أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي عبد الشهيد - كتابة نقدية بعنوان : هي وهو في قصة - اللقاء الاخير -















المزيد.....

كتابة نقدية بعنوان : هي وهو في قصة - اللقاء الاخير -


مؤيد عليوي عبد الشهيد

الحوار المتمدن-العدد: 4288 - 2013 / 11 / 27 - 22:59
المحور: الادب والفن
    



امتازتْ قصصُ القاص نعمة ياسين عكظ ، بالواقعية أو التصاقها بهذه المدرسة ( 1 )، فكانتْ اغلبُ قصصهِ القصيرة عن معاناة الإنسان من السلطة الاجتماعية والسياسية ذات البعد اللاهوتي ، وكذلك معاناة هذا الإنسان في الحياة الاقتصادية التي تفرضها هذه السلطة قديماً واليوم .
أما قصة " اللقاء الأخير" التي قد تبدو للوهلة الأولى أنها قصة رومانسية ، لكنها واقعية حيث ( أضحت الواقعية منهجاً حراً في الإبداع الأدبي،لا يفتر التزامها باكتشاف الواقع والإنسان ..) (2)، بمعنى أن الواقعية تجاوزتْ المذاهب الأدبية الأخرى وشربتْ منها فتوسعتْ رقعتها الجغرافية على حساب تلك المذاهب .. حسب رأي الدكتور صلاح السروى عن المدرسة الواقعية في مجلة أدب ونقد المصرية عدد305 ،أي أن قصة " اللقاء الأخير" تشي عن بعض ما شربته المدرسة الواقعية من الرومانسية ليس إلا ،، لكنَّ القصةَ لم تكشف النقاب عن زمانها ، فلم نقرأ أن اتصالهُ (هو ) بـــ(هي ) : ((حمل حقيبته المحملة بالأحلام وقلبا فيه آثار جروح اندملت منذُ أيام بعد أن أوعدته برغبتها باللقاء .. )) كان مثلا عبر التلغراف أو الهاتف الأرضي أو الفاكس ، كما لم نسمع رنة الخلوي أو استعمال وسيلة متطورة للاتصال مثل شبكة التواصل الاجتماعي، أو ... ،هذه الإشارات اللغوية في الاستعمال والمُعبرة بشكل ما عن وقت الحدث في القصة لم تكن موجودة بين ثنايا اللغة بوصفها أشارات للدلالة عن ذلك الزمان أو هذا ... ،لكننا نستدل على وقت الحدث في يومنا من خلال سلوكها (هي) الذي عبْرتْ عنه بكل شخصيتها المعاصرة عن أغلب تصرفات ناس اليوم في اغلب الكرة الأرضية وخصوصاً في الشرق الأوسط ،هذا الانهيار القيمي الواسع والمتفشي للعيان ،فالإنسان(رجل أو امرأة) بعد عصر العولمة أصبح أكثر قسوة، إذ لمْ يكن الحبيب أو الحبيبة قبل العولمة قاسياً على مَن يحب حتى في أحلك الظروف المخالفة لحبّهما في ذلك الزمان عندما كانت الحداثة تعني الشيء الكثير من القيم الإنسانية ، بينما جاءتْ ما بعد الحداثة إلى شعوب الشرق الأوسط وخصوصا ( العرب والمسلمين ) في عصر العولمة، جاءت بكل كشف لانهيار القيم الإنسانية – بوصفها قيم اجتماعية يومية – في النص القصصي والروائي الناقل للوقائع بأسلوب فني - المدرسة الواقعية – وهنا نعود إلى أول سطور من هذه الكتابة بالتنصيص ذاته :( أضحت الواقعية منهجاً حراً في الإبداع الأدبي،لا يفتر التزامها باكتشاف الواقع والإنسان ..) نعم الواقع والإنسان منهما نبدأ واليهما ننتهي في دراسة وكشف عن المعاناة الحقيقية ،إذ(هي ) لم تتوانى عن قتله بكل مكر: (ومن شدة فرحته لم يستطع التمييز بين المفتعل والحقيقي من الحديث أو الضحك ..) وبكل مكر زمانها وعفونة قيمه قيم ( الأنا ، الإرهاب، فساد الضمير ، الكذب الجمعي لأغلب للمجتمعات الشرقية ) ،في اللحظة التي أرادت( هي ) لهُ ذلك ، لمجرد انه يحبُّها ويلحُّ على لقائها حيث توشوش هذه قصة عند طلائع سطورها ، كيف كان شغوفاً بها حدَّ الهيام : (( سافر بعيدا تاركا خلفهُ كل أحزانه وآلامه .. ناسيا كل شيء إلا اللحظات التي جمعتهما سوية في الماضي البعيد .. ارتسمت أمام عينه صورٌ مختلفة لكيفية اللقاء .. فسرى الدفء في جسده المتعب وهو يتخيل لحظة الالتقاء وسريان الدفء في جسده عندما يضمها في حضنه ويقبلها تلك القبلات التي ما زال طعمها لاصقا في لسانه منذ سنوات طويلة ... كان ينظر كل لحظة إلى الساعة المعلقة قبالته فيشعر بالملل .. لعن عقاربها التي تبدو متوقفة عند زمن معين ... قبل ساعات كان يقف هناك عند باب القاعة الكبيرة التي من المفروض أن تخرج من خلالها وعيناه مسمرة على ذلك الباب الزجاجي يمد بصره بين الحين والآخر إلى داخل القاعة عله يراها هناك ... امتد الزمن في إحساسه وكأنه اشهرا )) .
