أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حكيم الزهاني - فقاعات سيدنا الحسين آمال المشهد الأول















المزيد.....

فقاعات سيدنا الحسين آمال المشهد الأول


حكيم الزهاني

الحوار المتمدن-العدد: 4312 - 2013 / 12 / 21 - 02:34
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لست هنا بصدد كتابة مقال بموضوع محدد، و لا بصدد كتابة مقال نقدي يفرض على صاحبه، في نقده لأفكار موضوعه، التأسيس المنهجي المادي التاريخي له. بل يتعلق أمر هذه الكتابة، بنشر غسيل إحدى المقالات الطائشة، كونها لم تقدم أفكارا أوهي تعبر عن خط فكري معين، بقدر ما هي، بدءا من عنوانها حتى نهاية جملها، تجميع قسري لكلمات و مفاهيم سياسية تم العصف بمضمونها المادي التاريخي و بقيمتها الفكرية الثورية حين تم عزلها عن بنيانها الفكري المادي و إقحامها قسرا في بناء عشوائي لا أساس له و لا منطق يربطها فيما بينها فيه. مضمون كتابتي هذه، هو محاولة لوخز أذن صاحب الغسيل إياه، علها تيقظه من حالة التمرين و النشاط اللغوي إلى وضع التفكير و التمحيص و التدقيق الذي تشترطه كل كتابة تحترم أفكارها و قارئها. الغسيل المقصود هنا، هو مقال: " الوضع السياسي الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة" المنشور على بوابة الحوار المتمدن بتاريخ 09 ـ 09 ـ 2011، و المعاد نشره حرفيا كما هو، على صفحة "إلى الأمام الثورية" بتاريخ 31ـ10ـ2013 لصاحبه سيدنا الحسين آمال.
صراحة، لم أنتبه للغسيل إياه لحظة نشره سنتين من قبل على بوابة الحوار المتمدن، و لولا نشره على صفحة "إلى الأمام الثورية" لما جاءت محاولة نشر غسيل ذاك المقال.
لن أزعج القارئ و لا صاحب الغسيل بدواعي و دوافع هذه الكتابة، بل سأبدأ بنشر أول قطعة من الغسيل ذي التسع عشرة قطعة كما تقدمها النسخة القابلة للطباعة على بوابة الحوار المتمدن، و لنبدأ رحلة عدم التدقيق و القصف المفاهيمي العشوائي لصاحبه.
يقول سيدنا الحسين في قطعته الأولى:
" و تبقى المهمة الأساسية/تغلغل فكر المنظمة في صفوف الجماهير العمالية مهمة لم يتم إنجازها بعد ، نظرا للقمع المسلط عليها و تفشي التحريفية الإنتهازية في صفوفهم أغلب مناضليها ، و التي تم تركيزها في بداية التسعينات..." و الحديث هنا عن منظمة " إلى الأمام".
إن المهمة الأساسية (و ضع سطرا على هذه المهمة السياسية بامتياز) هي بناء الحزب الماركسي اللينيني. أما مسألة تغلغل الفكر الثوري وسط جماهير العمال و الفلاحين الفقراء، فهي عملية من ضمن عمليات أخرى كمحاربة أفكار البرجوازية الصغرى وسط التنظيم مثلا، و هي كلها عمليات تجري في صيرورة تلك المهمة الأساسية من عملية البناء السياسي للحزب الثوري. قد تكون هذه المهمة أو تلك، رئيسية في هذا الطور أو ذاك من أطوار تطور التنظيم و خطه الفكري و السياسي، لكنها ليست بالأساسية، بل هي تخضع للمهمة الأساسية التي يقوم عليها كل البناء التنظيمي؛ الفكري و السياسي للتنظيم، و هي مهمة بناء الحزب الماركسي اللينيني، "الأداة" الوحيدة و الواحدة لتحقيق هدف السلطة السياسية.
