أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبده جميل اللهبي - سلمان رشدي .......الحقيقة الضائعة0















المزيد.....

سلمان رشدي .......الحقيقة الضائعة0


عبده جميل اللهبي

الحوار المتمدن-العدد: 1182 - 2005 / 4 / 29 - 10:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في شتاء 2004 وصلت الي دمشق لزيارة علمية فوجدت عددا من الزملاء في الجامعة من الكتاب والمثقفين . وقد اصابهم الارتباك والتلعثم والإحراج عند الحديث معي عن رواية سلمان رشدي (الآيات الشيطانية) وعن الحكم الاستهجاني العابر للقارات الذي اصدرة اية الله الخميني بقتل المؤلف مقابل جائزة مالية كبيرة تم رصدها لهذا الغرض .
فكانت ردت الفعل عندهم غير صائبة خصوصا عندما هاجمني احدهم بقولة انت (مرتد وكافر وخارج عن الدين والملة
القضية ليست في تكفيري وزندقتي وخروجي عن الدين والملة.. القضية تكمن في هذة العقلية المحنطة التي لاتقبل بالحوار أو التفاهم مع الآخر .. آصابتني الدهشة فعلا خصوصا وهم ممن يتشدقون بالحوار وقبول الأخر وحريته في التفكير.
فدفعتني هذه المفارقة إلى طرح هذا السؤال :
هل باستطاعة الإنسانية اليوم أن ترقى إلى مستوى لا تعود فيه بحاجة إلى ( بيوت الأوهام والأكاذيب المكلفة ) لتثبيت السلطة أو تغيير الأنظمة أو تبديل الحكام أو إنجاز التحرر والثورة؟
- إن جان جونية هو القائل أنه علينا أن نكذب كي نقول الحقيقة .. بهذا المعنى لا سبيل إلى كشف الحقيقة أحيانا إلا في ( بيت الأوهام ) كما أنه لا سبيل إلى توضيح الواقع إلا في بيت الأكاذيب والأوهام..
- بداية أقول أن سلمان رشدي دافع عن الشعب والحرية في روايته ( أطفال منتصف الليل ) فكان يبدأ دائما بالشرط الإنساني، فالغاية عنده هي الإنسان الحر، الذي يعييش بشريتة ووجوده الصحيح خارج أسوار القمع والجوع والجهل، والإنسان الحر هو غاية كل دين قبل أن تعبث به أصابع الفقهاء وتأويلات وعاظ السلاطين وهكذا هي غايته أيضا في روايته الشهيرة ( الآيات الشيطانية ).
- الإلحاد في الإسلام :
- يعتبر الإلحاد في الإسلام قديما جدا منذ بزوغ فجر الإسلام إلى أيامنا هذه … وقد ظهرت الكثير من الشخصيات الإلحادية منها على سبيل المثال لا الحصر :
أبي العلاء المعري :
إن المعارضة العقلانية النقدية المستنيرة للمقدس في التاريخ العربي الإسلامي فقد أخذت أشكالا كثيرة منها الأبيات المنسوبة إليه وهي كالتالي :

عجبت لكسرى واتباعه وغسل الوجوه ببول البقر
وقيصر لما سوى ساجدا لما صنعته اكف البشر
وعجب اليهود برب يبر بسفك الدماءوسم القتر
وقوم اتوا من اقاصي البلاد لحلق الروؤس ولثم الحجر
ويروى أيضا أن أبي العلاء عارض القرآن بكتاب عنوانه بـ " الفصول والغايات في محاذاة السور والآيات " وقد حفظ الباخرزي مؤرخ الأدب قطعة من كتاب أبي العلاء هذا ، وهي جيدة في صنعها، بحيث لا تدرك السخرية فيها إلا بمشقة وقد قيل لأبي العلاء: ما هذا إلا جيد ، إلا أنه ليس عليه طلاوة القرآن ، فقال : حتى تصقله الألسن في المحاريب أربعمائة سنة وعند ذلك انظروا كيف يكون ….
هذا الهجاء النقدي المرهف المتضمن للإجابة عن تساؤلات لا تحتاج إلى شرح أو تبين أكثر من اللازم فهذا أبي العلاء عرف بمعارضته للدين عموما والمقدس بشكل خاص بين كل الأوساط والفرق..




