|
أين أنتِ
جان برو
الحوار المتمدن-العدد: 4068 - 2013 / 4 / 20 - 16:24
المحور:
الادب والفن
أين أنتِ
أَيَتُهَا الجَرِيحَة خَلْفَ سِتَارِ الدَّمْعِ والمَآسِي، بَحَثْتُ عَنْكِ بِينَ خَفَقَاتِ قَلْبِي الشَّرِيدَة فِي جَحِيمِ أَنْفَاسِي، بَحَثْتُ عَنْكِ فِي آهَاتِ العَاشِقينَ، وَفِي السِّنينِ أَلَّتِي أَحْرَقَتْ مِنْ بَعْدِهَا السِّنِينَ، فِي رُسُومَاتِ الطُّفُولَةِ المُلَوَنَةِ فِي كُرَّاسِي، وَسَأَلْتُ عَنْكِ مُنَجِمِّينَ العَالَمِ بِأَسْرِهمْ، وَضَرَبْتُ بِالسِّيفِ، وَضَرَبْتُ بِالمَنْدَلِ، وَضَرَبْتُ أَخْمَاسً بِأَسْدَاسِ، وَسَألْتُ عَنْكِ قَارِئَة الفُنْجَان، لَمْ أَجِدْكِ يَا حَبِيبَتِي.. لَمْ أَجِدْكِ، أَيِنَ أَنْتِ؟ بَحَثْتُ عَنْكِ فِي أُمَهَاتِ الكُتُبِ، فِي رَوَائِعِ الفَنِ وَالشِّعْرِ والآدَبِ، بَينَ الصّدْقِ وَالوَهْمِ وَالكَذِبِ، فِي كُرُومِ التِّينِ وُالتُّفَاحِ وَالعِنَبِ، لَمْ أَجِدْكِ، لَمْ أَجِدْكِ.. أَيَتُهَا الجَرِيحَة خَلْفَ قُبْحِ اَلأَغْلَال، هَا أَنَا ذَا فِي البَحْثِ عَنْكِ، تَخَطَّيتُ حُدُودَ المُحَال، وَ تَخَطَّيتُ كُلَّ الخُطُوطِ الحَمْرَاءِ، وَالصَّفْرَاءِ، وَالسَّودَاءِ، وَالشَّقْرَاءِ، وَحَطَمْتُ كُلَّ حُرُوف السَّؤال، أَيِنَ أَنْتِ؟ أَيِنَ أَنْتِ؟ سَأَلْتُ الطِّيرَ عَنْكِ.. وَسَأَلْتُ الحَجَر، سَأَلْتُ العُظَمَاءَ مِنْ شَعْبِي، وَسَأَلْتُ المَطَر.. سَأَلْتُ الغَجَر، سَأَلْتُ اَنِينَ اَشْوَاقِي، وَسَأَلْتُ الدَّمْعُ الجَّرِيحُ فِي اَحْدَاقِي، مَتَى يَا تُرَى.. سَوفَ يَغْزُو حُبكِ رَحِيقُهُ اَعْمَاقِي؟ مَتَى سَوفَ تَكْتَشِفِينَ عِطْرَ جُنُونِي؟ مَتَى سَوفَ تُغَازِلِينَ ذَاكَ العَطَشَ فِي عُيُونِي؟ أَيَتُهَا الحَزِينة.. أَيَتُهَا المُنْتَظِرَة خَلْفَ أَسْوَارِ المَدِينَة، صَدِقِينِي بِأَنِّي لَسْتُ اَدْرِي، مَتَى اَحْبَبْتُكِ وَلَا كَيف، لَسْتُ اَدْرِي إِنْ كَانَ اليَوم، اَو كَانَ غَدَاً، لستُ اَدْرِي إِنْ كَانَ فِي العُصُورِ الوسْطَة، او قَبْلَ ذَاكَ الزَّمَن.. لستُ اَدْرِي إِنْ كَانَ فِي الرُّوحِ، اَو كَانَ فِي البَدَن.. فَفِي حُبكِ تَبَعْثَرَتْ كُلُّ الكَلِمَات، بَكَتْ أَمْوَاج المُحِيطِ تَضَرُّعً، تَبَعْثَرَتْ قَوَامِيس العِشْقِ بَينَ المَسَامَات، تَبَعْثَرَتْ الأحْلَام.. سَألْتُ عَنْكِ بِكُلِّ اللُغَاتِ الحَيَّة، وَبِكُلَّ اللُغَاتِ المَنْسِية، وَسَألْتُ عَنْكِ وَجْهَ القَمَر.. سَأَلْتُ الجِّبَال، سَأَلْتُ الظِّلَال، يَا هَلْ تُرَى؟ حُبكِ حَقِيقةٌ، أَمْ وَهْمٌ وَخَيَال.
جان برو
#جان_برو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صرخة في وجه الاسد
-
هذه مملكتي
-
لا تدعيني أغرق
-
لا ترحلي
-
لاجئ سياسي
-
علماني وافتخر
المزيد.....
-
مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم -
...
-
أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل
...
-
مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
-
دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي
...
-
بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي
...
-
رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم
...
-
إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا
...
-
أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202
...
-
الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا
...
-
متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|