أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - نقاش مفتوح وصريح مع أفكار السيد عادل عبد المهدي في تصريحاته الأخيرة















المزيد.....


نقاش مفتوح وصريح مع أفكار السيد عادل عبد المهدي في تصريحاته الأخيرة


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4187 - 2013 / 8 / 17 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت وكالة الفرات نيوز بتاريخ 15/8/2013 تصريحات للسيد عادل عبد المهدي، العضو القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى في العراق، حول الموقف من حزب الدعوة ورئيس الحزب ورئيس الحكومة، وكذلك حول رفض حزبه اتخاذ موقف العداء من بعض القوى السياسية. وبسبب طبيعة تلك التصريحات والنتائج الناشئة عنها وارتباطها بموقف الحزب المتذبذب والمؤيد حالياً لحكومة المالكي على وفق آخر إعلان لهذا الحزب، وجدت ضرورة البدء بمناقشة الأفكار الأساسية الواردة في هذه التصريحات. ولكي أكون أميناً للقارئة والقارئ حين أنتقد تصريحا السيد عادل عبد المهدي, وجدت مناسباً وضع النص المنشور من تصريحاته على وفق ما جاءت بها وكالة الفرات نيوز التابعة للمجلس الإسلامي الأعلى في العراق كملحق في نهاية هذا الحوار.
أتابع بعناية مواقف وتصريحات السيد عادل عبد المهدي منذ سنوات طويلة منذ أن كان في المعارضة اليسارية والتحولات الفكرية التي مرّ بها وصولاً إلى عضويته في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ونائباً لرئيس الجمهورية حتى الوقت الحاضر. ومنذ إسقاط الدكتاتورية حتى الآن اتخذ السيد عادل عبد المهدي مواقف تتسم بالتذبذب وعدم الثبات، ولكنها عموماً إيجابية ومحفزة نحو الأفضل. وقد دفعني هذا إلى توجيه رسالة مفتوحة ومقترح إلى رئيس المجل الأعلى السيد عمار الحكيم مع مقترح بتغيير وجهة عمل حزبه من دينية إلى مدنية وأوعدني بدراسة الموضوع في أول مؤتمر ولم أسمع منه شيئاً حتى الآن. ومن المعروف أن الحر إذا وعد أوفى بوعده. من الجوانب الإيجابية في مواقف السيد عادل عبد المهدي ورقة العمل الاقتصادية التي وجهها إلى المؤتمر الأول لشبكة الاقتصاديين العراقيين الذي عقد ببيروت في ربيع هذا العام (2013) والتي تميزت بوضوح مهم لرؤية القضايا الأساسية التي تمس الاقتصاد والمجتمع في المرحلة الراهنة وعواقب السير على الطريق الذي تنتهجه الحكومة الحالية.
لم أفاجأ بتصريحاته الأخيرة لأن مواقفه السياسية غير الاقتصادية وهي متأثرة بعوامل ثلاث لا بد من الإشارة إليه:
1. فهو أحد قياديي الحزب وعليه أن يلتزم بموقف قيادته ولا يمكنه الابتعاد عنه.
2. وبسبب ضغط المرجعية وبعض القوى الأعضاء في التحالف الوطني أو البيت الشيعي المخرب.
3. وبسبب الضغط الإيراني المباشر وغير المباشر على الحزب وعلى الشخصيات البارزة في المجلس الإسلامي الأعلى في العراق.
وهذه التصريحات تعطي للقارئات والقراء الدليل القاطع من ثلاث جوانب على صحة ادعائي بتذبذبه الفكري والسياسي أولاً، وضعف استقلاليته الفكرية والسياسية النسبية والضرورية لشخصية علمية ومهنية، وتأثير الفكر المذهبي الطائفي في هذه المواقف التي تخضع للجو العام السائد وليس الوقوف ضد التيار.
