أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - احمد حسين قاسم - توماس الاكويني















المزيد.....

توماس الاكويني


احمد حسين قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4099 - 2013 / 5 / 21 - 17:39
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


توماس الاكويني
ولد توماس الاكويني عام 1324 في احدى قلاع ايطاليا الوسطى من اسرة نبيله ارسلته وهو لايزال من الخامسه من عمره الى دير مونتي كاسينو وقد انتقل من هذا الدير الى جامعة نابولي حيث انضم الى رهبنة الدومينيكان ودرس على البرت الكبير بكولونيا وباريس حيث تخرج وحاضر لفترتين بوصفه استاذاتخللتها تسع سنوات عين فيها مستشارا للبلاط الباوبوي وقد كان غنيا ثابت العزم هادئا متواضعا لذلك حظي بالموده حتى من قبل خصومه تحتوي قائمه مؤلفاته على ثمانية وتسعين كتابا ابرزها (( الحجة على الكافرين )) و (( الحجة المنطقية )) .
رفع الاكويني من منزلة الايمان والمعرفه حين نسب اصلها الى الله وخلص بذلك لتقرير عدم صحه الصراع بينها لانها منهاجا يتمم احدهما الاخر لمعرفة الله والعالم فالايمان لايتعارض مع العقل لكنه اعلى منه وليست نتائج الايمان باقل يقينا وتوكيدا وذلك لان الايمان يقوم على ركيزة من الوحي المباشر من الله مما يجعله اشد قربا من مصدر الحقيقة باسرها من الفلسفه وركيزتها الفراسة البشرية وحدها
يعد توماس اعظم فلاسفة القرن الثالث عشر جميعا ففلسفته القائمه على التوفيق بين العقل والايمان والتي تدرس في جميع المعاهد التعليمية الكاثوليكية والتي


تعلم الفلسفه باعتبارها الفلسفه الوحيدة الصحيحة وكانت هذه هي القاعدة منذ ان أصدر ليو الثالث عشر أمره بذلك في عام 1179 وعلى ذلك فليست تقتصر أهمية الاكويني (( على الجانبى التاريخي منه وانما لكونه ذو اثر حي كأفلاطون وأرسطو وكانت وهيجل بل انه الابلغ من الأخيرين وهو في معصم الموضوعات يأخذ برأي أرسطو بصورة امينا حتى لقد أصبح الاستاجيري معدودا بين الكاثوليك واحدا من الإباء او يكاد وبات في رايهم ان انتقاده في مواضيع الفلسفة الخالصة يقرب حدا من الكفر في الدين ولم يكن يصدق هذا دائمن في المعركة التي كانت قائمه للدفاع عن أرسطو في عهد الاكويني لم يقدر لها ان تنتهي بعد الى نصر حاسم الى ان جاء الاكويني فظفر له ارسطو بالنصر الذي دام حتى عصر النهظه ))
لكن ما هي الأسس العامة لجوهر فلسفة الاكويني السياسية ؟ معالجة توماس الاكويني السياسيه انصبت أساسا على توضيح معاني ألدوله والمجتمع ونظم الحكم وعلاقة الدوله بالكنيسة توضح طبيعة القانون . فلنتعرض لهذه المواضيع تباعا




