أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تاج السر عثمان - دور الاسلام السياسي في تصاعد العنف في الجامعات السودانية















المزيد.....

دور الاسلام السياسي في تصاعد العنف في الجامعات السودانية


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4101 - 2013 / 5 / 23 - 00:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جاءت احداث جامعة الفاشر بتاريخ 20/ 5/ 2013 م والتي تم فيها اطلاق النار بوحشية علي موكب سلمي سّيره الطلاب وتم سقوط 9 طلاب جرحي ، لتؤكد مرة أخري علي ضرورة وقف العنف في حرم الجامعات، ومحاسبة المسؤولين عن جرائم اطلاق النار ، وتكوين اوسع تحالف طلابي من اجل جامعات خالية تماما من العنف والسلاح. والواقع أن انتشار العنف في الجامعات، والذي يمارسه طلاب المؤتمر الوطني المدججة بالاسلحة البيضاء والنارية، اصبح ظاهرة مخيفة ومقلقة لاسر الجامعات من اساتذة وعاملين ولاولياء الامور وللرأي العام، فقد شهدت الجامعات احداث عنف في جامعات أخري مثل: الأهلية و الخرطوم ، الجزيرة ، و سنار، وبورتسودان...الخ.
ومعلوم أن الجامعات هي ساحات للعلم والمعرفة، ومن المفترض أن تتمتع بحرية البحث العلمي والاستقلال الاكاديمي ، وحرية النشاط الفكري والسياسي، وتبادل الرأي والرأي الاخر في سماحة واتساع الصدور ، اضافة الي ارتباط الجامعة ومناهجها باحتياجات المجتمع والتنمية، وتوفير الكوادر المؤهلة المنوط بها قيادة المجتمع في المستقبل. وهذا هو ماتطمح له جماهير شعبنا لتحقيق اهداف التعليم الجامعي
لكن تقلبات الحالة السياسية في البلاد منذ اول انقلاب عسكري تم في 17 نوفمبر 1958م والذي صادر الحقوق والحريات الديمقراطية في البلاد والذي خلق حالة من الاحتقان السياسي ، وتم التدخل في شؤون الجامعات، بسن قوانين فتحت الطريق لالغاء الاستقلال الاكاديمي والاداري والجامعات، وماتبع ذلك من فصل تعسفي للاساتذة والطلاب ، ودخول العسكر في حرم الجامعات لقمع الاحتجاجات السلمية للطلاب واعتصاماتهم من اجل تحقيق مطالبهم التي تتلخص في: توفير مقومات العملية التعليمية من اساتذة ومعامل وكتب ، وبيئة جامعية صحية، وتوفير السكن والاعاشة وضد زيادة الرسوم الدراسية ، والمطالبة بالحريات والحقوق الديمقراطية داخل وخارج الجامعة، واستمر هذا الوضع خلال ديكتاتورية نظام 25 مايو 1969م، وديكتاتورية نظام 30 يونيو 1989م.
اضافة لعنف الانظمة الديكتاتورية في البلاد التي قاومها الطلاب، برزت تنظيمات الأخوان المسلمين الفاشية والمسلحة( بمسمياتهم المختلفة: الاتجاه الاسلامي، جبهة الميثاق،..الخ) بعد ثورة اكتوبر 1964م في البلاد وخاصة بعد حل الحزب الشيوعي السوداني وطرد نوابه من البرلمان وممارسة العنف بمهاجمة دور الحزب الشيوعي ، كما برزت بصورة واضحة في الجامعات والمدارس الثانوية وخاصة بعد اتساع نمو الحركة الديمقراطية وتفجر ابداعات الطلاب المتعددة والمتنوعة والتي اثرت الحياة الجامعية والحركة الثقافية والابداعية في البلاد عموما مثل نشاط جماعة المسرح الجامعي في جامعة الخرطوم ، ونشاط جمعية الثقافة الوطنية والفكر التقدمي، والتي هاجم طلاب الاتجاه الاسلامي مهرجانها الثقافي الذي عكس الابداعات الثقافية والتراثية في السودان في قاعة الامتحانات بجامعة الخرطوم عام 1968 مما ادي لمقتل طالب واصابة عدد من من الطلاب.
وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي تواصل عنف الاتجاه الاسلامي في الجامعات مثل: مهاجمة اركان نقاش الطلاب الجمهوريين، وحرق معرض الكتاب المقدس في جامعة الخرطوم، ...الخ، واحداث العنف في جامعة الخرطوم ، وجامعة القاهرة الفرع ( النيلين حاليا) بعد المعارك الانتخابية التي تمت فيها هزيمة طلاب الاتجاه الاسلامي والتي راح ضحيتها طلاب وعدد من المصابين والجرحي.
وصل العنف قمته في الجامعات بعد انقلاب 30 يونيو 1989م الذي نفذته الجبهة القومية الاسلامية والتي مارست العنف بشراسة ضد خصومها السياسيين والفكريين، وتم تشريد واعتقال الالاف ، وممارسة التعذيب الوحشي للمعتقلين السياسيين والذي وصل حد الموت كما حدث للشهيد د. علي فضل.
