أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مصطفى العاقولي - جانب صغير ...من كفاح كبير















المزيد.....



جانب صغير ...من كفاح كبير


مصطفى العاقولي

الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 17:23
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


*ارتأيت لعمل المحاضره المدرجه ادناه لتسليط الضوء على جزء صغير لابل مايكروني من نضال وكفاح حزبنا منذ تأسيسه ولابد من تكمله مسيره الحزب النضاليه لاحقا......
قبل وبعد تأسيس الدولة العراقية في عام 1921 , عارض كثير من فئات شعبنا الاحتلال البريطاني، وكان لثورة العشرين تأثيراً كبيراً على مسار الحياة السياسية العراقية. وبرغم مجيء ملك حجازي للتهدئه الا أن شعبنا قال كلمته من خلال موقفه الرافض للاحتلال ومقاومته له , واصبحت الفئات الوطنية والمثقفة من أبناء شعبنا خلال هذه الفترة تلعب دورا متميزا في توعية الناس البسطاء وتوضيح دور المحتل وأساليبه الخبيثة في بث روح الفرقة بين أبناء شعبنا العراقي، وقد نجح في بعضها والدليل على هذا الرفض , حدوث الكثير من الانتفاضات في المدن والارياف .
وقد كانت اتفاقية 1930 الاسترقاقية التي كانت شرارة أنتفض فيها شعبنا من أجل انهاء الاحتلال البريطاني والنضال ضد عملائه والموالين له من النظام الملكي . ونتيجة لهذه الاوضاع التي سادت البلاد وأوضاع شعبنا الاقتصادية وتدهورها خاصة بعد اندلاع الازمة الاقتصادية العالمية في عام 1929والتي تأثر بها العراق نظراً لكونه أحد مستعمرات المملكة البريطانية العظمى., ونتيجة لهذه الظروف الموضوعية تأسست لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار نهاية أذارعام 1934 والتي اتخذت في تموزعام 1935 اسم الحزب الشيوعي العراقي , والذي وضع الاسس العامة في النضال الوطني والطبقي ضد أعداء شعبنا العراقي من المحتلين والبرجوازيه الكومبرادورية الموالية للمحتل وكذلك ضد الجور والاعتقال والقتل والاهمال الذي عانى منها ابناء شعبنا طيلة وجود الحكم الملكي الذي كان يسير بنهج المحتل ومخططاته المعروفة .
واستنادا الى العرض الموضح اعلاه يمكن الاستنتاج بأن الحزب الشيوعي العراقي تأسس في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية، و جاء تعبيرا حقيقيا عن ارادة الفئات المسحوقة من العمال والكادحين من أبناء شعبنا. ويعود للحزب التأثير الكبير في تطوير وتوعية أبناء وبنات شعبنا , فقد سانده الالاف من مختلف شرائح وطبقات وفئات المجتمع العراقي. كما واصل الحزب نضاله مستخدما مختلف الاساليب ضد اعدائه الطبقين والمحتلين البريطانين و أعوانهم ورجالهم الذين خدموا المحتل وساندوه في أصدار القوانين والقرارات والمعاهدات والاتفاقات ومنها معاهدة 1930 الاسترقاقية.
وشهدت هذه الفترة ظهور العديد من الاحزاب والقوى الوطنية والديمقراطية التي كانت تنادي بخروج المحتل، ولوحظ اندلاع العديد من الهبات والانتفاضات الشعبية التي كان لها صداها الكبير والمحفز في وسط الشارع العراقي. وقد لعبت صحافة المعارضة ومنها صحافة الحزب الشيوعي العراقي دورا مهما في التأثير على المجتمع وعيا وأدراكا وتنويرا أضافة الى دور المثقفين الشييوعين في التأثير بشكل مباشر وغير المباشر من خلال الشعر والقصيدة والقصة والمقالة ... الخ.
وقد حمل النظام الذي ساد خلال هذه الفترة المسوؤلية التاريخية في استعماله للعنف أزاء معارضية ومنها ما قام به اثناء أنتفاضة عام 1948 التي راح ضحيتها بعض الطلاب بين شهيد وجريح , أضافة الى أعتقال اعدادا كبيرة, وأعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي في شباط 1949 لانهم كانوا يعارضون النظام ويحملون أفكارا للتغير. لهذا يمكن القول انه كان لاساليب النظام الملكي وممارساته القمعية والتعسفية في الاربعينات والخمسينات من القرن العشرين تداعيات صعبة واثار سلبية على أبناء شعبنا العراقي وبالذات الخسارة التي مني بها الحزب الشيوعي العراقي, عندما تم اعدام قادته الاماجد: فهد وحازم وصارم.
