أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد جابرى - إسرائيل : إسحب منه إزازة الماية !














المزيد.....

إسرائيل : إسحب منه إزازة الماية !


محمد جابرى

الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 08:15
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


منذ عشرات السنين أقتنعت إسرائيل أن محاربة مصر لن تكون عسكرية , بل هى "حلق حوش" أتجهت إسرائيل لأفريقيا الوسطى , تقسيم السودان و خلق دولة يهودية فى الجنوب و منها إلى أثيوبيا .

لم يكن الاهتمام الإسرائيلي بالقارة الإفريقية، نابعاً من العدم، بل تشكل بموجب عدة دوافع، منها إستراتيجية، اقتصادية، وسياسية وكذلك الاهتمام بالأقليات اليهودية في إفريقيا.

وقد حظيت أثيوبيا باهتمام خاص من إسرائيل، إذ ثمة إجماع لدى النخبة وصانع القرار الإسرائيلي على أن أثيوبيا تمتاز بميزات سياسية وجغرافية وعسكرية فريدة في نوعها؛ إضافة إلى كونها تعتبر نفسها قلعة في محيط إسلامي لا زال يموج بالصراعات، والأزمات، ولا يزال يواجه أنماطاً عديدة من العنف والأزمات المتعددة مما يجعلها المفتاح للتغلغل في إفريقيا وتطعن فيها الأمن القومي العربي!

إذن، مياه النيل، تقوية التوازن الديمغرافي لجهة اليهود في فلسطين، الأهداف الإستراتيجية الخفية لإسرائيل في القارة الإفريقية، تطويق عدد من البلدان العربية من بينها مصر ، التلاعب بورقة النزاع الإثيوبي الاريتري وتطويعها لمصلحة إسرائيل، وتحقيق علاقات مميزة على الأصعدة كافة مع الأفارقة، تلك هي مرامي الساسة الإسرائيليين من تقاربهم مع إثيوبيا، في إطار تحقيق شامل عن الأبعاد الإستراتيجية للعلاقة الإثيوبية الإسرائيلية.

كما هو معروف تتميز العلاقات الإسرائيلية الإثيوبية بتشعب أطرها وتعدد موضوعاتها الشيء الذي يعكس تنوع المصالح المتبادلة بين الطرفين والذي جاء بفعل إرث تاريخي يرجع إلى خمسينيات القرن الماضي، في الوقت الذي تظل فيه مسألة يهود الفلاشا والمياه والصراع العربي الإسرائيلي هي التي تتبادر إلى الأذهان عندما تثار العلاقة التي تربط إسرائيل بإثيوبيا.

وعلى الرغم من أن العلاقة الإسرائيلية الإثيوبية هي علاقة عادية طبيعية في بعض جوانبها، إلا أنها تعتبر بالنسبة لإسرائيل حيوية وإستراتيجية، وبحسب مراقبين فإن العلاقة الثنائية الإسرائيلية الإثيوبية لا زال يدور حولها جدل كبير منذ أكثر من نصف قرن بين صعود وهبوط شهدت أجواء من الهدوء والفتور مع النظام الإثيوبي الحالي إلا أن زيارات المسؤولين الإسرائيليين المتتالية إلى إثيوبيا أعطى هذه العلاقات زخماً و أبعاداً جديدة بعودة هذه العلاقات إلى عهدها الطبيعي.

ولعل أهم ما يميز إثيوبيا ويجعلها مقبولة في الفلك الإسرائيلي عدة عوامل أهمها:

الادعاءات الإسرائيلية التي تقول إن العلاقة مع إثيوبيا ترجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد وتزعم إن ابن سيدنا سليمان (منليك) من زوجته الملكة بلقيس هو مؤسس الحبشة التي كانت تسمى (ماكدا) وأن قومية (أمهرا) التي ينتمي إليها الأباطرة الأحباش وآخرهم (هيلا سيلاسى) هي من سلالة سيدنا سليمان.

