ضد السياسة العنصرية للحكومة الهولندية نعم لحقوق وحريات المهاجرين بهولندا

حسن الطرهوشي

الحوار المتمدن-العدد: 1225 - 2005 / 6 / 11 - 10:44
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

ستقوم الوزيرة الهولندية المكلفة بشؤون الهجرة والإندماج السيدة ريتا فيردونك بزيارة عمل للمغرب تستغرق ثلاثة أيام وذلك من 12 إلى 15 يونيو الجاري.

مضمون هذه الزيارة -كما استقيناه من مصادر عديدة- يتضمن أربعة محاور أساسية ستناقشها الوزيرة مع المسؤولين المغاربة من مختلف الوزارات كالعدل والهجرة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قصد استصدار اتفاقات بشأنها من أجل تمرير مخططاتها الجهنمية على المغاربة بهولندا. وهذه المحاور الأربعة كانت دائما موضوع تصاريح صحفية عديدة للسيدة الوزيرة اعتبرتها العديد من الجمعيات والفعاليات المغربية المهتمة بشؤون الهجرة مسا خطيرا بكرامة وحقوق كل المغاربة المقيمين بهولندا. يتعلق الأمر بالمواضيع التالية:

النساء المتخلى عنهن في المغرب

هناك العشرات من النساء المغربيات تم التخلي عنهن من طرف أزواجهن في المغرب بعد أن يسحبوا منهن بطائق الإقامة وجوازات السفرحيث لا يستطعن الرجوع إلى هولندا ويبقون مهملين في المغرب إلى جانب أطفالهن وهم كلهم مشردون وبدون مدخول.

فالوضعية القانونية للمرأة المهاجرة بشكل عام والمغربية بشكل خاص تجعلها معرضة لانتهاكات سافرة لحقوقهن ومس خطير بكرامتهن من طرف الأزواج المتشبعين بالثقافة الرجولية والرجعية. فهم يستغلون الوضع القانوني للمرأة المستقدمة من الخارج سواء في اطار التجمع العائلي أو الأسري خلال الثلاث سنوات الأولى من تواجدهن بهولندا، حيث تبقى وضعية إقامتهن مرتبطة بأزواجهن ولا يحصلن على الإقامة الدائمة إلا بعد مضي هذه المدة. وفي حالة ما إذا حصل خلاف بين الزوجين يلجأ الرجل إلى ترحيل المرأة إلى المغرب وإبقائها هناك مع أولادها مع كل ما يمكن أن يصاحب ذلك من معانات نفسية، اجتماعية واقتصادية.

ومنذ زمن بعيد نبهت العديد من الجمعيات الديمقراطية المغربية الفاعلة في ميدان الهجرة كجمعية اتحاد النساء المغربيات بهولندا إلى الوضعية المأساوية لهذا النوع من النساء المسكوت عنهن سواء من طرف الحكومات الهولندية أو المغربية وهن يواجهن مصيرا مجهولا لوحدهن. فكم من مرة تم طرح هذا الملف على الحكومات الهولندية المتعاقبة من أجل وضع حد لمعانات هذه النساء وأطفالهن وذلك من خلال السماح لهن ولأطفالهن بالعودة إلى هولندا وتمتيعهن بحق الأقامة المستقلة عن الزوج ومتابعة الأزواج الذين يقترفون هذا النوع من الإجرام. إلا أن الحكومات الهولندية لم تحرك ساكنا في هذا الموضوع. الأدهى من ذلك، أن الحكومة الحالية وفي شخص الوزيرة المكلفة بشؤون الهجرة والإندماج ريتا فيردونك، لجأت مؤخرا إلى استعمال الكذب على البرلمان الهولندي في احدى جلساته التي خصصها لمناقشة هذا الموضوع، وذلك من خلال تقديمها لمعلومات خاطئة عن عمد وعن سبق اسرار، حول ستة نساء مغربيات تم التخلي عنهن في المغرب ولم تسمح لهن الوزيرة بالعودة إلى هولندا بدعوى أن أطفالهن لا يتوفرون على جوازات هولندية، ليتضح الأمر في ما بعد أن أربعة من النساء الستة أطفالهن لهم جوازات السفر هولندية.

الأئمة والمساجد

وقد شهد هذا الموضوع نقاشات حادة في صفوف المجتمع الهولندي وسالت حوله الكثير من المداد في مختلف الصحف والمجلات الهولندية والعالمية وذلك بعد حادث اغتيال الصحفي والمخرج الهولندي تيو فان خوخ في 2 نوفمبر من السنة الماضية من طرف شاب هولندي من أصل مغربي متشبع بأفكار اسلاموية. ومنذ ذلك الحين والوزيرة فيردونك تتفنن في اصدار قوانين واتخاذ اجراءات قمعية وعنصرية تمس الأئمة والمساجد وتمنح لنفسها ولوزير العدل صلاحية الطرد للأئمة من هولندا أو إغلاق للمساجد وذلك بمجرد الشكوك فيهم أو بناءا على معلومات مخابراتية حتى وإن كان القضاء لم يقل بعد كلمته الأخيرة في هذا الموضوع أو ذاك.

وقد سبقت الحكومة أن اتخذت اجرءات مماثلة مست بالدرجة الأولى التعليم العربي في المدارس الهولندية والإعلام الموجه للمغاربة أساسا حيث تم القضاء عليهما وكذا توقيف امكانية انشاء مدارس إسلامية الشيئ الذي لم تطبقه على المدارس المسيحية أو اليهودية، لتكون الوزيرة سارية في انتهاج سياسة عنصرة واضحة تتناقض مع الدستور الهولندي وكل القوانين والأعراف الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.