وبغض النظر عن ما يقال بشأن النظام الملكي فان التجربة الملموسة تشير الى انه لم يعط أية ديمقراطية سياسية حقيقة , بل وضع كل السلطة بيد نظام وزاري دكتاتوري وبرلمان كارتوني بل حتى هذا البرلمان عُطل وحُل في عام 1954 في دورته الرابعة عشر أثر فوز 11 نائبا من المعارضة من مجموع 135 نائباً. وخلال هذه الفترة جرى اصدار قوانين تمنع نشاط الحزب الشيوعي العراقي والاحزاب الديمقراطية والقومية، كما قامت الحكومة بأسقاط الجنسية عن كثير من المناضلين المعروفين، في حين كان سجن (نقرة السلمان ) الصحراوي ينتظر الكثير من المناضلين الذين يطالبون بالديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والمشاركة السياسية , هذا اضافة الى اكتظاظ السجون في كل من الكوت وبعقوبة وبغداد وغيرها بالمئات منهم . ورافق ذلك كله اقدام السلطات الحكومية على اتخاذ الكثير من الاجراءات التعسفية كسياسة الابعاد والمراقبة وغيرها, وهي اجراءات وممارسات كان هدفها الاساسي اسكات أي صوت معارض لممارساتها القمعية واجراءاتها التعسفية .
وبمقابل ذلك شهدت تلك الفترة تفاقم صعوبات الحياة المعيشية لقطاعات واسعة من السكان وخاصة العمال منهم لهذا شهدت البلاد اندلاع الكثير من الاضرابات ومنها , اضرابات العمال في قطاع النفط في كاورباغي و معامل الشالجية والسكك , من أجل نيل حقوقهم و تحسين ظروفهم المعيشية وفي مقدمتها زيادة الرواتب. ورغم استجابة السلطات الحكومية للبعض من تلك المطالب الا انها لم تستجب للكثير منها ، الامر الذي دفع العمال لمواصلة النضال البطولي حتى تحقيق مطالبهم العادلة. وقد ارتبط هذا النضال الطبقي مع النضال الوطني لطرد المحتل، واسترجاع حقوق الشعب العراقي، واقامة حكومة وطنية تستند الى ارادة شعبنا وقيمه في الحياة الحرة الكريمة والاستقلال الوطني الناجز . وقد عانت الجماهير الكادحة من ظروف الحياة الاقتصادية الصعبة لارتفاع الاسعار وقلة المواد الغذائية خاصة أبان الحرب العالمية الثانية . وقد حدد الحزب الشيوعي العراقي في وثائقه البرنامجية سمات الاقتصاد العراقي قبل ثورة تموز (ورث العراق اقتصادا شديد التخلف , وحيد الجانب , مشوه التركيب نتيجة السيطرة الاستعمارية طويلة الامد والنهب الامبريالي لثرواته الوطنية وتبعيته للسوق الرأسمالي العالمية وادائه لوظيفة متخلفة غير متكافئة في اطار التقسيم الدولي للعمل باعتباره مصدرا للنفط وبعض المواد الاولية ومستوردا للسلع المصنعة ونتيجة لسيادة العلاقات الانتاجية شبه الاقطاعية في الزراعة وتخلف القوى المنتجة المادية والبشرية ) .
ولقد عانى الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية من الاضطهاد والاعتقال والتنكيل وزج بأعداد كبيرة من المواطنين من شيوعيين ومستقلين وقوميين في السجون , اضافة الى الفصل من العمل والكليات والمدارس الثانوية والابعاد القسري، داخل البلاد وخارجها ، وغير ذلك من الممارسات غير ألانسانية .
وتمخض عن تلك الممارسات التعسفية استشهاد العشرات من المواطنين ومن ذوي مهن مختلفة, عمال وموظفين وطلاب وغيرهم. ففي أنتفاضة كانون الثاني 1948 أستشهد 5 من طلبة الكليات والمعاهد الذين سقطوا في نهر دجلة أثناء معركة الجسر أضافة الى المواطنين الذين أستشهدوا في المحافظات الاخرى, كما أستشهد في انتفاضة 23 تشرين الثاني 1952 عدد من الطلبة اضافة الى سقوط جرحى باعداد كبيرة، وكان من ضمن الشهداء النقابي المعروف (طلعت لازار) وهو من نقابي شركة نفط البصرة .
انعقد الكونفرس الاول للحزب في العاصمة بغداد وذلك في شباط 1944 وشاركت به أغلب المنظمات الحزبيةعدا منظمتين لم تتمكنا من المشاركة. أقر الكونفرس ميثاق الحزب الوطني , وتمخضت عنه مجموعة مطالب واهم البنود التي وضعها الرفيق فهد (يوسف سلمان يوسف ) هي: ( نناضل من أجل سيادتنا الوطنية لنجعل قطرنا حقيقة لا لفظا. ونناضل من أجل حكومة تعمل لمصلحة الشعب وجهاز حكومي ديمقراطي ... الخ، أضافة الى مطالب أقتصادية وضد الاحتلال وغيرها ) ,وصاغ الاهداف الاساسية للثورة الوطنية الديمقراطية


