أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نورالدين لشكر - اختيار الاسم تعبير ثقافي وفعل اجتماعي















المزيد.....

اختيار الاسم تعبير ثقافي وفعل اجتماعي


نورالدين لشكر
باحث

(Noureddine Lachgar)


الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 13:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اختيار الأسماء كتعبير ثقافي
يأتي سؤالنا المحوري المتعلق بالإسم الشخصي وآليات إنتاجه ويطرح سؤالا آخر أوليا عن علاقة ما نحن بصدده بالإشكالات الثقافية؟
إن مدخلنا هذا عن سوسيولوجيا وأنتروبولوجيا الثقافة هو الذي سيضعنا في إطار المحددات والشروط والمؤثرات الثقافية وكذا السياقات الاجتماعية والتاريخية التي تدفع "الإنسان" "المغربي" إلى اختيار أسماء لمواليد جدد، وهنا لابد لنا من استحضار الطابع الثقافي(habitus) أو كما كتب دوميستر(conte de maistre) المعارض الثوري الفرنسي:" لقد رأيت فرنسيين وإيطاليين وروس، لكن بالنسبة إلى الإنسان فإنني أعلن أنني لم أقابله في حياتي، إذا كان موجودا، فهو غير معروف بالنسبة إلي." فهناك سمات تحدد كل مجتمع بشري تميزه عن باقي المجتمعات، ولايخرج المجتمع المغربي عن هذه القاعدة، فكيف تعتمل الشروط والعوامل السالفة الذكر وتتفاعل لتعبر لنا عبر أفراد هذا المجتمع عن أسماء شخصية هي تجليات لما هو خفي و"لاشعور مجتمعي"، وإن من بين أهداف هذه الدراسة العمل بقولة (غاستون باشلار1884 – 1962Gaston Bachelard) الشهيرة "العلم هو العلم بما هو خفي".
إن دراستنا لاختيار فرد ما إسما لمولود جديد ك "تعبير ثقافي" يدخل ضمن المجال الأوسع لسوسيولوجيا الثقافة، لكن! ألا تدخل أيضا هذه الدراسة ضمن سوسيولوجيا القانون؟ كإطار منظم للأحوال المدنية بالدولة الحديثة. ثم ألا يمكن أن توضع هذه الدراسة ضمن سوسيولوجيا الأسرة؟ باعتبارها ترصد التحولات التي تشهدها هذه الأخيرة باعتبارها أول مؤسسة اجتماعية. ولايمكن بأي حال من الأحوال استبعاد سوسيولوجيا الدين باعتبار هذا الأخير أهم مؤثر ومرجع في عملية اختيار الأسماء. ذلك ماسنقف عليه بين ثنايا هذا البحث لاحقا، وقد اكتفينا بالمجال الثقافي باعتباره مجالا مركزيا للموضوع وبؤرة الإشتغال على اعتبار أن المجالات الأخرى هي امتدادات له وفيه، ولابد أيضا من وجود تقاطعات بين المجالات.
- التسمية كفعل اجتماعي
كان موضوع "الفعل الاجتماعي" أساس التفكير عند (ماكس فيبرmax weber 1864/1920)12، ووفقاً لمنظور فيبر وتعريفه للفعل الاجتماعي لابد من فهم السلوك الاجتماعي أو الظواهر الاجتماعية على مستويين،"المستوى الأول: أن نفهم الفعل الاجتماعي على مستوى المعنى للأفراد أنفسهم، أما المستوى الثاني: فهو أن نفهم هذا الفعل الاجتماعي على المستوى الجمعي بين جماعات الأفراد. ولكي نفهم عمل الفرد وأفعاله أو سلوكه الاجتماعي على مستوى المعنى لابد من النظر إلى دوافع الفرد ونواياه واهتماماته والمعاني الذاتية التي يعطيها لأفعاله والتي تكمن خلف سلوكه، أي أنه لابد من فهم معنى الفعل أو السلوك على المستوى الفردي ومن وجهة نظر الفرد نفسه صاحب هذا السلوك وبنفس الطريقة لابد من النظر إلى النوايا والدوافع والأسباب والاهتمامات التي تكمن وراء سلوك الجماعة التي يعتبر الفرد عضواً فيها. أي أنه لابد من فهم الفعل الاجتماعي على المستوى الجمعي ومن وجهة نظر الفرد كعضو في جماعة. إذن لابد لنا من أخذ هذين المستويين في الإعتبار عند