أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي عبد الوهاب ألدباغ - آراء في الدين ألمسيّس















المزيد.....

آراء في الدين ألمسيّس


علي عبد الوهاب ألدباغ

الحوار المتمدن-العدد: 4078 - 2013 / 4 / 30 - 17:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


آراء في الدين ألمسيّس
أولا: كل الأديان انتهت بوفاة أنبيائها. وتحولت بعدهم الى دعوة سياسية. وبذلك ذهب من سيّس الدين في ليّه كل مذهب ليطاوع مطامعه. فسمّى مريدوه دينهم باسم "مذهب" قائدهم فيه. وأصبح الدين سياسة، والسياسة يمكن تعريفها بأنها مؤامرة للقفز الى السلطة أو مؤامرة للدفاع عنها. وأدلج المتفيهقون الدين بادخاله في "فلتر" الدولة (أو المعارضة) لتنقيته مما لا يناسبهم ولا يناسب مصالح مذهبهم فيه. ومن المعروف أنك لو أردت اقناع الناس بما لا يعقل كحقوق الخلافة أو الولاية، يكفي أن تغلفه بغلاف الدين. ناهيكم عن التغيير الكيفي لمصدر التشريع في الدين من الله سبحانه وتعالى الى البشر (الى ألأنبياء والحواريين والأئمة والصحابة والتابعين وتابعي التابعين والصالحين وما أنزل الله به من سلطان) واعطاء اولئك البشر صفة القداسة والعصمة لاضفاء المصداقية على المنقولات عنهم، مع وضع ما يشاؤون من المنقولات على ألسنتهم بما يناسب مصالحهم. وأصبح أللامعقول المغلف بالدين بمرور الزمن والتواتر، متكلسا كالصخر ويشبه الحقائق، ويقدر على اقناع الناس بمعقوليته المبتسرة واللامعقولة أحيانا.
وأصبح التفقّه في الدين يتم بالتقدم الى الوراء (على خطى الصحابة والتابعين وتابعي التابعين كما يدّعون). فجمّدوا التأريخ على القرن السابع الميلادي (قرن الولادة والبعثة والهجرة والوفاة) وجمّدوا الجغرافيا على مكة والمدينة. واختلقوا هالة للتأريخ لكي لا يشكك أحد بهم، بينما التأريخ هو ما نقل وليس ما حصل. فوقع معظم الناس أسرى للتأريخ (رغم استحالة تمام مصداقيته، وتعدد الروايات فيه) بانتقائية تناسب مستواهم ألعقلي أو مطامحهم ألسياسية .
ثانيا: ألدين فردي، وعلاقة الانسان بخالقه فردية وشخصية وخيطية. الدين ليس اجتماعيا ولا يسعى لاصلاح المجتمعات، بل يسعى لاصلاح الأفراد على أساس أنهم لبنة البناء، واذا صلحت اللبنات صلح البناء كله. واذا كان الأنبياء أدرى بآخرتهم فالانسان أدرى بدنياه، وتلك قاعدة فقهية لا تعطي المبررات للاستحواذ على السلطة المجتمعية مطلقا. والقدسية المصطنعة المضفاة (في معمعة التآمر للقفز الى السلطة) تقتضى تفاني الأتباع، مما عزز ثقافة التعصب، وبالتالي صارت الدعوات (الدينية/السياسية) ذات طبيعة متعصبة وفاشية بالضرورة. وصارت الأحزاب الدينية أحزابا شمولية فاشية تحاول السيطرة على كل مناحي الحياة بالتدخل في كل شؤون البشر ومحاصرة العقل الفردي، بهدف السيطرة على السلطة التي يرومون القفز اليها أو التي يحاولون الاحتفاظ بها على أكتاف مريدين يموتون في سبيلهم وهم يظنون أنهم استشهدوا في سبيل الله.
ثالثا: علاقة الدين السياسي (أي ألمذهب) بالمرأة تعود الى زمن ألاحتلال ألاسلامي للأمصار، ذاك الاحتلال الذي يسمونه "فتوحات". فقد احتلوا واستوطنوا وغيروا حكّام الأمصار وكهنتهم وديانتهم ومعابدهم ولغتهم واستباحوا ممتلكاتهم كغنائم حرب ونساءهم سبايا لهم (وذلك بالضبط يشبه ما فعله الاحتلال في العصر الحديث؛ كألاحتلال ألأوربي للقارة الأمريكية، والاحتلال ألاسرائيلي لفلسطين وبنفس السلوكية مع أصحاب الأرض الأصليين). ولكن وقع محتلّوا القرن السابع وما تلاه في معضلة تتمثل بكون من هم تحت الاحتلال (لضعف قواهم القتالية) يتفوقون عليهم بالثقافة والمدنية والتراث وسعة الحيلة وحسن الاطلاع. وقد قاموا بدراسة المحتل، واكتشفوا أنهم بدو بسطاء، لايفقهون من دينهم ألكثير. ووجدوا أن