وقد أشار مؤسس الحزب (فهد ) ,الذي كان له الدور الاساسي بعد رجوعه من الخارج ,لاشكال الكفاح السياسي وتهيئة الشعب لخوض غمار النضال بأشكاله البسيطة والعالية وأشار الى (تقديم العرائض الاحتجاجية والاجتماعات العامة والمظاهرات والانتفاضات الوطنية , وهذه الاشكال ترتبط بعضها ببعض وتفعيل الاجتماعات والاضرابات وتنظيم الدفاع عن الجماهير ), كما اوضح السكرتير العام أفق العمل والنضال اللاحق من خلال مانص عليه ( الميثاق الوطني ) الذي صادق عليه الكونفرس الاول في شباط 1944 والذي جاء تحت شعار ( وطن حر وشعب سعيد ) وفيه كثير من الفقرات المهمة عن تاريخ العراق المعاصر . وورد في مؤلف السكرتير العام (كراس قضيتنا الوطنية ) والذي أصبح أساساً للنضال السياسي للفترة اللاحقة .

( الاستقلال والسيادة الوطنية , حكومة تعمل من مصلحة البلاد وجهاز حكومة ديمقراطي , حل مشكلة التموين , تنمية أقتصادنا, رفع الانتاج الزراعي , أيقاف أستغلال الفلاحين والملاكين الصغار , والنضال من أجل الدفاع عن مصالح العمال السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية , التعليم والمرأة وحقوق الشعب الكردي , والتعاون بين شعوب البلاد العربية والنضال ضد الاحتلال والاستعمار والامبريالية العالمية ... الخ ) .



