أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تاج السر عثمان - لا للتدخل الامريكي في سوريا














المزيد.....

لا للتدخل الامريكي في سوريا


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 15:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



في خطوة متعحلة ومنفردة تستعد امريكا لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، بحجة استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي، وهو من اسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا، تستعد امريكا لتوجيه الضربة قبل ظهور نتائج لجنة التحقيق الدولية حول استخدام السلاح "الكيمياوي"!!!. ومعلوم أن اي اجراء دولي يجب اتخاذه بواسطة مجلس الامن بعد تحري دولي دقيق حول تفاصيل جريمة استخدام اسلحة الدمار الشامل ، بموجب الفصل السابع، اي في اطار الشرعية الدولية وليس القفز من فوقها.
طبيعي أن توجد ادانة واسعة للنظام السوري لقمعه الواسع لشعب سوريا والذي وصل الي الاف القتلي اكثرهم من الاطفال والشيوخ، واصبح الملايين من الشعب لاجئين في دول الجوار أو داخل سوريا، اضافة الي الاف المعتقلين من ابناء الشعب السوري. اضافة الي أن سوريا اصبحت بؤرة للصراع الدولي والاقليمي في المنطقة، كما يتضح من دعم روسيا لسوريا بالسلاح، وتدخل ايران وحزب الله في لبنان في الصراع لصالح النظام السوري. اضافة لوجود قوات الارهابيين من "القاعدة" فيها.
وبالتالي ، فان الشعار المناسب هو ترك الشعب السوري ليقرر مصيره بنفسه، ويواصل معركته حتي يتم استعادة الديمقراطية وحكم القانون، وانتزاع دستور ديمقراطي يكفل الحقوق والحريات الديمقراطية : حرية تكوين الاحزاب والنقابات والتعبير والنشر ، واستبدال دولة الحزب الواحد بدولة الوطن التي تسع الجميع، وتوفير احتياجات الجماهير الاساسية.
علي أن امريكا تستخدم حجة السلاح "الكيماوي" لاحكام السيطرة علي المنطقة واضعاف الدولة والجيش السوري، كما حدث في تجربة العراق المأساوية، وتحقيق هدف مشروع "الشرق الاوسط الكبير"، الذي يؤدي الي تقليص دور مصر ، واعادة رسم الخريطة الاقليمية لمنطقة بما يعزز مصالح امريكا واسرئيل في المنطقة.
ومعلوم أن امريكا يهمها تأمين مصالحها في المنطقة ، وليست حريصة علي الديمقراطية وحقوق الانسان، كما أن امريكا ليست صادقة في مقاومة اسلحة الدمار الشامل ، فهي تكيل بمكيالين، فامريكا اثناء حربها في العراق استخدمت اليورانيوم المنضد الذي له تأثير مدمر علي العراقيين، وامريكا هي التي غضت الطرف عن استخدام اسرائيل للقنابل الفسفورية المحرمة دوليا ضد شعب غزة، وقبل ذلك كانت قد استخدمت اسلحة الدار الشامل في هيروشيما وناجازاكي، والاسلحة الجرثومية والكيماوية وقذائف النابالم والقنابل العنقودية والانشطارية في فيتنام ، مما ادي الي ابادة عشرات الالاف في فيتنام. تعمل امريكا من خلال تخطي الشرعية الدولية ، الي التدخل واستباق تقرير لجنة تقصي الحقائق ، لتكرر نفس الخطأ في العراق والتي تم التدخل فيها بحجة استخدام اسلحة الدمار لشامل ، واتضح في النهاية خطأ ماجري في العراق ، مما اضطر امريكا للاعتذار والانسحاب من العراق بعد أن تم تدمير العراق وتفكيك نسيجها الاجتماعي وتعميق الفوضي والانفلات الامني فيها حتي يومنا، وتعميق الصراعات الطائفية فيها، وتدمير جيشها ونهب ثرواتها وكنوزها الاثارية والثقافية، كما فعل التتر بقيادة هولاكو في العراق من قبل.
امريكا ليست حريصة علي مساعدة الشعب السوري من اجل ضمان نجاح ثورته الشعبية الرامية الي انتزاع الحرية والديمقراطية، فهي من مصلحتها اطالة أمد الحرب ومعاناة الشعب السوري حتي تضمن انهاك الدولة والجيش السوري لتحقيق مصالحها في "الشرق الاوسط الكبير"، امريكا منزعجة من النهوض الجماهيري في المنطقة والذي ربما يبعث الحركات الوطنية والديمقراطية في المنطقة، من اجل الديمقراطية والسيادة الوطنية، والسيطرة علي مواردها وتسخيرها لتنمية ورفاهية شعوبها.
