أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صلاح الدين ابراهيم ابو حمدية - النمط النبوي – الخليفي والأثر الفكري الحداثي.















المزيد.....

النمط النبوي – الخليفي والأثر الفكري الحداثي.


صلاح الدين ابراهيم ابو حمدية

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 19:50
المحور: المجتمع المدني
    



من الصواب أن نصل لمراحل أعلى في الفكر والوعي والفعل الإنساني، و أن نتطور في اساليب الحكم وكيفية العمل بها والوصول اليها والسعي لانظمة تعمل للأفضل للكل عوضاً عن الجزء، يُحكم فيها بالعدل ولن أقول ينتهي بل يَقِل الظُلم بشكله العام، بشكله العمودي المتفشي بالعالم ككل بدرجات متفاوتة تشفع للبعض ولا تشفع للبعض الآخر، لكن يبقى هذا تفسيراً طوباوياً افلاطونيا – بعض الشيء– وإن كان هو الصواب فهل يجعل من كل شيء مخالف له خاطئاً؟ بالضرورة في هذه الحالة نعم، ومهما كان قديماً إلا انه لم يكن بشكله الحالي إلا مع الحداثة أي بمعنى أخر تحديث المُستحدث، ولم يتم العمل به الا بعد ثورات وحروب عديدة أو اقلها اقرب اليه من أي شيء مضى، و لأن الحداثة بكل ما تضمنته جاءت بعد حالات من التطور والصراعات المختلفة. المعضلة تكمن في بعض او باقي اصقاع هذا العالم التي نمّت وبقيت على نمط معين وإن اختلف إسمياً يبقى الجوهر الفعلي لهذا النمط مما اختلفنا بالتعريفات. ومن هذا البعض للاقطاعيات العربية ميزة ونمط خاص بها جاء منهم ويعيش فيهم ومعهم. وهو النمط النبوي – الخليفي وانتظار الرجل العظيم.

اطرح اختصاراً لتعريف هذا النمط وفق الكاتب د. بشير الخضرا في كتابه النمط النبوي – الخليفي في القيادة السياسية العربية.. والديمقراطية "النمط النبوي ( الكارزمي، الزعامي ) : ويتميز بوجود علاقة عاطفية بين القائد والاتباع مما يؤدي الى الانقياد الطوعي دون الحاجة لاستعمال القهر مع الاتباع. النمط الخليفي ( السلطوي ) : شخص مركز القيادة هو شخص عادي وليس ملهماً بالتالي لا يعتمد على العلاقة العاطفية والتبعية الطوعية وانما استعمال القوة بدرجة اساسية والتصور الصحيح يقتضي النظر اليهم كطرفي نقيض لخط استمراري واحد بمعنى ان القائد الواحد قد يتدرج من نمط الى نمط." ، وليس في استذكار التعريفات إلا تبيان ما نحن بصدد الحديث عنه، فلا زال برغم كل ما حدث من حراكات سياسية واجتماعية ولا زال في بعض الدول العربية والبعض الآخر ممن استعمل فيها النمط الخليفي باسلوب اقرب منه لاسلوب بدو وسط آسيا سابقاً من المغول ومن سمي بالاتراك من أي شيء اخر، ولا يوجد للأن في الواقع العربي أي دولة أو حركة خارج هذا الاطار، واكاد اجزم أن النمط النبوي بشكله الخالص لم يوجد الا في حالة او حالات قليلة وليس في عصرنا الحالي او في الحداثة التي ركز على الفرد واعطته قدسيته اكثر من الجماعة، وايجاد ثقافة عقلانية علمية بانشاء مبني بداية على الفكر والابداع او ما بعد الحداثة بكافة تناقضاتها وتعاريفها المختلفة، سواء على المنحى الفلسفي او المعماري لكنها بكل الاحوال مدارس نشأت بعد الحداثة لتقويض الميتافيزيقيا الغربية، ولان العرب لا يُمكن ان ندرك تماماً في أي مرحلة في خط التطور هم الآن؛ ليس لعوامل خارجية بقدر ما هو نتيجة التفاعلات الداخلية وما اعتاد عليه العرب في بحثهم عن الرجل العظيم، فمنذ قدوم سيدنا محمد والاسلام والعرب المسلمين يبحثون عن قائد مثله! وكلما جاء اخر ارادوا الاخر وتدريجياً انتقلت المعايير من معايير " نبوية " الى معايير " ديكتاتورية " "سلطوية" "خليفية". ليس هذا حديث الشأن بقدر ما هو انتقال الأرث الملكي او المسمى نظام خلافة. وظل الى الآن مع كل ما مرت به دول العالم التي تقدمت وتطورت وسعت لبناء نفسها اما بصناعة معاييرها الخاصة او الاستفادة من الآخرين وهو مما صراحة وضمناً لم يمنعه احد!.

فهل حقاً تأثر العرب بالحداثة وما بعد الحداثة؟ الاجابة على هذا السؤال كما يفرضها الواقع (لا) فلا دليل فعلي واقعي ظاهري على أن هناك أي تأثير او أن العرب صنعوا حداثة فكرية متطورة مختلفة خاصة بهم، نمطاً يتوافق مع اسلوب حياتهم، اما نظرياً فكان هناك بعض الأسماء التي نادت بالتغيير والانتقال من هذا النمط الى درجة اعلى في سلم التطور التاريخي، لكنها بقيت على حالها في الكتب يعرفها من يقرأها فقط، ويستمر النمط ليشكل نظرية خاصة لفهم الحُكم عند العرب وهو ما يبدو ايجابياً – لتسهيل دراسة "العرب" – لسؤال مطروح، من هم العرب؟ وهل هذا النمط جزء من تحليل الجوهر العربي باعتباره نتاج خالص للعقل العربي؟ والسيف ذو الحدين في الإجابة على هكذا سؤال تكون باستذكار قبائل السلتّ، والبربر ( الخارجين عن سلطة روما ) والتي أعتمدت أيضاً على الرجل العظيم فموت القائد كان يشكل المصيبة الأعظم لتلك القبائل، وهو ما عانى ولا يزال يعاني منه العرب باقطاعياتهم، دون وجود آلية اختيار او صنع للقائد وهذا إن دل ليس كونهم الاوائل في هذا النمط لكنهم بالتأكيد الأكثر تبجيلاً وتأكيداً وتطبيقاً له باضافة فكرة الخلافة وما تبعها، وفكرة الرجل المحبوب الذي يعامله رعاياه وكانه الاب الذي عاد قبل أن يذهب!!! ( من سخرية القدر ) انه لا يذهب حتى بعد الموت فمهما كان هذا الرجل نبوياً اي محبوباً او خليفياً اي مهاباً تجد له الممجدين.

لكن هل حدث ان كان هناك حاكم او قائد او زعيم عربي نبوي؟، لكل منهم وهذا ما ظهر جانبه المظلم جداً وما يقبع في عُمق اللاوعي العربي يجعل من هذا الجانب، حاجة المحبوب للبقاء، وعبد الناصر كاكبر مثال بعد ثورة او انقلاب الضباط الاحرار في مصر والذي جسد الميكافيلية والنمطين بآن واحد فالشعب رفض استقالته رغم هزيمته في الحرب ضد اسرائيل؛ وصدام حسين الذي مثّل النمط الخليفي السلطوي، واشتهرت من بعده مقوله "إن الشعب العراقي جزء من الشعب العربي لا يحكمه الا حجاج" هذه هي تماماً عقلية الحداثة العربية، فعقلية الحداثة العربية تفترض اساليب احدث في تجميل الخليفي وليس النبوي وتبجيل القوي واجتناب الرحيم، فهو أوهم نفسه لحاكم يقيم عنه كل اعماله متخلياً عن مسؤولياته كاملة تجاه نفسه ومجتمعه والعالم الذي يعيش فيه، ليجعل الحداثة العربية حداثة الانتقال من خليفي الى خليفي باقتناع تام ان الثاني افضل، حداثة تجعل العربي من أكثر العقول والاجساد جموداً، ان يكون العقل العربي حبيس فكر "الرجل العظيم" والحداثة العربية هي تماماً كحالة اعدام تائهة بين المقصلة والمشنقة. وهو مما يوصلنا لنتيجة مفادها ان الحداثة بالمفهوم العربي أخرجت العرب منها أو خرجوا هم منها لمسميات اخرى باثر عكسي للحداثة الفعلية.

وما نحن بحاجة اليه فعلياً حداثة تُعري البلادة في هذا العقل ومدى اهماله لنفسه وترك المسؤولية عن نفسه لغيره والعمل بنفسه ولنفسه في كافي مناحي الحياة وليس لتغيير حاكم فقط، فما الحراكات السياسية الأخيرة الا ادراك مشوه لما يعيش فيه العرب. وهذا يذكرني بمقولة لنجيب محفوظ " إذا لم ينقرض الجهل من بلداننا فسيأتي السياح ليتفرجوا علينا بدل الآثار"، فهل نحن إذن بحاجة لثورة معيدين تشكيل جوهر الإنسان العربي او ترقيع للعقل الممزق؟!، الحداثة التطورية الفعلية التي تنقل العربي الى موقع مرموق في سلم التطور التاريخي هي ثورة بادراك نقي-وليس لاعادة انشاء رجل عظيم- يعيد فيها تشكيل بنيته الأساسية وتغيير تعريفه عن نفسه لكن الى حينها يبقى السؤال من هو العربي؟






#صلاح_الدين_ابراهيم_ابو_حمدية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البُعد الضائع عند *أمة* العرب (القومية)


المزيد.....




- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صلاح الدين ابراهيم ابو حمدية - النمط النبوي – الخليفي والأثر الفكري الحداثي.