أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وكزيز موحى - البحث عن الشهيد عبد الحكيم المسكيني. الورقة الثانية















المزيد.....

البحث عن الشهيد عبد الحكيم المسكيني. الورقة الثانية


وكزيز موحى

الحوار المتمدن-العدد: 4152 - 2013 / 7 / 13 - 02:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


البحث عن الشهيد عبد الحكيم المسكني
الورقة الثانية.

بعد فترة غياب ليست بقصيرة، بعد شوقي لأحبائي و أصدقائي ووطني، قررت السفر أخيرا إلى المغرب بمناسبة رأس سنة 2012.
تأخرت الباخرة عن موعدها، لتعلن بذلك سلسلة من المتاعب الشاقة رافقتنا إلى اليابسة - أرض المغرب- وحتى عودتنا.
مزحت جارتي الفرنسية بالباخرة قائلة: هذه هي طريقة الاستقبال بالجنوب .
لم يمنعنا ذلك من الفرحة والاستمتاع بالبحر، بالأرض، بالجو وبلقاء الأحباء…
دامت الإجراءات الجمركية وغيرها ذهابا أربع ساعات ونصف ودامت إيابا أربعة عشر ساعة في غياب تام لأدنى الخدمات (مراحيض، فضاءات الاستراحة، الاستقبال والإرشادات... الخ). كل هذا بميناء طنجة المتوسط!! ميناء خال من أبسط الخدمات الضرورية خلافا للدعاية الرسمية لسلطات الميناء.
1- الأطلس المتوسط:
التحقت في الصباح الباكر بجبال الأطلس المتوسط، القصيبة موحى وسعيد تحديدا، رغما عن الإرهاق والأعطاب التقنية التي سببها لي غيري (حالة الطرقات بما فيها الطريق السيار وقانون وعادات السير).
بعد المصافحة والعناق، انطلقت لاستكشاف الناس وأحوالهم والتضاريس والمناخ. لم أتمكن طبعا من مجالسة الجميع نظرا لضيق الوقت، لكنني لامست عن قرب انشغالات وهموم الناس بمنطقة لا زال النظام يتعامل مع أهلها وذويها بمنطق السيد تجاه العبيد. كل لوازم الحياة الدنيا لا تتوفر لدى ساكنة المنطقة (سكن لا تتوفر فيه أقل شروط السكن اللائق، صحة "أمراض معدية كالسل ورينو فرانجيت الخ"، غياب المستوصف"، تغذية ناقصة، غياب الطرقات وجل التجهيزات التحتية إلى غير ذلك). نظرات وملامح وجوه الأطفال والنساء وكل الناس تفقأ بدلالات اجتماعية وأوضاع معاشية قاسية قساوة البرد والمناخ بجبال الأطلس.
2- القصيبة والشهيد عبد الحكيم المسكيني:

