أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ابوزياد الورفلي - حقيقة واحدة ,,, وسط غابة الاكاذيب















المزيد.....

حقيقة واحدة ,,, وسط غابة الاكاذيب


ابوزياد الورفلي

الحوار المتمدن-العدد: 4301 - 2013 / 12 / 10 - 19:18
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تتغير انظمة الحكم وتتعدد مسمياتها واشكالها ولكن يظل جوهرها واحدا وهو الاستحواذ على السلطة والتمتع بمزاياها واشباع الشهوة المفرطة تجاهها , ينطبق هذا الامر على السلالات الملكية وعلى المغامرين والثوار الذين نجحوا في الوصول للسلطة بطريقة او باخرى كما لايستثنى من ذلك الذين وصلوا عن طريق تفويض الشعب لهم من خلال صناديق الاقتراع فيما يعرف بالديمقراطية الليبرالية , ففي نهاية الامر الكل يبحث عن مجده الشخصي .

تمثل ليبيا الجديدة انموذجا مثاليا للتوصيف السابق ذكره , فبعد سقوط نظام القذافي بفعل التمرد الشعبي المسنود برؤى هنري ليفي الرسولية والمدعوم بقوة نيران حلف الناتو او "طيور الابابيل" كما ورد على لسان كبار فقهاء الامة وعلمائها المبجلين , اجتمع الكثيرون على اسقاط القذافي وكل يظن انه الوريث الشرعي للسلطة وامتيازاتها . دمر الناتو كل البنى التحتية للمؤسسة العسكرية في زمن القذافي , استولى " الثوار" على ماتبقى من اسلحة في مخازن نظام القذافي واستولوا على معسكرات الجيش وفلل ومزارع قادة جبش القذافي وبمعنى اكثر وضوح ورثوا منظومة القذافي العسكرية بمافي ذلك السجون, ومن لم يسعفه حظه بالحصول على حصته من سجون القذافي قام بتحويل المدارس لسجون خاصة به.

المنتخبون من قبل الشعب في المؤتمر الوطني العام, استولوا على فندق ريكسوس وقصور الضيافة المجاورة له وحولوها لمايعرف بالمنطقة الخضراء تقريبا , واصبحوا يصدرون قرارات سلطوية, يشنون حروب على مدن , ويصرفون مليارات للقوى العسكرية القبلية والجهوية والعقائدية لكي يحموا مؤخراتهم او لكي يشتروا خدماتها لحمايتهم, يخضعون للاقوياء داخل المؤتمر الذين يمتلكون ميلشيات مرابضة خارج اسوار ريكسوس قادرة على القيام بكل شيء من انتهاك قاعات المؤتمر الى فرض قوانيين غير قانونية لاقصاء الخصوم بقوة السلاح , الى القبض على رئيس الحكومة واقتياده من غرفة نومه دون ان يحرك احدا ساكنا من اعضاء المؤتمر بل ان القائد الاعلى للجيش و" رئيس" الدولة " فر عن رئيس حكومته وتركه في قبو ما !!! .. ذات فجر لعروس البحر .

بالرغم من ظهورهم التلفزيوني الذي لايتوقف على مدار الساعة , وتصريحات بعضهم النارية, وتهديدهم ووعيدهم , تظل السلطة المنتخبة " المؤتمر والحكومة "
سلطة ديكورية احتفالية لضرورة البروتكولات السياسية , لانها لاتملك من امرها شيئا , فرئيسها اختطف بملابس نومه وتم اذلاله علنا وخاطفيه يتباهون بذلك ولااحد يستطيع الاقتراب منهم , ووزير دفاعها لايزال ابنه مخطوفا وهو غير قادر حتى على الاستقالة احتجاجا على ذلك , ومسئول مخابراتها خطفوه اوخطف نفسه في رابعة النهار ومواردها الاساسية "النفط" تحت رحمة بعض الاوغاد ووزير داخليتها يهدد ويتوعد ويقسم باغلظ الايمان انه يعرف من يقوم بكل الاعمال الاجرامية من خطف واغتيال وتفجير وانه سيقبض عليهم عندما يحين الوقت !!! بينما السلطة الحقيقية تسخر منه ومن ادعاءته من خلال قيامها بمزيد من الاغتيالات كل يوم .

