أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد أحنصال - حزب الطليعة يطلق كلابه المسعورة للنباح















المزيد.....

حزب الطليعة يطلق كلابه المسعورة للنباح


سعيد أحنصال

الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 00:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


حـزب الـطـلـيـعـة يـطـلـق كـلابـه الـمـسـعـورة لـلـنـبـاح

عبر "بوابة" (قولي) السخيفة أو السُّخُفية سيان، اختار مريد التحريفية وأحد ذيول الإنتهازية المدعو "محمد غريب" أن ينشر إحدى وساخاته التي يقترفها بين الحين والآخر، ويحسبها "ردّا" على المناضلين المكافحين وكتاباتهم خالصة النقاء، التي يرتعد لصدقها ومصداقيتها دهاقنة دكانته الإنتخابية المهجورة؛ إذ تُعرّي طبيعتهم الانتخابية وممارساتهم الانتهازية في حقل السياسة. وسنعمد هنا إلى الكشف عن بعض تناقضات ما يمكن أن نطلق عليه تجاوزا مقالته المهلهلة النسج، والتي يشكل البؤس المعرفي عنوانها الأبرز، فليته يسترسل في "ردوده" التي يُصوّب فيها على العصفور فيخطئ البستان.

أول ما يثير الانتباه في مقالة "الغريب" عدم اتساقها من ناحية المرجعية الفكرية التي يتبناها ويصدر عنها؛ فهو ينطلق من علي بن أبي طالب، مرورا بعلم النفس وبالشاعر غوته لينتهي إلى ماكيافيللي دون دراية منه لما بين هؤلاء من تباينات فكرية توقعه في مأزق نظري يجعله يبدو في وضع مضحك، يحتل فيه موقع الوسط، الذي هو هو مملكة التعابير البورجوازية الصغيرة المفرطة في الطيبة، مملكة الانتهازية الوجلة والمتملقة، والمترددة بين الشيء ونقيضه. بل إن فهمه القاصر لعلم النفس يجعله أسير مدرسة التحليل النفسي الفردية الفرويدية والتي لا يخفى على كل مطلع طابعها المتجاوز ومنحاها الغيبي حين تُرجع العصابات البشرية إلى "الغريزة الجنسية" أو "الطبيعة السُفلى"، وتُفسّر حركة التاريخ بـ"الدوافع الذاتية"!! وهو الأمر الذي نقضه وتجاوزه علم النفس الجماهيري، أعني الماركسي، مع فيلهلم رايش على سبيل المثل. إن هذا الانتقال والإنتقاء الذي يمارسه الغريب ما بين المذاهب، فيبتذلها جميعا، مرده إلى افتقاده هو نفسه مرجعية مذهبية محددة، ممثلة في الاشتراكية العلمية التي يبدو أن العنصر البرجوازي الصغير قد "حسم" معها بدورها مبكرا من ضمن جملة مهام ثورية أخرى.

هذا الفهم السطحي، يجعل الغريب يتناول أزمة الحزب بسطحية مماثلة، فيختزلها في "أفراد معزولين" ومحسوبين "على رؤوس الأصابع"، تارة يقول إن الحزب "لفظهم" وأخرى أنهم هم من خرج "من صفوف الحزب (...) {إذ} لم يعد بمقدورهم معرفة الواقع الموضوعي والتفاعل معه بشكل إيجابي..". نقف عند هذا الحد لنتساءل: ما هو هذا الواقع الموضوعي المستجد الذي فرض على الحزب تغيير تكتيكه مادام أنه يفتقد لإستراتيجية؟ هل تغيرت بنية النظام الطبقي المسيطر؟ هل جرى تلمُّس تطور ولو طفيف فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان؟ هل تحقق تغيير الدستور كشرط رفعه الحزب طوال 30 سنة الماضية؟ وهل اللهاث والتهافت وراء المجالس المزورة بُغية تزكية التزوير وشرعنة الاستبداد هو "التفاعل الإيجابي" المنشود؟ ليمتلك الغريب ذرة من الشجاعة وليقل لنا ماذا حقق الحزب بعد ثماني سنوات من تخليه عن مناضليه المعتقلين بسجن بني ملال (وفي مقدمتهم محمد بوكرين) وركوبه موجة الانتخابات المخزنية؟ هل اكتسح حزبه مقاعد "الدوما"؟ -وبالمناسبة فهذا الغريب تذيل لائحة الترشيح في الانتخابات الجماعية الفارطة ببني ملال لصالح أشد الانتهازيين من حزب المؤتمر الوطني الاتحادي- وهل تم ضخ دماء جديدة في الحزب؟ هل ساهمت أموال الدعم في الإفراج عن جريدة الحزب؟ هل تم تنفيذ ولو جزء واحد في المائة من برنامج الحزب الذي "يرفق حتى بالحيوان"؟

في الواقع أن الحزب هو الذي تغير ليتأقلم ويتكيف بذلة وحقارة وفق مصالح البرجوازية الحاكمة ودولتها القمعية التي عجز عن تغييرها. والواقع، مرة أخرى، أن الحزب قد راكم من الأخطاء القاتلة ما لا يمكن التعايش معه؛ فمن القبول بأنصاف الحلول في إطار الملكية البرلمانية، والدخول في اللعبة المخزنية، إلى التنسيق مع الجماعات المتأسلمة والتشبيك معها، فالسير في دبر الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية وتبرير غزوها واجتياحها وتدميرها لليبيا وسوريا في تناغم سافر مع مواقف النظام الطبقي الحاكم. بهذا الصدد يقول لينين: »إن الاعتراف جهارا بالخطأ، والكشف عن علله، وتحليل الظرف الذي أدى إلى ارتكابه، والبحث باهتمام في وسائل إصلاح الخطأ، إن كل هذا هو علامة الحزب الجدي، إنما يعني تنفيذه لالتزاماته، إنما يعني تربية وتعليم الطبقة ثم الجماهير .«فهل تجرؤ قيادة الحزب على القيام بمراجعة نقدية شاملة لمسيرتها السياسية منذ المؤتمر الرابع إلى الآن بدل التعامل بمنطق "دع الأمور تسير على أعنتها"؟ إن النضال الذي نشنه بلا هوادة ضد الانتهازية هو في فهم السذج والعديمي التجربة أمثال الغريب "شتم" و"تهجم" و"طعن" و"تشنيع حتى بالأموات الذين تتفق جميع الأديان والثقافات على أن لا يتم ذكرهم إلا بالخير"!! لذلك ربما فقد سارعت قيادة الحزب لتقديم "واجب العزاء" لجماعة الغدر والإجرام فور موت شيخها الدجال متناسية دماء المعطي بوملي ومحمد أيت الجيد كشهداء وضحايا العنف الظلامي، واستقبل "زعيمهم" أحمد بنجلون المجرم بنكيران قاتل أخيه المناضل عمر بنجلون في ذكرى استشهاده. ما يعني وفق منطقهم الأعوج والأهوج: تناسي مجمل الجرائم والإنتهاكات والجرائم التي ارتكبها النظام الحاكم، فقط لأن مقترفيها الجلادين قد وافتهم المنية وبالتالي لا يجوز سوى الترحم عليهم. فياله من ديالكتيك عجيب وغريب يتبناه "حزب الشهداء" لا يكشف حقيقة ولا يُسائل جلادين! ينسى أن التاريخ لا يموت ولا يرحم.

