أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014 - فاطمة الزهراء المكلاوي - بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تحرر المرأة أي فهم له؟















المزيد.....

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تحرر المرأة أي فهم له؟


فاطمة الزهراء المكلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 08:29
المحور: ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014
    


بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
تحرر المرأة أي فهم له؟
في واقع أفرغت المفاهيم والأسس والمبادئ من مضمونها وأصبح فيه المبدئي لا مبدئيا، والأمين خائنا والشريف عاهرا، أصبح الارتباك هو سيد المواقف و الذاتية هي منتجها وضاعت ماهية الأفكار فلم تعد هذه الاخيرة نابعة من الواقع بل العكس، الخيال والتأويل المجرد من المنطق والواقعية منبعها، و خيمت المنطلقات الهلامية على المجتمع لتديم التقاليد والاساطير والخرافة، وتنشط علوم الاعجاز.
هذا كله نتفق على انه نتاج للماكنة البرجوازية التي جعلت من الكل، انسان، حيوان، طبيعة، آليات من أجل رفع قيمة اموالها في البنوك وكذلك الاستحواذ على اوسع مساحات الاراضي واستغلال اكبر كمية من الموارد الطبيعية في انحاء العالم..
فعمدت الى سياسة الحرمان والقصاص لفرض شروطها في المعمل والضيعة والمنجم. فنجد العمال والعاملات والفلاحين والفلاحات... في المدن والقرى والمداشر يتعرضون ويتعرضن لأبشع مظاهر الاستغلال من أجور متدنية وساعات طوال من العمل مع مجموعة من الممارسات اللاإنسانية من قبيل التعنيف بشتى تلاوينه، وتتصدر القائمة بلدان التخلف والتبعية، ويتم بالأخص في العلاقة مع المرآة اذ تصبح هي تلك الحلقة التي يمكن في سلسلة الانتاج ان يفعل ما يشاء بها وتصبح كالبضاعة معرضة للبيع والشراء ولاضطهاد ثنائي، الاول من قبل البرجوازية العفنة و الثاني من طرف المجتمع ذو الافكار الذكورية الرجعية. ففي محل عملها المعاناة من قسوة شروط العمل والضغوطات المتزايدة من طرف الباطرونا وفي المجتمع شبح التقاليد والاعراف ومقولات الشرف والعهر و العورة لصيقة بها حتى اصبحت هي نفسها تتقبل واقع الحال وتتبناه كحقيقة دون ان تتساءل لفهم وضعيتها...
ان الاستغلال الدائم وكذلك سياسة كمّ الأفواه ونشر ثقافة الرعب والخوف في المجتمع لم تثني كل مقهوري العالم من التمرد ورفض كل هذه الاشكال والسبل التي يتم عن طريقها تجريدهم من كينونتهم فنجد التاريخ مليء بنماذج من الثورات بداية من ثورة العبيد وصولا الى ثورات عصر الأنوار بأوروبا وثورات القرن العشرين في كل من أمريكا اللاتينية و روسيا وألمانيا وكذلك آسيا بكل من الصين والفيتنام... فكان التغيير الجدري والمستقبل الأفضل هو طموح كل هذه الشعوب رجال و نساء.
وارتبطت قضية تحرر الشعوب من نير الاستغلال بتحرر نساء العالم من قيود المجتمع باعتبارها نصفه وبدونها لا يمكن أن يكون هناك مجتمع بديل فيه تعم المساواة والحريات والكرامة الانسانية فطرحت قضية تحرر المرأة بشاكلة كبيرة باعتبارها ضرورة تاريخية لا محيد عنها في ظل هذه الشروط في كل الميادين سواء منها القانونية والاقتصادية والاجتماعية باعتبار عدم تحرر المرأة وابقائه ساكنا دون حركة ايجابية سيعيق عملية التحرر الكلية. اذ ان نضال كل القوى الثورية، والاطارات الدمقراطية، لا يمكنه أن يكون متكاملا من دون اشراك المرأة فيه، ليس بشاكلة ظاهرية، ولكن بشاكلة فعلية اي بديناميتها، بإنتاج المواقف وصياغة القرارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية حتى لا تبقى فقط مجرد أثاث لتزيين الندوات والمهرجانات الخطابية... أو مجرد آلة للتفريغ وسكب كل الامراض والسموم الاجتماعية .
