أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله هرمز ججو النوفلي - الدستور المنتظر














المزيد.....

الدستور المنتظر


عبدالله هرمز ججو النوفلي

الحوار المتمدن-العدد: 1227 - 2005 / 6 / 13 - 06:38
المحور: المجتمع المدني
    


الدستور المنتظر
تتناقل وسائل الاعلام في أيامنا هذه أخبارا حول تشكيل لجنة كتابة الدستور وأخرى حول التحضيرات للاستفتاء عليه، وآخرون يدلون بدلوهم حول ما يجب أن يتضمنه الدستور؛ هل يكون علمانيا صرفا أو يأخذ الشريعة الإسلامية كمصدر وحيد من مصادر التشريع أم أنه يأخذها مصدرا من المصادر وغيرها من الآراء التي قد تجعل من الصورة لدى الانسان البسيط مشوشة وغير مفهومة؛ لأن مثل هذا الإنسان لا يهمه هذا ولا ذاك بل أنه يبحث عن كيفية حصوله على لقمة العيش بعيدا عن العنف والتسلط والقهر...
لكن الدستور لمن ليس بالإنسان البسيط أي انه يملك قدرا معينا من العلم والثقافة وله الاطلاع على تجارب الآخرين ويعلم ما هي الديمقراطية وما الفرق بين اليسار واليمين، وما بين الاشتراكية والرأسمالية أو ما بين التقدمية والرجعية، أو ما بين الملكية والجمهورية كأنظمة حكم، وما هي شريعة حقوق الإنسان وغيرها، كل هذا يجعل من الإنسان في بلد ما يلجأ لإيجاد القانون الشامل إن صحت التسمية لتنظيم كل شيء في البلد؛ بحث يجنب ذلك البلد الفوضى السياسية، أو التسلط من قبل حاكم مستبد، أو هضم لحقوق الإنسان وغيرها من الممارسات التي تجعلنا نعيش بهمٍ وغمٍ في بلد عاش عليه أهلنا وأجدادنا.
إن الدستور المنتظر هو الذي يجعل العراق يبدأ الخطوات السليمة في درب الاستقرار والازدهار خاصة إذا صيغَ بعقلية متفتحة تأخذ جميع مكونات المجتمع العراقي بالحسبان، فلا يَذكُر مجموعة وينسى أخرى أو يتجاهلها، يجب أن يكون الدستور؛ دستوراً للجميع، إذا نظر إليه المسلم يجده يجسد الشريعة الإسلامية ويلبي طموحه، وإذا نظر إليه المسيحي أو الإيزيدي أو الصابئي يجده يستلهم مبادئه الدينية وطموحاته الاجتماعية ويفخر به، هذا من الجانب الديني، أما من الجانب القومي؛ فعليه أن يُنصف جميع القوميات، فكما كانت الكردية تشعر أو تعاني من الاضطهاد يوما ما، فهكذا يجب أن لا نجعل من أي قومية لتكون مغبونة الحقوق، نريد دستورا ينصف العرب والأكراد كما ينصف التركمان (والكلدوآشوريين السريان)، نريده لا ينسى ذكر أي من مكونات الشعب العراقي، وهذا الذكر لا يزيد من حجم الدستور سوى أسطرا قليلة، لن تكون سوى أسطراً من ذهب لأنها انصفت جميع العراقيين، أليسوا هم جميعا أخوة بعضهم لبعض، ويساهمون معا يدا بيد وبالسراء والضراء؟!! فكيف يتم إغفالهم ووضعهم في خانة (الأخرى)!!!
بعد ذكر المسميات الكبيرة والتي تشكل 90% من ألوان الطيف العراقي، ولكن ألـ 10% من البقية هم أيضا يكملون صورة العراق ويزيدون من بهاء طيفها وبذلك يكتمل رونق وجمال الحديقة التي تمثل العراق العزيز.
فيا أيها المشرعون: يا من تشكلون لجنة كتابة الدستور، إن أمامكم مسؤوليات ليست سهلة وأنتم مقبلون لوضع اللبنة الأولى الصحيحة في تاريخ هذا البلد، فاكتبوا دستورا يجبر خاطر جميع أخوتكم الذين عانوا الظلم والقهر، امسحوا الدمعة من أعين أخوتكم أبناء العراق من زاخو حتى الفاو ومن الخانقين حتى القائم، سواء كانت لغتهم العربية أم الكردية أم السريانية أم التركمانية..
نريد دستورا لا يقودنا إلى فوضى العلمانية بحيث يشرع قوانين لا تمت لواقعنا بصلة مثل زواج المثليين!!! كما يحدث في الغرب، كما نريد دستورا لا يُقيّد المسيحي لمسيحيته ولا الإيزيدي لإيزيديته، ولا الصابئي لصابئيته... نريد دستورا ينصف الإنسان المجرد؛ لعلمه وثقافته ولكفاءته، قبل أن ينصفه لانتمائه القومي أو المذهبي.
نريد دستورا يتكلم عن الإنسان كعراقي، لكي يعتز هذا العراقي بعراقيته، نريده يُرجع الأرض العراقية إلى جميع العراقيين، بحيث لا يطالب هذا بالأرض الفلانية كونها لدى العرب، أو تلك لكونها لدى الأكراد!!!!
نريد دستورا يعيد العراق للعراقيين، ويفتح لهم أبواب المستقبل الزاهر ويجعل من جميع العراقيين أناسا مؤمنين بالله وبالقيم الأخلاقية والمبادئ السماوية، من جانب ويفتح لهم أبواب الحرية المكفولة بالقانون لغرض الإبداع والتطور، بحيث يصبح الإنسان نفسه يستطيع معرفة المُنكر لينهي ذاته منه، ويميز المعروف لكي يتبعه، بحيث يغنينا عن تشكيل لجان تقوم بهذا العمل.
نريد دستورا لا يكون أساس لمآسي مستقبلية، بحيث يضع عبارات يتم الفهم منها معاني كثيرة وتكون سببا لمنازعات أجيالنا القادمة. نريد أن يكون بعبارات مفهومة لا تقبل التأويل لا اليوم ولا غدا ولا في أي وقت.
إذا الدستور المنتظر هو العمل الجبار الذي علينا جميعا المساهمة في كتابته، من خلال ما يجول بأفكارنا، بفكرة مهما كانت بسيطة، لأنها قد تساعد المشرعين بمادة يضيفونها للدستور، تغير مجرى تاريخ العراق، وكلنا نعرف قصة سقوط التفاحة من الشجرة وما ألهمته للعالم المجتهد؛ السكوت والانتظار والنظر لما ستقرره عقول وأنامل الغير قد يجرنا إلى حسرات وآهات في المستقبل.
فهذه دعوة للجميع أن يساهموا بالأفكار مهما كانت بسيطة، لكي نساهم في بناء غدِ بلدنا وبعون الله سنجني النتائج التي ينتظرها منّا أحفادنا بحيث نجعل منهم رجالا عظام كوننا وفرنا لهم الأرضية الملائمة للإبداع.
عبدالله هرمز ججو النوفلي
رئيس ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى





#عبدالله_هرمز_ججو_النوفلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله هرمز ججو النوفلي - الدستور المنتظر