. وعلى ضوء هذا التطور الذي لم يرح السلطات الحاكمة , اقدمت على اعتقال قادة القوى الوطنية والديمقراطية وفي مقدمتهم قادة الحزب الشيوعي العراقي في عام1948 وأعدامهم في سنة 1949 , والذي لم يشفع لهم التضامن العالمي والعراقي والعربي.
ان اعدام قادة الحزب وتواصل حملة الاعتقالات المتكررة للكوادر الحزبية أثر على الحزب مرة أخرى خاصة خلال فترة السنوات الخمس التي تلت اعدام قادة الحزب: فهد وحازم وصارم , والتي ظهر فيها أكثر من مركز تنظيمي وتشظي التنظيم ثم كان الانشقاق الذي حصل داخل السجن والذي أثر بدوره بشكل فعال على مجمل عمل التنظيم الحزبي داخل السجن وخارجه .
ابرز عناصر سياسة الحزب في هاتين المرحلتين؟ انها عديدة ولكن من ابرزها ما يلي:
ترسيخ وتعزيز التنظيم الحزبي في مرافق الحياة المختلفة , برغم سرية التنظيم , والعمل على تطوير أعضاء الحزب نظريا وتعليمهم أسس المبادئ العامة للنظرية الماركيسية اللينينة , واعتماد المركزية الديمقراطية والقيادة الجماعية .
1- كسب العمال والكسبة والفقراءالى الحزب وانتشار نشاطه بين الطلبة والمثقفين الذين لعبوا دورا متميزا في أغلب الانتفاضات والاضرابات .وكذلك توسيع العمل بين الفلاحين في القرى والارياف .
2- العمل على قيام وحدة وطنية والتعاون مع القوى الوطنية والديمقراطية ضد الاحلاف والمعاهدات التي تضر بمصالح شعبنا العراقي .
3- تأسيس الجمعيات والنقابات والاتحادات والتي كان لها دورامهما في تحريك الشارع العراقي في أغلب الفعاليات والنشاطات .
4- العمل على القيام بالاضرابات والتظاهرات في المؤسسات الكبيرة والاساسية لكسب الشارع وزج الجماهير الشعبيه بالنضال للوقوف بوجهه الاحتلال البريطاني والتأثير على الحكومة الملكية في تشكيل حكومة وطنية .
5- بناء حزب قوي موحد يعتمد على العمال والشغيلة والمثقفين, ونبذ كل أشكال الهيمنة والتكتل والانحراف .
6- بناء الحزب على اسس اممية تسعى الى مصالح الشعب بالدرجة الاولى بغض النظر عن الانتماء القومي والديني والمذهبي والموقع الاقتصادي... الخ , وتحقيق المواطنة كأساس للانسان العراقي , وتحقيق العدالة والمساواة بين الجميع ,هذه هي أهداف الحزب التي جاء بعضها في البرنامج الذي أقره المؤتمر الاول للحزب 1945 .
7- أعتمد الحزب على النضال السلمي من خلال كتابة العرائض والاضرابات وتوج بعضها بالانتفاضات.
8- توسيع وتطوير قواعده في المؤسسة العسكرية وخاصة بين الضباط .
(برغم من كون المؤسسة العسكرية كانت لحماية الطبقة الحاكمة فأنها جزء حيوي من فئات الشعب العراقي ولديهم أفكارهم الخاصة وطموحاتهم ) , وقد عمل الحزب على كسب بعض الجنود والمراتب منذ عام 1936 وهم كما يثقف الحزب , أداة للنضال وليس للقمع ويجب تعبئتهم من أجل التحرر والاستقلال , ولهذا عمل الرفيق فهد من أجل تقريب هذه الفئات والتي ممكن أن تلعب دورا حاسماً مع القوى الوطنية والقومية .
ولم تشير وثائق الكونفرس الاول 1944للكفاح المسلح , حيث أفتتح الرفيق الخالد فهد( يوسف سلمان يوسف ) الكونفرس بتقرير عن الوضع السياسي ( قضيتنا الوطنية ) ومما ذكر فيه (أن الشعوب في العالم لم تعد ترضى لنفسها الاستمرار على العيش وفق النسق القديم ) . او وثائق المؤتمر الاول للحزب 1945 والتي قادها الرفيق الخالد ذاته على الوقوف بوجهة السلطة من قبل الحزب بقوة السلاح ولم يشرهذين الاجتماعيين الى ما يوحي لذلك كما لم يشر الرفيق فهد في ( حزب شيوعي لا اشتراكية ديمقراطية او في مستلزمات كفاحنا الوطني) مايستدعي الى ذلك ( أن النضال ضد الاستعمار يستلزم أن تكون لدى المنظمات المجاهدة نظرية وطنية علمية واضحة , نظرية لا تنفصل عنها) .