كما أن امريكا في حالة انزعاج وربكة بسبب فشل مخططها للسيطرة علي مصر بالتحالف مع جماعة الاخوان المسلمين التي اطاح بها الشعب المصري في ثورة 30 يونيو 2013م، وتعمل بكل السبل من اجل اجهاض الثورة المصرية، والاستعداد لضرب مصر بعد نجاح الضربة علي سوريا، وهذا يتطلب اليقظة من شعب مصر وتكوين اوسع تحالف جماهيري من اجل تنفيذ خريطة الطريق التي تم الاتفاق عليها والتي اكدت علي الحريات والحقوق الديمقراطية والنقابية ، وانجاز دستور ديمقراطي يكفل الحقوق والحريات الاساسية ، اضافة الي تحسين الاوضاع المعيشية ، وبالتالي ، فان التفاف الجماهير حول الثورة المصرية يقطع الطريق امام تحول الاوضاع الي انقلاب عسكري يكرس مصادرة الحريات وحالة الطواري، اضافة الي أن اطلاق طاقات الجماهير ومواصلة الصراع الفكري والسياسي والثقافي هو الذي يقود الي محاصرة نشاط الاخوان المسلمين وافشال مخططهم لضرب الثورة المصرية.
لقد كانت نتائج المخطط الامريكي واضحة في السودان بعد توقيع اتفاقية نيفاشا التي ادت الي تمزيق وحدة السودان بفصل جنوب السودان، اضافة الي فشل الحلول الثنائية التي عمقت وزادت من وتائر الحرب في دارفور وجنوب النيل الازرق وجنوب كردفان، وهناك خطورة أن تتعمق مشاكل البلاد بسبب سياسات النظام الحاكم التي تعبر عن مصالح الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية، الي المزيد من تمزيق وحدة البلاد، اضافة الي السياسات الاقتصادية التي افقرت شعب السودان وعمقت الفوارق الطبقية، من خلال تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي بسحب الدعم( لايوجد دعم اصلا) علي المحروقات، والتي سوف تؤدي الي المزيد من الغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة وتدهور الاوضاع المعيشية، اضافة الي الخصخصة وبيع ممتلكات الدولة لمحاسيب النظام ، والفساد والثراء الفاحش علي حساب الدولة، اضافة الي اطالة أمد الحرب ومصادرة الحقوق والحريات الديمقراطية والشخصية، وبالتالي، فان اسقاط النظام في السودان يسهم في ترسيخ الديمقراطية في المنطقة، ويقفل الطريق امام المخطط الامريكي لنهب موارد المنطقة وترتيبها بما يضمن مصالحها في المنطقة.
وأخيرا، نكرر رفضنا للضربة الامريكية علي سوريا، وتأكيد حق الشعب السوري في اختيار نظامه، وحقه في استعادة الحقوق والحريات الاساسية وحكم القانون، وحقه في الامن والسلم والرفاهية والعدالة الاجتماعية.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاقم أزمة النظام والدعوة الي الحوار
- الاحداث في مصر: العنف والارهاب مصيره الي زوال
- صفحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني: الصراع الفكري عام 195 ...
- ثورة أم انقلاب : قراءة في التجربة السودانية
- في الذكري ال 42 لانقلاب 19 يوليو 1971م
- الثورة المصرية تدخل موجة جديدة من تطورها
- التمايز الايديولوجي بين الشيوعية واليسار
- الذكري 24 لانقلاب 30 يونيو 1989م
- اضواء علي تاريخ صحافة الحزب الشيوعي السوداني
- الغريق يتعلق بقشة !!
- فشلوا وستذهب ريحهم..
- الازمة في السودان: لابديل غير الديمقراطية ووقف الحرب
- دور الاسلام السياسي في تصاعد العنف في الجامعات السودانية
- بمناسبة مرور 195 عاما علي ميلاد كارل ماركس
- احداث ابيي وخطر تجدد الحرب
- ماهي دلالات احداث امدوم وتصاعد الحرب؟
- أزمة النظام تزداد تفاقما وضوء في آخر النفق
- الذكري ال 143 لميلاد لينين.
- اسقاط النظام مفتاح الحل للأزمة
- تفاقم أزمة النظام والدعوة للحوار


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تاج السر عثمان - لا للتدخل الامريكي في سوريا