نتمم قراءة الجملة من "تفشي التحريفية الانتهازية...." إلى نهاية الفقرة، و نطلب من القارئ و صاحب الغسيل الانتباه لا غير. الحديث هنا عن تفشي التحريفية الانتهازية غير دقيق و مطلق. فالجملة بهذا الشكل، تمنح الانطباع أن الأمر يسري على كل تاريخ المنظمة التي جاءت في نشأتها للقطع مع التحريفية الانتهازية و الإصلاحية. و الأوسخ من ذاك الشكل من الحديث، أنه يسري حتى على أحد أهم أطوار تطور المنظمة، و هو طور التحديد السديد لإستراتيجيتها الثورية الوطنية الديمقراطية الشعبية قبل الاغتيال السياسي للشهيد زروال. هذا الأمر يعلم به أعداء المنظمة و أصدقائها، و لا نظن أن جرة قلم حمقاء من صاحب ذاك الغسيل، قد تستطيع تحريف ذاك التاريخ الثوري و طبعه كله بغلبة التحريفية وسطه.
يستمر حبر سيدنا الحسين في التدفق، غير مفكر و لا مهتم بما يخطه حبره على ورقته من "أفكار"، شعاره في ذلك: اكتب و اقصف بكل المفاهيم و المصطلحات، فقد تجاوزت المليون قارئ، أو بالأحرى مليون شاهد على مقصلة الأفكار. خذ مثلا ما سقط من حبره على قطعته الثانية:
" و تعتبر طبقة البورجوازية الصغرى بالمدن التي تشكلت أساسا من مثقفين و طلبة و حرفيين وتجار صغار و بالبوادي من فلاحين صغار و حرفيين و تجار صغار الطبقة المعرضة لاستغلال الإستعمار والإقطاع و الكومبرادور ، و هي أساسية في تنمية الرأسمال و تطويره..."
يا سيدنا الحسين، التدقيق و التحديد المفاهيمي السليم و الصارم، يفرض القول في مرحلة السيادة العالمية لنظام الرأسمالية الامبريالية، بأن الطبقة الأساسية هي الطبقة العاملة. فنزع مفهوم "الطبقة الأساسية" عن الطبقة العاملة، و إلصاقه بطبقة البرجوازية الصغيرة هو في مضمونه تحريف للتناقض الأساسي و للصراع الطبقي بين طرفيه الأساسيين، من دون الحديث هنا عن الكوارث السياسية المترتبة على هذا النوع من التحريف.
يضيف سيدنا الحسين:
" و ظهرت طبقة بورجوازية ليبرالية ذات أصول كومبرادورية اغتنت من أموال الشعب عبر استغلال الأراضي الصالحة للزراعة و المناجم و الصيد البحري و تصفية المعامل و نهب البنوك و الصناديق المالية.."
حديث سيدنا الحسين هنا، هو عن طبقة اجتماعية، و ليس عن شخص ما، أو عائلة أو حتى "قادة قبيلة ما". إن قول الحسين هنا، يعني أن "الطبقة البرجوازية اللبرالية" استطاعت في صيرورة "ظهورها" تلك، الاستقلال عن الفئة الكمبرادورية المهيمنة وسط التكتل الطبقي المسيطر. فمن هم إذن ممثلو هذه الطبقة؟ و كيف تم استقلالها عن "أصولها الكمبرادورية"؟ و ما موقعها في التشكيلة الطبقية؟ و ما طبيعة علاقاتها فيها؟ و كيف يستقيم الحديث عن "طبقة برجوازية لبرالية" بالتحديد الماركسي للطبقة البرجوازية اللبرالية، في نظام تسوده الرأسمالية التبعية؟ لا شيء في الغسيل ذو التسع عشرة قطعة يوحي بهذا.
كلما مددت يدي لسحب القطعة الموالية من ذاك الغسيل، إلا و كانت أثقل حبرا من سابقتها. يقول سيدنا الحسين في قطعته الثالثة:
" ....لحركة 20 فبراير التي تأسست بعد الثورتين الديمقراطيتين البورجوازيتين التونسية و المصرية."
نحن اللحظة في 09ـ09ـ2011، أي لحظة وضع هذا الغسيل على بوابة الحوار المتمدن. من دون أن نغفل أن صاحبه، و في غسيل أخر، يقول أنه من المستحيل الحديث عن ثورة من دون حزب ثوري. إذا كان صاحب الغسيل قد أخذته حماسة الأحداث ساعتها، و غابت عن عينه الأولى الأسس السياسية و الفكرية و التنظيمية الضروري توفرها للحديث عن الثورة بشكل عام، و بشكل خاص عن الثورة بالبلدان المستعمرة و الشبه مستعمرة ( أنظر لينين و ماو تسي بهذا الصدد). و غابت عن عينه الثانية، الفشل و الانهيار التاريخي لمشروع البرجوازية الصغرى و المتوسطة ( التجربة الناصرية و البعثية). فقد نستطيع تفهم أمر حماسته العمياء تلك، لكن على أساس أن يقوم بعد أن يستفيق منها، بالنقد اللازم لموقفه ذاك. لكن أن يتم سنتين بعد ذلك، و بعد أن تعرت كل الأحداث أمام أعين الكل، نشر نفس الغسيل على صفحة "إلى الأمام الثورية"، فليس لهذا الأمر من تفسير غير أن صاحبنا قد فقد بصره كليا، و فقد كل ارتباط له بالواقع الفعلي. نستسمح القارئ اللحظة و نحمل إليه القطعة السادسة من الغسيل قبل تقديم القطعتين الرابعة و الخامسة. يقول سيدنا الحسين في قطعته السادسة:
" حركة 20 فبراير بعد النهوض الشعبي المغاربي و العربي بعد نجاح الانتفاضات الشعبية بتونس و مصر و أورعها في ليبيا.."
بعد أن كانت في القطعة الثالثة "ثورة ديمقراطية برجوازية"، أصبحت بعد ثلاث قطعات-صفحات فقط "انتفاضة شعبية ناجحة". و بعد سنتين من ذلك، بقيت قطعة الغسيل هذه من دون تنظيف. يا ترى، مادا سيسميها السيد الحسين اللحظة؟ فالانتفاضة الشعبية شيء، و الثورة الديمقراطية البرجوازية شيء آخر.
و الأروع، بتعبير سيدنا الحسين في جملته تلك، التي فعلا قد تصيب قارئها بهوس سيدنا، هي " و أروعها في ليبيا". أي، كي لا نظلم سيدنا الحسين، " أروعها في ليبيا"، القصد منها هي " نجاح الانتفاضات الشعبية". نعيد تذكير القارئ، من دون أن نطلب هذا الأمر من صاحب هذا الغسيل، أننا هنا لا زلنا لحظة 09-09-2011، و هي كما قلنا لحظة وضع هذا الغسيل أول مرة على بوابة الحوار المتمدن. و نصرخ في وجه هذا الهوس الذي أصاب سيدنا، كيف تكون "أروعها في ليبيا" و الحرب الامبريالية على ليبيا انطلقت بتاريخ 19 مارس 2011، ثم قادتها الذراع العسكري الامبريالي ("أوتان") بتاريخ 31 مارس 2011. أي ستة أشهر إلا عشرة أيام بالتمام و الكمال قبل أن ينشر سيدنا الحسين غسيله على صفحة الحوار المتمدن ( إلا إذا كانت أشهر السنة معكوسة في رأس سيدنا). ألم يكن الرجل حيا في هذه المدة كي يسمع؛ أو يرى؛ أو يقرأ أو يتلقى خبر الحرب الامبريالية على ليبيا؟؟؟؟؟ وقبل ذلك، القرارين 1970 و 1973 للذراع القانونية للامبريالية " جهاز الأمم المتحدة"، قراري الحظر العسكري و الجوي على ليبيا ( على التولي ب 26 فبراير و 17 مارس 2011 ). فهل أروعها أن تقود الامبريالية "الانتفاضات الشعبية" لشيخنا، أو وفق تعبير سيدنا دائما، " الثورة الديمقراطية البرجوازية". أمرك هنا سيدنا، تجاوز الهوس كونك تلتقي كليا مع الديماغوجية الامبريالية في شعارها حمل ـ دبابة ـ الديمقراطية، بمفهومها البرجوازي كذلك، إلى بلدان الاستبداد المطلق.
