أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - راشد الأحمد - التّحايل السّياسيّ بابا بَطْني توجعني...!














المزيد.....

التّحايل السّياسيّ بابا بَطْني توجعني...!


راشد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4378 - 2014 / 2 / 27 - 08:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



خطر هذا العنوان في ذهني، وأنا أتابع آراء الدّبلوماسيين ،ودهاقنة السّياسة فيما يحصل في الشّرق الأوسط بما فيها الحالات الإنسانيّة ،وآخرها قرارات مجلس الأمن ،ومحاولات الجمعيّة العامّة، ورهانات جنيف ؛ فأتذكّر مشهداً لا ينسى لأطفال - واظبوا على سلوكٍ قاصر – متحمّسين يتشاجرون من أجل إثبات ذاتهم في مرحلة عمريّة تشجيعيّة من الأسرة قَبْلَ أن يتورّطوا باختبارات فعليّة ، ليبدأ مسلسل التّحايل والتهرّب تحت ذريعة وعكات صحيّة غبيّة تناسب ذاك العمر المجيد ؛ فترى أحدهم يتلوّى مدعياً أنّ بطنه يؤلمه - والأصح تؤلمه - وهو يرسم ملامح الألم والوجع على وجهه، لاستدرار العطف كنوع من التّحايل والخبث مدعومة بمحاولات الإقناع كيلا يذهب إلى المدرسة، وبمجرد أن يُقال له: طيب حبيبي لا تروح تجده نطَّ ونسيا الألم ليبدأ مسلسل طقّ الحنك .


هذه هي حال مكايد ووعكات السّياسة ،ودسّ الفتن في تشنُّجات الواقع السّوريّ والإقليميّ ،وحسب هذا الفهم الشّموليّ المبرر من قبل الأسرة الدّوليّة ،الّتي لا تختلف كثيراً عن مشهد أُسر الأطفال، فهي تدرك أنّها تحايُلٌ ،ومُخاتلة للتهرب من استحقاقات تُفرض عليها تحت ذريعة العقم لاستدرار حالة إنسانيّة فريدة دُبّجتْ لها مواضيع إنشائية تَصلح أن تكون سيناريو مُسلسل مكسيكي، وليست مطالب ، ومعانات شعب يموت بالتقسيط ،بعد الفشل في إيجاد أرضية تفاوضية بمنظور سوريّ ووساطة عربيّة وإقليميّة ؛واستعانة بالأجنبيّ الّذي يُرجّح دائماً حل يناسبه، بنكهة تقسيم مزاجيّ طائفيّ بعد أن يوصل الجميع إلى مرحلة التعجيز والخيار الوحيد بالتّحايل السّياسيّ .


الطّرفان الأساسيان في كلّ ما يجري في الأقاليم الجغرافيّة السّبعة الّتي جزأتها دول عظمى في فترة زمنيّة هُما أمريكا وروسيا، الأولى تتخاتل بالدّروشة، والثّانية تتحايل بخفة الظّل دون تملُّق، مستفيدين من الخلافات القوميّة، والدّينيّة ،والطّائفيّة بتقسيم الأدوار ،فتراهم يقفون في مصر مع الإسلاميين ،وتارةً مع خُصومهم ،قس على ذلك اليمن، وليبيا ،وتونس أفضل حالاً نوعاً ما ، وفي سوريا – بالتّساوي - مع ما يُسّمون العلمانيين ،والإسلاميين غير المتشدّدين ،وتُصفّق للمتشدّدين لتكون العراق كربلاءً شيعياً سنيّاً ،تقفز من الاشتراكيّة إلى الليبرالية مروراً بالإسلام السّياسيّ وصولاً إلى القوميّة ؛فتوافق للأكراد بإقامة إقليم بمناسبة عيد نيروز على أساس قوميّ ،وبعد برهة تضم أحزابها إلى قائمة الأحزاب الإرهابيّة وهي متسمّرة معصومة العينين ،تغازلهم بإنذار مبطّن فيها معاناة عمرها آلاف السّنين ، تحت براسم دكتاتوريين كان ألطفهم صدّام حسين..؟!


