أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصير باقر امير - قص فقير نفر














المزيد.....

قص فقير نفر


نصير باقر امير

الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 00:58
المحور: الادب والفن
    


فقير نفر


تعتبر قصة فقير نفر من القصص الهزلية في الادب السومري القديم الذي يعاني الان من التهميش المتعمد عمر القصة ( 7000 سنة ) تدور احداث هذه القصة في مدينة نفر السومرية او نيبور كما تسمى في المصادر الغربية هي العاصمة الدينية للسومرين والبابليين، وتقع على مسافة 7 كم شمال شرق مدينة عفك أحد اقضية محافظة القادسية (مركزها الديوانية) التي تقع على مسافة 175 كم جنوب بغداد. وتقع على الضفة اليمنى من مجرى الفرات الأقدم. والضفة الشرقية من شط النيل المندرس. وتأتي قدسيتها من كونها العاصمة الدينية ومقر الاله انليل.
نسرد اليكم احداث القصة ..
بلغ الإِملاق بِأحد فقراء نفر حيث أنه لم يجد من الخبز ما يسد رمقه. وكثيراً ما كان يطوي الليالي وهو يتضور جوعاً. ولما اشتد به العِوَز فَقَدَ صوابه من اثر الجوع فباع ثيابه واشترى بقيمتها عنزة ليذبحها ويأكل لحمها، لكنه عدل عن قراره لأِن ذبح العنزة وأكلها وحده سيجلب عليه سخط الأصدقاء والأقرباء، وإذا ما دعاهم لمشاركته فهذا يتطلب تقديم الجعة ومصاريف أُخرى لا يملكها. وللخروج من حيرته اعتزم أمراً آخر كان يأمل منه خيراً أكثر. أخذ عنزته إلى بيت حاكم المدينة ليقدمها هدية للحاكم فينال منه الجائزة. وهكذا دخل على الحاكم مسروراً وهو يمسك رقبة عنزته بيده اليسرى، وحيّا الحاكم باليمنى ودعا له بالخير قائلاً: عسى أن يبارك الإِله انليل الحاكم، ويغدق عليه الإِله ادد (و) نسكو الخيرات. ولكن خاب ظنّ فقير نفر، عندما فاجأه الحاكم بالنهر والتقريع والغضب بقوله "أتجرُؤ يا هذا أن تقدم لي الرشوة." حاول فقير نفر عبثاً شرح بؤس حاله للحاكم الذي اكتفى بطرده متهكماً بِأن نصيبه من العنزة سيكون "عظاماً" وسقاه جعة رديئة وطرده من قصره. فقال فقير نفر للبواب وهو خارج من البوابة "قل لسيدك ما فعلتَه بي سأُوفيك حقه ثلاث مرات". ولما بلغ الحاكم قول الفقير ظلَّ يضحك منه طوال نهاره. أما فقير نفر فإنه قصد قصر الملك، ولما مثَّل أمامه حياه وقال "يا سيدي، يا مصدر قوة الرعية ويا من تُمجده الملائكة الحارسة، استعطفك أن تأمر بإِعطائي عربة واحدة وتأذن لي أن أفعل ما أتمنى طوال يوم واحد، وسأدفع منا واحداً من الذهب مقابل ذلك". وبدون أن يسأله الملك عن أُمنيته وعن الأجرة مقدماً أمر تجهيزه بالعربة من الصنف الذي يستعمله الوجهاء والأُمراء، كما أمر له بكسوة فاخرة. ركب فقير نفر في العربة وقصد قصر حاكم نفر الذي خرج بنفسه لإستقباله والترحيب به. وعندما سأله الحاكم عن هويته أجاب أن الملك سيده أرسله وأنه جلب ذهباً لمعبد الإِله انليل. أكرمه الحاكم وذبح له ذبيحة غالية، وبعد انتهاء الطعام تعب الحاكم من السهر، ولكن فقير نفر ظلَّ يحادثه، ولما غلبه النعاس والنوم قام فقير نفر في سكون الليل ومزَّق ثيابه وفتح الصندوق الفارغ الذي معه وصرخ بالحاكم أن يستيقظ وزعم له وهو يصرخ في وجهه أنه وجد صندوق الذهب مفتوحاً وسُرق الذهب منه، واتبع قوله بِأن هجم على الحاكم يكيل له الضربات، فاستعطفه الحاكم أن لا يقضي عليه، وعوَّضه عن الذهب المزعوم ضعفين وأعطاه بدلاً من ثيابه الممزقة كسوة فاخرة. وعندما خرج من باب القصر قال للبواب "قل لسيدك أنني استوفيت منه حقي دفعة واحدة، وبقي لي عنده قسطان". ولما بلغ الحاكم ذلك كرر ضحكه واستخفافه بفقير نفر.
ثم تنكر فقير نفر بزي طبيب وحلق شعر رأسه واصطحب معه عدة الأطباء الخاصة وقصد قصر الحاكم وأخبر البواب أنه طبيب ماهر جاء من مدينة ايسن (تعرف بقاياها الآن باسم: ايشان بحريات- قرب بقايا مدينة نفر. كانت مشهورة بِأطبائها) وأنه متمرس بشفاء جميع الأمراض. ولما أُحضر جميل- ننورتا أمام الحاكم كشف له الحاكم الكدمات في جسمه، فقال له الطبيب الدعي إنه لا يستطيع أن يُشفيه إلا في مكان منعزل مظلم. وهكذا انفرد به في غرفة مظلمة وأوثقه وربطه وانهال عليه بالضرب المبرح، ثم تركه وخرج من باب القصر وقال للبواب "ليبارك الله سيدك قل له أني استوفيت من دَيني الآن قسطين وبقي لي عنده قسط واحد".
خاف فقير نفر في المرة الثالثة أن يظهر بنفسه، فاستأجر رجلاً وأوصاه أن يقصد باب الحاكم وينادى بِأعلى صوته "أنا صاحب العنزة الذي طُرِد من باب الحاكم". أما فقير نفر فإنه اختبأ تحت قنطرة قرب قصر الحاكم. ولما سمع الحاكم صراخ الرجل خرج ومعه جميع أتباعه وحتى نساء قصره يطاردونه. تخلف الحاكم بسبب آلام جسمه، وعندئذ فاجأه جميل- ننورتا من مخبأِه وانقض عليه بالضرب المبرح وقال له "لقد استوفيت منك حقي ثلاث". وترك الحاكم مغشياً عليه وهو بين الموت والحياة...



#نصير_باقر_امير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصير باقر امير - قص فقير نفر