أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عائشة عبد الله - الناس سواسية وتشكيل الجماعة الاسلامية














المزيد.....

الناس سواسية وتشكيل الجماعة الاسلامية


عائشة عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 15:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"النّاس سواسية كأسنان المشط" شطر من حديث ينسب الى الرسول تربينا عليه ولم اعلم يوما سرّ هذا القول رغم أن الحياة من حولي كانت تلفظه وكان الاختلاف باديا في كل شيء تباين طبقي تباين مدني تباين جنسي وكل ما يمكن للحياة أن تحتويه من اختلافات... عندما كبرت تقبلت الأمر اكثر وقلت ربمّا هو النهج الإشتراكي الذي تبنته سياسة البلد وفسرته خطأ واستعانت بالتراث لتعميقه في النّفوس... لكن هل في التراث الاسلامي وتكوين الجماعة المسلمة ما دلّ فعليا على انّ النّاس سواسية كأسنان المشط؟ أم أن المشط أصلا كانت له اسنان متباينة لا تبدو مستوية إلاّ عند الأعمى... فكرة المساواة في جماعة المسلمين فكرة دخيلة تماما لم يعرفها تاريخهم قط لا في دين ولا في سياسة ولا في أمر آخر... بالرّجوع إلى لحظة التأسيس الأولى فإنّ المبادئ الثلاث الأساسية التي قامت عليها الامة هي النسب والسّبق في الاسلام والولاية تشرح تماما ذهنية المؤسسين الأوائل للاسلام:

النّسب: الفراغ الذي خلّفته وفاة رسول الاسلام خلق جدلا كبيرا وسط وجهاء العرب خاصة قريش التي رغبت في حصر الخلافة فيها لأنّها من قرابة الرّسول بالاقرب فالاقرب لكن دون أن يؤول الامر كلُّه إلى بيت محمد لذلك أبعد آل البيت الاقربون وفتح المجال أمام القبيلة العائلة الكبيرة بما تمتلك من تاريخ وجاه لا تملك منه عائلة محمد إلا تاج النّبوة وهو ليس شيئا عظيما بالنظر إلى عدد مدّعي النّبوة في المجتمع المكي في تلك الحقبة... كما قد يكون نفس السبب الذي خلق فكرة العشرة المبشرون بالجنة الذي تلفه شكوك كبيرة من بينها استبعاد احفاد الرسول نفسه وبعض صحابته المقربين مثل سلمان الفارسي؟؟؟.

الأسبقية: لحصر الخلافة أكثر اضيف اليها الاسبقية في الايمان بصدق نبوّة محمد ونصرته أمام انبياء آخرين. وأصبح للاسبقية دور حاسمفي الخلافة وادارة شؤون الجماعة والتمتع بجاهها.

الولاية: عنصر مهم تحدد على أساسه جزء كبير من تاريخنا الاسلامي، ومازال سائرا مفعوله في بعض الدول العربية والمملكات لكن تحت مسمى آخر(لا يهمنا الان). كانت الولاية تعني باختصار أنّ كل اعجمي يرغب في اشهار اسلامه يجب أن يصحب ذلك اعلانه الولاء لعائلة عربية من الانصار او المهاجرين(وإلا فدفع الجزية على الذميين التي لم تكن باية حال أمرا ممكنا على اناس كثر)، يترتب عن هذا الالتحاق بالجماعة المسلمة تبعات قانونية مهمة هي أن المولى يصبح تابعا لصاحب ولائه وهو في نفس الوقت يماثل العبد المحرر في ولائه وحتى أن العبد إذا أعتقه سيّده لا يتحوّل الى حر بل إلى مولى يمكن لسيّده أن يرثه حتى وهو معتوق الخروج من الملكية لا يعني ولم يعن يوما أنه تغير جذري في المكانة القانونية للعبد وإن تخلى السّيد عن العبد بدون عقد مكتوب اصبح سائبة وليس حراً وبالتالي يدخل في ممتلكات الجماعة المسلمة وهذا اسوأ. وضمنت الجماعة المسلمة أن يبقى الملك في يدها بهذه الاجراءات الثلاثة لأنّه لا يمكن للمولى أن يصبح سيِّدا حاكما لسيِّده... استمرت الخلافة على هذا النحو إلى غاية انتهاء الخلافة الاموية وبداية الخلافة العباسية تراجعت قليلا لتوسع الجماعة ودخول اقوام جديدة وغلبة عناصرها على العنصرالعربي وخاصة من أجل الدّور الذي قام به أبو مسلم الخرساني في مساعدة العباسسين على أخذ الحكم لهم... لكن سرعان ما انقلب عليه العباسيون وقتلوه....
النّاس سواسية كأسنان المشط في أي مستوى من المستويات؟ لقد حدد الخليفة الاول -ابو بكر- قسمة الغنائم بين المسلمين بالتساوي موالي كانوا او اسيادا كل من شارك في الغزية ينال نصيبه من الغنيمة متساويا مع غيره... جاء عمر بعده وراجع القانون ورأى أن ذلك غيرعادل كيف يتساوى المولى مع سيّده وردّ الأمر الى النسب من جديد وعندما احتج ابنه عبد الله متسائلا هل النسب الى الخليفة أم إلى الرسول وخوفا من النزاع الذي بدأ يأخذ ابعادا كبيرة مع توسع الامة أجاب عمر أن القرابة للرسول...

ما يهمني من ذكر كل هذه العناصر هو جانبها التاريخي البشري المغيب.. من المهم أن نعود من جديد إلى هذا التاريخ ومعرفة كيف تأسس الاسلام من خلال الفاعلين فيه من خلال عناصره الحية لم يكن الرّسول الا نقطة البداية من هذا التاريخ ومن يتخيّل انه تأسس كليا كما وصل إلينا يكون واهما جدا بل ومبالغاً في وهمه مثل مبالغة هذا الحديث عن المساواة بين المسلمين ومقارنتهم باسنان مشط لا يعلم احد عن اسنانه شيئاً... التاريخ العنصر الاهم والسجين الابدي لكل سلطة تحل تحتكره وتكتبه كما تشاء وكما يروق لها لو خرج هذا المارد من قفصه فسنرى قصورا من الاساطير والقداسة تنهار وتتكشف حقائق عظيمة امامنا تجعلنا نؤمن بالله ونحترم تاريخ البشر ونتبيّن العنصر الواهم من الحقيقي وربما تساعدنا على تفادي حروب في المستقبل من أجل سروال عائشة أو العدالة الافتراضية لعمر أو حرق صحيفة مكتوب عليها بعض كلمات لا ندري مدى نسبتها الى الرسول او القرآن... سنكف عن الغطرسة التي لا تعني إلا درجة من الجهل... وسنكف عن احتكار الله والرسول كأنّهما ملكاً شخصيا ونقتل كل من يحاول ان يفكر حولهما... سنصل إلى مرحلة الهدوء العاطفي والنضوج النفسي والفكري الذي يجب أن نبلغه قبل أي محاولة للبناء...هو التاريخ الذي يجب تحطيم مقدّساته وهي مجرد افعال عادية قام بها بشر عاديون في سياق تاريخي وجغرافي وديموغرافي معين للحفاظ على مصالح لا تختلف عن ما يفعله كل البشر في زماننا حفاظا على مصالحهم



#عائشة_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عائشة عبد الله - الناس سواسية وتشكيل الجماعة الاسلامية