في هذه اللغة المفعمة بالانتظار الشغوف الهائم منه (هو) ، ثمةُ وشاية بتمهيد يجعل المتلقي ينزاحُ بعيداً عن نهاية القصة الصادمة ، تمهيد وكشف لشخصيته (هو) التي مازالت تحتفظ بقيم الحداثة والوفاء والعاطفة النقية اتجاه الآخر والعيش السلمي مع النفس وهي ذاتها قيم - بعد ما بعد الحداثة - التي تحاول إيقاف انهيار منظومة القيم الإنسانية وتداعياتها على حياتنا اليومية في خضم هذه السرعة المهولة بسبب ما أنتجته – ما بعد الحداثة - من فوضى (3 )، هذه القيم الإنسانية في الوفاء والنقاء وعفوية العاطفة دون تخطيط لها بنية سوء مبيتة ،هي ذاتها قيم الحداثة التي امتدت في بنية اجتماعية متمدنة وديمقراطية أوجدتها الحداثة والفكر العلمي بوصفها ثقافة الطبقة الوسطى قبل فوضى العولمة – ما بعد الحداثة العربية - لأسباب اقتصادية في سلب ثروات دول الشرق الأوسط بعد دكتاتورياتها التي قضت على تلك الطبقة الوسطى بوصفها الراعي للحداثة وقيمها الإنسانية .
أما نهاية القصة في لغة صادمة ضمن جماليات الفن القصصي ببلاغة تداولية دون تصريح أو كشف مباشر ، لغة اقل ما يُقال عنها أنها تقع خارج سياق اللغة الدلالية ، لغة لا تشبه اللغة بل تختص بقصة القصيرة "اللقاء الأخير " ، فيما أرادته سخصية (هي) من مشاعر انتقام منه ( هو) ، حيث يرتفع منسوب اللغة ارتفاعاً مفاجئاً عن سابقه كما نقرأ : (( تسللت من حضنه وجلست على الأريكة قبالته ... فتحت الحقيبة ببرود .. أخرجت منها أنواعا مختلفة من آلات التقطيع والسكاكين ... وكان هو ينظر ببلاهة واستغراب ... غرزت اكبر سكينا في صدره وبدأت بالتقطيع .. أخرجتْ قلبه .. وضعته على بلاط الغرفة سحقته بقدميها بكل قوة .. ورجعت لتجلس على الأريكة متلذذة ... وهو ينظر لعصيره الذي سال على البلاط راسما حروف اسمها .... ودموعه الصامتة التي سالت على خديه .. ووسط دهشته رفع قلبه مسح عنه تراب الحذاء ، أرجعه في مكانه داخل الصدر ... نظر لها بحنان ... قبلها على جبينها رفع حقيبته وغادر البيت. )) ،
ارتفاع هذا المنسوب اللغوي الثر في التعبير عن مشاعرها الانتقامية (هي ) اتجاه انخفاض منسوب اللغة عند عتبة فرحه وصدقه وطيبته( هو)، أنما جاء متماسكاً ضمن انتصارها ..ومعبراً عن بناء متكامل لأركان للسرد القصصي في قصة " اللقاء الأخير " للقاص نعمة ياسين عكظ .
...............................................................................................
*مؤيد علوي / ناقد عراقي – عضو اتحاد أدباء وكتّاب العراق . البريد الالكتروني : .medobarca74
1 – ينظر : قصص قصيرة ( مذكرات ميت )، القاص نعمة ياسين عكظ ، طبعة مؤسسة الفكر الجديد النجف، 2009 ، وينظر : جريدة طريق الشعب- بغداد ، ليوم 17 / 9 / 2912 ، مقال لمؤيد عليوي كاتب السطور في أعلاه ، ، كما وينظر : كتاب تلقيح النص بالتلقي ، مؤيد عليوي .
2- مجلة أدب ونقد – القاهرة ، د. صلاح السروى ، الواقعية بين التاريخ والجماليات ، عدد 305 ، يناير 2011 .
3 - ينظر :ورقة مقدمة إلى ملتقى الثالث للنص الجديد (ما بعد قصيدة النثر ) في القاهرة ،بعنوان آفاق التحولات السردية نحو( بعد ما بعد الحداثة ) : ملامح الجماليات القادمة، أماني أبو رحمة ، القاهرة ،فبراير 2013 ، كما وينظر : مجموعة مؤلفات للكاتبة والناقدة والمترجمة أماني أبو رحمة .



#مؤيد_عليوي_عبد_الشهيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي عبد الشهيد - كتابة نقدية بعنوان : هي وهو في قصة - اللقاء الاخير -