أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر الداوودي - كفري مدينة بحجم العالم....كفري في قلبي....اذا العالم في قلبي.














المزيد.....

كفري مدينة بحجم العالم....كفري في قلبي....اذا العالم في قلبي.


عمر الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 02:22
المحور: الادب والفن
    


لا ادري هل تشعرون بما اشعر به تجاه مدينتي وهل انه شعور قابع في افئدتكم ايضا تجاه مدنكم؟ ام خصني الله بهذا الشعور حصرا؟ام ان خصوصية كفري تجعل القلوب اسيرة لها؟؟ وهل لها خصوصية؟؟سأسرد لكم بعض اوصافها ولكم ان تحكموا بأنها تستحق كل هذا الحب والعشق من عدمه؟كفري مدينة مميزة الموقع تقع بين بغداد الرشيد وسليمانية الحفيد واربيل الحصن الحصين بنفس المسافة,,,حوالي مائتي كيلومتر!! اي وسط ثلاثة اهم مدن في العراق,,,في كردستان,,,وما ادراك ما كردستان؟كردستان العراق,,,وما ادرى الكثيرين ما العراق؟؟دولة وسط العالم,,,بل قلب العالم مصدر تصدير ثقافات العالم....هذه الليلة نذكرت كفري,,فأبكاني ذكرها,,ابكتني مدينة نسيت كما نسى اخوة يوسف يوسف,,,تذكرت ملعب الصبا ...تذكرت امي وحمام النساء والنهود المحرمة التي ابيح لي مشاهدتها حين كنت في الرابعة...تذكرت ابي وصراخه على العمال فقد كان سيدهم يخشون زئيره المدوي,,كنت في السادسة واعتقدت انه سيد الكون فلما كبرت علمت ان صرخته على العمال كانت صرخة بناء على عماله وليست صرخة سيد العالم,,,تذكرت القصائد الكردية التي كان يرويها لي عمي والقصائد التركمانية التي كانت تلقيها علي جدتي التركمانية,,,جدي الكردي كان يصارع ويناطح جدتي التركية كي اكون كرديا,,,وجدتي كانت تأسرني بحكايات جنكيزخان واتيلا ووكرم كولر وكانت تريدني ان اكون تركيا,,,ووالدتي العربية العبيدية كانت تريدني ان اكون عربيا وكانت تلقي علي حكايات عنتر وقيس و علي الكرار,,,,اضعت جميع السبل لما كبرت ,,,انا كردي عربي تركماني !!!هكذا اجيب حين يسألونني!!!اتذكر البيتين المسيحيين في كفري ووداعتهم وطيبتهم,,واتذكر قبور اليهود في كفري وكيف كان والدي يصطحبني والدي معه لزيارة قبورهم بعد زيارة قبور جدودي واعمامي المسلمين!!! اتذكر بكاء ابي على قبر اليهود وقراءته الدعاء والفاتحة على قبورهم!!!! اكاد اسمع حشرجة البكاء المنبعثة من غياهب الماضي العتيد,,,هذا قبر خالو داوود,,,رجل طيب مستقيم,,,هذا كورجي,,,رحل في شبابه صاحب دكان العطور,,,كان يخشى النظر الى نسوة المدينة !!! هذه راحيل,,,فتاة جميلة طيبة رحلت مبكرا,,,والدها كان يساعد الفقراء!!!اصابتها الجدري...كان ابي يحاكي القبور...تذكرت الليلة ليالي الحروب والمعارك في المدينة,,,وانباء هجوم البيشمركة على الجيش في المدينة,,,تذكرت اخبار معركة (قاتكانى كفري)وتصدي ابناء شيوخ الطريقة بالخناجر للدبابات,,,تذكرت ازقة (ده ده)و(اسماعيل بك) اكاد اشم عبق رائحة العطور في قيصرية كفري...امشي نحو الزقاق القديم فأصل الى قبالة دارقديم تحت ال(طاق آلتي) اصل الى الشامخ (جبل باوه شاسوار)اقف بخجل واستحياء امامها,,,,يسألني لم الهجر وانا حاضنك وحاضن ابيك وقومك اجمعين!!؟انه يهينني لأنه يعلم اني سأعود اليه في النهاية لأرقد في حضنه كما احتضن من قبل بني قومي اجمعين...انه يمن علي بأحتضانه قبر المدينة!! كفري عمرها اربعة الاف سنة او اكثر,,,ولازال ابنها باوه شاسوار يحتضن ابناء كفري جيلا بعد جيل ولا يمل ولا يكل ولا ينبس ببنت شفة للسأم,,,تذكرت الليلة بيت جدي وصورة شيخ محمود الحفيد على جدران الغرفة القديمة التي اضحت اليوم اثرا !!! اكاد ارى صورة اتاتورك في جدران غرفة والد جدتي!!! اكاد اشاهد صورة ملا مصطفى البارزاني على جدار غرفة ابي,,,اكاد اتذكر ملامح (احمد مسلم) اليهودي الوحيد الباقي في المدينة من بعد التهجير والترحيل القسري لقومه منها متحايلا على القانون بأسلامه الحائل دون الترحيل,,,اكاد ارى وجه (د.اتيلا )حين جلب لنا صورة مام جلال حين التحق بثورته الجديدة عام 1977,,,ارى الدنيا هذه الليلة في كفري ,,,فدعوني في سكرتي البعيدة عن الخمور,,,سكرتي مبعثها الذكريات ورائحة الماضي فللماضي رائحة بل عبق يسكر القلوب قبل الدماغ,,,انا منش هذه الليلة لأني اشاهد امام عيني كل المدينة القديمة,,,هذا الانتشاء سيزول غدا لأني بعيد عن كفري ,,,مدينتي الصغيرة القابعة بعيدا عن صخب العالم في حضن بابا شاسوار,,,مدينتي نسيت مثلما نسي يوسف لسبع سنين في غياهب السجون وقبلها في البئر,,,,مدينتي بحاجة الى بعض(السيارة)ينتشلونها من البئر بعد استبشارهم بالعثور عليها,,,انا وجدتها الليلة وهي في قلبي الآن لبعض الوقت المختلس من بطن حوت الصخب,,,ولهذا انا منتش الليلة.



#عمر_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلفيات الحضارية وكراسي الخلفيات!!


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر الداوودي - كفري مدينة بحجم العالم....كفري في قلبي....اذا العالم في قلبي.