الوضع الاستراتيجي الذي يميز إثيوبيا من غنى بالموارد الطبيعية حيث يجري في أراضيها العديد من الأنهار مثل (أباي، تكازا، باراد، أمودو، أواشو، أتشيلي) بالإضافة إلى بحيرة (تانا) العظمى التي تشكل مخزون مائي هائل لنهر النيل.

ما تمتاز به إثيوبيا من غنى بالموارد المعدنية التي تخدم الصناعات الإسرائيلية خاصة العسكرية منها، بالإضافة إلى معادن الذهب والماس والفضة.

أهم الأهداف التي تطمح لها إسرائيل في وجودها بإثيوبيا هو الرغبة في الحصول على مياه نهر النيل حيث تسيطر إثيوبيا على أكثر من 80% من مياه النيل التي تنبع من إثيوبيا.

فأطماع إسرائيل في مياه نهر النيل قديمة، وتلعب الأخيرة دوراً غير مباشر في صراع المياه بين دول حوض النيل استفادة من نفوذها الكبير في إثيوبيا. وكما هو معروف فقد توجهت الأخيرة لبناء عدد من السدود الكبيرة على نهر النيل بهدف حجز مياهه لإرواء مزيد من أراضيها وتحويلها إلى أراض صالحة للزراعة ومواجهة مشاكل الانفجار السكاني، وتوطين المهاجرين من الأماكن المنكوبة بالمجاعة خلال السنوات الأخيرة، وتوليد الطاقة الكهربائية من هذه السدود سيما أن إثيوبيا تعاني من أزمة اقتصادية لا زالت ترزح تحتها.

كما حاولت إسرائيل استخدام إثيوبيا للضغط على مصر من خلال شن الحملات المتكررة ضدها للتشكيك في حصتها من مياه النيل، والتهديد ببناء سدود إثيوبية على النيل والتي من شأنها التأكيد على كمية المياه التي تصل إلى الأراضي المصرية، لأن البحيرات الموجودة على الأراضي الإثيوبية تعتبر المنبع الرئيسي لمياه النيل، ومعظم مياه النيل تأتي من هضبة الحبشة، وحسب مراقبين فإن إسرائيل أقنعت القيادة الإثيوبية بموضوع إقامة مجموعة من السدود، ومشروعات للري على هضاب الحبشة وعشرات الكيلومترات من الأراضي الزراعية بحجة تحقيق أكبر استفادة ممكنة من مياه النيل الفيضانية، والطاقة الكهربائية لصالح إثيوبيا الشيء الذي يأتي بمثابة تهديد لرصيد مصر بمياه النيل، وبالتالي تهديد لكل مشروعات الري والكهرباء والزراعة على امتداد الوادي، ودلتا مصر.

لا شك أن التنوع العرقي واللغوي والثقافي والديني، لعب دوار أساسيا في وسائل التغلغل الإسرائيلي لدولة إثيوبيا الذي يستند على إثارة النزعات ونشر الفوضى وعدم الاستقرار تمهيدا لفتح الطريق أمام المساعدات الإسرائيلية وتجارة السلاح والسيطرة على الثروات.

تقوم إسرائيل بإرسال مبعوثين وخبراء في جميع المجالات وعلى رأسها "المجال الأمني والعسكري" من أجل الإعداد والتدريب وتنفيذ صفقات أسلحة.

و اليوم و بعد مرور السنين , بدأت أثيوبيا بتوصية من إسرائيل بإنشاء السد الذى سيقلل من حصة مصر فى مياة نهر النيل ما يقارب المليار متر مكعب من المياة .

الخلاصة إسرائيل قالت لأثيوبيا " أسحب منه إزازة الماية" قاصدة مصر .



#محمد_جابرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكبة من عزرائيل .. رحل مُعلمى
- الذكرى السادسة و السبعون لميلاد الرسام اللاذع ناجى العلى
- الفكر السائد عن اليساريين فى مصر
- ستة و سبعون عاما على رحيل المنظر الماركسى جرامشى
- ثورة الحسين و سلطة يزيد


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد جابرى - إسرائيل : إسحب منه إزازة الماية !