أحد الأسباب الأساسية التي يُرجع إليها لينين انتصار البلاشفة سنوات 1917-1920 »هو أن البُلشفية كانت حتى منذ خاتمة سنة 1914 تفضح دون رحمة خبث ودناءة وخسة الاشتراكية الشوفينية و"الكاوتسكية" (...)، وإن الجماهير قد اقتنعت فيما بعد بتجربتها الخاصة أكثر فأكثر بصحة أراء البلاشفة«. لهذا فليس جديدا على المناضلين المكافحين أن يزاوجوا بين نضالهم ضد الحكم ونضالهم ضد الانتهازية، وهو أمر مارسوه في الماضي والحاضر، أثناء تواجدهم داخل الحزب وبعد تركهم الجمل بما حمل، وعليه كان الأجدى بالغريب أن يتوجه إلى "زعيمه" أحمد بنجلون الذي يقدسه حد الوله وكامل قيادته بسؤالهم: "كيف وصلوا إلى تلك الحالة من العداء لحزب الاتحاد الاشتراكي على الرغم من أنهم كانوا أعضاء في صفوفه لفترة معينة؟" وكيف انتقلوا من الهجوم اللاذع على رفقاء الأمس (الراضي، ولعلو، اليازغي،...) إلى الحذو حذوهم فكرا وممارسة؟ ومتى كانوا صادقين مع أنفسهم؛ هل عندما شجبوا وأدانوا ورفضوا الخط الانتخابي مطلع ثمانينيات القرن الماضي، أم الآن وقد استعاروا شعاراته ذاتها؟... هذا هو السؤال. وبخصوص موضوع مؤتمر جمعية التنمية للطفولة والشباب الذي أثاره الغريب من زاوية نظره التافهة وضيقة الأفق التي تختزل الجمعية في محطة تنظيمية واحدة، وتختزل هذه الأخيرة في جزئية التمثيلية داخل الأجهزة الوطنية، وبغض النظر عن جملة من التلفيقات والأضاليل التي لاكها، فاقتضى التوضيح ليطمئن قلبه أن هاجس المقاعد هذا لا يؤرق مناضلينا أبدا-وهم الذين قاطعوا انتخاب اللجنة الإدارية ترشيحا وتصويتا-، بقدر ما يعنيهم الدفاع عن مبادئ الجمعية لحفظ استقلاليتها وضمان ممارسة تقدمية من داخلها. الأمر الذي تعرض للذبح والسحل في المؤتمر الأخير من طرف ميليشيا الشبيبة الطليعية مثلما تم شرح ذلك في البيان المفصل الصادر عن مجلس فرع بني ملال بتاريخ 26/02/2014 فليت الغريب قرأه قبل أن يتنطع لترديد ببغائياته الحزبية دون معطيات تُذكر، وهو الذي حاول إقحام زوجته كمؤتمرة بالرغم أن لا علاقة تنظيمية أو حتى عاطفية لها بالجمعية.

ختاما نقول مع المناضل الثوري الفقيد بوستة السرايري بكل ثقة وحسم: "...من بين الوسائل التي تعتمدها الحركة الثورية في مثل هذا النضال (ضد الإنتهازية): كتابة التاريخ السياسي للانتهازية بشكل مفصل وتعميمه على الرأي العام، وتعرية وتفنيد كل أدبياتها مهما كانت تافهة، والكشف عن التاريخ السياسي الشخصي للانتهازيين، وخاصة الكبار منهم، ليحاط الشعب علما بماضيهم ونوعية أعمالهم وارتباطاتهم، وبكل ما صدر عنهم من تخريب في حق قضية الشعب... قد لا تكون المعركة لتصفية الانتهازية سياسيا وفكريا معركة "ممتعة"، وقد لا تكون معركة بطولة... إلا أنها معركة ضرورية، تفرضها وتحتمها طبيعة الصراع والنضال من أجل الاشتراكية والعدالة الاجتماعية، رغم ما تكلفه من معاناة وتضحيات، وصراعات قد تبدو جانبية أو "هامشية" بالنسبة لمن يكتفي بالنظرة الفوقية السطحية، لكنها في عمق التحليل و نهايته: صراعات جوهرية ومصيرية". وللحديث تتمة.



#سعيد_أحنصال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم يقتلوننا!!
- نحو تصحيح مسار الحركة
- هل الدفاع عن محور المقاومة رجعية ؟
- نقد الأوهام الإنتهازية بصدد التغيير


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد أحنصال - حزب الطليعة يطلق كلابه المسعورة للنباح