لنعد في استمرار لقطعة الغسيل الثالثة، و نجد:
"إن الحركات الاجتماعية و المعرفية في علاقة جدلية دائمة عبر التاريخ في ظل تعدد المصالح وتناقضها بين الطبقات الاجتماعية المتناقضة، بعد نشأة الأسرة و الدولة و ظهور الملكية في ظل النظام الإقطاعي و توظيف عامل المعتقد أيديولوجيا في العلاقات الاجتماعية ..."
مثل هذا الحديث قد أغرق شبكة الإنترنت، و مقال شيخنا الحسين لم يخلو من كتابة هذه الجملة و إعادتها من دون الوقوف و لو لحظة تفكير واحدة لتحديد طبيعة هذه العلاقة، أي كيف هي هذه "الجدلية" في علاقة ما تسميه ب "الحركات الاجتماعية و المعرفية". فقول أو تصور مثلا كلمة السكين لا يبتر شيئا، و لا يخدش الأصابع حين تنطقه أو تتصوره خطأ. تلك العلاقة هي مادية بالأساس و هي ديالكتيكية في صيرورتها. كل شيء هو صيرورة مادية، و كل صيرورة مادية هي حركة ديالكتيكية المادة- الشيء.
ألم تكن هناك "حركة اجتماعية و معرفية" قبل نشأة الأسرة، الدولة و الملكية الخاصة؟ (قليلا من التفكير رجاءا)
يقول صاحبنا "توظيف عامل المعتقد إيديولوجيا" و كأن المعتقد ليس بإيديولوجية. و كأنه يأتي من خارج الأيديولوجية ليتم توظيفه في العلاقات الاجتماعية. يبدو أن سيدنا الحسين فيه شيء من الدين، و هو مصدر الهوس.
على نفس القطعة الثالثة دائما:
" إلا أن الحركة المعرفية الإشتراكية التي تأسست على أنقاضها النظام الإشتراكي بقيت صامدة رغم كل النكسات التي عرفتها بعد انهيار المنتظم الإشتراكي ، فكان لابد من الحركات الإجتماعية الضرورية من أجل الدفاع عن الحركة المعرفية الإشتراكية و الصامة في وجه الرأسمالية الإمبريالية بأمريكا و الإشتراكية الإمبريالية بروسيا و الصين ، و برز الوجه الحقيقي للرأسمالية الإمبريالية التي تسعى إلى السيطرة على السلطة السياسية و الإقتصادية و الهيمنة الأيديولوجية البورجوازية بالقوة العسكرية على شعوب العالم لاستغلال خيراتها و تطويع الجماهير العمالية بعد هيمنة الأروستقراطية العمالية على الحركة العمالية العالمية." بداية، نطلب من القارئ و شيخنا أيضا، إعادة قراءة السطر الأول من الفقرة.
أنا شخصيا لا أفهم هذا الكلام. فكلمة "أنقاضها" في الفقرة تعود على "الحركة المعرفية الاشتراكية". و التعبير إياه يستعمل للإشارة إلى أن الشيء لم يتبقى منه إلا الرماد. فهل يعني هذا أن " النظام الاشتراكي تأسس على أنقاض الحركة المعرفية الاشتراكية" كما توحي بذلك جملة سيدنا الحسين، و هل هذا ما يقصده صاحب الغسيل؟ لا نظن ذلك، و نظن أن عدم التدقيق و التمحيص يدفع صاحبنا لقول أي شيء يقصده أو لا يقصده، فالمهم بالنسبة له أن يكون الكلام ممتلئا بمفاهيم و مصطلحات تجعل القارئ يصنف سيدنا ضمن " الحركة المعرفية الاشتراكية"، و ليس أخطر على هذه المعرفة من من يمزقها من داخلها و باسمها. نظن أنه يقصد إلحاق كلمة "أنقاضها" ب"النظام الاشتراكي" و صمود "الحركة المعرفية الاشتراكية" بعد "الانهيارات".
ما أثارني كذلك في الفقرة إياها، هي هذه الجملة " و برز الوجه الحقيقي للرأسمالية التي تسعى إلى ......"
يبدو أو السيد الحسين استفاق متأخرا كي يبرز له في 2011 الوجه الحقيقي للرأسمالية الامبريالية، إلا أنه استفاق مهووسا ، كون " الرأسمالية الإمبريالية التي تسعى إلى السيطرة على السلطة السياسية و الإقتصادية و الهيمنة الأيديولوجية البورجوازية بالقوة العسكرية على شعوب العالم لاستغلال خيراتها.." هي نفسها التي قادت " أروعها في ليبيا". و كأنه لم ينوجد في تاريخ الثورات و الانتفاضات من انكشف له، منذ تثبيت نظام الرأسمالية، هذا الوجه إلا سيدنا الحسين.
خطوتين إلى الوراء، و إلى القطعة الرابعة:
"فإذا كان الإستعمار و الحروب بين الإمبرياليات صمام أمان الرأسمالية الإمبريالية للخروج من أزماتها المزمنة في بداية نشأتها فإن الإستعمار و الحروب اليوم تشكل مصدر أزمات الرأسمال المالي ، فكانت الحرب بين الإمبرياليات لتقسيم العمل غير ممكنة لأنها قد تعصف باقتصادياتها الشيء الذي يفسر عدم قدرة أمريكا على الدخول في حرب القوقاز ضد روسيا/الإمبريالية الحديثة ، ذلك لأن الحرب في أفغانستان والعراق أنهكت كاهل أمريكا و حلفائها و من المستحيل تجنيد الجماهير العمالية و الفلاحين الفقراء بالمستعمرات كما هو الشأن في الحربين الإمبرياليتين الأولى و الثانية ، مما يجعل فتح جبهات مباشرة مع الإمبرياليات أمرا مستحيلا ، هكذا برزت الأزمة المالية بأمريكا و انتشرت في باقي البلدان الرأسمالية كطبيعة للأزمات التي تلازم النظام الرأسمالي باعتباره نظاما تناحريا ، و كانت أزمة الرأسمالية أزمة مالية في عصر الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية التي يهيمن فيها الرأسمال المالي على الرأسمال التجاري و الصناعي"
لنرى هذه القطعة بقليل من التأني، يقول صاحبها " فإذا كان الإستعمار و الحروب بين الإمبرياليات صمام أمان الرأسمالية الإمبريالية للخروج من أزماتها المزمنة في بداية نشأتها". بداية النشأة هذه، لا نظنها في أواخر القرن العشرين أو بداية القرن الواحد و العشرين، إلا إذا عاكسنا صاحب الغسيل كما قد تكون أشهر السنة معكوسة في رأس سيدنا. يضيف إذن " فكانت الحرب بين الإمبرياليات لتقسيم العمل غير ممكنة لأنها قد تعصف باقتصادياتها...." و هي هنا غير ممكنة لأنها وفق منطق صاحبنا، بعد النشأة، أي "اليوم" وفق قوله. ثم يستمر صاحبنا " ذلك لأن الحرب في أفغانستان والعراق أنهكت كاهل أمريكا و حلفائها"، و هل هذه الحرب الاستعمارية هي في بداية نشأة الرأسمالية الامبريالية. و كيف يكون "الاستعمار و الحروب اليوم تشكل مصدر أزمات الرأسمال المالي"، و فرنسا تستأثر اليوم (منذ أبريل 2011 )، خلال و بعد الحرب الامبريالية على ليبيا، ب 35 من المائة من إجمال الثروة البترولية الليبية، و ماذا تقول في الحرب الامبريالية على مالي، و الكوت ديفوار، و الدعم الامبريالي السياسي و العسكري للإرهاب الدولي و المنظم في سوريا.... و الحرب الاستعمارية الصهيو ـ امبريالية و الرجعية الغير متوقفة في فلسطين.
