أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزاد جعدان جعدان - أغاني فتى الحروب














المزيد.....

أغاني فتى الحروب


نوزاد جعدان جعدان

الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 09:16
المحور: الادب والفن
    


1
غداً سنأكل من صحن واحد ونشربُ من طاسة نحاسية واحدة ..
البئر الممتد في بساتين القرية وزّع علينا حبات البندورة و أسراب الجراد
لا تَقفلْ أبواب المدرسة بالسلاسل والأقفال الكبيرة وانا أكتب بالطبشور على اللوح
تضيعُ مفاتيحي في رنين السلاسل
لا توقف الموسيقى وأنا في العرس وسط ساحة القرية
الهدوء حزن القرويات الحلوات وقشٌ يحترق فيه الرحيل
للفجر الذي يوزع قطع أقمشة بيضاء وأحذية للرياضيين سنركب الأمواج
لن تلتوِ أقدام البحر حتى لو ركض على جبهة الصخر
وعند المساء.. عندما تتوزع اكواب الشاي ودفاتر الشعراء
سنشعل ناراً هادئة على الجبل من حطب قريتنا
ذي الرائحة الحلوة كألف زجاجة عطر
غداً سنأكل من تلك الحلة الكبيرة التي طبخناها على نار هادئة
لا تقل لي تحب المعلبات والمياه الغازية ولا تشرب إلا في كؤوس زجاجية
في الصباح الذي تأخر جداً على غير عادته
كعاشق تأخر عن موعده عندما وجد دكاكين الزهور مغلقة
2
عدت صغيرا سأسهر حتى الصباح ما
إذن تعالي غنِّ لي عن مواسم التوت و رائحة السفر وأغاني الليل
عن أيلول والحقائب المدرسية و فطور الصباح
عن القمر عندما يسكن زجاجة الخمر فيكثر المتسكعون وبائعو السجائر
كنجمة بيضاء يؤشر إليها العشاق ألمع وحدتي
تعالي وامسحي بيديك حبة الخوخ هذه و غبار الرحلات وأعمدة الخيام
منذ زمن أغني لا لأحد بل ليستيقظ الجيران
3
لا تخافي الجو جميل أمّا الغبار تعودتُ عليه
أصبحت شاحباً قليلاً بدلاً من القهوة أشربُ الليمون صباح مساء
أقف كالبهلوان وسط الشارع و الجروح
أجمع حزن العالم وأبدأ بتدويرها على إبهامي كالكرة.
أطل أحيانا على الغابة كذئب فقد انيابه أراقب ما يجري وأرحل ..
هل تعلمين في ذلك اليوم أكلت لحماً كان طعمه محلياً جدا
تقيأت عدة مرات كما تقيأت عندما مرّت بائعة اليانصيب قربي في كراج العباسين
حيث يجتمع الحليب والنبيذ وتفقد كل الشوارع أحذيتها
كانت تعتمر قبعة شتوية مرّ عليها ألف طريق
تصنع من الليل علباً فارغة وتضعها في حاويات المدينة
قالت إن الدجاج الذي نربيه تأكل بيوضه الأفاعي
لا تخافي الجو جميل وأن المطر الجميل الجميل جدا كأستاذ الموسيقى قادمٌ
و لن تلزمكم بخاخات الربو ولا الصيدليات المناوبة
4
ما دام هناكَ طريق لن تعرقل عربتنا الحجارة
عربتنا الملونة بالبالونات و قطيع الحملان وصناديق الحلوى
الطفل الذي جلس في أيلول رغماً عن حزنه
شمّر عن ذراعي الصباح
لم ينسَ أن دفاتره ورسوماته تدفأ يها الجنود وقت الحرب
وأن حقائبه التي احتوت على عروسة الزعتر وحبات البرتقال خبؤوا فيها القنابل
ابتسم وسحب الشمس من ياقتها إلى شرفتي
تذكرتُ أيلول و فرحة الحقائب المدرسية الجديدة
وأبي الذي لا ينام إلا على صوت المذياع وساعة لندن
ما دام هناك طريق أرزع ضحكة من مراعٍ و شتلات البندورة
وأبكي مع مواسم المطر
تنمو شجرة فاصولياء طويلة جدا وأبحث عن الغول الذي يسكنني
الغول الذي صار عملاقاً منذ أن تسلق جدار الحي القديم و سرق أسناني اللبنية
يداي باردة كجدران الغرفة
يداي ساخنة كرغيف الفرن
أفكر كثيرا وأعرف أن هناك طريق معتدل عندما يمر بائع الفراولة وحيداً في زقاق المدن
أشتري سلتين أو ثلاثة ولكن بعد أن أتذوقها
تتلون شفاهي وشفاهكِ بالأحمر
لن تعرقل عربتنا شيء حتى لو انطفأت الكهرباء من كل الشرفات
5
كان عليَّ أن أكذبَ عليكِ مرتين
قلتُ لكِ لا أحبُّ الصيف
يشتعلُ الصباحُ ولا أبحث عن أحد !
أمسك الجريدة بيدٍ وبالأخرى رغيفاً ساخناً
أبحثُ عن بائعِ اليانصيب وأوزع أحذية لتلك الأقدام التي تيبست من تسلق الجدران
كانت المصابيح اغنية الأجنحة
يؤلمني هذا الصباح أن أنظف مداخن المدينة
من حطب الغابة التي بنينا من أخشابها بيوتنا
وكم كانت تدفئ خبزنا الأسمر في فرن التنور وأيدي الضيوف قبل أن يضعوا القفازات
كان يجب أن أكذب عليكِ مرتين هذا الصباح
إنه نيسان والكذبة بيضاء بيضاء جدا كصحن مهلبية في الصالحية
كالسحاب الذي مرَّ قبل قليل سريعاً
هل رأيته؟!.. افتحي النوافذ هل من مطر



#نوزاد_جعدان_جعدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزاد جعدان جعدان - أغاني فتى الحروب