المغرب: رسالة استنكار إلى محمد السادس

فريد بوكاس

الحوار المتمدن-العدد: 4171 - 2013 / 8 / 1 - 22:50
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    

أحمد الله تعالى، وأصلي وأسلم على خير أنبيائه محمد، وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيا محمد السادس : نحب الشعب المغربي … ونحب المغرب ، ولكن نحب الحق أكثر.

نفخر بمغربنا وتاريخه ومبشرات مستقبله، ونعتز بالمرابطين والموحدين، نعتز بابن تاشفين وبن تومرت، ونباهي الدنيا كلها بأننا مغاربة كرماء ، ولكن ما أقدمت عليه من إصدار عفوك يوم 31 على الإسباني الذي اغتصب 12 طفلا والمحكوم عليه بثلاثين سنة سجنا نافذا ولم يقضي من عقوبته الحبسية سوى ستة أشهر، ضاعت فيه حقوق هؤلاء الأطفال وعائلاتهم والأكثر من ذلك يعتبر إهانة لنا كشعب مغربي يفتخر بكرامته ويعتز بها، كما يعتبرضربة للقضاء المغربي الذي طبلت وزمرت باستقلاليته في خطاباتك الرنانة.
إن كان عفوك هذا بمناسبة عيد عرشك، فذلك شأنك، لأن لا عرش للمخلوق من غير الخالق، لكن أن يتم استغلال الدستور الممنوح من طرفك وأتباعك وفرضه على الشعب المغربي، فذلك يعتبر جريمة دستورية وليس بجريمة قانونية فحسب.
فيا محمد السادس:
لو كان دانييل الإسباني الذي عفوت عنه، اغتصب ولو طفلا واحدا في بلده، لحوكم بالسجن مدى الحياة، لكنك يا محمد السادس تبيع أبناء الشعب المغربي بأبخس الأثمان وهذا ما لن نقبله كمغاربة ونستنكره بكل شدة.

نعم، أعتذر للشعب المغربي لأنني لم أستطع أن أغير شيئا، ولكن أملي في المستقبل لكبير... لأننا لسنا بيادق على لوحة الشطرنج لكي يتم تحريكنا يسارا يمينا وجنوبا شمالا... أعتذر للشعب المغربي عن هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت في حق أطفالنا من طرف أمير المؤمنين.

وبعد قولها، لا بد من السير في اتجاهين: الأول في إصلاح قوانين وتعديل دستور يضمنان تحمل الشعب مسؤولياته بنزاهة وكفاءة، ونودع من خلالهما زمنا بائدا من الفساد الإداري والاستفراد بالقرارات، ليتفرغ كل لواجبه وإبداعه وتفوقه وتنافسه الحضاري الشريف. والثاني في استرجاع ما يمكن إرجاعه من حقوق اغتصبت أو تساهل فيه المفسدون، وإعادة كتابة تاريخ المغرب الجديد.
افعلها يا محمد السادس، لنطوي صفحة انتهى دورها في إيقاظ الضمير وجلاء الغشاوة وتفقد الحال، لتتبعها صفحة مشرقة من إصلاح الخلل وتصويب المسار وتآلف المجتمع وتماسكه.
والسلام على من اتبع الهدى.

#فريد_بوكاس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات