أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إبراهيم ابراش - صراع على السلطة والثروة وليس ربيعا عربيا















المزيد.....

صراع على السلطة والثروة وليس ربيعا عربيا


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4343 - 2014 / 1 / 23 - 12:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حصيلة ثلاثة سنوات من التحركات الشعبية العربية والتي سماها البعض بالربيع العربي تثير من الخوف والقلق أكثر مما تبشر بالأمل والتفاؤل . بعد ثلاثة سنوات وكأن الشعوب العربية تستفيق من صدمة ما زالوا حائرين في تفسيرها وفي فهم خفاياها . إن كانت المعالم الرئيسة معروفة للفاعلين الأساسيين ،إلا أن الأمر يحتاج لسنوات طوال حتى تتكشف كل الحقائق . هذا لا يعني أن كل ما جرى كان سلبيا وتنفيذا لمخطط خارجي ، فلا يمكن تجاهل منجزات تم تحقيقها كزيادة الوعي السياسي للجمهور وأخذ الحكام بعين الاعتبار قوة الجماهير التي كسرت حاجز الخوف، حتى وإن أدى كسر حاجز الخوف أحيانا لحالة من الانفلات والتطاول على القانون والدولة .
نعتقد أن ما يجري في العالم العربي تحت مسمى (الربيع العربي) موجة من تقلبات الثروة والسلطة وتغيير موئلهما ، فهناك طبقات وفئات جديدة تصعد للسطح وطبقات وفئات قديمة تتآكل واستنفذت أغراضها أو باتت عاجزة عن القيام بدورها الوظيفي لخدمة القوى الرأسمالية النافذة في العالم هذه الأخيرة التي غيرت من أدواتها التقليدية في التدخل للتأثير على مجريات الأمور .
موجة تعيد صياغة العلاقة بين العالم العربي والغرب وخصوصا واشنطن ، كما تعيد طرح إشكالية العلاقة الثروة والسلطة، لكن بوسائل عنيفة ، وهي إشكالية تشكل آفة سياسية قديمة قِدم وجود السلطة والدولة ، من منطلق أن الثروة تُحيل للخاص والشخصي بينما السلطة تُحيل للعام ،وفي كثير من الحالات تميل نخبة السلطة لتغليب الخاص على العام وتمرر مصالحها من خلال الزعم بأنها المصلحة العامة ، موظفة في ذلك الايدولوجيا بكل تلاوينها ، وحتى الدين تمت أدلجته ليخدم نخب المصالح الجديدة. بالرغم من تعاقب الأزمان والأنظمة السياسية فإن الواقع اليوم يؤكد خطورة الجمع بين الثروة والسلطة في المجتمعات المستقلة ، وخطورة الجمع بين الثروة والثورة والسلطة بالنسبة للشعوب التي تمر بمرحلة التحرر الوطني .
هذه المشكلة تختلف من بلد لآخر، ففي دول المؤسسات والقانون والديمقراطية لا مانع أن يكون رجل السلطة ثريا وينتمي للطبقة الرأسمالية ما دام تبوأ موقعه عن طريق الانتخابات النزيهة أو بطرق قانونية ، ولان القانون الذي يسمح له انطلاقا من حق المواطنة أن يكون مسئولا وحتى رئيسا هو نفسه القانون الذي يقف عائقا أمام توظيفه لموقعه لتعظيم ثروته أو ليمزج الخاص بالعام ، وإن حدث هذا فيكون محدودا لأن القانون ووعي الشعب والتداول السريع على السلطة يعملوا على وقف التجاوزات عند حدها ومحاسبة المسئول ، وقد رأينا رؤساء ورؤساء وزارات ووزراء يقَدَمون للمحاكمات بتهمة الفساد وبعضهم دخل السجون .
ولكن خطورة المسالة تتجلى في الأنظمة الدكتاتورية وفي دول العالم الثالث، حيث الزعيم أهم من المؤسسة بل ومن الوطن، فهذا الأخير تتعامل معه الأنظمة كمجرد حالة افتراضية أو إيديولوجيا يتم توظيفها حسب مشيئة الحاكم ومصالح النخبة المسيطرة ،ويتم تكييف وتقييف المصلحة الوطنية لتتماها مع مصلحة الحاكم وحزبه وعشيرته . عندما تغيب الحِكامة والمحاسبة والقانون الذي يعلو على الجميع تصبح ثروة الشعب ملكا مباحا للحاكم وعائلته والنخبة المحيطة به ، ومع مرور الوقت تتعاظم ثروة النخبة ويتعاظم الفساد مع مزيد من تفقير الشعب ورهن المصالح الوطنية بمصالح النخبة التي بدورها تُرهن مصالحها بمصالح الدول الاستعمارية وبالرأسمال الخارجي ، مما يؤدي في النهاية لإضعاف الدولة الوطنية وإثارة النزعات الطائفية والعرقية والحرب الأهلية أو الانقلابات والثورات ، حيث تسعى نخب مصالح جديدة لتوظيف نقمة الفئات الشعبية الفقيرة ليس لإقامة نظام ديمقراطي بل للانتقام من النخبة الحاكمة كهدف أساس ، وهذا ما جرى في كثير من دول العالم الثالث ويجري اليوم في دول ما يسمى بالربيع العربي حيث الصراع على الثروة والسلطة وليس من أجل الديمقراطية ولا من أجل تطبيق شرع الله فحتى المقدس أو الرب يتم تكييفه وتوظيفه حسب مصالح المتصارعين على السلطة.
يوما بعد يوم تتكشف حقائق عما يجري في بعض دول العالم العربي، حيث بدأ الأمر بحراك شعبي واسع كان عفويا في تونس، ثم انتقل لمصر و ليبيا واليمن وسوريا ، حراك تم توصيفه حينا بالربيع العربي وحينا آخر بالثورات العربية . مع مرور الأيام تتبدد الآمال بأن ما جرى منذ يناير 2011 كان ربيعا عربيا وثورات عربية ، وكتبنا وتحدثنا كثيرا مؤملين النفس بأن العالم العربي مُقبل على حدث تاريخي سيُعيد إدخال العرب للتاريخ ويُعيد المكانة للمشروع القومي العربي متضمخا وموشيا بالديمقراطية والحداثة ، وكيف لا نأمل بذلك وقد سقط أكثر من زعيم دكتاتوري بما تبدى بأنه تحت ضغط الشعب واستجابة لإرادة الأمة .
كثيرة وكبيرة الآمال والمراهنات التي بنتها الشعوب العربية ، حتى من خارج دول الربيع العربي، على التحركات الشعبية الأولى في تونس ومصر، كانت الآمال كبيرة بكبر حالة البؤس التي تعيشها الشعوب العربية تحت نير أنظمة أذلتها وأفقرتها ، وكثيرة كانت التضحيات التي كانت الشعوب مستعدة لتقديمها للتخلص من واقعها البائس، وبقدر كبِر وضخامة الآمال كانت الصدمة عندما كشفت الشعوب أنه يتم توظيفها لصالح نخب ودول تتصارع على السلطة والثروة ،وفي صراعها المُفتقر لكل قواعد الأخلاق والوطنية والدين يتم توظيف أرواح البشر ومصير الأوطان كأدوات أو وقود لتحقيق مصالحها .
كان الانكشاف الأول لوهم الربيع العربي عندما بان التحالف بين واشنطن وجماعات الإسلام السياسي وخصوصا الإخوان في تونس ومصر، وإن كانت بعض جماعات الإسلام السياسي وبعض المنتسبين لجماعة الإخوان المسلمين صادقين في نواياهم ورغبتهم في الثورة والتوجه نحو الديمقراطية ، إلا أن قيادات نافذة في هذه الجماعات كانت تخطط منذ سنوات مع الغرب وخصوصا واشنطن لخلق (الفوضى الخلاقة) في المنطقة لإعادة توزيع ثروات المنطقة ومراكز و مغانم السلطة فيها لمصلحة نخب الإسلام السياسي الصاعدة ومصالح واشنطن والغرب،ولو كان ذلك على حساب وحدة الدول الوطنية القائمة وعلى حساب القضية الوطنية الفلسطينية حيث كانت القضية الفلسطينية أولى (ضحايا الربيع العربي الموهوم ).
وكان الانكشاف الثاني عندما تدخلت واشنطن وحلف الأطلسي بشكل مباشر وفج لإسقاط نظم القذافي في ليبيا واغتياله لتختفي معه كل أسرار العلاقات التي كانت تربط القذافي بدول الغرب،وتساءلنا حينها : أية ثورة شعبية هذه التي تتحالف مع واشنطن وحلف الناتو؟ وجاءت الأيام لتكشف حقيقة أن الصراع كان وما زال على الثروة والسلطة ،حيث ليبيا اليوم بدون سلطة وحكومة تفرض سيطرتها على البلاد ،و حيث القبلية والجهوية تقوم بدورها التفكيكي والتدميري للدولة والمجتمع .
وأخيرا انكشفت وسقطت نهائيا ورقة التوت عندما انسحب الشعب من ( الثورة ) وأخليت الساحة للجماعات الإسلاموية المسلحة لتتصارع على النفوذ والسلطة مثيرة الخراب والدمار والفتنة وموظفة بشكل فج الدين من جانب ، وسلاح ومال الغرب من جانب آخر،وهو ما يجري اليوم في سوريا وبقية دول الربيع العربي .