لقد قام الحزب الشيوعي بعدة فعاليات من أجل أسقاط المعاهدات ومنها معاهدة بورتسموث التي عقدت في 1948 وعمل الحزب من أجل أستقلالنا السياسي والاقتصادي ... الخ وفي (حقل الدفاع الوطني) هناك اشارة الى ما يلي: ( يدعو ويعمل الحزب لتقوية جيشنا الوطني وجعله جيشا عصريا وعلى أستعداد أبدا للدفاع عن حياض الوطن وعن كرامة الشعب وسيادته الوطنية...)
وبعد أعتقال قادة الحزب عام 1948 ومحاكمتهم وأعدامهم فيما بعد في 14 شباط 1949 , تسلم أعضاء في قيادة الحزب المسوؤلية ومنهم ساسون دلال في كانون الاول عام 1948 مع (رفيق جالاك وصبري عبد الكريم ) والذي أنتهج سياسة جديدة , وهي مجابهة السلطة الحاكمة .

ففي يوم 19 كانون الثاني 1949رفع رفاق الحزب شعار التظاهر والوقوف بوجهة السلطة الحاكمة بعد أن زودهم قيادة الحزب بتعليمات خاصة لاعداد عصي بمواصفات خاصة والدخول مع البوليس في مصادمات عنيفة , وقد أشتبك المتظاهرون فعلا مع البوليس و فاجأوهم بأستخدام العصي ..., وفي نشرة حزبية داخلية اعتبرت المظاهرة ( حجرأ اساسيا لوثبة ظافرة فاصلة هي مثال على تحول التراجع المنظم بصورة حاسمة الى هجوم منظم .. وكذلك مناوشة العدو وتقوية معنوية الجماهير الواسعة ورفع معنوية الحركة بوجهه عام , وتحطيم العدو الجامد في تكتيكه وحركاته الموتوره للغاية). أن هذا الموقف جاء كرد من قيادة الحزب على أعدام رفاقه القياديين وفورة من الغضب ضد هذه السياسة الرعناء ولهذا أراد الحزب أن يعيد هيبته وسط الجماهير وأبناء شعبنا وليعلن أن الحزب ماض في طريق الدعوة للتحرر برغم هذه الاعدامات لقيادته .
وجاء تعقيبا على المظاهرات: ( أن شعارنا لا رحمة بالعدو , ارادها حرب ابادة فلتكن حرب ابادة , ان الطبقة الحاكمة في أشد درجات الانهيار والتزعزع و لاتريد طبعا بدون مجزرة دموية لكننا لا نخاف المجازر , ان أيام الوثبة قد عادت الى بغداد , عاشت وثبتنا الجديدة )