دراستنا وتحليلنا لفهم وتفسير الفعل الاجتماعي الإنساني للفرد سواء من خلال مواجهته للظواهر الاجتماعية بنفسه أو من خلال مشاركته للجماعات الاجتماعية التي ينتمي إليها. من هذا يتضح أن فيبر أعطى لمفهوم الفعل الاجتماعي معنى واسعاً كل السعة بوصفه الموضوع الأساسي للبحث السوسيولوجي من وجهة نظره ن فلقد ضمنه كافة أنواع السلوك ما دام الفاعل يخلع عليه معنى". إن سؤالنا المركزي يدور حول ماوضعه فيبر عندما دعا إلى النظر في " النوايا والدوافع والأسباب والاهتمامات التي تكمن وراء سلوك الجماعة/المجتمع والفرد"، وتسمية مولود هو سلوك فردي وجماعي وهو "فعل اجتماعي" بامتياز، يحتاج إلى الفهم والتفسير ورصد التحولات التي يشهدها هذا الفعل. هذا، بينما تعتمد الدراسات الإسمية أو (الأنوماستيك، الأنتروبونيمي ولاطوبونيميl’onomastique. L Anthroponymie. latoponymie/) من جانب آخر على "مساءلة إسم العلم بعناية، لأن اسم العلم... إيحاءاته ثرية واجتماعية ورمزية".
- الإسم في الدراسات الاجتماعية أو "سوسيولوجيا الأسماء"
علاقة الفرد بالمجتمع أو الجماعة يمكن أن تتحدد ويكشف عن أبعادها ومختلف القيم التي تتحكم فيها وكذا المرجعيات السائدة في المجتمع المدروس انطلاقا من دراسة الإسم الشخصي، وقد يلجأ المجتمع أو الجماعة إلى تضمين الإسم مختلف الإنتماءات بل ونبراسا يرشد في الطريق، وتدخل المؤثرات السياسية والإعلامية والفنية ...الخ، لتؤسس لتراتبيات جديدة تنتجها أو يعاد إنتاجها، والإسم ليس مجرد علامة "تشير بكيفية دائمة وواحدة إلى فرد واحد"، بل قد يتخذ منحى معنى آخر خاصة إذا تعددت الأسماء لنفس الشخص كتعبير عن شخصية ذات "نتاج دينامي ومتغير لتفاعله مع الجماعة"
إذا صح القول أن أول تقسيم قام به الإنسان هو إعطاء أسماء لكل المحيطين به فإن كلود ليفي ستراوس كان محقا حينما قال "إننا لانسمي أبدا بل نصنف الآخر...أو نصنف ذاتنا، والأغلب أننا نفعل الشيئين معا".
يثير (بيير بورديو1930/2002Pierre Bourdieu )مسألة أخرى غاية في الأهمية خاصة في المجتمع القبلي حين يكشف عن دلالات اختيار الآباء أسماء آبائهم أو أجدادهم لأبنائهم، أما (فسترماركEdward Westermark) فيكشف عن تراتبية اختيار أسماء انطلاقا من مرجعية "الشرف"، اسم النبي عليه الصلاة والسلام (محمد) إبتداءا ثم أسماء الأولياء وكذا الصحابة وآل البيت رضوان الله عليهم.
وقد اهتم رواد السوسيولوجيا الأوائل في المغرب إبان العهد الإستعماري بالصراع الذي كان جاريا بين سلطات الحماية من جهة والحركة الوطنية من جهه أخرى على مستوى الرموز والأشياء والعلامات وقد خصص لذلك (جاك بيرك1910-1995 jacques berque) فصلا كاملا في كتابه "المغارب فيما بين الحربين". وقد اعتبر أن مسألة الأسماء التي تعطيها الجماعة لنفسها ولتعريفاتها وللعائلات وللأفراد هي ذات الأهمية الكبرى" . بل إن جاك بيرك "يطالب بسوسيولوجيا الأسماء، الأسماء التي تم اختيارها لنعت التعارضات والتناقضات الضرورية لأي حياة داخل المجتمع..."



#نورالدين_لشكر (هاشتاغ)       Noureddine_Lachgar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستبعاد الاجتماعي 2
- الإستبعاد الإجتماعي 1
- الثقافة أنتروبولوجيا وسوسيولوجيا
- الطقوس والرموز
- مفهوم البدو والحضر عند بن خلدون
- ورقة مقتضبة حول مفهوم التربية


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نورالدين لشكر - اختيار الاسم تعبير ثقافي وفعل اجتماعي