أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيهاب إدريس - ذكري علي حياة














المزيد.....

ذكري علي حياة


إيهاب إدريس

الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 09:15
المحور: الادب والفن
    


ذكري علي حياة..

ذكري بلا حياة..كانت هذه الجملة تتخذ لنفسها حسابا علي موقع التواصل الاجتماعي الشهير ..فيس بوك..أول مرة..عندما قرأت هذه الحروف..وكأني بالفعل أول مرة أقرؤها..!
حالة من الصدمة انتابتني ، مشاعر ، حينها لم يكن لدي الوقت لمعرفة نوعها ، حالة من التوهان..رددت هذه الحروف مرات تلو الأخري..ذكري..عند نطقي لهذه الكلمة..كان ذلك كفيلاً أن أسبح في بحر الماضي..ذكري..أي نوع من الذكريات كانت يا تري !? سألت نفسي كثيراً..بدون إجابة ظل السؤال..وظللت أسبح وأتساءل..لا أعرف حينها لماذا وقفت عند ذكري ولم أكمل الجملة..علها تساعدني علي معرفة شيئ حول نوع هذه الذكريات..أنا لا أجيد السباحة في بحور الماء..ولو كنت..لكان من الممكن القول أن السباحة كانت ممتعة..لدرجة جعلتني..أغلقت عيني..فكفف عن الرؤية..وأغلقت فمي فتقيد لساني..!
مهلا..أنا أجيد السباحة...في بحور الألم..!
في بحور الألم..!? أتقصد أنك حصلت علي إجابة مفادها..أن هذه الذكريات كانت مؤلمة ?
لا أستطيع الاجابة ب "نعم" ..لأني لا أستطيع الكذب علي نفسي..لكن يمكنني خداعها !
ذكري..أي ذكري مؤلمة..هكذا قلت في نفسي..أو بمعني أدق..هكذا خدعت نفسي.!
خداعي لها..لا يكمن أني أحب أن يعيش الآخرون في ألم وعذاب..بل الحقيقه ، كل الحقيقة، أني أتألم كل الألم..حين أري إنساناً يدمع..دائما أحزن لذلك..ويزداد حزني عندما أقف عاجزا عن فعل شيئ حيال ذلك..
عندما أقف عاجزا عن ايقاف سيلان.هذا الماء المالح..الدموع ليست مجرد ماء مالح فقط..بل هي...لماذا أصف شيئ يعرفه الجميع..بل لا يعرفون إلا هو..!
كم شربت أفواهنا ..وهي تصرخ..من هذا الماء المالح ?!
كم ذاقت ألستنا..!?
كم ابتلت فراشنا من هذا الماء المالح..?!
الدموع ليست ماء مالح..بل دماء مالحة..!
إنسان يدمع ، كقتيل ينزف..لا فرق بينهما إلا اختلاف بسيط..القتيل يموت..والآخر ..يموت بالبطيئ..!
مازلت أسبح ..لكني لم أعد أتساءل..نفسي انتهيت منها بخداعها..مازلت مصدوما..تائها..فقط.أسبح..
أفاقني من الصدمة..أوقفني عن السباحة..شاطئ "بلا"..اصطدمت به..عاد عقلي الذي كان تائها..عاد توازني مرة أخري..لكن..أين ? لقد فقدت ذاكرتي..لم أعد أعرفني..ربما كان هذه عقوبة لتجاوزي "ذكري"..ذكري..ما كان يجب تجاوزها..ما كان من المرغوب فيه أن تكون "ذكري" مجرد ذكري..
أردت "أنا" أن أعود مرة أخري للسباحة في بحر الماضي..لأعود إلي ذكري..عل عودتي إليها تعود ذاكرتي..لكن..من "انا.?!
لا أعرف..! هكذا سألت نفسي..وهكذا أجابتني..
كان لدي عقلي الذي عاد لتوه.جواب آخر..أكثر دقة ووصفا علي سؤالي من أنا..أنا "بلا" ..بلا ذاكرة..وإنسان بلا ذاكرة..إنسان بلا إنسان..!
"ذكري بلا..."..أمواج الصدمة والحيرة..قذفتني بعيدا عن شاطئ "بلا" ..في متتصف بحر التوهان..!
لو ظللت هكذا ..هنا طويلا..لن أنجو..ظللت أصرخ في نفسي..لن أنجو..وربما..لا..بل بكل تأكيد سأغرق..وسأكون وجبة..ولا أعتقد أنها ستكون دسمة..لأسماك البحر..!
تطلعت الي الحياة..أحببت لن أعيشها..شعرت وكأني فقد شيئ مني ..أنا بدونه لا شيئ..ما كان يجب فقده..ما كان يجب تعريضه للخطر..ما زالت أصرخ...
وفي لحظة كهذه..ولا جدوي من المكابرة..أعترف..أن الحياة هي أثمن شيئ في هذه الحياة..!
لكن أن تكون في بطون الأسماك الجائعة..ليس شيئ أثمن من هذا..!
الشمس تتجه غرباً..تأخذ اتجاها أكثر انحرافا بعيدا عن المشرق..الليل يأتي..يزداد عتمة..قلبي مثل الليل..معتم..
عقلي..استطاع مقاومة الأمواج..وتركني علي شاطئ"بلا"..لأكون أنا "بلا"..بلا قلب..بلا عقل..بلا ذاكرة..بلا..!
الآن..صرت أعرفني جيدا..أنا إنسان..تخلت.عنه جميع حواسه..قلبه وعقله وذاكرته..إنسان تخلي عنه كل شيئ فيه..!
لم أكن أعرف قدر الحياة..إلا بعدما فقدتها..وهذه هي طبيعة كل شيئ جميل..!
ما الشيئ الذي باستطاعته أن يرجع إلي حياتي.?
ما السبيل في الخلاص من هذه الظلمات والعتمات..?
ما السبيل إلي الحياة في الحياة..?
من يستطيع إجابتني وقد تخلي عني كل شيئ في..!