ولكن في مناطق ريف العمارة واربيل حدثت كثير من المعارك وخاصة مع عشائرال زيرج في معركة(ام كعيدة ) والتي أشترك فيها الالاف من الفلاحين ودارت معركة قتل فيها العديد من الفلاحين وسجن بعضهم واحرقت بيوتهم , وهذه المعارك ليس معارك عشائرية صرفه بل كانت ضد الاقطاعيين والمتنفذين أعوان الحكومة , وفي معركة اخرى قادها الشيوعيون وشملت دشت اربيل وكوسنجق حتى قلعة دزه ورانية وبتوين ادت الى اعتقال البوليس العديد من الفلاحين. لقد قام الشيوعيون بحمل السلاح بوجه الاغوات برغم انتقاد الحزب لهذا التصرف , حيث اكد على الدور السياسي وعدم نسيانه وليس انصراف قادة الحركة الى العمل العسكري فقط .
لقد شكل الحزب في بداية الخمسينات منظمات عديدة منها رابطة المرأة واتحاد الشبيبة وحركة العمال النقابية وحركة السلام العراقية وقبلها كان أتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية , هذه المنظات لعبت دورا متميزا في الشارع العراقي وشكلت حركات ثورية داعمة وأضافة دورا نضاليا من أجل التحرر من الاحتلال والاستقلال الوطني ومن أجل أطلاق الحريات والنضال لأجل حقوقهم المشروعة .
في 23 من تشرين الثاني عام 1952 قامت انتفاضة تشرين ورفعت شعار (أسقاط النظام الملكي واقامة الجمهورية) وتجمعت أعداد كبيرة من الطلبة والعمال والكسبة ومن مختلف شرائح المجتمع العراقي في العاصمة بغداد , ولكن دخول الجيش بدباباته لقمع الانتفاضة منع أستمرارها وتم أيقافها , حيث صدرت الاحكام العرفية والتي منعت التظاهر والتجمعات . وقد أصدر الحزب الشيوعي العراقي بيانا يناشد فيها الجيش للوقوف الى جانب مطاليب الجماهير , وأخيرا قمعت الانتفاضة .
ومن دروس الانتفاضة الوقوف بوجهة أساليب السلطة الرجعية و تطوير أساليب النضال والعمل على كسب القوات المسلحة وتطوير التنظيم الحزبي والسياسي بينهم .
ربما أحد يتسائل لماذا العنف اوالقوة وشعار المجابهة و الكفاح المسلح , وهل كان من أجل التغير أم من أجل أستلام السلطة , ثم لماذا وجود تنظيم للحزب في الجيش العراقي وخاصة منذ منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي وتم فيه كسب المئات من الجنود وضباط الصف و الضباط . ومهما كان الامر في نهج التغير , فأن الحزب الشيوعي ذو نظرية ماركيسية وحزب ثوري ويحمل أفكار ثورية و يريد العدالة ويعمل على حرية المواطن , ويعمل من أجل أرجاع الحقوق لابناء شعبنا التي سلبها النظام الملكي الرجعي وعملائه و عليه أن يلعب دورأ رئيسيأ في المجتمع من خلال تنظيم أرقى أشكال النضال , الانتفاضة أو الكفاح المسلح أو الثورة المسلحة.
واستنادا الى التطورات في الاوضاع الداخلية والعربية والعالمية درست قيادة الحزب " معركتنا القادمة " وتوصلت الى ان السياسة الغالبة هي سياسة سلمية دون أن يستبعد امكانية العنف ودون أن يمس الجوهر الثوري في هذا النضال وأن يأخذ هذا النضال شكل انتفاضة شعبية . وجاء في قرار اللجنة المركزية ان هذا النضال: (.. يمكن أن يكون ذا طابع سلمي قائم في الاساس على تعبئة القوى الوطنية في جبهة واسعة والضغط بها على نحو مركز وبأشكال مختلفة مؤثرة .. ولا يمنع أن يكون .. طابع هذا النضال سلميا أيضا اذا ما أتخذ في ظرف معين شكل وثبة شعبية – هي من مفاخر الشعب العراقي وتقاليده الثورية المجيدة ) .
كما ورد في الصفحة الرابعة من التقرير ما يلي: ( نحن الشيوعيين العراقيين لا رغبة لنا بالعنف وسلوك سبيل القوة وانما نسعى الى تحقيق اهداف حركتنا التحررية بأيسر السبل واقل التضحيات . الا أننا لن نتردد في مواجهة العنف بمثله في غمرة الحركة الشعبية اذا ما أصر المستعمرون وعملاؤهم على تزيف أو قمع أرادة الشعب ).
و جاء في التقرير ايضا:( ان مسألة العنف هي بالنسبة لنا مسألة يقررها سلوك الخصم عندما لا يريد أن ينزل الى أرادة الشعب ) . وللاسف الشديد لم يعمل الحزب بموقف صلب تجاه السلطة الحاكمة التي وضعت 70% من كوادر وقادة الحزب في السجون والمعتقلات .
ويذكر كتاب (سيرة مناضل) الى ان الانتفاضة ( نبهت حزبنا أكثر من السابق الى ضرورة تطوير أساليب مساندة للحركة التحررية العربية, خصوصا في حالة تبنيها للكفاح المسلح , وكان من نتيجة ذلك أن تأسست وحدات صغيرة للمقاومة الشعبية أواخر عام 1956 ساعدت أعمالها رغم ضيق نطاقها على تخفيف الضغط الاستعماري الذي تعرضت له سوريا , عقب فشل العدوان الثلاثي على مصر , أن أنتفاضة 1956 كما وردت في أحد بيانات الحزب هي التمرين الاخير لثورتنا الكبرى ثورة 1958) .
وفي اعقاب انتفاضة الحي الشجاعة اعدمت السلطة القادة الثوريين وهما علي الشيخ حمود وعطا مهدي الدباس , اصدر الحزب بيانا قال فيه: ( انهضوا دعما لجماهير الحي الشجاعة في انتفاضتها المسلحة ) ودعا فيها الجماهير الى العمل لاسناد المدينة المناضلة والدفاع عن ابنائها.
وقد تميزت أنتفاضة الحي بـ ( تنوع اساليب الكفاح كثيرا وتدرجت من المذكرات والاضرابات حتى المناوشات المسلحة )
كما ونبهت الانتفاضة الحزب والحركة الوطنية العراقية الى رفع مستوى كفاحها بوجه الطغمة الحاكمة الى تطوير مستوى المجابهة بالعنف والقوة , وكان ذلك يحتاج الى تطوير الاسلوب الامثل لحزب ثوري يسعى الى أستلام السلطة وتعزيز دور الجماهير ومن أجل بناء الاشتراكية والعدالة الاجتماعية .
اتسم اسلوب الحكم الملكي بالطغيان حيث أستعمل القوة ضد الجماهير عامة وضد الاحزاب والقوى الوطنية والديمقراطية . وكان تأثير الاوضاع الداخلية والخارجية واضحاً وكبيراًعلى الحزب ,لذا أقر الكونفرس الثاني الاسلوب العنفي ضد السلطة (ففي أيلول 1956 أقر الكونفرس الثاني قرارا بتبني الكفاح المسلح في سبيل التحرر من النظام الدكتاتوري الملكي .. ). بعد التأثر بأنتفاضة تشرين الثاني في مصر وقمع السلطة أو الحكومة المصرية لها بالقوة , أضطر واقع الحياة أن يغير الحزب الشيوعي خطة الكفاح باللجوء الى العنف لاسقاط السلطة الملكية في العراق .ويعني ذلك أن الحزب أضطر الى العمل بهذا الاسلوب تماشيا مع أسلوب السلطة , وهذا ليس خافيا علينا جميعا حتى يومنا هذا , لان الحزب الشيوعي العراقي كان أسلوبه النضالي هو الاسلوب السلمي , الا في الفترات التي مورست فيها ضده أساليب وحشيه كانت ساعيه لتدمير الحزب وكيانه السياسي .

ويؤكد تقرير اللجنة المركزية المقدم الى المؤتمر الرابع للحزب في 10 – 15 تشرين الثاني 1985 بأن الحزب ليس أول مرة يلجأ الى الكفاح المسلح ( ... فقد سبق ان تبنى الحزب موضوعة استخدام العنف الثوري لاسقاط النظام الملكي العميل في اعقاب انتفاضة 1956 اثر لجوء النظام الى العنف الدموي لمواجهة المظاهرات الجماهيرية التي اندلعت تأيداً لمصر ضد العدوان الثلاثي ) شهدت الفترة بين عامي 1957 و 1958 نشاطات وارهاصات ثورية وشملت أوساط عديدة من أبناء الشعب العراقي وهي مقتنعة بضرورة احداث تغير في السلطة الحاكمة والعمل من أجل اقامة حكومة وطنية .كما شهد أنبثاق التنظيم الموحد لحركة الضباط الاحرار , وزاد الحماس الثوري بين صفوف القوات المسلحة , مع تطور في الفعاليات للاحزاب والقوى الاخرى .
(وففي الريف قام 300 فلاح في الدغارة والرميثة برفع السلاح بوجهه السلطة مطالبين بتطبق مرسوم المناصفة وتجمعوا براياتهم وسلاحهم واهازيجهم , وكان مقدرا لهذه الانتفاضة أن تتوسع وتجر مناطق فلاحية أخرى وبعض المدن مثل ( الديوانية والحله ) مع وجود امكانية أن يتدخل الجيش ( الفرقة الاولى ) لمساندتهم) ...واصدر الحزب بيانا في 3/6/1958 ساند فيه انتفاضة الفلاحين وحث الشعب على مساندتها .
كان دور الحزب كبيرا في أغلب مناطق العراق من خلال منظماته الواسعة وخاصة في ريف الجنوب وتحرك الفلاحين ضد الملاكيين والاقطاعيين والمستغلين الذين يسيطروا على أراضي واسعة , والذين أستغلو الفلاحين الفقراء المعدمين .
وبالفعل وصل عدد الفلاحين المسلحين الى 700 فلاح أقسموا على مواصلة النضال حتى تحقيق مطاليبهم . وقد نالت الانتفاضة التضامن من قبل فلاحي الشامية والفيصيلية والحمزة والقاسم والمدحتية والمحاويل ومن مناطق أخرى , وكان دور الحزب بتنظيماته الواسعة في الريف متميزا وبطوليا .
(ورفع فلاحو أل خليفة في العمارة السلاح يوم 29 /5/1958 وكان عددهم حوالي 350 فلاحا ًوالذي أدى الى هروب مالكي الاراضي هلعا الى المدينة مستنجدين بالسلطة) .
(لقد تعاظم نشاط الحزب الشيوعي العراقي بين الفلاحين وتغلغلت شعارات الجمعيات الفلاحية السرية التي شكلها في أعماق الريف في عام 1957 مما أدى الى قيام نضالات جماعية فلاحية لتحقيق أهداف الحركة الفلاحية) ... وكتبت جريدة (صوت الفرات) واصفة تحول الحركة الفلاحية الى قوة ثورية قادرة على المساهمة في اكتساح الحكم العميل وتغيره .
أما أخر توجيه اصدرته اللجنة المركزية الى التنظيم فكان يوم 12 تموز 1958 جاء فيه: ( نظراً للاوضاع السياسية الداخلية والعربية ووجود احتمالات تطورها بين أونة واخرى وبغية ضمان وحدة النشاط السياسي لمنظاتنا الحزبية في الظروف الطارئة والمعقدة نرى من الضروري التأكيد في الوقت الحاضر على شعارتنا الاساسية:
1- الخروج من حلف بغداد والاتفاقية الثنائية مع بريطانيا والوقوف ضد مبدا أيزنهاور.
2- اطلاق الحريات الديمقراطية لجماهير الشعب ( حرية التنظيم الحزبي وحرية النشر والاجتماع ) .. الخ .
3- اتخاذ تدابير فعالة لحماية ثروتنا الوطنية .. الخ
4- قيام حكومة تنتهج سياسة وطنية وعربية مستقلة تدعم نضال الشعب اللبناني وسائر الشعوب العربية وتخدم السلم .... الخ.