الجنسية المزدوجة

في اطار السياسة العامة للحكومة الحالية حول الهجرة والتي يسودها طابع التشدد واغلاق للحدود في وجه كل من يود الدخول إلى هذا البلد متحدية في ذلك كل القوانين والأعراف الخاصة بحقوق الأنسان، بدأ موضوع الجنسية المزدوجة التي يتمتع بها المغاربة بهولندا لمحاولة ضربها وارغام كل من يود التجنس بالجنسية الهولندية التنازل عن الجنسية المغربية. وتأتي محاولة الضرب هذه ضمن سلسلة من القوانين والإجراءات التي اتخذتها وزيرة فيردونك من أجل تشديد الخناق على المغاربة بشكل عام والشباب بشكل خاص. فالجنسية المزدوجة تطرح بالنسبة للوزيرة إشكالية قانونية لا تستطيع معها طرد الشباب المتورط في الإجرام إلى البلد الأصلي التي طرحتها أكثر من مرة. ومن هذا المنطلق تود فيردونك التوصول إلى اتفاق مع الحكومة المغربية حول التنازل عن الجنسية المغربية الإجبارية للمغاربة.

العمال بدون أوراق الإقامة

الموضوع الرابع الذي تود وزيرة فيردوك مناقشته مع نظرائها في المغرب هو العمال المغاربة الذين لا يتوفرون على أوراق الإقامة بهولندا. فعملية الطرد التي يتعرض لها هؤلاء العمال إلى بلدانهم الأصلية تستوجب حصول السلطات الهولندية على تسهيلات وخدمات من البلدان المعنية، كمنح تأشيرات الصفر، الكشف عن هويات العمال المرغوب في طردهم...

فالحكومة الحالية التي أخذت على عاتقها مهمة تحمل وتنفيذ الخطابات الشعبوية والعنصرية الرافضة للأجانب، قررت عدم تسوية الوضعية القانونية لهولاء العمال بالرغم من أنهم قضوا أزيد من عشر سنوات من الإشتغال في هذا البد وأدوا واجباتهم الضريبية. الأكثر من ذلك، فإن وزيرة فيردونك سبقت أن أدانت عملية التسوية التي شهدتها اسبانيا مؤخرا لأزيد من 700000 عامل واعتبرتها خرقا للإلتزامات الأوروبية حول الهجرة. كما سبق لها أن قررت طرد أزيد من 26000 لاجئ سياسي دفعة واحدة كما فعل النازيون ضد اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.

ونظرا لكون الزيارة التي ستقوم بها الوزيرة الهولندية للمغرب لا تحمل في حقيبتها أية مصلحة لا بالنسبة للمغاربة المقيمين في هولندا ولا للمغرب في اطار العلاقات الثنائية أو الدولية، ونظرا أيضا لكون الجالية المغربية عازمة على مواجهة هذه السياسة العنصرية التي تستهدفهم بالدرجة الأولى، حيث اتخذت عدة مبادرات من طرف العديد من الجمعيات والفعاليات الديموقراطية من أجل مواجهة هذه السياسة العنصرية التي تنتهجها الحكومة و من أجل الدفاع وصيانة حقوق وكرامة المهاجرين. فإن اخر هذه المبادرات هي مبادرة " كفى كفى" التي تهيئ حاليا لتنظيم مضاهرة وطنية ضد العنصرية بشكل عام وضد السياسة العنصرية للحكومة بشكل خاص وذلك في منتصف شهر سيبتمبر القادم.

ومن أجل توسيع مجال الدعم والمساندة للعمل النضالي الذي تخوضه الجالية المغربية من أجل اسماع صوتها والتعبير عن رفضها للسياسة العنصرية لهذه الحكومة، نتوجه بهذا النداء إلى كل الديمقراطيين من أحزاب وحركات سياسية، حقوقية، نقابية وثقافية في المغرب من أجل التعبير عن تضامنهم مع الجالية المغربية المستهفة في حقوقها بهولندا، وكذا للتعبير عن رفضهم واحتجاجهم ضد الزيارة التي ستقوم بها وزيرة شؤون الهجرة والإندماج الهولندية السيدة ريتا فيردونك إلى المغرب من 12 إلى 15 من شهر يونيو الحالي.

وبالمناسبة ستنظم بمدينة الرباط يوم 13 يونيو لقاءا اعلاميا مع الصحافة المغربية وكل المتتبعين لقضايا الهجرة من جمعيات، أحزاب وباحثين من أجل شرح ومناقشة الخلفيات والنتائج المرتقبة لزيارة فيردونك للمغرب. هذا اللقاء سيكون يوم 13 يونيو بمقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالرباط من الساعة العاشرة صباحا إلى غاية الواحدة زوالا. كما سينظم لقاءا ثانيا حول موضوع النساء المتخلى عنهن في المغرب حيث ستلقى فيه عروضا من طرف المركز الأورومتوسطي للهجرة والتنمية، اتحاد النساء المغربيات بهولندا، منتدى المنظمات الغير حكومية العاملة في ميدان التنمية بشمال المغرب ومركز المساعدة الإجتماعية للعائدين الكائن بمدينة بركان. هذا القاء سيكون بأطيل فرح بالرباط من الساعة الثالثة إلى الخامسة بعد الزوال. ويمكن اعتبار هذا النداء بمثابة استدعاء لكل المهتمين والمتتبعين لشؤون الهجرة.

حرر بأمستردام في 8 يونيو 2005

#حسن_الطرهوشي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات