أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نظام - هل الضربة العسكرية على سوريا قادمة لاريب فيها !؟















المزيد.....

هل الضربة العسكرية على سوريا قادمة لاريب فيها !؟


حسن نظام

الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 08:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مبدئياً ، وحتى لا تؤول التفاصيل اللآحقة لغير مقاصدها ومراميها. أكيد الإنسان السويّ - خاصة العقلاني والتقدمي والشيوعي- محب للسلام ويكره الحرب.. وبالتالي لايؤيد أي تدخل أوهجمة عسكرية على دولة أخرى، مهما كانت التبريرات (خاصة في العصر الحديث) ، انطلاقا من: مبدأ القانون الدولي (على ضعفه واستقطاباته المصلحية حاليا). وحق الشعوب المطلق في التعاطي مع مشاكلها الداخلية ، بما فيه التمرد والثورة على حكامها ، بل حتى على شرعية صندوق الانتخابات الشكلي (المثل المصري) ، لأن شرعية الحشود الجماهيرية (الثورة) هي رأس الشرعية وأُسّها في كل زمان ومكان! ولكن حتى والأمور بهذه الدقة من ناحية التنظير والتأويل ، فإنه قد تحل أحيانا ظروف استثنائية نضطر فيها بخرق تلكم "المبادئ" المذكورة؛ ليس -بالطبع- لأسباب مصلحية انتهازية ، أو نوعٍ من الهروب للأمام تجاه معضلة مستعصية، بل بسبب أنه لاتوجد أصلا مبادئ "مقدسة" وأوضاع "مثالية" لاتتبدل على الإطلاق، إلا في وقائع افتراضية موجودة فحسب، كوهمٍ "ستاتيكيّ" في أذهاننا ! هذا ما علمتنا الرؤية الماركسية "الديناميكية" والمنهج الجدلي (الدياليكتيكي) في التحليل والفهم واتخاذ المواقف الصحيحة في أي ظرف زمكاني ! من هنا .. وجوابا على ملف الحوار المتمدن حول المعضلة السورية - حتى لا نقول الثورة السورية- التي قسمت العوام والمثقفين ، بمن فيهم الماركسيين - وللأسف- إلى فرقٍ وشِيَعٍ بشكل غير مسبوق ، في مجمل تاريخنا الحديث والمعاصر! أكيد هناك أسباب عميقة لهذه الظاهرة التنافرية والمتناقضة، غير أن المقام لايسمح هنا بتحليل هذا الامر الإشكالي ، وفي هذه العجالة.. قد تكون لنا- مستقبلاً - وقفة أخرى متأنية لتفتيت هذه الظاهرة المرضية الموجودة ، لدي كُثرٍ من القوميين والماركسيين (المتمركسين) العرب

لا احد يجهل- إلا الضالون - : كيفية مجئ توأميّ حزب البعث إلى السلطة في كل من سوريا والعراق ، وخطف هذا الحزب للمجتمع بأسره في البلدين! الكل يعرف كيفية تاسيس هذا الحزب "البرجوازي الصغير" العروبيّ / الشوفينيّ . ولعل الملاحظة الجديرة بالتأمل؛ أن هذا الحزب المؤسَّس بمعاونة الغرب الاستعماري، قد اتخذ لنفسه صفة الاشتراكية العربية ، بالضبط كما أعطى "هتلر" حزبه ؛ صفة الاشتراكية الوطنية !.. بالطبع هذا لايعني عدم وجود الجناح المدني الديمقراطي داخل الحزب في مرحلة من المراحل ، والذي تعرض لتصفية دموية قاسية. استأسد بعدها، جناحٌ متطرف لم يعرف الرحمة حتى مع أعضائه – فما بالك مع حلفائه الوطنيين والشيوعيين خاصة- . اعتمد الجناحُ المذكور في توسيع عضوية حزبه على الفئات الوسطى والبرجوازية الصغرى - الوضيعة منها- في المجتمع العربي ، مستهدفا بشكل خاص الفئات العسكرية -المدنية والفلاحية- الأكثر رجعية وشعبوية وديماغوجية ، وبتنسيق بالغ الدقة والسرية مع الأسياد الاستعماريين شرعوا للقفز إلى السلطة في انقلابات عسكرية متتالية – سوريا خاصة- حتى تمخضت الأوضاع أخيراً، لتؤول السلطة (مستقرة) إلى علوي- شيعي- متطرف سوري.. و سني متطرف عراقي ! أعتقد شخصيا أن هذا كان جزءً من المعادلة "السحرية" لتفتيت توق العرب نحو التقدم الوطني الديمقراطي المستقل

يجب أن لاننخدع بالظواهر الاعلامية المبهرجة والمفبركة ، بحيث نصدق الباطل ونكذّب المنطق !.. فالمشاهد المقززة في الفضائيات والعوالم الافتراضية، التي رأيناها، كانت في الواقع مفبركة بواسطة المخابرات السورية، مركونة على عملائها الاسلاميين السابقين (جبهة النُصرة .. وغيرها) بهدف تشويه صدقية الثورة ! وممكن ان نقول ان النظام قد نجح في هذا أيما نجاح !.. بجانب قدرة النظام، ومنذ عقود ، على الضرب على الوتر العاطفي / القومي ، ومتاجرته بشعارات فارغة ؛ حول المقاومة والصمود والتحدي والممانعة ، ضد الصهيونية والامبريالية !! ناسيين أومتناسين هؤلاء البُله أن هذا النظام هو الإبن الشرعي الأوفى للغرب "الامبريالي" . ومن أكثر المتخاذلين أمام إسرئيل (الصهيونية) ؛ فمرتفعات الجولان الهادئة دليل على ما نقول .. أما عن مقارعته لـ "الإمبريالية" وقفزاته البهلوانية في الهواء ضد الهيمنة الغربية .. فهي نكتة معروفة للراصد المنصف

حتى لانطيل على القارئ الكريم ، وندخل مباشرة في موضوع الملف وسؤاله الإشكالي ؟! .. فإن بقية القصة والمآسي ، التي سببها هذا الحزب الاستبدادي للمواطن العربي – السوري والعراقي خاصة- معروفة وبديهية.. حيث أن "المعضلة السورية" ليست ابنة يومها. فما نراه اليوم من؛ ثورةٍ وحربٍ وقتلٍ لآلاف مؤلفة للأبرياء. ودمارٍ شاملٍ للبنية التحتية في سوريا ، ما هي إلا نتيجة نظامٍ (عصابة) ؛ استبداديٍّ مخابراتيٍّ .. إعتمد أساسا على خطابٍ ديماغوجي قومي ، متخذا من التهديد والوعيد والترهيب والسجن والفتك ؛ وسيلة ناجعة لاستمراريته. واعتمد خاصة ، في محيط المثقفين والتكنوقراط ، على الرشوة وشراء الذمم .. مسيطراً على المجتمع السوري لعدة عقود ، حوّل فيه الفرد السوري المبدع ، إلى عبدٍ مطيعٍ ومهمشٍ ، قلّ أن حدث مثله في أي بلدٍ آخر ، حتى في أكثر الانظمة الديكتاتورية في العالم ! النظام السوري من أكثر الأنظمة مكراً ورجعيةً ومخابراتياً واستبداداً وشراءً للذمم، إلى درجة أنه قضي تماماً (عبر رشوة القادة)، ومن زمان، على أقوى الاحزاب الشيوعية العربية ( الحزب الشيوعي السوري) ، حيث تحول جُلّ قادته الانتهازيين إلى دمىً وتُبّعٍ مرتشية

باتت الآن التداعيات الخطيرة المتمثلة ، في أحتمالية الضربة الغربية العسكرية الصاعقة للأراضي السورية ، بمثابة جوابٍ منطقي على العناد الأسدي ، ضد تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والعيش اللآئق، التي تجسدت في ثورة شعبية سلمية عارمة ، تحولت إلى ثورة مسلحة بعد عناد النظام وسحقه للثوار السلميين، ولو أن الثورة هذه تعرضت لفوضى عارمة بسبب التدخلات الاقليمية والدولية، المصلحية وغير المبدأية (الدول الغربية وتركيا والدول العربية التقليدية - من جهة .. روسيا والصين وايران وحزب الله - من جهة أخرى) وبسبب الخطط الشيطانية والمخابراتية للنظام نفسه .. بحيث يبدو الآن وكأن الثورة السورية تحولت إلى حركة عبثية لاطائل منها !..أو هذا ما يريد النظام السوري ترويجه وبيعه للمواطن السوري البسيط التاته بين الأمَرَّين! .. في الوقت الذي يعرف القاصي والداني أن سبب المأساة السورية الأساس هو نظامه الفاشي نفسه ، وقائده الأبله ؛ جلاد الشام



فالسؤال هنا ... ماذا يريد الغرب والولايات المتحدة من سوريا؟! وكيف ستتصرف هذه القوى الكبرى مع المشكلة السورية ؟ من المعروف أن سوريا شكلت على الدوام مركز الهيمنة والتنافس المشدود والثقل بين الشرق الغرب.. بجانب تاثير الساحة السورية بصراعات القوى الإقليمية الغربية والشرقأوسطية فيما بينها ، من أجل الهيمنة الاقليمية المحدودة ونفوذ المصالح المتضاربة - هذا من جهة .. ومن جهة اخرى فإن المنطقة العربية ومنذ أنتهاء العقد الأول من الالفية الثالثة بأت تفور بثورات وأعاصير عاتية عُرفت بالربيع العربي، نجحت في أتونها الجماهير المليونية الغاضبة -غير المسلحة- إلا من قبضاتها وحناجرها ، في اسقاط انظمة عتيقة مهترئة.. وخلع طغاة عرب، بشكلٍ دراماتيكي غير مسبوق في تاريخ العرب.. بدءً ببنعلي ثم مبارك والقذافي وصالح حتى جاء دور؛ أشرسهم : الطاغية بشار الأسد. الغريب أن الأسد استطاع إبداء مقاومة ملحوظة ، مقابل ثورة شعبية عارمة. ونجح بمساعدة حلفائه ، في تغيير ميزان القوى لوضع حيادي، تحول فيه ثقل الصراع إلى وضعٍ شبه مشلول ؛ أشبه بالمأزق (ستيلمات) ، لايمكن فيه أحد الطرفين من الحسم لصالحه .. كل ذلك نتيجة تردد الغرب والمساعدات السخية لنظام الأسد من روسيا وايران وحتى حزب الله. وأيضا بسبب تدخل قوى متناقضة ومتصارعة لميدان القتال ، الامر الذي أدى إلى تحول الثورة السورية إلى وضعٍ يشبه الحرب الاهلية


تبدو الضربة الأمريكية العسكرية القادمة على سوريا -إن جاءت - لاتكون مثل مثيلاتها الصربية والعراقية وحتى الليبية .. بل ستكون ضربة سياسية رمزية وسيكولوجية أكثر منها عسكرية .. ولحفظ ماء الوجه ، بعد أن خسرت أمريكا الكثير من جراء تعاملها الأهوج والساذج مع الثورة المصرية العظيمة وركونه التام على الإخوان المتأسلمون (الاسلام السياسي). وأيضا بسبب "العقدة العراقية" . وكذلك نتيجة حقيقة موضوعية لا تستطيع الولايات المتحدة أن تصدقها، وهي تراجع قوتها ونفوذها المضطرد ، وتراجع حجم اقتصادها وتعثر موقفها السياسي في الشؤون الدولية ، في الوقت التي تتعزز فيه تدريجيا دور منافسّيها التقليديين (الصين وروسيا). بجانب تطور وتعزيز دور وحجم بلدان أقليمية في المنطقة ، كما في مختلف زوايا الكرة الارضية


كم نتمنى أن تخرج سورية سريعاً ويُنقذ الشعب السوري ؛ بضربة صاعقة (شوك ثيرافي) ، من هذا الدمار الشامل (التقليدي والكيميائي). لكن.. و كما يبدو من تلكؤ أمريكا في الأيام الاخيرة (خط أوباما تحديداً) قد يحدث شيئا ما ، تستطيع فيه الإدارة الامريكية الحالية (الأوباماوية) الإنفلات عن وعودها الديماغوجية ، تجاه الطغيان والطغاة في المنطقة العربية وتجاه عدم تسامحها (خط أحمر!) لاستخدام الأسلحة الفتاكة والكيماوية ! فالخوف الفعلي الآن هو احتمالية وصول العملاقين الأمريكي والروسي - في لقاء الأقطاب العشرين - لأتفاق ومقايضة تاريخية ، طال انتظارها من قِبَل الروس (الروس يعطون أي شئ مقابل هذا!).. وهو تراجع الامريكان عن خطط تركيب الدرع الصاروخي في اوروبا الوسطى – الشرقية سابقا- مقابل ترك الشعب السوري يواجه مصيرأً مجهولاً أسودا !؟


من المؤكد أن هذه الآراء التي جاءت أعلاه ، ضمن هذا المقال ، ليس لها سوق رائجة في عالمنا الملتبس ، حيث الفوضوية والعدمية والشعبوية تطفو على السطح .. خاصة هنا : لدى مجموعة شعبوية قومجية متنفذة ، نشطت في الآونة الأخيرة في موقع " الحوار المتمدن"، بشكلٍ وكأن الموقع أضحى ملاذاً آمناً لهذه المجموعة المتطرفة المتأتية من مختلف الشّيع!.. فهم بلاخجل ، بل وبكل وقاحة ، يدافعون عن النظام الديكتاتوري الفاشي السوري القاتل ، بجانب نظام الملالي الايراني الرجعي وخنجره المسموم : حزب الله ! المهم أن يكون النظام الأسدي ومن ورائه حماته المعروفين ، يتشدقون ويتاجرون- ليلا ونهارا- بشعارات جوفاء حول "المقاومة" وضد الثالوث المقدس : الصهيونية / الامبريالية / الرجعية !؟؟



#حسن_نظام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ما هي الامتيازات التي حصلت عليها السلطة الفلسطينية بعد قرار ...
- بقيمة 400 مليون دولار.. واشنطن تعتزم الإعلان عن حزمة مساعدات ...
- البنتاغون يوعز إلى جميع الأفراد العسكريين الأمريكيين بمغادرة ...
- مصر.. نجيب ساويرس يرد على تدوينة أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- الإمارات.. تأجيل جلسة الحكم في قضية -تنظيم العدالة والكرامة ...
- وسائل إعلام: فرنسا زودت أوكرانيا بصواريخ -SCALP- هي في نهاية ...
- مدفيديف يصف كاميرون بالبريطاني -الموحل ذي الوجهين-
- ناشطتان بيئيتان تهاجمان تحاولان إتلاف نسخة من -ماغنا كارتا- ...
- -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال ...
- معجم الانتخابات الأوروبية ومصطلحاتها الأكثر شيوعا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نظام - هل الضربة العسكرية على سوريا قادمة لاريب فيها !؟