حتى هذه اللحظة وبعد اكثر من سنتين من "تحريرنا" لازالت القضايا الكبرى مسكوت عنها ولايستطيع احد التحدث عنها او الاقتراب منها , قضايا مثل تهجير بلدات وقرى باكملها ( تاورغاء, القواليش, العوينية, وغيرها) , ومئات الاف المهجرين قسرا بالداخل والخارج , الاف المفقودين في سجون سرية لدى المدن التي "حررتنا" معتقلين على الهوية ولم يخضعوا لاي محاكمة او حتى الحق بان يدافعوا عن انفسهم, عشرات المليارات التي نهبت بطرق مختلفة ولفئات محددة, اغتصاب املاك الناس من قبل من يدعون الثورة , اقصاء الاف البشر لانتمائهم القبلي او الجهوي.

بل ان الاسرى "المهمين" من نظام القذافي تم التعامل معهم كغنائم حرب , وتصنيفهم حسب اهميتهم ورواجهم في سوق المزايدات والابتزاز من قبل ثوارنا الاشاوش الذين حرروا البلاد والعباد .

اخذت غطرسة القوة ونشوة انتصار الاباتشي والتوماهوك بلجام الكثيرين نحو عنف جديد لم تعرفه ليبيا في ازمنتها المعاصرة , اختظاف, ابتزاز, تعذيب,اغتصاب, قتل
بكل الوسائل ومن كل الاطراف , بل ان اخبار الاغتيالات اصبحت حدثا يوميا مثل اخبار الطقس وسعر العملات , تجاوز الامر مداه في عديد الاحيان عندما تم اطلاق النار على مئات المتظاهرين وقتل العشرات باسلحة مضادة للطائرات وفي قلب المدن الكبرى" غرغور" بالبلاد دون ان يجروء احد على ايقافهم مع ان المجرمين معروفين بل ومتبجحين بما يقومون به ويعتبرونه رسالة الثورة وتصفية "للمندسين" .


لم يعد السؤال في ما اذا كان الناس لاتزال مخدوعة او "مغرر" بها ؟ هذا السؤال لم يعد مطروحا لان الجميع اصبحوا يعرفوا ما الذي يحصل ؟, السؤال ماذا يستطيع الناس ان يفعلوا بعد ان تمت السيطرة والاستحواذ على مصادر القوة ( السلطة , والثروة , والسلاح) من قبل فئات قبلية او ايديولوجية يعتقد كل منها انه الاحق بميراث القذافي لانه افتكه بالقوة .
ومع ذلك لاتتوقف الة الصخب الاعلامية عن الاستخفاف بعقول "الشعب" بل حتى بانسانيتهم من خلال تزوير ماتستطيع اليه سبيلا من الحقائق , وبيع الناس المزيد من الوهم عن الديمقراطية , والعدالة الاجتماعية , والتوزيع العادل للثروة والمشاركة السسياسية الفاعلة , التي بشر بها ونادى من اجلها "المحترم" برنار هنري ليفي نبي الثورة الليبية وسيد طيور الابابيل المؤسس الأب لديمقراطية شلقم .

يبشرنا دراويش وصبية إعلامنا الجديد و سدنة هيكل ديمقراطية ليفي بمستقبل زاهرا ومغرق في الرومانسية بان يجعل من بلدنا مصدرا للثروة ومتباهيا بها على غرار بعض المحميات النفطية بالمنطقة باعتبارها النموذج الامثل للحداثة وللدولة الناجحة وان الشيخ فلان والامير علان يمثلوا قادة تاريخيين يجب السير على خطاهم والاحتذاء بسيرتهم وتعليمها لاولادنا .

بالرغم من كل الهرطقة السياسية للمؤتمر المرتهن للميلشيات , ووعود الحكومة البائسة , وخداع الصوت والصورة لاعلام السماسرة والقوادبن . ستظل "الحقيقة الوحيدة .... وسط غابة الأكاذيب" هذه هي ان الاقوياء دائما يحكمون , هكذا كان الحال وهكذا سيظل , مع طفرات خارجة ومتمردة عن السياق بين الحين والاخر.



#ابوزياد_الورفلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد فشل الاحزاب ما العمل ؟


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ابوزياد الورفلي - حقيقة واحدة ,,, وسط غابة الاكاذيب