين دعوات لرفع الأعلام الإسرائيلية بالمس ...
- موقف لافت من حزب الشعب الجمهوري التركي بشأن فلسطين
- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جميل حنا - الحرب الوطنية السورية في الذكرى الثالثة لشرارة الثورة