أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيويل لازرو كون - لن يستطيع أحد أن يصعد على ظهرك إلا إذا إنحنيت















المزيد.....

لن يستطيع أحد أن يصعد على ظهرك إلا إذا إنحنيت


أيويل لازرو كون

الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 20:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ توليه منصب الرئاسة - قد منح الرئيس سلفاكير ميارديت بعض سلطاته وصلاحياته الدستورية لنائبه الدكتور رياك مشار على سبيل التأقيت ، وقد حان وقت أسترجاع مسئولياته - فإتخذ قراراً يفضي بأسترجاع تلك السلطات والصلاحيات الى مكتبه (يعني أمانة وأخذه) ، وهذا ما بثتها فضائية جنوب السودان في الخامس عشر من هذا الشهر وأكده السيد برنابا مريال بنجامين الناطق بأسم الحكومة حيث قال "إن الرئيس سبق ان فوض بعض صلاحياته مؤقتا لنائبه الاول وقد رأي لتقديرات يعلمها هو ان يعيد هذه الصلاحيات مرة اخري" . وبسبب القرار إنهالت الدنيا على رؤوسهم وبدأت الشائعات تتنبأ بحالة بركان متوقع ونزر مواجهات قبلية في جنوب السودان.
حبست البلاد أنفاسها وهي محتارة من أفعال وأقوال أبنائها قبل ردود أفعال أعداءها الذين فتتوا القرار وطبخوها في مخيلتهم حتى يحلو في مسامعهم ، وأعتبروها إمتحان سياسي، وضربة في الأنكل، والجنوب يستعد لماراثون 2015 ، بل قد ذهب البعض بتحليلات غريبة آسوأها في صحيفة الأهرام عندما كتب أحدهم قائلاً: "إقالة مشار بهذا السيناريو تؤكد أننا نتشابه في الملامح وان فصلت بيننا خطوط السيادة."!! هكذا إذاً والكثير ، لا يسعى المقال لتناولها.

ليس جديداً في أذهاننا أن يتحدث الصحافة السودانية والعربية بهذه اللهجة ، بل نستغرب أنها قللت من تشاؤمها الطبيعي من الجنوسودانيون منذ العام 1950، فالرأي العام أو الرأي الرسمي على الأقل الذي يمثله النخبة الحاكمة تعضد بأن الجنوبيين لن يستطيعوا أن يحكموا أنفسهم ، لذلك فالأمة السودانية متشائمة وإن أخفت تشاؤمها ، وتستشعر الحرج كلما تقدم جنوب السودان إلى الأمام خطوة واحدة، فمن الطبيعي أن يكون كل ردود الفعل سلبية خاصة بعد أضواء زيارة البشير الأخيرة لجوبا حيث تفاجأة وإنصدم ، وإنبهر من معه بخصوبة البنية التحتية بجوبا وكيف نبتت عليها تلك المظاهر التنموية في أقل من عامين فقط ، وأمطار المحبة والطيبة تسقط على رؤوسهم ، وتستقبل آذانهم أقوى الهتافات المرحبة بالوفد السوداني الرفيع في آراضينا المباركة.
قد أحرج السيد سلفاكير ميارديت المرافق أحمد البلال الطيب (صحفي البشير الأول) في المؤتمر الصحفي المشترك للرئيسان بجوبا ، عندما مهد الرئيس رده لسؤال أحمد البلال بمقدمة قالها بإبتسامة ساخرة ، مفادها لا شيء طيب أو ذكرى جميل يجمعهما ، فلا صداقة متوقعة بالرغم من العرفة بينهما منذ زمن طويل ، وقد تواعد البلال بالرد لاحقاً ، فهل هذه هي رد الصحافة السودانية!!؟
إن الصحافة السودانية تتعمد تغبيش الوعي وتضليل القراء دون أن يختشي أحد من ذلك أو حتى يقيِّم مسار الصحافة وما يمكن أعتباره مميزاً لها ، خاصة في الأمور المتعلقة بجنوب السودان مما زرع في المواطن السوداني حالة أعتقاد بأن جنوب السودان عبارة عن برميل بارود يفترض أن ينفجر قبل الأنفصال ولكنها لا زالت متماسكة وستظل كذلك طالما يدخل جنوب السودان يومياً أكثر من ثلاثمائة مواطن سوداني ، الأمر الذي يحيرهم ، فهي صحافة تفتقد المصداقية وهي أبسط مبادى الأعلام التي تتمتع بها تلفزيون جنوب السودان ، وقد عرف المهتمون تلك الحقيقة منذ أزمة مدينة (فانطو) هجليج ، حيث كانت تلفزيون جنوب السودان أكثر قناة مشاهدة في الخرطوم لمصداقية نقل الخبر بالصورة والصوت ، ولا يشاهد تلفزيون السودان إلا في الآندية العامة خشية من الغرامة والجلد.

