من صناع الفكر الثوري الحاد ماذا يتبقى من مهدي عامل؟!

شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1242 - 2005 / 6 / 28 - 12:30
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

انقضت 18 سنة على اغتيال المفكر والباحث والمناضل والمثقف الماركسي اللبناني المتميز مهدي عامل (حسن حمدان) الذي اشتهر بسجاله الايديولوجي العميق من مجمل القضايا والمسائل الاساسية التي تواجه المجتمع العربي والفكر النقدي المعاصر وحركة التحرر الوطني العربية والعالمية.
لقد اغتالوه لانهم خافوا دوره الريادي الهام والفاعل في مقاومة الطروحات والافكار والمعتقدات السلفية والاصولية ومواجهة الفكر الطائفي الظلامي المتعصب والمنغلق وفزعوا من مساهماته الفكرية والفلسفية الهادفة الى تحريك الفكر وانهاض الوعي والعقل العربي وتفعيل الحركة النضالية والتاريخية في كل الاوطان والاقطار العربية.
لقد اغتالوه لانهم خافوا دوره الريادي الهام والفاعل في مقاومة الطروحات والافكار والمعتقدات السلفية والاصولية ومواجهة الفكر الطائفي الظلامي المتعصب والمنغلق وفزعوا من مساهماته الفكرية والفلسفية الهادفة الى تحريك الفكر وانهاض الوعي والعقل العربي وتفعيل الحركة النضالية والتاريخية في كل الاوطان والاقطار العربية.
كان مهدي عامل احد ادمغة الحزب الشيوعي اللبناني، وهو مثقف نهضوي وحضاري باحث عن المعنى والحقيقة ومتعطش للمعرفة والتساؤل، ويتصف بمنهجيته العلمية الدقيقة وحرصه الدائم والمستمر على النقاش والحوار النقدي والتحليل المعمق والاكتشاف الواعي وقد استطاع بفكره وحسه ونضاله ان يقدم منظورا جديدا للمثقف والثورة معا وصياغة مشروع ايديولوجي عربي وتنويري متكامل يستند ويسترشد بالمنهج المادي التاريخي وارساء وعي جديد باهمية العمل النظري في الحقل السياسي، داعيا الى انشاء مختبرات فسيحة للتفكير العقلاني والدمقراطي الحر والمتنور.
كرس مهدي عامل حياته لقضايا لبنان، وكان حلمه في الحياة رؤية لبنان وطنا علمانيا ودمقراطيا مستقلا وقد رفض الكثير من المقولات والمفاهيم والطروحات الفكرية التي ترسخت في الثقافة العربية المعاصرة وكشف حقيقة الصراع الايديولوجي والطبقي الكامن في الواقع والعلاقات الاجتماعية السائدة في المجتمع البرجوازي.
ومارس مهدي عامل الكتابة الادبية والفلسفية، بوجهيها السياسي والايديولوجي، ووضع عددا من الاعمال الفلسفية والعلمية والتاريخية والشعرية وهي: "مقدمات نظرية لدراسة اثر الفكر الاشتراكي في حركة التحرر الوطني في جزئين – الاول في التناقض، والثاني في نمط الانتاج الكولونيالي، وازمة الحضارة العربية ام ازمة البرجوازيات العربية، والنظرية في الممارسة السياسية.
بحث في اسباب الحرب الاهلية، ومدخل الى نقض الفكر الطائفي – القضية الفلسطينية في ايديولوجية البرجوازية اللبنانية، وفي عملية الفكر الخلدوني، وهل القلب للشرق والعقل للغرب؟ وفي الدولة الطائفية، ونقد الفكر اليومي، وفي قضايا التربية والسياسة التعليمية وديوان "تقاسيم على الزمان".
وحرص مهدي عامل على تجديد وتحديث وتصليب الفكر المادي الجدلي في الحياة الفكرية العربية واثارت مقولاته غير المألوفة عن الدولة الطائفية والتناقض ونمط الانتاج الكولونيالي جدلا واسعا بين النخب المثقفة والاوساط الفكرية اللبنانية.
ويحدد مهدي الطائفية بانها "شكل النظام السياسي والنظام الايديولوجي الذي تمارس فيه البرجوازية الكولونيالية اللبنانية سيطرتها الطبقية "وهي ليست كيانا وليس لها وجود انطولوجي، انها علاقة سياسية محددة بحركة معينة من الصراع الطبقي في شكل منها محدد بشروط تاريخية خاصة ببنية اجتماعية معينة، ولانها كذلك فهي اذن قائمة بالدولة، لا بذاتها، في هذه البنية الاجتماعية وفي شروطها التاريخية المحددة التي هي شروط حركة الصراع الطبقي فيها".
وفي مؤلفه "نقد الفكر اليومي" يتناول بالتحليل مواكبة الثقافة العربية لقضايا الصراع الايديولوجي والسياسي في الراهن العربي، وينتقد مختلف مدارس وتيارات الفكر السياسي العربي المعاصر، ويخوض في مسائل خلافية متعددة ويتعرض للفكر العدمي في السياسة وللثقافة الاستهلاكية البرجوازية والايديولوجية الظلامية والنزعات والتوجهات والمنطلقات الجديدة للتيار الاسلامي السياسي.
ان مهدي عامل من صناع الفكر الثوري الحاد والمتوقد في عالمنا العربي، آمن بالعلم وقاوم التضليل البرجوازي باسم العلم الذي يستهدف حجب وتغييب الصراع الفكري ورأى اهمية في تفجر الصراع بين الفكر السائد والفكر المغاير والنقيض من اجل خلق موقع جديد للفكر الثوري العقلاني بمفاهيمه وادواته المعرفية من اجل استيعاب وفهم الواقع الطبقي وتغييره.
ويبقى القول في النهاية ان ما يتبقى من مهدي عامل هي افكاره وتحليلاته وطروحاته العلمية وابحاثه التاريخية ودعواته المتكررة لانعاش التطور الفكري العقلي والانتقادي لمقاومة التخلف والسوداوية والظلامية والطائفية والخمول الاستسلامي والكسل الفكري ورؤية تراثنا على حقيقته، وان اغتياله كشف بوضوح التهديد الحقيقي الذي تتعرض له مجتمعاتنا على امتداد الوطن العربي.

#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات