أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد الله بيرداحا - بقايا صور : عن انتفاضة الدار البيضاء 20 يونيو 1981














المزيد.....

بقايا صور : عن انتفاضة الدار البيضاء 20 يونيو 1981


عبد الله بيرداحا

الحوار المتمدن-العدد: 4129 - 2013 / 6 / 20 - 03:39
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


اشهد يا حزيران في يومك العشرين في مثل هذا اليوم أظنه كان الجمعة 19 يونيو1981 كان الصباح مشمسا كنا بدرب عمر نسمع كلمة الكنفدرالية للشغل حول الزيادات في غلاء المعيشة وكان اعلان الاضراب العام كشكل احتجاجي بمقاطعة السلع يتضمن دعوة لإقفال الحوانيت والدكاكين والمتاجر وعدم شراء أية سلعة من السلع حتى تتراجع الدولة عن قرارها في الزيادة الغير المبررة في المواد الأساسية كشكل من المقاومة المدنية في مواجهة العنف الاقتصادي الذي تمارسه دولة نظامها عميل لجهات خارجية لم يستقل بعد من التبعية ، بل لأكون دقيقا جدا عمل جاهدا من أجل إفشال كل مبادرات الاستقلال التام ترابيا واقتصاديا وسياسيا، نظام أدخل البلاد في نفق مظلم منذ اتفاقية اكس الليبان ، كل الدول تحررت بعد مقاومة شرسة ضد الاستعمار إلا بلادنا فإنها كانت تردد أغاني وطنية جوفاء لاقيمة لها عن نصر إلاهي تمثل في عودة السلطان وترقيته من سلطان إلى ملك لنظام جديد بقوانين ووزارات لاتوجد بينها وزارة الاقتصاد وهذا له دلالة واحدة أن الاقتصاد بقي في يد من صنع المغرب الحديث ،
على كل حال كان قرار الاضراب العام قرارا شجاعا لايمكن التراجع عنه ، عارضته مركزية البيروقراطي العميل المحجوب بن الصديق وصمتت عنه نقابة حزب الاستقلال ...
استيقظنا صباح اليوم التالي السبت20 يونيو 1981على صوت امرأة تسكن قرب منزلنا بسيدي البرنوصي كانت المرأة تواجه قائد المقاطعة ومعه لمخازنية ولمقدم والشيخ ادكر اسمه كان مثيرا -كرامان -كانوا يحاولون ارغامها على فتح دكانها وكان زوجها واقفا لكن الزوجة هي التي كانت تواجه رجال السلطة وفجأة صفعها القائد واسقطها أرضا لم نتمالك أنفسنا ولم نستطع ضبط أعصابنا ، فالمرأة لها احترام وحضوة في نفوسنا نحن الشباب وكانت المواجهة الشرارة بسيدي البرنوصي
حقيقة لم تكن بسيدي البرنوصي الا مقهى بوعزة ومقهى السينيما السلام ، ولكن كانت تنشط فيه جمعيات ثقافية قوية تهتم بالثقافة والمسرح والسينيماوالتشكيل وكانت المنظمات السرية وكانت الاحزاب المخزنية وكانت الرياضة فرق قوية في هذا الحي الذي قال عنه الحسن الثاني انه لايعرف حتى القاضي بوشاشية في لكنة احتقارية لكنه لم يكن يعرف البرنوصي جيدا كانت المواجهات بيننا وبين العسكر قوية استعملت فيها جميع انواع الذخيرة من رصاص حي وكانت العمليات تتم متابعتها بالهيليكوبتر والآليات العسكرية وحضرت الدبابات وجاء الجنود مشحونين والدرك يقتلعون ابواب البيوت ويغتصبون ، يسرقون ، يقتلون ، يعتقلون . وكنا نواجههم بالمولوطوف والحجارة من الأعلى والسكاكين والماء الساخن من فوق السطوح
لم يأت الليل حتى كان الكل يضمد جراحه كنت أطوف أنا وأحد الاصدقاء فوق دراجته النارية الشيء الذي اثارني هو التالي ان الجيش تمركز داخل الشركات وحولها وخصوصا شركات تكرير البترول وجنيرال وصوماكا قرب الثانويات والمدارس بنيت خيام العسكر واطلاق المساجين وتجنيدهم في التخريب وسرقة المتاجر واحتلال القناطر ورمي السيارات بالحجارة وتخريب السكة الحديدية واحراق المقاطعات سيناريو اريد من خلاله ايجاد مبرر للجريمة التي اقترفت ضد الشعب الأعزل .
جاء الليل وجاء خطاب الملك مهددا متوعدا في الوقت التي كان البوليس السري والجيش يعتقل المناضلين والاطفال
احتجز في مقاطعة البرنوصي الوحيدة عدد كبير من الأطفال في زنزانة باردة =اعرفها جيدا لأنني مررت منها ذات مرة سنة 1981 في اعتقال تحكمي من المنزل هذه الزنزانة لم أر في حياتي أبرد منها= مات اغلبية الأطفال اختناقا وقتل عدد من أصدقائي وكانت رائحة الدم والحذر واليد على السكين إما أدافع بها عن نفسي ، وإما أقتل بها نفسي.
لا زلت أتذكر وكأن الأمر حدث اليوم ...حقيقة هناك تفاصيل يذكرها رفاق آخرون ولكني قلت ما رأيت رأيت
والدي كان خائفا تلك الليلة حينما عدت لمعت عيناه وكأنه رآني أولد من جديد لأنني خرجت ولم أعد إلا بعد منتصف الليل



#عبد_الله_بيرداحا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد الله بيرداحا - بقايا صور : عن انتفاضة الدار البيضاء 20 يونيو 1981