أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سافي رخلفسكي - إمضوا للتصويت لليسار














المزيد.....

إمضوا للتصويت لليسار


سافي رخلفسكي

الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 05:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان عدم الاكتراث الثقيل والكثيف الذي يلف انتخابات البلديات ينبع ايضا من كسر عضد الاحتجاج الكبير، ومن شعور بأن نضالا مصمما لمئات الآلاف لم يغير شيئا، بل بالعكس. فقد قوي فقط ‘قيصر عدم المساواة’ ومعه قيصرية الفروق، وتبين ان الحاصلين على اصوات التغيير متعاونون مع السلطات. وأخذ يقوى الى جانب الهجرة المادية الى برلين هجرة أوسع وأكثر تهديدا، هي هجرة الى عدم الاكتراث، بحيث لا يشتغل الشخص إلا بنفسه، هجرة هي استسلام قد يكون مؤقتا وقد لا يكون.
معلوم ان الاحتجاج منذ بدأ انحصر بقدر قليل جدا في قيصر عدم المساواة والعنصرية بنيامين نتنياهو، وهو الشخص الذي لا يعد هذان بالنسبة اليه امرين مريحين، بل هما اعتقاد داخلي قوي. ان قوة الفروق التي تضعف المجتمع الاسرائيلي تتعلق بنظام الحكم القطري. لكن للمجالس البلدية ولسياسة رؤسائها دور مهم في هذه الدراما: فهل تغلب هنا سياسة تدوس احتمال ان يعيش أكثر الاسرائيليين حياة مناسبة؟ ولهذا فان الاستسلام خطير جدا، ولهذا من المهم جدا التصويت اليوم. ان شوق الاسرائيليين الى حياة سوية والى عيش يومي محترم لا يجوز ان يقطع بعد معركة واحدة.
وحين يصوتون من المناسب ان يحصروا العناية في تصويت يرمي الى احباط اقسى تهديدين لاسرائيل وللاسرائيليين. انه ذلك الجمهور من الناس الذي تنكر دولته حتى قوميته، بخطوة متناقضة نتيجتها ليست هجرة افراد الى برلين، بل هي هجرة ملايين. لأنه اذا لم يوجد الاسرائيليون فلا توجد اسرائيل ايضا.
ان التهديد الاول هو دين الفروق، ان المعطيات الصارمة لا ترسم الصورة كلها دائما، لكن اسرائيل كانت تتقدم العالم مع السويد في 1977 من جهة عدم الفروق والمساواة النسبية، تتقدم اسرائيل اليوم الدول الصناعية بالفقر والفروق. ان كلمة تتقدم انفعالية لان اسرائيل في الحضيض الادنى من الفروق المذلة.
وهذه هي القصة كلها، انها صعوبة الوصول الى شقة والى الحد الادنى من الامن الاقتصادي. وهي التوتر المضعف وخشية الازواج الذين ضاقوا بالحياة معا من الانفصال، لانه كيف سيعيشون؟ والفروق الكبيرة التي يحددها العرق والدين والجنس. وانكار الوعود بالمساواة التي هي في اساس اعلان الاستقلال الذي قامت اسرائيل عليه وهو انكار يؤثر على كل فرد.
وهذا في بلد قام على التكافل والتجند، بلد يطلب من شبابه كل شيء باسم العيش المشترك، ثم يطرحهم كأداة لا يرغب فيها باسم سلطان العرق والمال والدين وسيادة القوة. إن البلد الذي لا يستطيع ان يسمح لنفسه بذلك أكثر مما سواه، يسلك هذا السلوك.
والتهديد الثاني هو دعم وتمويل بلا ضوابط للتربية والثقافة والوجود العرقي، والديني المتطرف الذي يفصل ويميز النساء وغير اليهود. وهو تفضيل الوجود الانتقائي على الثقافة والتربية والواقع الانساني والحر والمفتوح الذي باسمه وقوته خلقت دولة اسرائيل.
ليس من العرضي ان تقوى ميرتس الان في استطلاعات الرأي في مواجهة هذين التهديدين. وليس الحديث عن شرط كاف للتحول، لكنه شرط ضروري. قد لا تكون ميرتس كاملة لكن ليس من العجب ان التحول الحقيقي الوحيد في الـ36 سنة ظلام الاخيرة أُحرز حينما فازت ميرتس بـ12 نائبا. ومن المعلوم انه يجب ان يضاف الى ذلك مرشح مركزي مثل اسحق رابين يستطيع ان يقود بمشاركة كاملة مع القوى غير اليهودية، كما في سنة 1992 اكثرية من 61 نائبا. لكن احياء اليسار ثقافيا وفكريا وحزبيا هو شرط ضروري لكل تحول. هكذا نشأت اسرائيل وهكذا فقط ستحيا.
ولهذا يوجد في انتخابات اليوم معنى خاص لرسالة التصويت الكثيف بقدر المستطاع لميرتس ومرشحيها. ومن المهم ايضا التصويت لاحزاب يسارية اخرى، بشرط أن تكون ذات وزن وموقف حاد من المسألتين اللتين ستبتان في مصير اسرائيل، وهما مسألة الفروق ومسألة الحرية. ازاء حكم قيصري مقطوع عن الواقع يقف الاسرائيليون وظهورهم الى الجدار مع مسائل الثورة الفرنسية الثلاث، وهي الحرية والمساواة والاخوة. على هذا سيسقطون وعليه سيقومون. إمضوا الى التصويت.

هآرتس 22/10/2013



#سافي_رخلفسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- القضاء التونسي يصدر حكمه في جريمة قتل بشعة هزت البلاد عام 20 ...
- -بمنتهى الحزم-.. فرنسا تدين الهجوم على قافلة للصليب الأحمر ف ...
- خلافات بسبب تعيين قادة بالجيش الإسرائيلي
- تواصل الحراك الطلابي بعدة جامعات أمريكية
- هنغاريا: حضور عسكريي الناتو في أوكرانيا سيكون تخطيا للخطوط ا ...
- تركيا تعلق معاملاتها التجارية مع إسرائيل
- أويغور فرنسا يعتبرون زيارة الرئيس الصيني لباريس -صفعة- لهم
- البنتاغون يخصص 23.5 مليون دولار لشراء أسلحة لكييف ضد أجهزة ا ...
- وزارة العدل الأمريكية تتهم سيناتورا من حزب بايدن بتلقي رشوة ...
- صحيفة ألمانية تتحدث عن سلاح روسي جديد -فريد ومرعب-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سافي رخلفسكي - إمضوا للتصويت لليسار