أبن الراوندي
وهناك رفض أبن الراوندي عقيدة إعجاز القرآن لجهتي النظم والمعني بتأكيده " نجد في كلام أكثم بن صفي أحسن من " إنا أعطيناك الكوثر " وقوله في استنكار النبوة برأيه القائل " إن الأنبياء وقعوا بطلسمات تجذب كما أن المغناطيس يجذب " كذلك يستهزئ بالإنجاز والمعجزات بقوله المعروف والمشهور " إن الملائكة الذين أنزلهم الله تعالى في يوم بدر لنصرة النبي بزعمكم، كانوا مغلولي الشركة قليلي البطشة على كثرة عددهم واجتماع أيديهم وأيدي المسلمين، فلم يقدروا على أن يقتلوا زيادة على سبعين رجلا وقال بعد ذلك : أين كانت الملائكة في يوم أحد لما توارى النبي ما بين القتلى فزعا، وما باله لم ينصروه في ذلك المقام ؟!.

- أبي بكر الرازي :
هو نفسه عارض المقدس المتمثل في عقيدة إعجاز القرآن معارضة نقدية شديدة لاذعة ومتهكمة مستخدما البرهان العقلي والحجة المحسوسة على النحو التالي :
" قد والله تعجبنا من قولكم أن القرآن معجز وهو مملوء من التناقض، وهو أساطير الأولين – وهي خرافات … إنكم تدعون أن المعجزة قائمة موجودة – وهي القرآن – وتقولون " من أنكر ذلك فليأت بمثله " إن أردتم بمثله في الوجوه التي يتفاضل بها الكلام فعلينا أن نأتيكم بألف مثله من كلام البلغاء والفصحاء والشعراء وما هو أطلق منه ألفاظا وأشد اختصارا في المعاني وأبلغ أداء وعبارة وأشكل سجعا .
ومعروف كذلك من أن سليمة اليماني وأبن المقفع وأبن الراوندي والمتنبي وأبي العلاء المعري . . قد عارض القرآن أدبيا كلا على طريقته الخاصة، فأخذت المعارضة عندهم بشكل المحاكاة الفكاهية المساخرة للسجع القرآني كما في الأسجاع التالية التي حفظتها لنا بعض كتب التراث :
( لقد أنعم الله على الحبلى ، أخرج منها نسمة تسعى ، بين صفاق وحشى " والليل الأطمم ، والذنب الأدلم ، والجذع الأزلم ، ما انتهكت أسيد من محرم " و " يا ضفدع نقي كم تفتين : نصفك بالماء ونصفك في الطين : لا الماء تدركين ولا الشارب تميعن ..

- أما أبن المقفع :
فله أقوال مثل استهزائه في الله " أنقلب عليه خلقه الذين هم عمل يديه ودعا كلمته ونفخة روحه فعادوه وسبوه وأسفوه وانشا تعالى يقاتل بعضهم في الأرض ويحترس من بعضهم في السماء بمقاذفه النجوم ويبعث لمقاتلتهم ملائكته وجنوده …

- الحسين بن منصور الحلاج :
شخصية الحلاج هي الشخصية التي يدور عليها المقال وهي من أكثر الشخصيات الإلحادية في الإسلام :
فنجد الحلاج قد عانى من رجال الدين والمقدس ما عاناه وكفر وعلق رأسه على أبواب دمشق ، ومن أقواله :

كفرت بدين الله والكفر واجب لدي وعند المسلمين قبيح

وعندما سئل عن الله أين يكون أجاب مستهزئا : (ما تحت الجبة سوى الله وأشار إلى نفسه ) …
وفي طواسينه يقول مادحا أبليس في حوارية بينه وبين البله : ( قاله له : لم لا تسجد أيها المهين ؟
فقال : أنا محب والمحب مهين ، إنك تقول مهين وأنا قرآن في كتاب مبين ما يجري على ياذا القوة المبين.