على أي لنقف عند الفكرة الأولى للفقرة، و نظن أن أي قارئ هنا، سيفهم أن "الأزمة المالية بأمريكا...." هي نتيجة الحروب التي تخوضها الامبريالية كما تدل عليها الجملة التالية: " فإن الاستعمار و الحروب اليوم تشكل مصدر أزمات الرأسمال المالي......"، و يؤكده قوله أثناء حديثه عن الاستعمار و الحروب " هكذا برزت الأزمة المالية بأمريكا...". صاحبنا نفسه، و في نفس الغسيل، و على قطعة أخرى يقول: الصفحة 13 : " ـ بروز الأزمة المالية نتيجة المضاربات العقارية و هيمنة البورجوازية على رؤوس الأموال العالمية عبر استغلال البورسات". يبدو أن ذاكرة شيخنا ضعيفة جدا و غلبها هوسها برسم فقاعات فارغة تجاوزت المليون مشاهد.
على القطعة الرابعة دائما، و صورة أخرى لعدم التدقيق:
" التصدي للأساس الإقتصادي للنظام القائم الذي يتسم بالطبقية.."
هناك فرق بين قول أن النظام طبقي، و بين قول أنه يتسم بالطبقية. في هذه الأخيرة تكون الطبقية سمة قد تزول من دون زوال النظام، في حين هي في الأولى طبيعة عضوية للنظام، زوالها هي زوال هذا النظام نفسه. فأي منها تختار يا سيدنا الحسين؟
عدم الصرامة في استعمال اللغة، قد يسمم الفكرة، و عن طريقها يتسمم فكر القارئ، و جريمة شيخنا هنا هي أن سمه يحمل راية "الماركسية اللينينية". هي جريمة مزدوجة، في حق هذا الفكر الثوري، و في حق القارئ المتعطش للفكر الثوري.
نترك القارئ هذه اللحظة مع القطعة الخامسة من غسيل شيخنا، و هي تلخص بشكل جيد أزمة الفكر البرجوازي الصغير، و على وجه التحديد أزمة فكر شيخنا و حالة الدوران المصاب بها، على أن نبدأ بها، بإذن شيخنا الحسين الجليل، في المشهد الثاني من بقية هذا الغسيل:
" إن بقاء الوعي لدى الجماهير الشعبية في المستوى الحسي من المعيقات الأساسية أمام تطور الحركة الإجتماعية الإحتجاجية بالمغرب لكونها لا تملك القدرة على التنظير و التحليل و التأطير و بلورة الممارسة العملية الثورية ، و ذلك نتيجة سيطرة الفكر الإقطاعي عليها خاصة في أوساط الفلاحين الفقراء و الفكر البورجوازي الصغير في أوساط المثقفين و الطلبة و التلاميذ و مكونات البورجوازية الصغرى الأخرى ، مما جعل التنظيمات الذاتية للجماهير غير قادرة على الإنتقال من مستوى الوعي الحسي إلى مستوى الوعي السياسي بربط قضاياها بتناقضات الأساس الإقتصادي للنظام القائم من أجل بناء حركة ثورية ، مما يتطلب الإنتقال من مستوى العمل الجمعوي إلى العمل النقابي الكفاحي و بالتالي إلى العمل السياسي الثوري ، الذي يجب أن يقوده المناضلون الماركسيون اللينينيون ، و لن يتم ذلك إلا بفرز قيادات مناضلة ثورية من صلب الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء التي تمتلك الوعي الطبقي بمعرفة مصالحها الطبقية و أعدائها الطبقيين ووضع برامجها النضالية وفق الخط و الإستراتيجية الثوريين ، و لن يتأتى ذلك إلا بامتلاك النظرية الثورية و بلورتها في أوساط الجماهير الشعبية ، ف"لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية" لينين."

إلى اللقاء حتى المشهد الثاني. حكيم الزهاني ـ بروليتاري مغربي ـ



#حكيم_الزهاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حكيم الزهاني - فقاعات سيدنا الحسين آمال المشهد الأول