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الوطني الفلسطيني
- ما وراء استهداف الفلسطينيين في سوريا ومصر
- أهمية تحرير المصالحة الوطنية من شرط الانتخابات
- خطورة الجمع بين الثروة والثورة والسلطة في الحالة الفلسطينية
- مع بداية عام 2014 نودع ثلاثة أوهام
- من المسئول عن إعاقة استنهاض حركة فتح ؟
- حماس ليست حركة إرهابية ولكن عليها الاختيار بين : فلسطين أو ا ...
- عام 2013 يكشف أوهاما وعام 2014 يثير تخوفات
- خطة كيري تضع الرئيس الفلسطيني أمام خيارات صعبة
- مستقبل السلطة الفلسطينية بعد الاعتراف الأممي بفلسطين دولة مر ...
- فشل حل الدولتين أم تغيير في جغرافيتهما ؟
- خطوة من الجبهة الشعبية تستحق الاحترام
- تصريحات اوباما ورواتب غزة : أية علاقة؟
- تصورات أولية حول التمثيل الفلسطيني وإعادة بناء المشروع الوطن ...
- من وثيقة (كنغ) إلى مخطط (برافو)
- استشكالات الدين والسياسة في فلسطين
- نجاح إيراني باهر وتخوفات عربية مشروعة
- دولة في تضاد مع الوطن والشعب
- المشاركة السياسية في منظمة التحرير على قاعدة الالتزام بالوطن ...
- الواقعيون الفلسطينيون الجدد


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إبراهيم ابراش - صراع على السلطة والثروة وليس ربيعا عربيا