- كيف أذل وقد خلقتني من نار وخلقته من طين وهما ضدان لا يتوافقان وإن في الخدمة أقدم ، وفي الفضل أعظم ، وفي العلم أعلم ، وفي العمر أتم.
فقال له الحق ( الاختيار لي لا لك ) قال : الاختيارات كلها لك واختياري لك ، وقد أخترت لي يا بديع ، وقد منعتني عن السجود ، فأنت المنيع وإن أخطأت في المقال ، فلا تهجرني فأنت السميع ، وإن أردت أن أسجد له فأنا المطيع ولا أعرف في العارفين أعرف بك مني …
يقول الدكتور عبد الرحمن بدوي بأن الحلاج كان من الشخصيات القلقة في الإسلام حيث أثارت أفعال وأقوال الحلاج الكثير من التفسيرات مثل : ( أنا الخالق ، أنا الخالق ، و أنا هو الله )..
بهذا استطعنا معرفة الكثير من الشخصيات الإلحادية في الإسلام .وهنا السؤال يطرح نفسه :


- لماذا يدافع أية الله الخميني عن الحلاج في كل ما أبداه ويمتدحه به فيما يهاجم سلمان رشدي ؟
لماذا أصيبت مثل هذه العقلانيات بانفصام في الشخصية والإحباط وعدم الإنصاف في الأمور بعقلانية ووعي تام؟
بهذه المناسبة أريد أن أعرض للقارئ هذه القصيدة التي وجدتها في كتاب اسمه الفناء في الحب لاية الله الخميني
صرت اسير الشامه على شفتيك يا حبيبتي
رأيت في عينيك السقيمتين فاسقمني العشق
تجردت من النفس وقرعت طبول أنا الحق.
فأصبحت كالمنصور ( الحلاج ) حريا بأعلى المشنقة .
افتحي باب الحانة ودعينا نؤمها ليل نهار .
لأني سئمت المسجد والمدرسة .
مزقة جبة الزهد والرياء.
ولبسة جبة الشيخ المدمن للحانة فاستعدت الوعي .
عذبني واعظ المدينة بنصحه .
فطلبت العون من نفس الماجن المبلل بالنبيذ .
دعيني وحدي أذكر وثن المعبد.
أنا الذي أيقظته يد وثن المعبد " ..

إلى أين لجأ الشاعر والفنان الكامن في أعمال أية الله الخميني حين أراد استعادة الوعي وبعد أن ضاق ذرعا بنفاق الجبة ورياء المسجد؟ لماذا كل هذا اللجوء إلى الخمرة والجان والعاهرات والأوثان والمعابد والتمثل بالحسين بن منصور الحلاج ..
أم أنه يجوز للخميني وشعره ما لا يجوز بغيره من الأدباء والشعراء..
إن منهجية التحريم وعقلية التجريم ومنطق التكفير وشرعية القمع لا تنطلق إلا من جماعات متحجرة ومتزمتة وعقليات نصفها هواء والنصف الأخر ماء .
وعلى الرغم من أن رشدي لم يخترع شيئا من عنده أو يختلق أية " وقائع " من خياله بالنسبة إلى حديث الفرانيق فقد أتهمه النقاد العرب الكذب والتشويه والتحريف والتزييف والدس في حين كان الأجدر بهم توجيه هذه الشتائم والاتهامات كلها إلى الطبري وبقية المؤرخين والرواة المسلمين أمثال الزمخشري وغيره..


لماذا لاتتم مراجعة الماضي الاسطوري بشكل علمي ودقيق بدلا من شتم هذا وذاك وتكفير هذا وذاك ايضا ..... اليس واجبا على المسلمين ان يراجعوا تراثهم الملئ بالحزعبلات والاساطير ويمارسون النقد عليه ...اليس هذا هو الاحرى بهم وبفقهائهم بدلا من ممارسة العنف ضد الاخرين ...اليس لزاما عليهم بأن يعودوا الى التاريح فيسألوه .. أأأين موقعهم اليوم من العالم ؟



#عبده_جميل_اللهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في زمن العولمة...ماهو مصير النص الديني؟
- إيسياغولوجية التخلف عند العقل العربي المسلم


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبده جميل اللهبي - سلمان رشدي .......الحقيقة الضائعة0