الأسس العامة لجوهر فلسفة الاكويني السياسية


1-ألدوله والمجتمع
القديس توماس الاكويني يعترف بشرعيه ألدوله ويرفض ان يضفي عليها صفه الخطيئة انه ينظر الى العالم على انه نظام تصاعدي اعلي مرتبه فيه الإله ولكن هذا النظام التصاعدي يجب ان يحتوي لا فقط النظام الديني بل وكذلك التشريع الذي ينبع من طبيعة الإنسان وذلك التشريع الذي يستمد وجوده من إرادة البشر وهكذا تصير العلاقة بين المدينة الالهيه والمدينة الارضيه ليست علاقة صراع وتعارض ونما علاقة استيعاب واحتواء
وفكره ألدوله وأصولها تتصل أساسا بنزعه الاندفاع الاجتماعي للانسان0 فالانسان كائن اجتماعي بطبعه لاستطيع العيش خارج إطار الجماعة ومن ثم تكون ألدوله حدث طبيعي للحياة الانسانيه وتتمثل في كونها تنظيم ارتضاء الإفراد بحريتهم لتحقيق أهداف الافراد بالسعاده وتبعا لذلك يتم انبثاق السلطة باعتبارها الوسيلة المحققة في اطار ألدوله للصالح العام او الأهداف المشتركة للافراد فالسلطة ضروره اجتماعيه توجد مع والوجود الاجتماعي لتحقيق إغراض الانسان في الفضيله غير ان مصدر هذه السلطات ليس الإنسان وانما هو الله
ويصور الاكويني هذه الناحية كالأتي
انه لما كان الاجتماع أمر تفرضه الطبيعة ولما كان العيش في مجتمع يقتضي وجود سلطه منظمه ولما كان الله هو خالق هذا الكون والقائم على امره فمصدر السلطه اذن هوه الله .فان إشكال وأمر مزاولتها يعود الى الإفراد ولا شكان هذا الطرح الفكري ينطوي على حق الافراد في منح السلطة للحاكم ومكانيه استرجاعها اذالم يحسن هذا الحاكم استخدامها وعندمناقشه لفكره المجتمع يبدأ الاكويني اولا بتقديم صورة محددة للطبيعه تتفق اتفاق تام مع رايه في المعرفه ..فالكون عنده عبارة عن نظام مرتب يمتد في درجات تبدا من الاله في علاه وتنتهي عند ادنى المخلوقات ويعمل كل كائن منها بدافع داخلي مستمد من طبيعته عاملا في سبيل الخير او الكمال لطبقته من المخلوقات ويستمر مجاهدا حتى ياخذ مكانه في هذا النظام التصاعدي حسب درجه الكمال التي وصل إليها ويسيطر الأعلى في جميع الأحوال على الأدنى ويفيد منه ولكل كائن حي قيمته مهما كانت تفاهته فله مركزه وعليه واجبات وله حقوق يسهم عن طريقها في بناء المجموع والوصول به الى حد الكمال ,وينحصر جوهر هذا ألخطه في الغرض المقصود منها اي في تسخير الجميع للوصول الى غاية معينه وفي مثل هذا النظام يكون للطبيعة البشريه مركز فريد بين المخلوقات كافه لا لان الإنسان يمتلك جسد فحسب بل لان له عقلا وروحا كان بفضلهما اقرب المخلوقات الى الله .وهو الوحيد الذي يتكون من جسد وروح في الوقت واحد وترتكز هذه الحقيقة على الانظمه والقوانين التي تحكم حياته
ثم ينتقل التكويني الى المجتمع فيرى ان المجتمع كالطبيعة له أهداف وغايات تقتضي على الأدنى بان يخدم الأعلى وان يطيعه.وقد اقتدى توماس بأرسطو والذي وصف المجتمع بانه تبادل خدمات ومنافع بغية الوصول الى الحياة طيبه تسهم في بناء مهن وحرف كثيره مثل الزارع والصانع والذات يمدان هذا المجتمع بالحاجيات الماديه
2-نظم الحكم
يعارض توماس الاكويني بشده اولئك المثقفين المسيحيين الذين يرغبون في ان يقوم رجال الكنيسه بدور الحماة الافلاطون في المجتمع.يحكمه الفلاسفه ان الاكويني لايطيق كارسطو مثل هذا الاحلام الطوبائيه فهو يعتقد بالاشياء الطبيعيه للحكم التي طبقت عبر التاريخ وبالرغم رفضه نظريه العقد الاجتماعي فانه يؤكد على عنصر تعاقدي في الدستور الفعلي للمجتمع العادل, ان القانون هو اولا وقبل كل شئ امر بالخير العام وان حق الامر باي شيء للخير العام يختص بالمجتمع او بشخص يمثل هذا المجموع
وهذا لايعني ان توماس كان ميال الى المجتمع الديمقراطي فهو كان يعتقد ان افضل مدينه زمنيه التي تكون مملكه على غرار السماء لكنه ورغم ذلك كان يذهب في دعوته الى وجوب ارساء الحكم على قواعد التوافق والانسجام وهو في ذلك يتبع اثر ارسطو فيقسم انظم الحكم الى نظم صالحه يراعي فيها الحكام عادة الى منفعة المحكومين وتشمل انظمه الحكم الملكية والارستقراطية والديمقراطية واخرى فاسدة التي لا يراعي فيها الحكام غير مصالحهم الذاتية وتشمل نظام الحكم الاستبدادي الاوليكاؤشي والغوغائي ويبرر توماس تفضيل الظام الملكي على غيره من الانظمه من كون الارستقراطية اكثر حكم من الديمقراطية وان الملكية او حكومة الفرد الفاضل خير من الارستقراطية واكثرمطابقةللطبيعة لاننا نجد الطبيعة وقد تشكلت بصورة تجعل لكل شيء مبدأ واحد الجسد تدبره النفس والاسره يديرها الاب والعالم يدبره الله كذلك الدوله يجب ان يدبرها فرد واحد ويقرر الاكويني مبدأ انتخاب الحاكم فالملكيه تكون انتخابيه على ان يعاون الملك مجلس ارستقراطي منتخب من قبل الشعب وكاننا ازاء حكم مختلط يقوم على اساس ان يرأس الدوله ملك يتحلى بالفضيلة يعاونه مجلس ارستقراطي يضم عقلاء القوم منتخب من قبل الشعب فهذا النظام المذكور هو ملكيه معدلة بارستقراطية وديمقراطية كما يظهر الاكويني كراهية واضحة للحكم الاستبدادي ويبيح للشعب حق مقاومه المستبد
لكنه ومع ذلك يقيد هذا الحق بشرطين هما ألا تمارس هذا الحق طاتفة معينه من الشعب بل يجب ان يمارسه جميع الشعب وأيضا ان لا ينتج عن حركتهم تلك مساوى تفوق مساوى الحاكم المستبد او تعادلها هذا يعني ان الاكويني كان يعتبر التعقل والحصافة فضائل اساسية في الحياة السياسية فالحصافة لاتقيم مقاصد اخلاقية بل تقدم الوسائل لها ومن هنا لايوافق الاكويني على مقاومة للطغاة او على عصيان مدني ابله كما انه يشير الى طرق معالجة الاستبداد فيقول ان للشعب حق قانوني في إرغام الحاكم الذي يستمد سلطته من الشعب وعلى التزام الشروط التي بموجبها تنازل له عن السلطة لذلك يمكن القول ان توماس الاكويني هو. مؤسس نظرية سلطة الشعب
3-علاقة الدولة بالكنيسة
يرفض توماس الاكويني ومن يؤيده من المفكرين المسيحيين الفكرة اليونانية القائلة باعتبار الجماعة اقصئ الغايات ونما المصدر الخلاق للقيم الروحية لذا نجدة يصور العلاقة بين الدولة والكنيسة على غرار السفينة التي تمخر عباب البحر حيث يكون الحاكم الزمني بمثابة البحار الذي يحافظ على مسار السفينة في حين ان المسيح هو بمثابة القبطان الذي يوجهها الى هدفها النهائي وانه طالما راى تداخل بين اختصاص الكنيسة والدولة,ان يخضع الغرض الدنيوي اللانسان للغرض الروحي لان هذا الأخير هو الغرض الوحيد الذي يتخذ في ذاته ومن ثم كان على الحكم ان يبحث عن الغرض لاول الدنيوي وهو وسيلة لتحقيق الغرض الثاني الروحي وهو اذا فعل ذالك إن يخضع للسلطة الدينية فالدولة ليست مستقلة عن الكنيسة بل هي خاضعه لها اذن الكنيسة فوق الدولة
4-القانون
يقسم توماس الاكويني القانون الى اربعة انواع هي...