فكثير من يفهم ان تحرر المرأة يمكن حصره في اللباس او الدخول والخروج وقت شاءت او في قيامها بما تشاء من علاقات وارتياد حانات الخمر او الانتشاء بالسجائر في المقاهي او وضع ما تيسر من طلاءات الجير الملونة على وجهها هذا من جانب، اما من جانب اخر هو تلك الشعارات الرنانة التي ترفعها البرجوازية وتشيد عن طريقها بحقوق المرأة والمساوات ومشاركة المرأة في الحقل السياسي... كل هذه الاساليب تعمل بها البرجوازية من اجل طمس الحقيقة وتغييبها. فالملاحظ هنا ان هذا الفهم خاطئ خال من المعنى الحقيقي للتحرر الطبقي ومن بعد المساواة، اذ ان التحرر من هذا المنظور تحرر برجوازي بمقاييس معدة. عمدت البرجوازية عن طريقها الى تهجين وطمس الهوية الانسانية لنساء العالم وسلب معاني الحياة عن نصف المجتمع فأصبحت المرأة تلك النبتة النتنة بسبب غرقها في مياه المجاري.
كل هذه اساليب عوجاء من اجل التحرر، افقدت التحرر معناه الحقيقي، اي بالتحرر من القيود بشكل واعي ومسؤول عوض ان يكرس اليات العبودية بطريقة جديدة تتلاءم ومتطلبات العصر فأفرغت الحرية من مضمونها الحقيقي والذي يرتبط اولا بحتمية التحرر وفق الشروط الموضوعية الانية والمستقبلية .
ان الحديث عن تحرر المرأة في مقدمته هو حديث عن تحررها الاجتماعي من يد الباطرونة عن طريق تسوية وضعيتها في المعامل وتحديد حد ادنى من ساعات العمل واستفادتها من الاجر الذي يتلاءم وساعات عملها وتحصين كرامتها بأخذها العطل اثناء المرض او الوضع واستفادتها من التغطية الصحية... وتحررها من المطبخ والكنس والجدران الاربع... وقس على ذلك في الحديث عن الفلاّحة والطالبة... في افق بناء مجتمع اشتراكي.
وعلى مستوى الحرية هي دفع المرأة الى فهم وضعيتها واستيعاب حاجياتها وفهم دورها في الحياة العامة وفعلها في جميع الحقول الحيوية الثقافية منها والاقتصادية والسياسية واسقاط كل المساطير التي تقيد حريتها... ودفعها للتحرر من التقيحات البرجوازية وكل تمظهراتها وامراضها وليس تكريس تلك الامور بطريقة او بأخرى حتى في الاوساط التقدمية .
ان طموحنا كمناضلات ومناضلين جذريين في عملية الصراع هو طموح لن يخرج عن تصوراتنا ومبادئنا وعن فهمنا لقضايا الشعوب الا هو التحرر من ايادي البرجوازية وكل تجلياتها .
طموحنا لن يخرج عن عملية التحرر الفعلية للشعوب عن طريق دك بنية النظام القائم والاستعاضة عنه بنظام جديد يتلاءم وتوقعات الشعوب فعليا. فكل الشعارات والمواقف ليست من صنع الخيال او الاهواء بقدر ما هي نتيجة للواقع الذي نعيش فيه، لكن لا يعني هذا ان نكتفي بترديدها كشعارات في حلقات النقاش او التظاهرات او في تخليد ذكرى الشهداء لكي نقول اننا بالفعل نتبنى قضية من القضايا بل بالنضال عليها فعليا وبالتجذر في اوساط النساء الكادحات والطالبات والمثقفات وكل الشرائح.
كل هذا ليس من اجل التقليل من شان ما نفعله الآن من داخل الحقل الذي نتواجد فيه ولكن من اجل جموع المناضلين والمناضلات ومن اجل تكثيف الجهود واخد الامور بمحمل من الجد والعمل بشكل صحيح في التأطير والتوعية ولم ورص صفوف الجماهير وتجذير الفكر الثوري في اذهانها وحثها على الفعل النظري والميداني وربطها بهموم الشعب ككل...

فاطمة الزهراء المكلاوي
7 مارس 2014
المغرب



#فاطمة_الزهراء_المكلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- دراسة نقدية لمسألة العنف القائم على النوع الاجتماعي بالمغرب ... / أحمد الخراز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014 - فاطمة الزهراء المكلاوي - بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تحرر المرأة أي فهم له؟