أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد لخضر - حين يتحول المنهج الجدلي من اداة للدراسة و التحليل إلى وسيلة لتبرير العمالة و الخيانة















المزيد.....

حين يتحول المنهج الجدلي من اداة للدراسة و التحليل إلى وسيلة لتبرير العمالة و الخيانة


جواد لخضر

الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الأيام القليلة الماضية أطلت علينا جمعية أطاك طنجة بمقال عنونته ب :" بين المعسكر الإمبريالي و المعسكر المناهض لها يقف شبيح صغيريسمى معسكر استقلال القرار الدولي" مستهلة إياه بالعبارة التالية : " إن ما يمكن أن نعتبره من حسنات ثورات الشعوب بشمال إفريقيا و منطقة الشرق الأوسط، هو الإصطفافات التي برزت على ساحة الصراع، بحيث أصبح هناك فرز واضح بين أنصار تحرر الشعوب و بين اعداء التحرر" و من باب المبدئية لا بد من الإعتراف أن هذه العبارة بالذات هي عبارة صحيحة تماما ، ذاك ان الثورات التي عمت المنطقة و الحركية التي عقبتها كان لا بد لها ان تخلق حرارة عالية سوف تعمل في مستقل الايام على إزالة كل المساحيق التجميلية و بصورة خاصة تلك التي تتأثر بالحرارة و الرطوبة، و لا أدل على ذلك من التحول المفاجئ ب180 درجة عما كانت تنادي به الجمعية طلية السبع سنوات الأخيرة، أي منذ تأسيسها لحدود ظهور حركة 20 فبراير على الاقل ، هذه الاخيرة التي لعبت الدور الاساسي في "غربلة" الكل، و كشف المتأمرين المقنعين بالماركسية و المنهج الجدلي في التحليل ، إذ سرعان ما خرج الرفاق الأطاكيون بقرار" النضال" خارج حركة 20 فبراير و بالتالي الإنفصال عن الجماهير الغفيرة التي كانت تخرج لتلهب الساحات العامة و تعطي لونا آخر لميادين الصراع غير اللون الباهت الذي كانت تنحشر فيه داخل الجو البارد لساحة الأمم التي ربط معها الرفاق علاقة أشبه ما تكون بالزواج الكاتوليكي، مما ساهم في عزلها (جمعية أطاك طنجة )عن جماهير الشعب التي كانت تلبي كل دعوات حركة 20 فبراير مند ولادتها لحدود الآن و آخرها و ليس آخرها الوقفة التضامنية مع المعتقلين السياسيين ببلادنا ، ذاك الهروب الذي أراد له السادة الظرفاء أن يكون مقنعا بعدة شعارت أهمها كان هو" لن نتواجد في مكان توجد فيه (جماعة العدل و الإحسان) " ولم يتركوا ولو تبريرا واحد لم يقدموه محاولة منهم إقناع طاقاتهم البسيطة في تكوينها النظري و السياسي طالما هم يعلمون اكثر من غيرهم انهم عاجزون عن إقناع اناس تربوا في معمعان النضال الطبقي و خبروا "منطق السياسة المغربية" إن وجد هذا المنطق.
و لأن مرشد جماعة أطاك طنجة سماحة الشيخ حسن ناريداح يهوى الكتابة أكثر من اي فعل آخر، فقد هرع لخلق تذكار علمي عن هذا الهروب إلى الأمام مسميا إياه ب : "بين التذبذب و الإنتهازية ولدت جماعة النهج و الإحسان" في إشارة للتنسيق الذي إنخرط فيه حزب النهج الديمقراطي مع الظلاميين و بصورة خاصة داخل ما عرف وقتئذ ب "لجان دعم حركة 20 فبراير" و كان هذا المقال/الهروب هو الوسيلة الأنجع لتبرير التراجع عن خط الجماهير في عز حاجة الشعب لمناضلين شرفاء يقودون حركته و يوجهونها ، و من هنا نتسائل : هل وجود الظلاميين و اندساسهم داخل حركة الشعب المغربي هو سبب كاف لترك الجمل بما حمل لهم ؟ ألم يكن من الأجذر التواجد بجانب الجماهير و التخندق في خندقها و العمل على كشف طبيعة القوى الظلامية بما يخدم الشعب المغربي و مصيره ؟ و لنترك لمرشد الجماعة ان يجيب بمقتطف من مقاله السالف الذكر :" فمن أجل تجذير الخط الاحتجاجي وتوسيع مجاله في الأوساط الشعبية ذات المصلحة في التغيير، لا بد من نهج تربية متميزة وسط الجماهير الشعبية الكادحة، ولا بد من الاعتماد على شعارات سياسية ثورية واضحة تساعد في تنمية وتقدم وعي الجماهير، والدفع بها لإبراز كفاءاتها وقدراتها، وإعطاءها الثقة في إمكانية تحرير نفسها بنفسها " و لأنه لم يقدم لنا ما نسعى من أجله فلنسائله مرة اخرى ، هل نهج تربية متميزة وسط الجماهير الشعبية الكادحة تكون بممارسة الصراع إلى جانبها أم الهروب للأمام و ترك الساحات فارغة إلا من الظلاميين و بعض المبدئيين و المبدئيات الذين صمدوا و لا زالوا حتى اللحظة خالقين لكم إحراجا حد المرض النفسي و الحقد على الحركة و مناضليها/اتها ؟ هل نهج تربية متميزة يكون في الشوارع و الصدام أم داخل مقر الفدرالية الديمقراطية للشغل بطنجة الذي يحتاج لخارطة طريق للوصول إليه وسط الكم الهائل من البازارات ومحلات بيع الإثواب ؟ ثم هل تنمية و تقدم وعي الجماهير رهين برفع الشعارات السياسية الجوفاء أم بالعمل على تسييد الإستماتة و نكران الذات مما يعطي صورة واضحة لما يجب أن يكون عليه اي مناضل مفترض ؟ و لتبرير هذا العجز و هذه الحقيقة الفاقئة للأعين أبى الرفاق الاطاكيون إلا ان يظهروا بمظهر الثوريين المساندين لثورات الشعوب واضعين أصبعهم على نمودج واحد هو "الثورة السورية" مخصصين لها حيزا كبيرا مما يجود به حبرهم ،و كم كانت المفاجأة كبيرة و لم تكن كبيرة -على الاقل بالنسبة للعارفين بالتاريخ الشخصي و السياسي لأولائك الرفاق - حين بات الكل من داخل الجمعية التي تعلن نفسها مناضلة ضد" الراسمالية المتوحشة" يساند الإمبريالية و الصهيونية و عملائهم في المنطقة الذين تآمروا و يتآمرون على الشعب السورى و مصيره و بالتالي أصبحوا متناغمين مع القوى الظلامية التي حجت من كل فج عميق لتخريب حضارة بعمر التاريخ ، فأي أحمق سيصدق أن انسلاخكم عن حركة 20 فبراير كان بدافع الإبتعاد عن القوى الظلامية و انتم اليوم تدعمون" صمودها الاسطوري " في وجه "بشار الديكتاتور و شبيحته في الداخل و الخارج" ؟
إن الرفاق الأطاكيون لم يقدموا لنا حتى الآن و لو موقف بسيط يبرر إرتمائهم في أحضان الإمبريالية و الصهيونية و إستمتاعهم بالسباحة في مستنقع العمالة و الخيانة فبالأحرى خلق موقف علمي قابل ليكون أرضية للنقاش ، و لكي لا يكون اتهامنا باطلا نورد هنا مقتطفا من المقال الأخير الذي انتجه العقل الأكاطي ببراعة الخونة : " إن ما لم يستطع أشباه اليساريين في مغربنا الحبيب فهمه و استعابه، هو أن الصراع المسلح الدائر في سوريا هو صراع بين الإمبرياليات، عن طريق عملائها في المنطقة ، تحصينا لمصالحها القائمة و بحثا عن أخرى، من جهة، و بين الشعب السوري الرازح تحت نار الرجعيتيتن، من جهة أخرى،" طيب إذا كان الصراع الدائر في سوريا كما تفضلتم بذلك هو صراع بين الإمبرياليات، فأين يا ترى تكمن الثورة المباركة التي تحيونها في كتاباتكم و خطاباتكم و ترضعونها لطاقاتكم المغرر بها التي تستفيدون من تجربتها الفتية في النضال و الإستيعاب و التحصيل ؟ أو لربما تكمن" الثورة" في الشق الثاني من فرضيتكم العجيبة بأن "الصراع من جهة اخرى هو بين الإمبرياليات و الشعب السوري" فهل هذه يا ترى فكرة يمكن أن يتضمنها "مقال" منسوب لجمعية من المفروض أن يكون لها ماء وجه تخشى على ضياعه في حلبة الصراع السياسي ؟ هل هذا موقف يستحق أن يتباهى به صاحبه الذي تكلف عناء نشره في كل مكان حتى في مجموعة بإسم حزب النهج الديمقراطي التي أمطروها شتما في مقال شيخهم ؟ هل صار النهج الديمقراطي فجأة حبيبا و نصيرا للموقف بعد ان كان سببا في الإنزواء في ساحة الأمم تاركا الجماهير تسطر عناوين البطولات بعيدا عن وجوهكم المصفرة بفعل الإجهاد "النظري" ؟ هل مغازلة النهج هي وسيلة للحصول على رضى شيخكم طالما له أخ صغير يناضل داخل صفوفه( النهج) بعد أن استفاد من جبر الضرر و أكل خبزا حلالا من يد النظام الذي تقولون انكم تناضلون ضده بشراسة الثوار الحمر ؟
و في انتظار أن يخرج" الثوار الحمر" بمقف واضح -غير عبارات الإنشاء و إجترار كتابات الرفيق لينين و كتب عالم المعرفة التي اعتبروها مراجع اساسية في كتاباتهم مستعملين عبارة : راجع كتاب ...- يكون سببا في خلق نقاش جدي حول ما يجري في سورية، نتوقف هنا مسجلين التقيح النظري الذي عوض أن يسبب لأصحابه غثيانا نفسيا أصبح- و يا للغرابة- سببا للتباهي والنشر على أوسع نطاق ، فهنيئا لكم التناغم مع الصهيونية ايها الرفاق الذين لا يمتلكون أدنى قوة لمخالفة الزعيم فبالأحرى أن يعارضوا نظاما سياسيا جاثما على صدور ابناء و بنات الشعب .

ملحوظة : هذا المقال يلزم صاحبه الموقع أسفله ولا يلزم اي تنظيم او جهة معينة

جواد لخضر : حزيران



#جواد_لخضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد لخضر - حين يتحول المنهج الجدلي من اداة للدراسة و التحليل إلى وسيلة لتبرير العمالة و الخيانة