أ‌- القانون الأزلي.
يتطابق هذا القانون مع العقل الرباني لان حكم الله للعالم لايحده زمن اي هو القانون الذي يحكم بة الله العالم. هو الحكمة الالهية المنظمة للخليقة ومن ثم يسمو على الطبيعة البشرية ويعلو فوق فهم الإنسان ومع ذلك فهو ليس غريب عن الانسان او مظادات القوه العقلية
ب- القانون الطبيعي
هو انعكاس على الكلمة الإلهية على المخلوق وهي تتجلى في رغبات الإنسان الطبيعية التلقائية في فعل الخير والاتجاه الى كل ماهو أخلاقي وفاضل ومعنى هذا القانون الطبيعي هو قانون يكشفه الإنسان عن طريق عقلة بفضل تفتيشه على غرض الله في خلقه وعن ارادته في ذلك الخلق . هذا القانون هو منحة من الله يحكم بة العقل او النفس الطبيعية الفاضلة التي تتأثر بالقانون الازلي..
ج- القانون الالهي..
يتمثل هذا القانون في الكتابات ألمقدسه الإحكام التي جاءت عن طريق الوحي او التبليغ كالشرعية الخاصة التي انزلها الله على اليهود وكالتشريعات المسيحية التي جاءت عن طريق الكتب المقدسة او الكنيسة وعلى ذلك فالقانون الأهلي نعمه من نعم الله وليس من نعم العقل الطبيعي ولم يكن من المتوقع أن يقلل الاكويني من اهمية القانون المسيحي الذي جاء عن طريق الوحي غير انه حرص كثيرا على الا يسوع الفجوة بين العقل وهذا القانون ففي رأيه ان الوحي يؤيدالعقل ولايمكن ان يكون معاديا له