من يقرأ بعناية هذه التصريحات يعتقد جازماً بأن السيد عادل عبد المهدي لا يعيش بالعراق بل على كوكب غير كوكبنا الأرضي وغير العراق الذي يعيش فيه الشعب العراقي وغير النظام السياسي الطائفي السائد بالبلاد. إذ يطرح فكرة غريبة تماماً يقول فيها ما يلي: "و{كلما دخلت امة لعنت اختها}، ثم لنعود نترحم على ما فاتنا بعد عقود من الزمن.." إلا يذكرنا هذا بما يماثله حيث يقال " حين يتم تعيين معلم جديد يشكو التلاميذ لدى المعلم الجديد من المعلم السابق! هل يمكن الادعاء بذلك؟ قولكم أخي الكريم ليس غير دقيق فحسب، بل وخاطئ جداً ويجافي الواقع السائد بالعراق، إضافة إلى إعطاء الانطباع وكأنكم لا تتابعون الأحداث الجارية بالبلاد.
حين وصل المالكي للسلطة في أعقاب إقرار الدستور في العام 2005 والانتخابات العامة وتشكيل حكومته الأولى وتخلص الشعب من الطامة الحقيقية التي سبقته، وأعني بها الدكتور إبراهيم الجعفري، تمنى الناس للمالكي النجاح، وكنت أحد المغفلين الذي تمنى له النجاح أيضاً، رغم علمي وقناعتي بخطأ مجيء قوى إسلامية سياسية إلى السلطة لأن السياسة شيء والدين والمذهب شيء آخر. وحصل المالكي على تأييد واسع بأمل إحداث نقلة في الوضع بالبلاد بعد أن شكل قائمة دولة القانون. ولكن المالكي بعد أقل من ثلاث سنوات من حكم البلاد تبين أنه يسير في طريق معوج لا يحقق تطويراً للعملية السياسية ولا يوفر الضمانات الأمنية والاستقرار وتنشيط التنمية وتوفير الخدمات الأساسية للمجتمع، إنه طريق الانفراد بالسلطة والتحول التدريجي صوب الاستبداد الذي تسمح به أوضاع العراق بعد سقوط الدكتاتورية.
كل الدلائل التي تحت تصرفي، وما هو تحت تصرفكم أكثر بكثير بحكم موقعكم الحكومي السابق ووجودكم في قيادة حزب حاكم، تؤكد بأن رئيس الوزراء ورئيس حزب الدعوة الإسلامية بدأ ينتهج سياسة فردية ومحاولة جادة للهيمنة على الحكم ومؤسسات الدولة والمجتمع وممارسة سياسة مركزية خاطئة. وبرز ذلك بشكل صارخ تعبر عن رغبته الجامحة في الهيمنة على الحياة السياسية وعلى السلطات كافة وعلى الهيئات المستقلة ومنها، وبشكل أخص على قوى التحالف الوطني أو البيت الشيعي، رغم المحاولات المترددة للبعض منها في التمرد على هذه السياسة المقيتة والخطرة. وأنتم أحد الذين كتبوا عن السلوك الفردي غير العقلاني للمالكي إزاء البنك المركزي وإدارته وإزاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وغيرهما، وكذلك استمرار التخلف الشديد في مجال الخدمات، وخاصة الكهرباء، إضافة إلى الموقف السلبي والسيء من مطالب الشعب وأسلوب التعامل الفظ والاستبدادي والتشويهي لمظاهرات الشعب المطالبة بالحقوق الأساسية، ومنها الخدمات ومكافحة الإرهاب والفساد. ويحضرني الآن تصريحكم الذي أدليتم به واتهمتم به المالكي بالانفراد بصناعة القرارات والمواقف، ولهذا لم ننفرد بمثل هذا القول على المالكي وسياساته، بل تحدث به الكثيرون، فماذا حدا مما بدا في وقت يسير الوضع من سيء إلى أسوأ!!
لا أدري كيف تبتعدون عن الواقع العراقي، كيف لا ترون الآلاف التي قتلت على أيدي الإرهابيين (أكثر من 4000 شهيد) في البلاد خلال الأشهر السبعة المنصرمة وكأن المسألة طبيعية. ألا ترون نزيف الدم غير المنقطع، ألا تسمعون أنين الجرحى والمعوقين وهم بالآلاف في هذا العام فقط، ألا تسمعون بكاء الثكالى واليتامى التي ترتفع يومياً إلى عنان السماء صارخة في وجه الحاكم بأمره ومن يسانده: كفوا عن الادعاء أنكم تحكمون باسم الله ودين محمد وتمارسون حماية أنفسكم وتتركون الشعب لقمة سائغة لمتفجرات القتلة الأوباش!