لقد رُسمت خارطة العالم الجديد وانته الأمر، فكما قسّموا الوطن العربيّ إلى سبعة أقاليم لتناسب مصالحهم في وقت من الأوقات ،سيقسّمونه إلى 72 إقليماً شاء من شاء وأبى من أبى ،وإن اضطرّ الأمر إلى تشكيل أقاليم فرعيّة ضمن أقاليم أكبر ، واليمن كان نموذجاً ، وفي سوريا هُم في خضم حل أعقد الدّول توزيعاً من حيث الطوائف والأقليات؛ كان باستطاعة المجتمع الدّوليّ أن يحل القضية السّوريّة بلمح البصر ،ولكنّها تلعب لعبة القط والفأر ،تخرج إيران من الباب وتدخلها من الشبّاك ؛تهدّد تركيا في عقري دارها فتجعلها تذهب ثملة إلى طهران لتناقشا مصالح إمبراطورياتهم في ظلّ المد – السّلفيّ - والكُرديّ ،وترسل إلى مختار دول الخليج سجّادة صلاة مزخرفة بنقوش إيرانيّة فتفهم الأخيرة سر الحديث غير النبويّ.


يبدو أنّ أمريكا الّتي جاهدت منذ القضاء على هنود الحمر وبصورة منهجية في فرض سيطرة الدّولة على الفرد والمجتمع ؛واعتبار الفرد مادّة من أجل الدّفاع بها عن الحكومات بدساتير تُشرعن تمجيدها كآلهة تفرض حتّى نوع المذهب - بالمناسبة دستور الولايات المتّحدة الأمريكيّة حجمه الورقيّ لا يتجاوز الصّفحتين - اليوم تقف مع الشّعوب المضطهدة ، أليست هذه عبارة إنشائيّة جميلة - كما في سوريا - قسّمها إلى معسكرين ، ثوري راديكاليّ يسعى في القضاء على الدّولة بكلّ رموزها وأجهزتها ومؤسّساتها، وآخر مفصّل تناسب مصالحها من أجل التفاوض مع النظام القائم بالتوافق مع تحالفاتها الدّاخليّة والخارجيّة والأخير لمّ شمله ،واستطاع أن تدك المعارضة المنقسمة إلى إرهاب، وغير متشدّدة ،وتجعلها تضرب أخماسها بأسداسها ؛فتعود المعارضة من جديد إلى مرحلة التفاوض مع نفسها لتوحيد صفوفها من أجل المعركة الفاصلة ؛وهُنا يسكبون الزيت على النّار، فتُلوّح للروس بتصدير السّلاح لفيلقها ،وأم الولد لا تُقصّر بدورها كي تحرق الجميع وحتّى يتعلّم صاحب المصيبة من مصيبته تبدأ معادلة فاتك القطار .


لا يخفى على أحد أنّ أمريكا أدارت ظهرها إلى الشّرق الأوسط مع الكثير من التحفّظات ،وسلّمت أشرافها إلى اللوبيّ الرّوسيّ الذي حزّ في نفسه أمجاده المنقرضة ،والفرس أو الإيرانيين أو أبطال ثورة الخميني - سمّهم ما شئت – فزّاعة أميركا ، وأولاد عثمان بن أرطغرل، والسّلطان سليمان القانونيّ الّذي كسر القاعدة فتزوج من جارية بولندية ذكيّة فازت بقلب السّلطان ،ووصلت الدّولة العثمانيّة إلى أبهى عصورها – يدركان أنّ الغرب عندما يُهلّل لتسليم مفاتيح أبواب شرق الأوسط الذّهبية وقيادة أمور المنطقة للسيدة العظمى إسرائيل لن ترفضا ،فالتاريخ لقّنهم درساً بعد فشلهم مراراً في إدارة البلاد - ولو سياسياً - كما في عراق و مصر ،ففضّلوا نصيحة الغرب ،و فاغروا بأفواههم ،ومزّقوا المنطقة عربياً مع مصالحة تركيّة كُرديّة شكليّة - لتُحافظ على تخوم حدودها وأحشائها السّكّانيّ - لا تختلف كثيراً عن تحويل سيفر إلى لوزان بمنح حقوقهم مع ضمان بقائهم تحت فيّهم المعهود .



#راشد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - راشد الأحمد - التّحايل السّياسيّ بابا بَطْني توجعني...!