ويسنه المسئول عن رعاية الجماعة وتمس الحاجة للقانون الإنساني بسبب صعوبتين : استحالة تفهم الناس لإحكام وصاية العقل الرباني وإرشاداته ثم لصعوبة تطبيق المبادئ العامة للقانون الطبيعي في حالات وظروف معينة ويشترط الاكويني ان يتفق القانون الإنساني مع العقل وان يتطابق مع العدالة وان يستقيم مع المصالح العامة وان يستمد شريعته من الشعب او من يضع فيه الشعب الثقة

المصادر
1-الدكتور فؤاد المطار:النطم السياسيةوالقانونية الدستورية,دار النضة العربية-القاهرة 1964,ص112
2- الدكتور عبد الكريم احمد, دراسات في النظرية السياسية الحديثة, معهد البحوث و الدراسات العربية –القاهرة 1973,ص32
3- الدكتور غانم محمد, الفكر السياسي القديم والوسيط ,جامعة بغداد , ص190



#احمد_حسين_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في ...
- هيئة معابر غزة: معبر كرم أبو سالم مغلق لليوم الرابع على التو ...
- مصدر مصري -رفيع-: استئناف مفاوضات هدنة غزة بحضور -كافة الوفو ...
- السلطات السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق ...
- ترامب يتهم بايدن بالانحياز إلى -حماس-
- ستولتنبرغ: المناورات النووية الروسية تحد خطير لـ-الناتو-
- وزير إسرائيلي: رغم المعارضة الأمريكية يجب أن نقاتل حتى النصر ...
- هل يمكن للأعضاء المزروعة أن تغير شخصية المضيف الجديد؟
- مصدر أمني ??لبناني: القتلى الأربعة في الغارة هم عناصر لـ-حزب ...
- هرتصوغ يهاجم بن غفير على اللامسوؤلية التي تضر بأمن البلاد


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - احمد حسين قاسم - توماس الاكويني