وأكد التوجيه على (العمل بحزم وامانة تامة لسياسة الحزب واعتبار واجبنا الاساسي في كل الظروف هو تعبئة اوسع الجماهير الشعبية ولفها حول الشعارات الصائبة في اللحظة المعينة وحول الشعارات الكبرى لحركتنا الوطنية الديمقراطية) .
(تنبه الحزب الشيوعي العراقي الى اهمية تنظيم الجيش فقد أشارت جميع الوثائق الحزبية، منذ الكونفرس الثاني عام 1956، الى الدور الذي ستلعبه القوى الوطنية في الجيش في معركة تحرير الشعب، وقدرت تقديرا صائبا نضوج عوامل الانتفاض الثوري معتبرة الانتفاضة الشعبية 1956 و1957 بمثابة التمرين الاخير لثورتنا الوطنية ). ولهذا وبحسب المصدر السابق (كان الانقلاب المسلح الذي تحول الى ثورة وطنية واكتسسبت صفة شعبية, شارك الضباط والجنود في ثورة 14 تموز بفعالية عالية وأشتركت الجماهير وبتحريض من منظمات الحزب الشيوعي العراقي على دعم الثورة واعتقال الضباط المتمردين وخاصة في الديوانية وكركوك وغيرها , واعطى المساندة اللا شرطية للحكومة الوطنية ورفع شعار صيانة الجمهورية ) .

المصادر:
1- - عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ج1 وج2 وج3 . للكاتب عزيز سباهي
2- - مسيرة مناضل ج1 وج2 للسيدة ثمينة ناجي .
3- - من حوار المفاهيم الى حوار الدم د. علي كريم سعيد.
4- - الحركة الشيوعية في العراق , صلاح الخرسان.
5- - شهداء الحزب الشيوعي العراقي شهداء الوطن 1934 -1963 .
6- - الاختيار المتجدد د رحيم عجينه .



#مصطفى_العاقولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدويه مخدره...في أيادي مستهتره
- شخصيات مهمشه


المزيد.....




- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مصطفى العاقولي - جانب صغير ...من كفاح كبير