قيل الكثير بشأن القرار الأخير ، وقد عجن وهجن الخبر ، ولكن هذه المرة فقدت الصحافة السودانية بوصلة تحليلاتها السياسية بشأن الدكتور رياك مشار ، فإنهم في حوجة لتقريبه في أحتمال أن يقود جنوب السودان ويلعبون في وتر العصا الأسطورة ومدح أبتسامته الفالجة وذكريات أتفاقية الخرطوم للسلام ، ولكن كيف يقومون بذلك بعد مهاجمة منزله في الخرطوم وكيف يواجهون الواقع بعد أن سأل الدكتور ساخراً من البشير " تجري من حشرة" إثر وصف البشير للحركة الشعبية بالحشرات.

ما يجب إدراكه هو إن الدكتور رياك مشار مواطن من جنوب السودان ولديه كل الحقوق المكفولة للمواطن بما فيه حق ترشحه للرئاسة ، ويجمعه مع الرئيس سلفاكير علاقات أجتماعية قوية وكثيراً مايتحدثون معاً بلغة الدينكا ولغة النوير واللغة الأنجليزية والعربية أيضاً ويتبادلان الأحاديث الساخرة والمرحة بعيداً عن لجام السياسة ، ولا يوجد أي صراع بينهما كما تزعم الصحافة السودانية منذ أمد ، فإذا كان أحدهم من الدينكا والآخر من النوير لا يعني صراع الإثنيتين على الأطلاق ، وسلفاكير ليس زعيماً للدينكا ولا رياك مشار زعيماً للنوير ، فـإذا كنتم تنتظرون صراع بين الدينكا والنوير فأقضوا سنين الأنتظار بالأستغفار ، لأن أنتظاركم سيطول وسيكمله أحفادكم وأحفاد أحفادكم ، كما أنتظره جدودكم من قبل لأكثر من خمسون عاماً.
أما على الصعيد السياسي فقد مثل الدكتور رياك مشار حكومة جنوب السودان في مناسبات كثيرة من بينها ملف جيش الرب اليوغندية وملف آبيي بلاهاي ، وقد كلفه الرئيس سلفاكير الآن بملف الأتفاق مع السودان ، لذلك سحب منه الصلاحيات الإضافية ليترك كل ما بيده للرئيس سلفاكير ويتفرغ تماماً لملف المصفوفة مع حكومة السودان ، وسيزور السودان السبت المقبل كرئيس ل اللجنة العليا المشتركة لبدء عمليات الأشراف والمتابعة مع نظيره علي عثمان بالخرطوم.
إذاً من الأفضل أن تنسوا أن الدكتور رياك مشار يشكل خطراً لسلفاكير وتهتموا بأبتسامته في مطار الخرطوم ، وهو يشكل خطراً للبشير وحكومته
فكيف سيستقبل الصحافة السودانية الدكتور رياك مشار تنج رئيساً لوفد جمهورية جنوب السودان السبت القادم...!

إن جنوب السودان ظلت تدافع عن نفسها من كل الدول العربية مجتمعة في جلباب الخرطوم تحت مسميات مختلفة، ولم تكن هذه الحرب لتستمر أكثر من خمسون عاماً لولا الخلافات الداخلية التي خسرت بسببها أكثر من مليوني شخص ، ولكن قد تعلم الجنوسودانيون من تلك الحروبات والأنقسامات دروس كثيرة ، وقد منح ذلك قادتها القوة والأمل والطموح الكبير لإحلال السلم والأمن في ربوع الوطن ، فالأستقلال كانت أول ثماره ، فلن يتزعزع الأستقرار لمجرد قرار (أستعارة) سلطات وصلاحيات بين الرئيس ونائبه.
خلاصة القول هذه المرحلة تتطلب الإلتفاف حول قضايا الوطن وتبصير العالم من حولنا بحقيقة ما يجري في دولتنا المباركة جنوب السودان، حتى نضع حداً للإفتراءات الأجنبية وخزعبلات مقالاتهم التي تملأ مواقع الأنترنت السياسية ، فصمتنا بمثابة القناعة وتضعنا في موضع المنحني الذي أشار له مقولة السيد مارتن لوثر كينغ القائلة " A man can t ride your back unless it s bent. "
فالاستمرار في الصمت مغامرة غير محسوبة العواقب، والتراجع عن متابعة الراهن السياسي سيمنح قوة للدعاية المضادة التي تسعى لتأكيد فشل الدولة وعدم مقدرتنا للتعايش في وطن يسع الجميع.



#أيويل_لازرو_كون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيويل لازرو كون - لن يستطيع أحد أن يصعد على ظهرك إلا إذا إنحنيت