قاومت الحركة الطلابية الانقلاب الذي صادر الحقوق والحريات الديمقراطية، ومزّق وحدة الوطن، وصادر حقوق الطلاب في الاعاشة والسكن واستقلال الجامعات وحرية النشاط السياسي والنقابي والاكاديمي والفكري في الجامعات، وشجع المليشيات من طلاب المؤتمر الوطني لاستخدام العنف ضد الطلاب العزل. وقدمت الحركة الطلابية التضحيات الجسام من سجن وتشريد وتعذيب واغتيالات سياسية مثل مقتل: محمد عبد السلام، والتاية، وابوالعاص، ومحمد موسي بحر الدين، وطلاب جامعة الجزيرة، ...الخ). وجاءت أحداث جامعة الفاشر الأخيرة لتدق ناقوس الخطر ، وضرورة تجريد الجامعات من السلاح.
ورغم المحاولات التي بذلتها ادارات واساتذة بعض الجامعات لوقف العنف مثل مبادرة مركز محمد عمر بشير من اجل وقف العنف في الجامعة الاهلية والذي اصبح حجر عثرة في نمو الجامعة الاكاديمي والفكري والثقافي من خلال اغلاقها المتكرر، وتم التواثق علي ميثاق لوقف العنف وقع عليه ممثلوا التنظيمات السياسية، ولكن تم خرق الميثاق واستمر العنف بشراسة في الجامعة الاهلية وبقية الجامعات.
كما ارتبط العنف في الاونه الأخيرة في الجامعات بالخطاب العنصري الذي عمقه نظام المؤتمر الوطني والتنظيمات السلفية المتشددة في البلاد، والتي تحاول أن تحدث شرخا في نسيج المجتمعات الطلابية المتماسكة، حتي اصبح الهجوم علي طلاب دارفور والطلاب من الاثنيات النوبية والزنجية ظاهرة يومية في الجامعات، مما أدي الي تعميق الخطاب العنصري والنزعات الانفصالية ، وبالتالي هناك خطورة في حالة استمرار هذا النهج أن يؤدي ذلك الي تمزيق ماتبقي من البلاد ، وباعتبار أن الطلاب من الاثنيات القومية المهمشة يمثلون طلائع وسط قبائلهم ولهم تأثيرهم عليهم.
لقد طفح الكيل واحدث العنف تشوهات في الجامعات ، مما يتطلب تكوين اوسع تحالف طلابي ومن الاساتذة والرأي العام من اجل وضع حد للعنف في الجامعات والمحافظة علي ارواح الطلاب وفلذات اكبادنا ، وحماية المنشآت الجامعية والتي هي ملك الشعب والطلاب من التخريب والتدمير ، وهذا يتطلب اتخاذ الخطوات والتدابير الآتية :
• تجريد الجامعات من السلاح والمليشيات العسكرية المسلحة ، وترسيخ مبدأ الحوار والاقناع ، واحترام الرأي والرأي الآخر.
• تكثيف العمل الفكري والسياسي والتربوي من خلال الندوات، وورش العمل، والحلقات الدراسية لمعالجة جذور العنف في الجامعات بهدف اقتلاعها من تربة الحياة الجامعية.
• كفالة حرية النشاط السياسي والفكري والاكاديمي وحرية البحث العلمي ، وانتهاج الديمقراطية في تكوين ادارات الجامعة بمشاركة الاساتذة ، وقيام اتحادات طلابية ديمقراطية تحقق طموحات الطلاب النقابية والاكاديمية،ومشاركة الطلاب في طريقة تكوين الاتحادات، وعدم استخدام العنف والتزوير في نتائج الانتخابات والتي هي من اسباب اندلاع العنف في الجامعات. ومشاركة الطلاب في تعديل الدساتير الحالية للاتحادات.
وأخيرا ، فان قيام جامعات خالية من العنف والسلاح يعيد للجامعات دورها الريادي في المجتمع، باعتبارها ساحات لحرية البحث العلمي والاكاديمي، وفي تخريج اجيال مؤهلة تسهم في عملية التغيير والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة مرور 195 عاما علي ميلاد كارل ماركس
- احداث ابيي وخطر تجدد الحرب
- ماهي دلالات احداث امدوم وتصاعد الحرب؟
- أزمة النظام تزداد تفاقما وضوء في آخر النفق
- الذكري ال 143 لميلاد لينين.
- اسقاط النظام مفتاح الحل للأزمة
- تفاقم أزمة النظام والدعوة للحوار
- في ذكري انتفاضة مارس - ابريل 1985م ( 3)
- ذكري انتفاضة مارس 1985م (2).
- ذكري انتفاضة مارس 1985م وارهاصات زوال النظام
- الحوار مع النظام قبض للريح
- مصادرة الحريات وتوسيع دائرة الحرب طريق مسدود.
- نظام الانقاذ وسياسة اغتيال الذاكرة: سوق عطبرة نموذجا
- احداث جامعة الخرطوم وضرورة وقف العنف
- قراءة في وثيقة الفجر الجديد
- هل تراجع الحزب الشيوعي عن مواقفه؟
- لابد من الوصول الي حل وطني شامل
- في الذكري الخامسة لرحيل أ. د. محمد سعيد القدال
- الايديولوجيا : صورة حقيقية أم زائفة عن الواقع ؟.
- في الذكري ال 57 لاستقلال السودان.


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تاج السر عثمان - دور الاسلام السياسي في تصاعد العنف في الجامعات السودانية