زرت مدينة زاوية الشيخ لعدة مرات بحثا عن أخبار الشهيد عبد الحكيم المسكيني، شهيد انتفاضة يناير ١-;---;--٩-;---;--٨-;---;--٤-;---;--. بعد محاولات يائسة، ذهابا وإيابا بين القصيبة وزاوية الشيخ، قررت أن أبادر للمرة الأخيرة علني اقتبس المعلومة المناسبة التي توصلني إلى عائلة الشهيد.
بأعماق المدينة لم أعد أسأل عن المسكيني بل عن من يكن فعلا ابن المدينة بين أصحاب الدكاكين والمحلات التجارية والحرفية. تم توجيهي الى أحد أبناء زاوية الشيخ الأقحاح، يحترف مهنة النجارة. قال لي مرشدي بعدما تأكد له أن الأمر مهم للغاية أن عائلة صديقي تدعى فدواش وليس المسكيني. وبتلقائية ومحبة رسم لي على طرف من ورق خريطة الطريق المؤدية إلى منزل أب الشهيد واعتذر عن عدم معرفته لعنوان أم الشهيد التي تقطن بعيدا بمدينة بني ملال. شكرت مرشدي وقبل وداعه أعاد علي السؤال لماذا اهتم بزيارة ولقاء عائلة الشهيد وما علاقتي بالشهيد عبد الحكيم المسكيني؟
طمأنت الرجل من جديد بأن الأمر يتعلق بالبحث عن عائلة صديق مناضل استشهد سنة ١-;---;--٩-;---;--٨-;---;--٤-;---;-- بسجن بني ملال وأني أرغب في لقاء أم الشهيد وبعض أفراد عائلته. ودعني بدعاء الفلاح والنجاح في مهمتي مستغربا لأمري. سعدت كثيرا لهذا الإنجاز البسيط، عكس ابنتي التي لم تتحمل مشاق الانتظار وأطراف الحديث بالدارجة المغربية. قبل الانطلاق بحثا عن منزل أب الشهيد مستعينا بخارطة صاحبي، شكرت ابنتي على صبرها واشتريت لها بعض الحلويا والمشروبات. *سعدت بذلك وتقمصت شخصية المحققة وسألتني عن كل شاذة وفادة وعن كل كبيرة وصغيرة، دامت وكثرت أسئلتها حتى بعد وداع عائلة الشهيد.
تعرفت عن أخ الشهيد الذي استقبلنا بمودة وتلقائية. صورت حينها قبر الشهيد وحددنا موعدا للغد. انتابني إحساس غريب، مزيج من الفرح والقلق. كما شعرت بأداء واجب وفريضة نضالية كانت بعنقي منذ ١-;---;--٩-;---;--٨-;---;--٤-;---;--. مسؤولية أثقلت كاهلي لكل هذا الزمن (١-;---;--٩-;---;--٨-;---;--٤-;---;--- ٢-;---;--٠-;---;--١-;---;--٢-;---;--) . مسؤولية وواجب التعريف بالشهيد عبد الحكيم المسكيني وبالقضية وخصوصا عندما نعرف أن الشهيد طاله النسيان والإهمال ولا أحد يعرف شيئا عن الشهيد. ولا أحد يرغب بمعرفة الشهيد والقضية.
تملكني الشعور بالمسؤولية تجاه الشهيد..
تملكني الحزن لفقدان الشهيد..
تملكني الحزن والأسى والفرح..
عادت بي الذاكرة الى دردشات وقهقهات الشهيد...
عادت بي الذاكرة إلى ثانوية طارق بن زياد بالقصيبة موحى وسعيد ١-;---;--٩-;---;--٨-;---;--٤-;---;--. ثانوية الشهيد المسكيني عبد الحكيم. كنا أول فوج التحق بالمؤسسة بعدما قضينا السنة الأولى من الثانوي بثانوية موحى وسعيد. كانت ثانوية الشهيد المسماة طارق بن زياد على ابسط الخدمات والمرافق التعليمية والتربوية والرياضية.
تذكرت كل من سجن وعذب واعتقل من طارق بن زياد وغيرها..
تذكرت لحظات الانتظار والاعتقال..
تذكرت صفوف العساكر التي طوقت المدينة والثانوية لمدة أسبوع..
تذكرت قوى القمع بسياراتهم، ببنادقهم، وأزيائهم..
حالة الطوارئ بالمدينة و نواحيها..
تذكرت كيف كنا نتحرك ونتواصل رغما عن ذلك عبر أطراف المدينة المطوقة
لفك العزلة و تقصي أخبار العائلات والمعتقلين...
كانت المعركة غير متكافئة بالمطلق، من جهة النظام بأجهزته العسكرية والقمعية المختلفة والمتعددة ومن جهة أخرى شباب القصيبة وتلامذتها. تحت الرعب والتخويف والتهديد جاء النظام بعائلات التلاميذ للضغط علينا لاستئناف الدروس بعد مقاطعتها، وذلك تحت ترهيب قوى العسكر المدججة بالأسلحة النارية. نالت العائلات نصيبها من السب والشتم والقذف من طرف المسؤولين العسكريين والمدنيين.
هذا وذاك جعلني افرح كثيرا عندما مسكت بصورة الشهيد أعلاه، كأنني التقي الشهيد من جديد خاصة عندما طلب مني أخوه أن انعته في الصورة الجماعية. تعرفت على الشهيد بسهولة. ثوان رهيبة من الصمت سادت مطلقا وبشكل تلقائي على الجميع كأننا نعي الشهيد وكأنه انتصب حيا بيننا. شكرت أخ الشهيد وألح علي بأن احتفظ بالصور لان العائلة فقدت كل صور الشهيد، وبالمناسبة أوجه دعوة لأصدقاء الشهيد عبد الحكيم المسكيني أن يعملوا جاهدين لجمع صوره وتوثيقها.



#وكزيز_موحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد عبد الحكيم المسكيني. الورقة الاولى
- من يخاف المعتقلين و المعتقلات؟
- نداء قبل حين الشهادة
- حركة 20 فبراير، مجلس الدعم ، الافاق
- السجن بالمغرب : قلعة للنضال
- تماسيح المراحل الثلاث، من التاريخ السياسي المعاصر بالمغرب
- أخبار المعتقليين السياسيين بالمغرب - سجن مكناس نمودجا.
- نضالات البحارة العرائش بالمغرب الاقصى
- حركة 20 فبراير بين تقرير المصير والارتباك. المغرب


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وكزيز موحى - البحث عن الشهيد عبد الحكيم المسكيني. الورقة الثانية