لحظات من الهدوء ألمت بي أو بمعني أوضح..ألمت ما تبقي مني..!
توقفت عن الصراخ..فكرت..وبدت لي فكرة.."ربما" تكون نافعة..نعم ! لقد فكرت..فكرت بدون عقلي..ليس بالضرورة أن تمتلك عقلا كي تفكر..يمكنك التفكير بدونه..!
ما الذي يمكنني فعله..هكذا كنت أفكر وأسألني بهدوء..
الفكرة ..لا أعلم من أين جاءت..من السماء أم من الأرض..?.لا أعرف !
علي كل حال..إني مدين..بحياتي..والتي حتي الآن لا أملكها..الي الجهة التي جاءت منها هذه الفكرة..أتت الفكرة ب " ربما"..وهذا هو الجزء السلبي فيها..ليس يهم الآن..المهم أن لدي الآن فكرة "ربما" تجدي نفعا..
ذكري بلا حياة..أرسلت طلب صداقة إلي هذه الجملة التي تتخذ لنفسها حسابا علي موقع التواصل الاجتماعي .فيس بوك..فلربما ترجع الي حياتي..كل شيئ قابل للحدوث مادام في حدود الإمكان..بل إن كل شيئ في حدود الإمكان..ولذلك كل شيئ قابل للحدوث..هذا ما كنت أردده في نفسي..وهذا ما أنا مؤمن به..فقط الضغط باصبع واحد...وإرسال طلب الصداقة..ومن يدري..فلربما تكون بلا حياة هي السبيل للي الحياة..أن تكون بلا حياة..هي السبيل علي حياة...أن تصبح ذكري بلا حياة..هي ذكري علي حياة..!



#إيهاب_إدريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيهاب إدريس - ذكري علي حياة