إن المستبد بأمره مزهو برئاسة الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس أجهزة الأمن ووزير الدفاع الفعلي ووزير الداخلية ووزير الأمن وقائد عمليات بغداد "حفظ الله القائد المغوار ورعاه"! إلا يذكركم ذلك بمن سبقه في الموقع، ورغم ذلك تدعون الناس للاتعاظ بمآلات ما قبل 2003! وكيف هو حال ما بعد 2003؟ ألا يدفع الحاكم الجديد البلاد إلى نفس الهاوية؟
يبدو أنكم أخي المؤمن تعتبرون الموت على الناس حق، وبالتالي هؤلاء القتلى كتب الله عليهم الموت في هذه الأيام. وإذا كان كذلك فلماذا تفضل أحزابكم العيش في المنطقة الخضراء تجنباً للموت، إذا كان الموت بيد الله فما عليهم إلا أن يعيشوا مع الناس، لا أن يختبئوا كالج... في المنطقة الخضراء وحولهم ألاف الحمايات ويتركوا الشعب بلا حماية. الناس تموت يومياً وأحزاب الإسلام السياسية تنعم بكل شيء، بالمال والأراضي والقصور وأطفالهم ينعمون بمدارس خاصة وينامون في بيوت السحت الحرام، ثم يريد قادة هذه الأحزاب أن ينعموا بولدان وحور في الجنة أيضاً. فهل تعتقدون إن إلهكم لا يميز بين الظالم والمظلوم، بين السارق والمسروق، بين المستبد والديمقراطي؟ إذا كان لا يميز حقاً فويل للمساكين من بنات وأبناء الشعب العراقي!

أخي الفاضل
لقد تخلى رئيس الوزراء العراقي عن مهماته الأساسية، عن حماية الشعب, إنه يريد أن يحمي كرسيه لا غير, لقد تخلى عن العملية السياسية والحوار مع الأطراف الأخرى، وانتهج بإصرار عجيب سياسة الرفض والفرض في آن واحد، واعتمد الأسلوب الأمني البوليسي لحل مشكلات البلاد ومواجهة المختلفين معه، وهو أمر يتناقض تماماً مع الدستور العراقي. وأنتم شخصياً كنتم شاهداً على تخليه عن مبدأ "التداول السلمي للسلطة" حين ردّ على أحد شيوخ العشائر الذي قال له "دير بالك لا تعطيها بعد"، بقوله : "أخذناها بعد ما ننطيها، ليش هو أكو واحد يگدر ياخذها منا". هل هذه هي ديمقراطية قوى الإسلام السياسي التي تنتمون إليها؟ لماذا سكتم عن هذا القول؟ أترى هل تجاوب مع فكر وسلوك أغلب قوى الإسلام السياسي إن لم نقل كلها؟ وهل تجاوب مع اتجاهاتكم أيضا؟ أسئلة تدور في بال كل عراقي لا يقبل بالطائفية السياسية والتمييز ولا يقبل بهذا النوع من التداول اللاديمقراطي للسلطة.
صرحتم بما يلي: "إننا وقفنا ضد تسقيط {العراقية} بشخوصها وأجنحتها وتفرعاتها.. ورفضنا معاداة الكرد والسنة وغيرهما، أو النيل من {التيار الصدري} وأية شخصية و... ترك السلاح وانخرط في العملية السياسية.. وضد {الشيوعي} لتعطيل فعالياته والتجاوز على مقراته.. ودعونا للانفتاح على كل من يجنح للسلم.. ووضع الخلافات في حدودها الطبيعية.. وتوسيع الحوار وتوحيد الصفوف، لبناء قاعدة مواجهة التخلف والإرهاب". حسناً فعلتم، ولكنكم لم تخبرونا: من الذي طلب منكم كل ذلك؟ ألم يكن المالكي نفسه ومن يقف معه من قيادة حزبه؟ لم يكن غير المالكي الذي طلب منكم كل ذلك.
لم يطلب أحداً منكم معاداة المالكي، فالعداء شيء ومواجهة السياسات الخاطئة والمضرة بالوطن والشعب والمواطن شيء آخر. وطلب تغيير الحاكم بأمره شيء والعداء له شيء آخر! فهل التبس الأمر عليكم بحيث لا يعد ممكناً التمييز بين العداء وبين المعارضة يا من قال عنكم السيد غالب الشابندر بأن "السيد عادل عبد المهدي ملك التصريحات الموضوعية"، فأية موضوعية هذه التي وردت على لسانكم في التصريحات الأخيرة؟ من المؤسف حقاً أن تقعوا في المطبات التالية في تصريحاتكم الأخيرة:
1. خضوعكم لابتزاز رخيص من جانب حزب الدعوة الإسلامية الذي أصدر بياناً كما أشرتم إلى ذلك بقولكم إن "حزب الدعوة اصدر بياناً يشير فيه لهجمات شرسة لتشويه صورته والتقليل من مكانته في الأمة.. وبغض النظر عن أية تفاصيل أخرى".
2. وقوعكم في شباك الطائفية السياسية بسبب كون حزب الدعوة هو حزب شيعي ضمن البيت العراقي، في حين كان المفروض أن تلتزموا بمصالح الشعب العراقي الذي أصبح ضحية فعلية لسياسات المالكي وحزبه التي ساهمت بتشديد قوى الإرهاب ضرباتها ضد الشعب وموت الألاف من بنات وأبناء الشعب خلال أشهر قليلة دع عنك الجرحى والمعوقين. وسياساته هي التي عمقت الاصطفاف والاستقطاب والاحتقان الطائفي بالبلاد.
3. كما أنكم أصبحتم عرضة لاتهام حزبكم بأنه واقع تحت تأثير السياسة الإيرانية الراغبة في بقاء المالكي على رأس الحكومة العراقية.
4. وأنكم بهذا قد ابتعدتم عن المشاركة في إنهاء الوضع البائس الراهن الذي يئن تحت وطأته الشعب، وبالتالي تشاركون، شئتم ذلك أم أبيتم، بالمأساة والمهزلة التي يعيشها الشعب في ظل حكم المالكي.
ليس الشعب وليست المعارضة هما من أساءا لحزب الدعوة الإسلامية ولنوري المالكي، بل إن المالكي وحزبه هما اللذان أساءا للشعب ولقوى الإسلام السياسي وللمرجعيات التي ساندتهما ولنفسيهما أيضاً.
لقد ارتكبت المرجعيات أخطاء فادحة خلال العقد الأخير بتدخلها في الشأن السياسي ومساندتها غير السليمة للأحزاب الإسلامية السياسية الشيعية ومساهمتها, شاءت ذلك أم أبت, بتعميق الصراع الطائفي. واليوم يدعي القبانجي بأن المرجعية هي قائد الأمة، عن أي أمة يتحدث هذا الشيخ؟ هل يتحدث عن أمة ضحكت من جهلها الأمم !
تطالبون بوحدة الموقف لمواجهة الإرهاب والتخلف؟ ولكن أرجوكم أخبروني وخبروا جميع العراقيات والعراقيين كيف يمكن توحيد الموقف والمجتمع والدولة والحكومة وكلهم يعانون من أزمة بنيوية مدمرة؟ كيف يمكن توحيد الموقف والمالكي يعتقد بأن الحل هو أمني بوليسي وعسكري وليس فكري وسياسي؟ كيف يمكن توحيد الموقف والمجتمع منقسم إلى جبهتين بسبب السياسات الطائفية الجارية؟ وأشير إليكم بأنكم نسيتم المرض الذي يعاني منه العراق: وأعني به الوجه الثاني للإرهاب وهو الفساد السائد كنظام معمول به بالعراق دولة وحكومة وشعباً وأغلب الأحزاب وأغلب قادة الأحزاب.
تقولون " ولدينا دستور أقره استفتاء شعبي بالأغلبية الساحقة ولم ترفضه 3 محافظات..". هذا صحيح، رغم الموقف الخاطئ أصلاً من أسلوب وعجالة صياغة الدستور، ولم ينكر الناس ذلك. ولكن المسألة ليست في وجود الدستور، رغم نواقصه الكثيرة، بل المشكلة تكمن في عدم الالتزام به وتطبيقه! هل تتذكرون الحوار المهم الآتي الذي دار بين الحاكم البريطاني بالعراق والشيخ شعلان أبو الچون بشأن الوضع الجديد بعد ثورة العشرين والذي ذكر في العديد من الكتب بالعراق:
- الحاكم البريطاني: ماذا تريد يا شيخ أكثر من هذا، صار عندكم حكومة عراقية.
- أجاب الشيخ بسخرية لاذعة: نعم يا محفوظ، حكومة عراقية لكنها ترطن!
والرطانة في هكذا حوار لا تحتاج إلى شرح.
غريب أمركم أخي الفاضل تتحدثون عن قاعدة تشريعية منجزة وعن مؤسسات شريطة الاتعاظ بمآلات ما قبل 2003!
هل حقاً تتحدثون عن مؤسسات دستورية قائمة؟ ألا تعيشون واقع حال الدستور والمؤسسات، ألا ترون إنها لا تحل ولا تربط! هل تتحدثون عن قضاء مستقل وهو خاضع لرئيس الوزراء ورئيس مجلس القضاء العالمي "عاشق متيم" برئيس الوزراء"، وربما تتحدثون عن إعلام حكومي مستقل، وهو لا يملك سوى مسح الچوخ وتبييض وجه رئيس الوزراء الذي يتسع اللون السود فيه!
تتحدثون عن المناهج والتسابق على أساسها.. طيب.. الم تكن في الدورتين السابقتين مناهج؟ لماذا لا تحاسبون رئيس الوزراء على مدى تنفيذ منهاجه السابق بعد مرور ثماني سنوات على وجوده وحزبه في السلطة. لماذا لا تتحدثون عن منهاجكم وماذا نفذتم منه خلال السنوات الثماني المنصرمة وأنتم مشاركون في الحكم وحليف في التحالف الوطني الذي يتراسه الكارثة الحقيقية المعروفة لكل العراقيين والعراقيات؟ وكيف ستدخلون الانتخابات القادمة وأنتم لم تحلوا مشكلة واحدة حقيقية من مشكلات الشعب العراقي. صحيح أنكم لستم رئيس الحكومة، ولكنكم في الحكومة كحزب ومسؤول عن سياسة الحكومة وإجراءاتها.
كم أتمنى عليكم، وأنتم المؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر، أن تقدموا الحساب للشعب العراقي على وجودكم في سلطة لم تحقق شيئاً للشعب غير البؤس والحرمان والبطالة والموت على أيدي الإرهابيين والفساد، وماذا فعلتم كحزب لهذا الشعب المستباح من قوى الإرهاب والطائفية والفساد، وماذا فعلتم أنتم كشخص حليف للحزب الحاكم الرئيسي للعراق وشعبه خلال الفترة المنصرمة قبل أن تقدموا مثل هذا الحساب لبارئكم!
أتمنى عليكم أن تكونوا أكثر موضوعية وأكثر جرأة في محاسبة حزبكم والقوى التي تتحالفون معها بدلاً من الاعتذار لها وطلب المغفرة منها. إنكم تخطئون مرة أخرى حين تؤيدون المالكي في سياساته الراهنة بذريعة الإرهاب. كل الشعب ضد الإرهاب، ولكن الإرهاب لا يعالج بالعمل الأمني والعسكري، بل بالعمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي أولاً ومن ثم بالفعل الأمني والعسكري ثانياً وبالترابط العضوي بينهما. فهل هذا يجري بالعراق يا زميلي الفاضل. إن الشعب سيحاسب بالقطع ليس الحاكم الأول فحسب، بل كل من سكت ويسكت على سياسات تقود إلى تقسيم الشعب وإلى تشيدي صراعات الطائفية وإلى إهمال هوية المواطنة العراقية والالتزام بالهويات الفرعية القاتلة. كم هو مطلوب أن يتعلم الحكام الجدد من دروس الحكام السابقين، إذ ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع. وخطيئة الدكتاتور السابق إنه اعتقد بأنه جاء ليبقى، ويعتقد المستبد الجديد نوري المالكي بأنه جاء لكي لا يعطيها لغيره! وحديثكم عن تجربة مصر تحتاج إلى نقاش آخر, إذ يمكن أن يكون الوضع بالعراق أشد مما تتصورون لأن المالكي يسير على درب الصد ما رد" أو كما يقال اليوم إما حكم الطائفة أو الطوفان!
مع التمنيات الطيبة بالصحة الموفورة والسلامة في عراق لا سلامة لأحد فيه، وخاصة بغداد العاصمة, سوى سكنة المنطقة الخضراء!
برلين في 15/8/2013 كاظم حبيب
الملحق: تصريحات السيد عادل عبد المهدي مأخوذة نصاً من موقع الفرات نيوز:
بغداد:الفرات نيوز} اعلن القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عادل عبد المهدي عن رفض المجلس لتسقيط العراقية بشخوصها وتفرعاتها ومعاداة الكرد والسنة والنيل من التيار الصدري والوقوف ضد الشيوعي لتعطيل فعالياته والتجاوز على مقراته وتشكيل ترك السلاح وتوسيع الحوار وتوحيد الصفوف، لبناء قاعدة مواجهة التخلف والارهاب.
وقال عبد المهدي في بيان له تلقت وكالة {الفرات نيوز} نسخة منه اليوم الخميس "اننا وقفنا ضد تسقيط {العراقية} بشخوصها واجنحتها وتفرعاتها.. ورفضنا معاداة الكرد والسنة وغيرهما، او النيل من {التيار الصدري} واية شخصية وتشكيل ترك السلاح وانخرط في العملية السياسية.. وضد {الشيوعي} لتعطيل فعالياته والتجاوز على مقراته.. ودعونا للانفتاح على كل من يجنح للسلم.. ووضع الخلافات في حدودها الطبيعية.. وتوسيع الحوار وتوحيد الصفوف، لبناء قاعدة مواجهة التخلف والارهاب".
واشار الى ان "حزب الدعوة اصدر بياناً يشير فيه لهجمات شرسة لتشويه صورته والتقليل من مكانته في الامة.. وبغض النظر عن اية تفاصيل اخرى.. فلا احد ينكر التضحيات الكبيرة التي قدمها الحزب ومجاهدوه وجماهيره للتخلص من الدكتاتورية ولاقامة النظام الجديد. فالحزب وشخصياته رصيد للعراق وللعملية السياسية".
واوضح عبد المهدي "اننا نختلف في موضوعات مع مناهج الحزب وسياساته ونتفق في اخرى وهذا امر طبيعي"، مؤكدا ان" الاختلاف -مهما كان حاداً- لا يعني العداء والطلاق.. وان الاتفاق -مهما كان ودياً- لا يعني التزكية والتطابق وعملنا لان يكون 2003 خطاً فاصلاً بين تاريخين.. الاول يقوم على الدك...تاتورية والفردية والاحتكار والتسقيط والمؤامرة والخيانة والسحل والقتل و{كلما دخلت امة لعنت اختها}، ثم لنعود نترحم على ما فاتنا بعد عقود من الزمن.. واخر يؤسس للشرعية والتمثيلية الانتخابية الحقيقية والدستور والقانون.. ولقواعد وقواسم مشتركة، تنظم التنافس الديمقراطي والنقد والمحاسبة والتغيير والتداول بالطرق السلمية.. وان نحرص على سلامة القوى السياسية والاجتماعية، دون النظر لاتجاهاتها، ما دامت تحترم القانون".
ولفت الى ان" هذه الامور تهاونا باحترامها كما يجب.. وتخلفنا، قصوراً وتقصيراً، عن خدمة شعبنا والايفاء بوعودنا.. فتقوى الارهاب.. وازدادت الهوة بيننا وبين الشعب المحبط الفاقد للامن والخدمات، وهو ما يتطلب المراجعة الجادة من الجميع".
وتابع بالقول" اننا لا نتفق والرأي باننا سائرون على خطى التجربة المصرية، رغم انها درس بليغ لشعب واع، فاستهداف الارهاب للعراق لا يشبه غيره.. وشعبنا رفض وسيرفض الدكتاتورية وحكم الجيش والتيار الواحد، ظاهراً او باطناً، ولم يمنع نمو الطائفية والعنصرية حصول اصطفافات متقاطعة وعابرة بين الاسلاميين والعلمانيين والشيعة والسنة والعرب والكرد والتركمان وغيرهم، ولدينا دستور اقره استفتاء شعبي بالاغلبية الساحقة ولم ترفضه 3 محافظات.. وخضنا بنجاح نسبي انتخابات تشريعية ومحلية متعددة.. ولدينا قاعدة منجزة تشريعياً ومؤسساتياً ومادياً لاصلاح اوضاعنا، شريطة الاتعاظ بمآلات ما قبل 2003، ودحر الارهاب.. والتمسك بالدستور نصاً وروحاً.. والتسابق ديمقراطياً لانتصار المناهج.. ورفض تسقيط الشخوص والكيانات والقوى".انتهى



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى التسعين لميلاد الرفيق والصديق الأعز الفقيد صفاء ال ...
- الإرهابيون المجرمون يغوصون بدماء الشعب العراقي ورئيس الوزراء ...
- -أنا- النرجسية المرضية لدى رئيس وزراء العراق!!
- هل عاد القتل على الهوية الجمعية إلى العراق والعود أسوأ؟
- حالة التدهور الأمني نتيجة لحالة التدهور والارتداد الفكري وال ...
- لقاء صحفي حول الوضع في إقليم كردستان العراق
- هل رئيس الوزراء العراقي ... خراعة الخضرة أم ماذا؟
- هل تعلم سياسيو المرحلة الراهنة من تجارب العراق الغزيرة؟
- الإسلام دين للأفراد وليس نظاماً للدولة والمجتمع
- من أجل إيقاف عمليات التغيير الديمغرافي لمناطق مسيحيي العراق
- من يجب أن يُحاكم: د. مظهر محمد صالح أم نوري المالكي؟
- حصاد سبع سنوات عجاف من حكم نوري المالكي!
- أينما يرتقي الوعي الاجتماعي تنتفض الشعوب ضد مستبديها!!!
- قراءة في كتاب -غُصن مُطعَّم في شجرة غَريبة- (سيرة ذاتية) للد ...
- هل ضيع نظام المحاصصة الطائفية الهوية الوطنية للعراق؟
- هل يحق للشعب التفاؤل أم ما يزال العراق يواجه المربع الأول؟
- استطلاع رأي العراقيين والعراقيات بيهود العراق والفرهود
- خلوة مع النفس إزاء الوضع الراهن بالعراق
- تهاني وتحيات وتمنيات طيبة لشبكة العلوم النفسية العربية
- ما الدور والمهمات السياسية التي يفترض في الحزب الوطني الديمق ...


المزيد.....




- حسام زملط لـCNN: هل استشارتنا أمريكا عندما اعترفت بإسرائيل؟ ...
- الخارجية الروسية: الهجوم الأوكراني الإرهابي على بيلغورود هو ...
- دعوة لوقف التواطؤ في الجرائم الدولية عن طريق فرض حظر شامل عل ...
- المبادرة في شهر: نوفمبر 2023
- دراسة: الصوم عن منصات التواصل يعزز احترام الذات ويحمي الصحة ...
- قتلى وجرحى جراء انهيار بناء سكني في مدينة بيلغورود عقب هجوم ...
- مصر تعمل على إقناع شركة -آبل- بتصنيع هواتفها في مصر
- مصر تهدد إسرائيل بإنهاء اتفاقيات كامب ديفيد
- سلطان البهرة يشكر مصر على منح طائفته فرصة تطوير أشهر مساجد ا ...
- الإعلام العبري: مصر وقطر رفضتا عرضا إسرائيليا لإدارة مشتركة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - نقاش مفتوح وصريح مع أفكار السيد عادل عبد المهدي في تصريحاته الأخيرة