نقطة قوتهم وضعفهم في الوقت نفسه هي القبلية والولاء ألقبلي. فاختاروا النبي (ص) ليدّعوا النقل عنه في ما يحفظ نساءهم من السبي، واستغلوا الروح القبلية ليتقبل الغزاة ما ينقل لهم عنه. فجعلوا المرأة عورة من قمة رأسها الى أخمص القدم وحرام و"تابو"، فغلفوها وحجبوها عن نظر البدو الغزاة. وحرّموا الاختلاط فأزاحوها عن طريقهم. وجازت الخدعة وبلع الغزاة الطعم، واذا بالغزاة يخطبون ويتزوجون النساء اللواتي كانوا يسبوهن. فاستمرأ من كان يرزخ تحت احتلالهم الأمر وتمادوا في المنقولات التي صارت "صحاحا" أوصلتهم للغاية التي يرومونها والتي تتلخص في: "لافضل لعربي على عجمي الا باتقوى"، وهنا برزت أزمة ألأخوال، كأخوال المعتصم ألأتراك وأخوال ألمأمون ألفرس، وأخوال غيرهم كالسلاجقة والبويهيين والغزنوية وآخرين. وقفز من كانوا مسحوقين تحت الاحتلال الى السلطة بالنسب والخؤولة وهم مسلحون بالدين السياسي. واستمرأوا الأمر لأنه يخدم مصالحهم في السؤدد، فاستمرّ عزل المرأة وتهميشها، فصارت عقدة الجنس محور الفتاوى انعكاسا للكبت وما أفرزه من شذوذ جنسي، عزّز محورية الجنس الغريزية التي هيمنت على الممارسات الطقسية اليومية. وكان ذلك في صالح المتفيقهين الذين عمّقوه وزادوا من المنقولات فيه. والغريب أن الأحاديث النبوية و"... ما طابق صريح المنقول (منها) صحيح المعقول ..." تعدت مئات الآلاف ولكنها مثلا لم تكن ملزمة لأبي حنيفة النعمان (رض) الذي لم يعتمد منها سوى سبعة عشر حديثا فقط ! وما نقل عن المرأة يحثّ في جلّه الأعظم على تهميشها وقمعها وبيعها وشرائها في سوق النخاسة لتصبح جارية لدى الرجل.
رابعا: للتحكم في العقول يجب مصادرة مفاتيحها من الجموع لضمان طاعتها العمياء وولائها المطلق بالنتيجة. وتلك ضرورة في حالة التآمر للقفز الى السلطة أو في حالة التآمر للدفاع عنها. فكيف يتم ذلك؟ يتم بجعل الدين اقطاعية تحتكم الى من يهيمن عليها. وكيف تتم الهيمنة؟ بتعقيد كل شيء فيه وجعله خارج متناول الأغلبية، باحتكار علم "قراءة القرآن" بالقراءات العشرة وبأحكام القراءة بالوصل والوقف والادغام والقلقلة والغنّة ... الخ. فمن شاء من غير ذي اطلاع مراعاة أحكام القراءة فسيفوته المعنى بالتأكيد. واحتكار "تفسيرالقرآن" وتأويله؛ فكانت آلاف التفاسير من اخباريين ولغويين و كلاميين ومتصوفة وغيرهم. واذا بالفاريء يعجز عن الفهم وتضيّعه التفاسير، فيضطر لتسليم أمره لمفسريهم. وأخيرا حرّجوا التفكير على أتباعهم واضطرّوهم للعودة الى الفقهاء في "فقه القرآن" واستنباط أحكامه في أمر الحلال والحرام والطهارة والنجاسة و... رغم أن القاعدة الأساسية تقول أن الحلال بيّن والحرام بيّن وأن معرفة الطهارة والنجاسة من البديهيات! وعندما يئس الناس من الالمام بنواحي عقيدتهم اضطروا الى تسليم مفاتيح عقولهم الى الاقطاع الديني. ولو أن النبي (ص) عندما بعث جاء معه بجيوش القرّاء والمفسّرين والفقهاء لما استطاع أحد فهم تعقيداتهم ولما آمن بالاسلام أحد. ولكن القرآن جاء على قدر العقول، مفصلا على قدر قابلية المتلقي، ويمكننا أن نقرأه ونفسره ونتدبّر أحكامه ببساطة دون أن نسلم مفاتيح عقلنا لرجال الاقطاع الديني، وبالتالي نعطيهم امكانية توجيهنا حيث تشاء مصالحهم أللا أخلاقية (بسبب محاولته التحكّم بمقدرات البشر)، والمثل يقول: "ان أعظم القيم وأنبل الأخلاق تتحطم على صخرة المصالح"!



#علي_عبد_الوهاب_ألدباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آراء في الدين ألمسيّس


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...
- عضو بمجلس الفتوى ببريطانيا يدعو مسلمي الغرب للتمسك بدينهم وب ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي عبد الوهاب ألدباغ - آراء في الدين ألمسيّس